الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الأخبار والمستجدات التربوية > منتدى أخبار التربية والتعليم


منتدى أخبار التربية والتعليم خاص بالأخبار والمستجدات التربوية الوطنية والدولية،مذكرات و مراسيم الوزارة ،المقالات التربوية الصحفية ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2011-05-10, 19:05 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

افتراضي أية آفاق بعد إقصاء دكاترة التعليم المدرسي من نتائج الحوار القطاعي



أية آفاق بعد إقصاء دكاترة التعليم المدرسي من نتائج الحوار القطاعي



خاض دكاترة التعليم المدرسي هذه السنة إضرابا مفتوحا عن العمل من 18 فبراير الى 23 ابريل، وهو إضراب جاء بعد سنوات من النضال المشروع لهذه الفئة التي وجدت نفسها في السنوات الأخيرة تعاني الحيف والإقصاء بسبب من تجاهل الدولة لقيمة الدكتوراه، مما يؤشر الى عمق الإشكالية البنيوية التي تعاني منها منظومة التربية والتكوين ببلادنا منذ الاستقلال الى يومنا هذا، والتي باتت بدون أفق معرفي ومجتمعي وتاريخي جراء عدم قدرة هذه المنظومة على تجاوز هذه الحلقية وهذا الانحصار الذي من بين تمظهراته تبخيس الدكتوراه وعدم انفتاح أي أفق علمي وأكاديمي أمام حامليها، من حيث هو أفق لممارسة البحث العلمي باعتباره قاطرة للتنمية المجتمعية وفق متطلبات المرحلة التاريخية التي تعيشها الإنسانية جمعاء اليوم.
فبدون الدخول في سرد تاريخي لأهم التجارب التاريخية الفاشلة التي راكمتها المدرسة العمومية والجامعة المغربية على حد سواء، بسبب من سيادة نوع من الارتجالية والتسيب والفردانية في اتخاذ قرارات فئوية ضيقة على حساب المصالح المصيرية لكل فئات وطبقات الشعب المغربي التي كانت تتغيى من خلال التعليم تحقيق طموحاتها المشروعة في المساهمة في بناء مغرب لكل المغاربة، فبدون الدخول في هذه الحيثيات يمكن القول أن أزمة/مأزق تطور منظومة التربية والتكوين وعدم قدرتها على التجديد والتجدد بما يمكنها من تلبية حاجيات البلاد في التنمية والديمقراطية والحداثة، باعتبارها قيم ملازمة لكل مجتمع متقدم، إنما تتكثف في ما آلت إليه وضعية الدكاترة بشكل عام ودكاترة التعليم المدرسي بشكل خاص.
ان قضية دكاترة التعليم المدرسي، بما تستبطنه من اهانة وإقصاء وتهميش للكفاءات الوطنية، هي قضية رد اعتبار لقيمة الشهادات الجامعية وعلى رأسها الدكتوراه قبل ان تكون قضية مرتبطة بشكل ضيق بتغيير إطار الدكاترة الى أساتذة التعليم العالي مساعدين. فالحق في تغيير الإطار على قاعدة الشهادة المحصلة هو حق لكل أبناء الشعب المغربي، كما أن الولوج الى الجامعة المغربية باعتبارها فضاء للابتكار والبحث العلمي ينبغي أن يكون ميسرا وممكنا لكل من توفرت فيه الأهلية الجامعية والعلمية والمعرفية حتى يساهم في تشييد صرح هذه الجامعة التي لازالت تعاني من عدة مشاكل مزمنة (غياب الديمقراطية، سيادة منطق المصالح والتكتلات، تعثر الانتاجات على مستوى البحث العلمي....) هي السبب في تبوئها المكانة المتدنية في سلم ترتيب الجامعات الدولية.
غير أن ولوج الجامعة المغربية تاريخيا لم يكن بهذا الشكل الذي هو عليه اليوم، حيث بات من الصعب/المستحيل ولوج الجامعة كأستاذ التعليم العالي مساعد بمجرد الحصول على الدكتوراه على غرار ما تم به العمل الى حدود الإصلاح الجامعي لفبراير 1997. فقبل هذا التاريخ كانت أبواب الجامعة مفتوحة أمام حملة دبلومات أقل قيمة من الدكتوراه وكان التحاق هؤلاء بالجامعة تحكمه اعتبارات أخرى سياسية وعلائقية لا صلة لها بالكفاءة والدمقرطة.
اليوم، وبعد أن أغلقت أبوابها أمام حملة الدكتوراه، بدعوى الدمقرطة، أضحت الجامعة ومؤسسات التعليم العالي مرتعا لكل أصناف المتعاقدين من حملة الدبلومات التي ليست بالضرورة من قيمة الدكتوراه. والحال هذه ألا ينكشف هذا النوع من الخطاب المرفوع من طرف مختلف الأطراف المتدخلة في الحقل الجامعي حول "دمقرطة" الجامعة المغربية؟. ان الحديث عن "الدمقرطة" الذي ليس سوى إشهار ورقة المباريات أمام كل من يريد ولوج الجامعة، له معنى واحد ووحيد وهو الحيلولة دون أن تلتحق فئات جديدة من أبناء الشعب المغربي بالجامعة.
هذا المعنى إنما يكتسب مشروعيته وقوته من كون العديد من هذه المباريات تجري في ظروف تنتفي فيها الشفافية والديمقراطية واعتماد الأهلية العلمية والبيداغوجية. ولعل أخر مثال حي شاهد على ما نقوله هنا هو عدم قدرة وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي على تدبير مباريات تغيير إطار دكاترة التعليم المدرسي الى أساتذة التعليم العالي مساعدين، تلك المباريات التي شابتها خروقات واختلالات تنظيمية وقانونية كانت السبب في الاحتقانات التي أدت بدكاترة التعليم المدرسي الى الدخول في إضرابهم المفتوح ل 18 فبراير من السنة الجارية.
ما هو مؤكد اليوم ان هذا الإضراب جاء يكشف عن مجموعة من الاختلالات العميقة كانت ولا تزال تجري في منظومة التربية والتكوين بشقيها التعليم المدرسي والتعليم العالي. ففي الوقت الذي تجد في الجامعة المغربية أطرا متعاقدة من غير حملة الدكتوراه، هاهم الدكاترة يعانون كل أشكال الحيف والإقصاء في التعليم المدرسي الذي بالمناسبة تحكمه، على غرار التعليم العالي، عقلية دوغمائية متحجرة تكن كل الحقد للدكاترة وللمعرفة وللبحث العلمي. ان هذه العقلية التي لازالت غارقة في أكليشيهات وفي قوالب جامدة أضحت تشكل العائق البنيوي لأية محاولة لتطوير منظومة التربية والتكوين التي تنخرها ممارسات وسلوكات مشينة لا داعي للتفصيل فيها في هذا المقام.
ان الواقع ليبدو اليوم كما لو أنه مقلوبا رأسا على عقب، ذلك أن الدكاترة في قطاع التعليم المدرسي وعوض الاستفادة من خبراتهم وكفاءتهم العلمية تراهم يهمشون من دون أي إطار تنظيمي يعترف على الأقل بشهادة الدكتوراه في قطاع التعليم المدرسي.
لقد كانت الفرصة مواتية، في ظل هذا الإضراب المفتوح، أمام الوزارة وأمام الجامعة لإعادة إدماج هذه الطاقات من الدكاترة في مؤسسات التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي لما فيه خير بلادنا، بشكل توافقي بين كل الأطراف المتدخلة في منظومة التربية والتكوين، وهو ما استبطنه تدخل الوزير السيد أحمد اخشين في البرلمان في معرض رده على سؤال، بخصوص الإضراب المفتوح لدكاترة التعليم المدرسي، كان قد تقدم به الفريق الاشتراكي يوم الأربعاء 13 ابريل 2011 بمجلس النواب.
إن أهم ما جاء في رد الوزير هو: "فإما أن نستجيب بشكل مباشر لطلب فئة معينة وفق نظام أساسي تم تجاوزه بتوافق مع الشركاء الاجتماعيين، وإما المحافظة على التوازن العام في المنظومة بالحفاظ، في نفس الوقت، على مصالح هذه الفئة". أما النظام الأساسي الذي كان الوزير يقصده والذي استهل به تدخله فهو نظام الترقي في التعليم المدرسي بالشهادات والذي عرف تغييرا عميقا اثر إقرار نظام 2003 الذي جاءت صياغته من طرف لجنة تضم ممثلين عن الوزارة وممثلين عن النقابات. ومن بين المبادئ التي يقوم عليه نظام 2003 (يضيف الوزير في معرض تدخله بمجلس النواب) هو مبدأ الانتقال من نظام الترقية بواسطة الشهادات، الذي كان معمولا به في نظام 1985، إلى ترقية بواسطة الامتحان المهني أو عن طريق الاختيار؛ وذلك بغية الارتقاء بالأداء وتحسين المردودية. وقد حدد النظام الأساسي الجديد فترة انتقالية تستمر فيها الترقية بالشهادات ومدتها خمس سنوات تبدأ من تاريخ إصدار المرسوم في شهر فبراير 2003.

ما يهمنا هنا في تدخل السيد الوزير أمرين أساسين:
أولهما أنه كان صريحا في تناول إشكالية دكاترة التعليم المدرسي بدون أية رؤية مسبقة جاهزة تنم عن حقد دفين لهذه الفئة على غرار بعض المسؤولين الآخرين. بل ربما يمكن فهم ما استبطنه رد الوزير بكونه استعداد منه لإيجاد حل لهذه الفئة بشكل استثنائي، ويبدو هذا من قوله: "فإما أن نستجيب بشكل مباشر لطلب فئة معينة وفق نظام أساسي تم تجاوزه بتوافق مع الشركاء الاجتماعيين، وإما المحافظة على التوازن العام في المنظومة بالحفاظ، في نفس الوقت، على مصالح هذه الفئة".
ثانيهما أنه - أي الوزير - وضع الأطراف المعنية بملف دكاترة التعليم المدرسي أمام حرج كبير وأمام مسؤوليات لا يمكن تجاهلها لأن فيها مصداقية، ليس فقط هذه الأطراف بل مصداقية المشروع المجتمعي الذي تبشر به هذه الأطراف. والأطراف هذه – كما أكدنا في مرات كثيرة - هي النقابات الخمس، وخاصة النقابات التعليمية الأربع، التابعة للكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد الوطني للشغل والفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين، الذين عملوا على تعليق بيروقراطي لإضراب الدكاترة وبشكل لا زال يلفه الغموض بعد أن اتضح من نتائج الحوار القطاعي ليوم 02 و03 ماي عدم صحة ذلك "البلاغ المشترك" الذي ادعت فيه هذه النقابات الأربع، زورا وبهتانا، توصلها الى توقيع محضر بخصوص حل ملف دكاترة التعليم المدرسي. كذلك من بين الأطراف المعنية بهذا الملف النقابة الوطنية للتعليم العالي التي كان لها موقف سلبي من نضالات دكاترة التعليم المدرسي. لم تدعمهم ولو ببيان... بل ذهبت في اتجاه انتزاع حوالي 300 منصب لتسوية وضعية أساتذة الثانوي التأهيلي الممارسين فقط بالجامعات... وكذلك ذهبت في اتجاه حل ملف الأساتذة الباحثين من حملة دبلوم الدراسات العليا والتمديد لمن لا زال لم يناقش دكتوراه الدولة منذ 1997 تاريخ الإصلاح الجامعي المشؤوم.
إن هذه الأطراف بينت بالملوس أنه لا يمكن الرهان عليها، بعد أن عقد عليها دكاترة التعليم المدرسي أمالا عريضة... لم تستطع هذه الأطراف –للأسف- تغليب المصلحة العليا للبلاد على المصالح الفئوية الضيقة. فكيف يمكن أن نفهم توصل وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر، مع النقابات الخمس ومع النقابة الوطنية للتعليم العالي، الى حل ملفات مختلف الفئات التعليمية سواء بقطاع التعليم المدرسي، حيث الدكاترة مهمشون، أو بقطاع التعليم العالي حيث لازال هناك "تمديد في المناقشة" لمن لا دكتوراه لهم.
إن هذا الوضع بات يفرض علينا اليوم، وبعد اتضاح الرؤية بشكل لا غبار عليه خاصة بعد لجوء النقابات الأربع المذكورة أعلاه الى ما أسمته "البلاغ المشترك" ل 15 ابريل لنسف الإضراب المفتوح للدكاترة، وبعد استثناء ملف دكاترة التعليم المدرسي من نتائج الحوار القطاعي في التعليم المدرسي والعالي، بات يفرض علينا أن نقول بشكل مسؤول أن هناك تواطؤ لوبيات في الوزارة وفي النقابات التعليمية وفي النقابة الوطنية للتعليم العالي ضد ملف دكاترة التعليم المدرسي. من هذا المنطلق، ومن أهمية قول الحقيقة لكل أبناء الشعب المغربي، نؤكد على ما يلي:
- إن إعادة إدماج الدكاترة العاملين بقطاع التعليم المدرسي من شأنه أن يفتح أفاقا رحبة، ذلك أن هذه العملية سوف تعيد الاعتبار لشهادة الدكتوراه وستمكن الأجيال القادمة من التوجه لممارسة البحث العلمي وانجاز بحوث الدكتوراه عوضا عن الاقتصار عن الماستر والتوجه الى الشارع للمطالبة بالإدماج المباشر. ان في ذلك مصلحة عمومية، ومن هنا يستمد الإضراب المفتوح مشروعيته وشرعيته لأنه ليس يجري بهدف تغيير الإطار وحسب، بل ان دوافعه العميقة تتكثف في الوعي الطليعي والوطني الذي تتمتع به فئة الدكاترة التي تأمل من خلال إضرابها هذا تقويم ما يمكن تقويمه وإصلاح ما يمكن إصلاحه.
- إن النظام الأساسي المعدل في قطاع التعليم المدرسي في سنة 2003 يحمل في طياته، وبحكم القانون، حلا استثنائيا لكل الدكاترة العاملين في قطاع التعليم المدرسي الذين وظفوا قبل نهاية سنة 2008؛ ذلك أن هذا النظام، وهو يؤكد على الترقية بالشهادات وفق المبارة، ترك المجال مفتوحا لمرحلة خمس سنوات كمرحلة انتقالية يرقى فيها الحاصلون على الشهادات، ومن بينها الدكتوراه، بشكل استثنائي دون الحاجة الى المبارة، وهذا حق لن نتنازل عنه رغم كيد الكائدين ولو تطلب منا ذلك تضحيات جسام أكثر من تلك التي تطلبها إضراب شهرين متتابعين.
- إن النقابات الأربع، وهي تلجأ الى أساليب ملتوية وبالية لفض ونسف نضال دكاترة التعليم المدرسي، بينت أنها عاجزة عن تفهم الحقوق المشروعة للدكاترة، فبالأحرى تأطير هذه الفئة الطليعية؛ وبالتالي فان هذه النقابات خسرت أهم معركة لها وهي تلك التي تتعلق بثقة هذه الفئة ومختلف الفئات الأخرى في "مشاريعها المجتمعية". فهل سيقبل الشعب المغربي، أولئك الذين يتآمرون على نضاله، في مواقع المسؤولية غدا في دولة الحق والقانون التي ينشدها المغاربة ? بكل تأكيد لا... إن هذه النقابات لم تكن في مستوى اللحظة التاريخية التي انخرط فيها الشعب المغربي بكل فئاته المناضلة. إن السياق الوطني والإقليمي العام، باعتباره سياقا لا يقبل سوى بإسقاط الحكومة وحل البرلمان ومحاربة الفساد، كان ينبغي فيه على هذه النقابات، وهي التي جاء ممثلوها الى معتصم الدكاترة، في ما مرة، يقولون أنهم تعلموا من نضال الدكاترة كيف يتوحدون وكيف يفرضون على الوزارة الجلوس الى طاولة الحوار الجدي، أن لا تقبل بغير حلول في مستوى تطلعات الشعب المغربي. لقد هرولت مرة أخرى، بعد أن ركبت موجة النضالات الفئوية والشعبية، الى توقيع اتفاق مقابل 600 درهم.
- إن الوزارة، وهي المتورطة في تدبير مباريات تغيير إطار أساتذة التعليم الثانوي الى أساتذة التعليم العالي مساعدين، بعد الطعون المقدمة لها وبعد الخروقات التي عرفتها هذه المباريات، لم تعد محل ثقة في شخص المسؤولين المباشرين على هذه المباريات والذين ينبغي مساءلتهم ولم لا تقديمهم للعدالة إن ثبت في حقهم التلاعب بمصير دكاترة التعليم المدرسي. السؤال الذي ينطرح بقوة في هذا الصدد هو لماذا لم تقدم الوزارة على الإعلان عن نتائج المباريات التي أجريت نهاية دجنبر الماضي لثني الدكاترة على العودة الى أقسامهم تفاديا للهدر المدرسي.
- إن الدكاترة العاملين بقطاع التعليم المدرسي، ودون التوصل الى أي حل مع الوزارة المعنية بحفظ الزمن المدرسي، اخذوا على عاتقهم تعويض وتدارك التأخر الحاصل في انجاز المقررات دون أن يطلبوا مقابلا ماديا لذلك، انطلاقا من وعيهم الوطني وانطلاقا من وعيهم بمصير التلاميذ الذين هم ضحايا السياسات التعليمية المتبعة في حق أبناء الشعب المغربي الكادح. إذن فالهذر المدرسي تتحمل فيه الوزارة كامل مسؤولياتها بعد غلقها لكل أبواب الحوار لمدة شهرين كاملين من الإضراب المفتوح.
- إن إضراب الدكاترة المفتوح لمدة شهرين، ولئن كانت من بين حسناته إماطة اللثام على واقع الاختلالات التي تنخر منظومة التربية والتكوين بقطاعيه المدرسي والعالي وطرح ملف الدكاترة على الرأي العام بما هو ملف يستبطن رد الاعتبار لشهادة الدكتوراه والبحث العلمي، فانه بالمقابل كان فرصة تاريخية لتعميق النقاش السياسي والفكري في صفوف الدكاترة في الوضع التعليمي بشكل خاص وفي الوضع الوطني العام، خاصة وان الإضراب جرى في ظرفية تاريخية وطنية وإقليمية سمتها الأساسية التغيير ومحاربة الفساد. وقد تمخض هذا النقاش العميق على تقريب وجهات النظر في العديد من القضايا الوطنية (سياسية واجتماعية وتعليمية وثقافية وديمقراطية) وفي سبل التحرك مستقبلا سياسيا وتنظيميا.
ولهذا فان الرأي العام الوطني سيطلع على فحوى الورقة السياسية التي اتفق حولها مجموعة من الفعاليات من داخل معتصم الدكاترة والتي هي في طور الصياغة النهائية، وسيكون ذلك إما عن طريق تنظيم ندوة صحفية أو عن طريق نشر مضامينها على صفحات الجرائد الوطنية.
ليس عبثا إذن أن يحمل التاريخ هذه الفئة الطليعية من الدكاترة وفي هذه المرحلة الحساسة الى واجهة الأحداث لتدلو بدلوها في ما ألت إليه منظومة التربية والتكوين في ظل تعاقب سياسات تعليمية طبقية هي حريصة كل الحرص على وضع العوائق تلو العوائق أمام أبناء الشعب المغربي في سعيهم وطموحهم المشروع في الترقي الاجتماعي من خلال الاعتراف بالكفاءات الوطنية ومن خلال إعمال قاعدة الاستحقاق والأهلية وفي أفق القطع النهائي مع كل مظاهر الولاءات والزبونية والعلائقية التي تنخر ليس فقط منظومة التربية والتكوين بل كل مؤسسات الدولة.
بهذا المعنى فان معركة الدكاترة المفتوحة اليوم تندرج موضوعيا، شاؤوا أم أبوا، بوعي منهم أو بدون وعي، في سياق هذه الدينامية من المطالبة بالتغيير الديمقراطي الذي يجري اليوم إقليميا ووطنيا في ضوء ما يجري من ثورات في تونس ومصر وفي العديد من الدول الأخرى. إنها معركة حتى النصر.








: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=377176
    رد مع اقتباس
قديم 2011-05-10, 21:15 رقم المشاركة : 2
nasro6767
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية nasro6767

 

إحصائية العضو







nasro6767 غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أية آفاق بعد إقصاء دكاترة التعليم المدرسي من نتائج الحوار القطاعي


»نحن الدكاترة..«! أو الباحثون الأشباح..



لاأكره من لفظة عندي أكثر من «دكتور» التي سئمتها، وصارت مقرفة ومثيرة للغثيان بفعل الابتذال الذي طالها، حتى صار العامة يستهزئون بكل حامل لها. وقد سمعت كثيرا هذه العبارة من «المدرسين الجامعيين» [ولم أسمعها من أساتذتنا الأجلاء] ومن الطلبة ومن عدد من «حاملي الشهادات المعطلين» الذين يعتصمون أمام أبواب الإدرات العمومية، ويرفعون ما تبقى من الشعارات التي حفظوها في ساحات الكليات، وهناك جمعيات صارت تحمل أسماء من قبيل «دكاترة وزارة التربية..».. والبقية ستأتي..!.. وقد ظلت تطرق «هذه العبارة» - نحن الدكاترة - أذني وزاد رنينها في الأشهر الأخيرة، حيث كنت أتابع «ثقافة» المجموعات التي برع فيها الخريجون الذين يتوسلون العمل من أذناب البشر وأنصاف المسؤولين.. ومن كثرة ترديد هذه اللفظة، التي كان لها من القيمة الرمزية ما يدفع الجميع إلى احترام صاحبها، صارت اليوم، كلمة مخجلة ولم تعد تحمل غير دلالة الفقر العلمي، والبؤس المادي، والتكبر، والفساد بكل أنواعه، والتحرش الجنسي، وما ينتمي إلى الحقل الدلالي للانهيار والتراجع..
فهؤلاء الذين
لا يتركون مناسبة إلا كتبوا هذه اللفظة، وأشهروها كسيف في وجه كل من سولت له نفسه أن يعاملهم كأفراد داخل المجتمع، أفرغوا الكلمة من دلالتها، وفي الوقت الذي يحالون فيه استغلالها من أجل إضفاء قيمة مضافة لمكانتهم، يكونوا قد خرقوا أول قيمة ومبدإ لهذا «التيطر»..
ما معنى أن
يكون الشخص حاملا لشهادة الدكتوراه؟.. معناه أن يكون حاملا لمشروع معرفي أو فكري، بمعنى آخر أن تكون له «أطروحة» يحاول أن يبلورها ويفتح بابا إشكاليا لقضية تحت الظل،لا أن يستجدي بها، أو يجعل منها وظيفة في بطاقة هويته، فهي شهادة علمية وليست دبلوما تقنيا أو مهنيا.. لأن الحامل لمشروع أو أطروحة هو مسؤول أمام القيم العلمية والمعرفية، ثم مسؤول أمام التاريخ والمجتمع، وأن يكون له «موقف المواقف» من كل شيء في الحياة، من السياسة إلى الجنس والدين والرموز والموسيقى والفنون واللغة والفنون؛ ينبغي أن يكون له رأي وموقف، أي أن تكون له نظرة خاصة للعالم، لأن الأطروحة هي سؤال، هي إثارة أسئلة، تفجير قضية من الداخل، وإعادة النظر في حقائق كان مسلما بها في السابق.. لذلك كان أساتذتنا- احتراما للعلم ولمكانتهم وللشهادة- لا يتسرعون في «تحرير» الجمل من أجل الحصول على الشهادة، ولذلك كم من أستاذ أحيل على التقاعد دون أن ينال درجة «الدكتوراه»، وهو بذلك على وعي عميق بما يفعله... أما الذين يحاولون الإجابة عن سؤال في بحث ويلبسون الجينز أيام الأسبوع ويستبدلونه بالجلباب الأبيض ويتأبطون سجاداتهم ويذهبون يوم الجمعة إلى المسجد وينهون عن المنكر بمالهم ولسانهم، ويوم السبت يعربدون ويسهرون، هم وحدهم الذين لهم الحق في أن يقولوا «نحن الدكاترة»..!
للأسف، اليوم،
صار كل بارع في ثقافة القص واللصق بمستطاعه أن يحصل على ورقة يكتب عليها اسمه وفي الأعلى «دكتور»!! وصار من السهل على الذين يملكون المال أن يحصلوا على كل الشهادات، أو كما قال أحد الكوارث البشرية الذي كان منتخبا وممثلا للمدينة في السابق، «الشّْوَاهْدْ»، لأنه فعلا حاصل على الشّْواهدْ وليس على الشهادات.. وقد تتبع العديد الفضيحة الكبرى التي أثارتها الصحافة الأمريكية حيث أوردت خبرا مفاده أن العديد من المسؤولين والوزراء في دول عربية اشتروا الشهادات من بعض الجامعات، وهذا ليس بغريب، ونحن في انتظار الإعلان لاحقا عن بعض هذه الأسماء، إن كان يستحيل الإعلان عنها كلها..
فقد سبق لي أن
زرت جامعة ليل العريقة، منذ أحد عشر عاما، وكان مرافقي يعد بحثا في علم النفس، وبينما نحن في المطعم الجامعي جاء صديق مغربي له، وجلس إلى جانبه يتحدث معه حول مبالغ متبقية للدفع، ومبالغ استلمها، ثم تناقشا معا حول موضوع صديق لهما كان بصدد التحضير لرسالة في القانون العام، وفرنسيته ضعيفة للغاية، نظر صديق مرافقي إليه وقال: «لكل عمل أجره»!
طبعا أنا أعرف
كيف نال العديد، بل أغلب، حاملي الشهادات الذين يعودون إلى البلد من المهجر، خصوصا في العلوم الاجتماعية والإنسانية، والطريقة التي كتبوا بها أشباح «الرسائل». فالوطن ليس فيه أشباح الموظفين فقط، أو الموظفين الأشباح، بل هناك الباحثين الأشباح، وهذه الأشباح هي التي ينبغي لنا جميعا أن «نشمر» على سواعدنا من أجل تسليط الضوء عليها حتى نضع حدا للرهبة التي تصنعها -هذه الأشباح- في أذهان المتلقين والطلبة والمتتبعين للمشهد الثقافي.. إذ هناك من يتبجح بحصوله على شهادات من بلدان غربية وهم في الواقع لم يكتبوا ولم يقرأوا ولم ينقحوا.. وهو ما يفضح العديد من «الأشباح» الذين يفاجئونك بلغتهم الفرنسية (أو الإسبانية) الرديئة فتستغرب لهم كيف قضوا سنوات في دولة أوربية ودرسوا بها ولكنهم لم يستفيدوا لا من حضارتها ولا من لغتها ولا من معارفها، الأمر الذي يكشف أنهم كانوا طوال المدة التي قضوها في المهجر، نوادلا أو غسالة أوان في المطاعم لتوفير المبالغ الكافية لدفعها مقابل من يقوم بالكتابة (Les negres) نيابة عنهم. فهناك بعض الأشخاص الذين احترفوا هذه المهنة في الدول الغربية، غير أن الجديد في الأمر هو أن هذه الحرفة قد صارت في الوطن أيضا. لدينا اليوم، للأسف، احترافيون في صناعة «الرسائل» الجامعية، إلى جانب اللصوص الذين يسطون على رسائل فيغيرون العناوين ويلصقون فصولا من رسائل، ومقدمة من رسالة، وحتى الإهداء يُسرقُ..!!
والواقع، أنني
لم أكن على علم بهذه المهنة في البلد، إلا يوم اتصلت بي صديقة قديمة لي، واجهت صعوبات جمة لإعداد رسالتها، وطلبت مني، في البداية مساعدتها، فرحبت بالطلب، وفور توصلي ببعض وريقاتها سارعت بقراءة وكتابة الحواشي وبعض الملاحظات، لكنها فاجأتني حين أعادت الاتصال بي وهي تبكي عبر الهاتف طالبة مني أن أطلب أي ثمن مقابل أن أحضر لها الرسالة نيابة عنها في ظرف ستة أشهر، لأن الأجل المتبقي لم يعد يتجاوز المدة الممنوحة لي .. وكانت تقول لي: «اطلب ما تشاء..!»..
أخذت أوراقها
وأعدتها لها عبر البريد السريع في اليوم الموالي، ولم أعد على تواصل معها.. وحين اتصلت بأحد الأصدقاء وحكيت له ما حدث لي، فاجأني بأنه سبق له أن عاش أكثر من حادث، وهو ما كان سببا في عدة عداوات حدثت له مع بعض من كان يحترمهم.. وزاد قائلا: «هذا أمر صار معمول به اليوم وهي سلعة رائجة»!!
كما اتصل بي
أحد الأصدقاء مخبرا إياي، بأن طالبا بإحدى كليات الحقوق قد نال نقطة 17 على عشرين على بحثه قبل أن يقدمه للكلية، وقد أخبره صاحب البحث قائلا «الله يجعل البركة فالفلوس..!» وهذا البحث لا يحترم أدنى شروط البحث، وقد نال به مسبقا شهادة الماستر في القانون (خ)..!!؟.
فأنت، حين تأخذ
بين يديك بعض كراسات المدرسين، في بعض الكليات، تجد اسم صاحب الكراس أصغر (من حيث حجم البنط) أما عبارة «دكتور دولة في......» فتكون بارزة وواضحة، وكأن أصحاب هذه الكراسات يقدمون ملفاتهم لمصالح المالية للرفع من راتبهم!! والحال أننا لا نعثر في كتب رواد الفكر والحركات النقدية والفلسفية على صفة أصحابها، فنقرأ أمبرطو إيكو، وفوكو، وريكور، وديردا، وباختين.. لأنهم اعتبروا، دائما، أن بحوثهم لنيل الشهادات لم تكن سوى عتبات لدخول مجال البحث ونحت السؤال..! ولم يكونوا يهرولون وراء الصفة بأي ثمن..
وما يزيد الأمر
حسرة على الجامعة الوطنية، كون بعض الكليات استوردت البذلة (البهذلة) وجعلتها رسمية يوم المناقشة، وتصير الهيئة المدفوعة الأجر مسبقا، عبارة عن شخصيات في وضع مسرحي باهت ورديء للغاية.. وهنا لا داعي لاستحضار البعد التاريخي والوظيفي للبذلة في الجامعات العالمية المحترمة، وإنما يهمني أن أعيد قراءة السينوغرافيا الرديئة للمناقشات في بعض الكليات التي تصنف على مسافة بعيدة عن مثيلاتها، وما تحت الدرجة الرابعة، والهيئة والطالب يرتدون «الرداء» وهم لا يعرفون دلالته ومعناه.. لماذا ذلك اللون؟ لماذا ذلك اللباس؟ وهل تتوفر فيه أدنى مواصفات النظافة الأخلاقية (والعادية أي هل يتم تصبين هذه البهذلات)؟ إنهم غربان بالمعنى الذي يحمله المخيال الشعبي عن هذا الطائر الأسود...!
تأتي لجنة
المناقشة، وتختفي وراء هذه الملابس، التي لا معنى لها في واقع الجامعة المغربية، وهي تخفي من تحتها روائح زيت الزيتون، وروائح البقالة، والسمسرة، ويجلس السفهاء وهو يعظون ويتحدثون عن العلم و«المنهجية» و«المشاكل السياسية الكبرى» والمصطلحات، ويتحول المشرف إلى منتقد للبحث الذي يتحمل قسطا وافرا من المسؤولية عليه، ثم يقفون أمام آلة التصوير، فتؤخذ الصور تذكارا لمسرحية أبدعت بارتجال بلاغي كان مخرجها المال والفساد..!
و يصدق على
هؤلاء الدكاترة الجهلة قول المرحوم محمد الشرفي: «إن الثقافة السيئة أشد بما لا يقدر خطرا من الجهل، ذلك أن الجهلة متواضعون ولئن كانوا أصحاب حاجات مشروعة فإنهم ليسوا من أصحاب الادعاءات الخرقاء. أما أصحاب الثقافة السيئة فهم يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء وإذا ما تكاثرت أعدادهم ذهب بهم الظن إلى أن لهم الحق في أن يسودوا كل شيء. وفي البلدان “المتأخرة” أي النامية، كما يقال، يرتكز أصحاب الثقافة السيئة-عندما يتمردون- على دوافع أساسها الجهل، وتمردهم يزيد ذلك التخلف استفحالا».
وقد كان من
الأفضل أن تحذف هذه الكلمة من القاموس العربي، وتكتفي الجامعات بثقافة الفقيه والمريد و«التحريرة»، إلى أن نجد مخرجا لهذه «الحريرة»!

خالد سليكي - بوسطن /و م أ





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مدة , آفاق , من , المدرسي , التعليم , الحوار , القطاعي , بعد , دكاترة , إقصاء , نتائج


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 23:01 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd