إدارة المنتديات بين الثعالب والقنافذ - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2009-10-08, 17:10

رقم المشاركة : 1

abde3000

أستـــــاذ(ة) مــــاسي

إحصائية العضو

abde3000 غير متواجد حالياً

إدارة المنتديات بين الثعالب والقنافذ

في مقالته الشهيرة "القنفذ والثعلب" قسم الكاتب "اشعيا برلين" العالم إلى قنافذ وثعالب ، اعتمادا على مقولة يونانية قديمة: "الثعلب يعرف أشياء كثيرة ، لكن القنفذ يعرف شيئا واحدا كبيرا". والحكاية ان الثعلب ملك الدهاء والخبث يحاول الهجوم على القنفذ يوميا ويقف متربصا به عند جحره ، ويخرج القنفذ متسلحا بأشواكه ليس أمامه إلا هدف واحد هو الحصول على غذائه. ويجرب الثعلب كل يوم إستراتيجية أخرى أكثر تعقيدا مقارنا بين ملكاته و قدرات القنفذ، ويفشل كل يوم دون تحقيق هدفه على الرغم من استراتيجياته المعقدة وحيله التي لا تنفذ ، فلا هو بحث عن غذاء آخر ، ولا هو على يقين من طيب لحم القنفذ ، و كل ما فعله هو تشتيت جهوده على صيد يحسبه أعظم صيد في الدنيا.

لكن ما علاقة كل هذا الحديث عن القنافذ والثعالب بإدارة المنتديات والمواقع- وهي تنظيمات إدارتها لا يختلف كثيرا عن الشركات بل إن معظمها بشكل أو بأخر شركات ؟ كيف يسهم الحديث عن القنافذ والثعالب في تحويل منتدى او موقع صغير إلى منتدى أو موقع عملاق مثل جوجل او ياهو أو ويكيبديا. والإجابة نعم هناك علاقة كبيرة تشمل كافة الجوانب.

إن المدراء الذين نجحوا في تحويل شركاتهم من شركات \ مواقع صغيرة إلى شركات ومواقع عظيمة ، ، يعتبرون من القنافذ ،حيث استطاعوا الوصول إلى تصور مماثل لتصور القنفذ في سعيه البسيط الواضح الذي لا يثنيه احد نحو بلوغ هدفه ، وتطبيق هذا المفهوم أو الإستراتيجية على شركاتهم. أما الذين قادوا الشركات التي تعتمد على مفهوم المقارنة والنظر الى ما وصل إليه الآخر والرغبة في التفوق عليه من خلال إتباع استراتيجيات وأساليب معقدة وطرح أفكار هم لا يحبونها أصلا ولكن لأنها تجعل منهم الأفضل في هذا العالم، فهم من الثعالب ،الذين بدلا من تكوين رؤية موحدة بسيطة تتجه صوب الهدف مباشرة ، أصبحوا مبعثرين ومشتتين ومشرذمين دون اتساق بين جهودهم وأفكارهم الأمر الذي اضر بشركاتهم ومواقعهم وفشلوا في تحقيق أهدافهم على الرغم من إيمانهم بقدراتهم الكبيرة ، وما يمتلكونه فعلا من قدرات تفوق الآخرين بكثير.

إن الفروق الاستراتيجيه الأساسية بين المواقع \الشركات التي تنجح في الانتقال من شركات \مواقع صغيرة إلى شركات ومواقع عظيمة ، وتلك الشركات التي تنتهج إستراتيجية المقارنة والتي تسعى الى الانتصار والتفوق على غيرها لتصبح الأفضل في هذا العالم يكمن في جانبيين أساسيين.

أولا ، إن الشركات\المواقع التي نجحت في التحول إلى مواقع وشركات عملاقة أسست استراتيجياتها على فهم عميق قائم على ثلاثة أبعاد رئيسية : نسميها الدوائر الثلاث.

ثانيا، ان هذه الشركات\المواقع ترجمت هذا التفاهم الى فكرة بسيطة واضحة توجه كل جهودها على هذا الأساس وهذه الفكرة البسيطة تعرف ياسم .

و بتعبير أدق، فان مفهوم القنفذ البسيط الواضح، ينبع من فهم عميق لنطاق تقاطع الدوائر الثلاث التالية:
1. ما هو الشيء الذي يمكنك أن تكون الأفضل فيه ، وبنفس القدر من الأهمية ، ما هي الأشياء التي لا يمكنك أن تكون الأفضل فيها. وهذا المعيار المميز يتجاوز بكثير مجرد تملكك القدرة و الكفاءة والمال والموارد البشرية ، وذلك لأن مجرد توفر القدرات اللازمة معك لا يعني بالضرورة إمكانية أن تكون أفضل من يفعل هذا في العالم. . وفي المقابل، ما يمكنك أن تكون الأفضل فيه ربما لا يكون شيئا تفعله حاليا.

2. ما الذي يدفع محركك الاقتصادي . إذا كانت استمرارية المنتدى أو الموقع أو الشركة ترتبط بالقدرة على تحقيق تمويل ذاتي ثم تحقيق أرباح لدفع النمو الى الامام ، فان الشركات الناجحة تكون ذات بصيرة نافذة حول كيفية توليد ربحية وتدفقات نقدية بأكثر السبل فاعلية. وتقوم هذه الشركات بتحديد أكثر العناصر تأثيرا على نموها الاقتصادي ، مع الوضع في الاعتبار العنصر الاجتماعي، فلا يصح مثلا تحقيق ارباح من خلال إعلانات مواقع الجنس على منتدى ثقافي لان هذا في النهاية سيقلل من ربحيته مع انخفاض عدد زواره الجادين الذين يمثلون المحرك الاقتصادي لهذا الموقع.

3. ماذا هو الشيء الذي تحبه بعمق . تركز الشركات\ المواقع المنتديات على الأنشطة التي تشعل أحاسيسهم تلك التي يحبونها فعلا دون السعي وراء قضايا ثقافية او فكريا يسعى الاعضاء الى اثارتها لمجرد كونها مواضيع الساعة او لإحساسهم بضرورة المشاركة فيها بحكم مسؤوليتهم التاريخية ، وذلك دون أن يكونوا شغوفين بها لان لديهم ما يحبونه اكثر و ما سعوا اليه من خلال تواجدهم في هذا المنتدى او الموقع او ذاك . والفكره هنا هي ليست في استثارة العواطف –وهناك محترفون في هذه الأمور ، ولكن من خلال اكتشاف ما الذي يجذبك فعلا عاطفيا وتشغف به.

وخلاصة القول ، إن النجاح في تحويل المنتديات والمواقع الصغيرة إلى مواقع ومنتديات عملاقة يستدعي من أصحابها السعي جاهدين إلى الوصول إلى إستراتيجية أو تصور القنفذ ، من خلال تحديد منطقة تقاطع بين ما يمكنك أن تتفوق فيه ، واهم العناصر المؤثرة على النشاط، وما تحب عمله فعلا .

علاوة على ذلك يجب ان تكون حركتنا من خلال وعينا بالهدف ، وليس من خلال وعينا المستمر بالآخر و المقارنة معه ، والرغبة في الانتصار عليه. وهنا حقيقة اساسية لابد ان نعيها جميعا وهي انه في العالم الرقمي يوجد متسع للجميع.

وختاما، لا مفر من السؤال " هل انت قنفذ أم ثعلب؟

منقول