إلى الأخ Tarbawi1
بداية، أحيي فيك انتفاضتك للتعبير عن خطورة الآفات التي باتت تهدد الجسم النقابي، أو بالأحرى مكونات الجسم النقابي للأسرة التعليمية، وهي انتفاضة تنم - كما يتضح من خلال لغة المقال - عن نزعة انتقامية من هذه الإطارات، أكثر منها غيرة على هذا العمل، ورغبة في معالجة اختلالاته.
لكن هذه اللغة المتحاملة، الحاملة لخطاب التخوين للجميع، والتي لا تكرس في أوساط الشغيلة إلا النفسية المتأزمة، لاسيما عند الحديث عن الكعكة والموائد الدسمة ...وغيرها من الألفاظ التي توحي بخيانة الأمانة وتضييع ثقة الأسرة التعليمية، كان ينبغي أن تؤسس على أدلة وبراهين، وأن تبتعد عن الاتهامات المجانية .
ويأتي هذا الرد، ليس من أجل التبرئة، ولكن لفتح نقاش هادئ بخصوص بعض الأمراض التي أصابت الإطارات النقابية التعليمية، نقاش يتغيى إنقاذها والعودة بها إلى جادة الصواب.
فالإطارا النقابية، باعتبارها تجمعا بشرية، لا يمكن أن تخلو من الوصوليين وذوي النفوس الضعيفة، الطامحين إلى الاستفادة الشخصية والعاجلة، لكن العيب كل العيب في إحجام المسؤولين عن تنقية صفوفهم من أمثال هؤلاء، كما أن الأسرة التعليمية تتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية، في فضح الممارسات الشائنة، وكذا في الانخراط الجاد في الإطارات النقابية - كل حسب قناعاته الفكرية - والمساهمة في الرقي بالممارسة النقابية من الداخل، وذلك بالمساهمة في اختيار القيادة الأمينة، وتفعيل الوظيفة الاقتراحية داخل النظيم، أما أن ينتقد الفرد من الخارج، فهو الأمر السهل على الجميع.
فلتنخرط الشغيلة في العمل النقابي، ولتتحمل مسؤولياتها كاملة عن خيار المشاركة أو المقاطعة.