الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > منتدى التنمية البشرية والتغيير نحو الأفضل


منتدى التنمية البشرية والتغيير نحو الأفضل مواضيع ومراجع في التنمية البشرية و التطوير الذاتي و التدريب و الإرتقاء بالكفاءات ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2009-10-06, 19:10 رقم المشاركة : 1
abde3000
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
 
الصورة الرمزية abde3000

 

إحصائية العضو









abde3000 غير متواجد حالياً


افتراضي ما معنى أن يكون المرء مفكرا؟



في معنى أن يكون المرء مفكرا




قيل إن حضارة أمة ما إنما تقاس بمدى شيوع التفلسف الصحيح فيها، ونروم هنا أن نبرز أن مجتمعاتنا اليوم في سعيها نحو قدرها في التقدم في حاجة أولا إلى المفكرين. نعم، إن كل فيلسوف هو مفكر لكن ليس كل مفكر فيلسوف. شيوع المفكرين في أمتنا دليل على أنها في سعي حثيث ومسدد نحو قدرها، كما أنه يبشر ببروز هذه النخبة الفلسفية المرتقبة مع الزمن. فما معنى أن يكون المرء مفكرا؟ سؤال أساسي نعالجه هاهنا من خلال القضايا الأربع الآتية: صناعة المفكر، استقلالية المفكر، الاختلاف عند المفكر، التزام المفكر.
- 1 -

ما معنى أن يكون المرء مفكرا؟ ينطلق هذا التساؤل من فرضية تزعم أن المفكر شخص يُصنع ولا يعطيه بادئ الفعل إن جاز استعمال هذا العبارة، فليس كل الناس مفكرين وإن كانوا لا يعدمون إرهاصات قوية لفعل التفكير، لكن المفكر الجدير بالاسم ليس شخصا معطى وإنما هو شخص يبنى، يبنى كما يبنى كل حرفي. من هنا فالحديث عن المفكر هو حديث عن صناعة المفكر أو صناعة الفكر. فنحن أمام مهنة تحتاج إلى تعلم وتعليم، أي إلى برنامج نظري وعملي يخضع له المفكر بالقوة ليصبح مع ترقيه في عملية التعلم مفكرا بالفعل. المفكر بالقوة يحتاج إلى مقدمات يتم ترتيبها بحرفية للوصول إلى نتائج ..قالوا قديما إن الرياضيات تعلم فعل التفكير فاشترطها أفلاطون على طلابه في الأكاديمية قبل الانخراط في الدروس الموسمية... أما أرسطو فقد اشترط المنطق وجعله المقدمة الأولى لصناعة الفكر...أما البعض فقد وجد في الخلوات التأملية فرصة لتعلم فعل التفكير...تفرق الناس في طرق تعلم التفكير واتفقوا على أن التفكير يعلم ويتعلم كما اتفقوا أن استدامة التأمل فيما كتبه قادة الفكر من أهم السبل في تعلم فعل التفكير، ويوجهنا البعض إلى كتب مفيدة في تعلم هذا الفعل العظيم، وهي الكتب الفلسفية التي كتبت بأقلام أحلام كبار تفرغت للتأمل والتفكير وتمرست بهما كما تمرس غيرهم بشتى أنواع الفنون والصنائع، وفي قولهم هذا صدق كبير....
-
2 –

نعيد طرح السؤال الأساس: ما معنى أن يكون المرء مفكرا؟ أن يكون المرء مفكرا معناه أولا أن يكون مستقلا! والاستقلالية التي أقصدها هاهنا هي أولا استقلالية عن الذاكرة وهي ثانيا استقلالية عن المحيط. فما المقصود بذلك كله؟
علاقة الذاكرة بالفكر يشوبها توتر جلي، فالذاكرة منبع الفكر وخصمه الأكبر. تشكل الذاكرة منبعا للفكر، منها يغترف. لكن الذاكرة تقصد إلى الحفظ واجترار ما حشي فيها من معلومات، وقل ما يسلم الفكر من سطوة الذاكرة وهيمنتها، فالذاكرة تقصد من الفكر شرح ما تحويه من مسائل، تروم اختصارا وتلخيصا، لا تطلب خلخلة وإعادة نظر في المستبقات والمقدمات الأولية، لا تريد من يضع مسائلها موضع نقد. أما الشك الذي قال عنه الغزالي إنه أساس النظر فأمر لا تطيقه الذاكرة ولا تحتمله. قد يضعف الفكر و يخضع لإغواء الذاكرة وفتنتها الجارفة كما حصل في ثقافتنا العربية الإسلامية لقرون، لكنه عندما يبنى بناء جديدا في ثقافة تقصد إلى التحرر قصدا فإنه يأبى إلا الاستقلالية عن الذاكرة. لكن الفكر لا يستطيع أن يقطع كل صلة له بالذاكرة، فدون ذلك خرط القتاد، إذ الذاكرة، بمعنى من المعاني، هي شرط من شروط عمل الفكر. ولكن الفكر يعمل على إعادة البناء. تلك أكبر وظيفة يقوم بها الفكر عندما يستيقظ بعد سبات، إنه يقترب من الذاكرة ليبتعد عنها، يتصل بها لينفصل عنها، بل قد يخاللها لينفصم عنها. فالمفكر يتخذ من المروث مادة فكره وما دام المفكر جزء من هذا الموروث فإن كل مفكر يبحث في عتمات نفسه، بل وفي كل الأمكنة الممكنة عن أجوبة لأسئلة يطرحها عليه عصره. المفكر الأصيل يجعل العصر دوما أمامه وهو يفكر في تراثه الذي يريد أن يضع بينه وبينه أمدا بعيدا.
ومن هنا هذا الضرب الآخر من الاستقلالية التي هي شرط أساس للوجود الاجتماعي – الثقافي للمفكر. إن الاستقلالية التي أقصدها هي هذه المسافة الضرورية التي ينبغي أن تقام بين المفكر وبين كل ما يحيط به، استقلالية ضرورية لرؤية أفضل وبصيرة أنفذ ليس غير..هذه المسافة النقدية الضرورية والمعقولة هي شرط لوجود المفكر.

-
3 -

ولعل هذا هو أول مؤشر على كون المفكر هو كائن مختلف. لكن لعل اختلاف المفكر عن غيره هو آت من اختلاف أعمق هو اختلاف المفكر عن ذاته. المفكر مختلف عن ذاته لأنه ينظر في مرآة متشظية، فهو في كل مرة يرى شيئا جديدا من ذاته، إنه في كل تجربة إنسانية عميقة يكتشف شيئا من ذاته كان قد خفي عليه، ذات المفكر عبارة عن طبقات مختلفة بعضها فوق بعض وبعضها يخفي بعضا وعملية الفكر باعتبارها عملية عميقة تهز هذه الطبقات هزا، وكل مرة يندهش المفكر من نفسه إذ يجده أمام ذات جديدة تطفو أمامه، ذوات لم يكن يدرك لها من قبل وجودا..وهكذا يتعرف المفكر، من خلال عملية التفكير التي عملية إبداعية بالقصد الأول، على ذواته المتعددة التي تثوي في هذه الذات الظاهرة التي يعاينها ويعاينها قومه معه. ومن هنا قرابة المفكر بالشاعر؛ فكلاهما ينخرط في تجربة اكتشاف متجدد للذات كلما انخرط بعمق وصدق في فعل التفكير أو الإحساس الأصيل ولعل هذا ما يبرر القول : إن في كل مفكر شاعر راقد.. هذا الاكتشاف قد يصيبه بالاستغراب أو يصيب الغير به..الدهشة والاستغراب التي تصيب المفكر كلما اكتشف جانبا متواريا من ذاته يدفعه إلى تغيير دفة التفكير لتعميق نظره الأول أو مفارقته ومن هنا هذا التمزق والمفارقات التي نجدها في نصوص المفكرين، ومن هنا هذا التعدد الذي نجده في مواقف المفكرين وأحيانا الصدمات التي يصيب بها بعض المفكرين بعض مريديهم. ولا زلت أذكر تلك العبارة المؤلمة التي فاه بها المازري وهو يقرأ كتاب البرهان للجويني، وهو أحد الكتب الأصولية المعتمدة في الدراسات الأصولية، عثر المازري على عبارة أثارت جدلا فلسفيا كبيرا اعتمدها الجويني، فإذا بفقيهنا الجليل يقول بألم وحسرة "وددت لو محوتها بدمي". إن تعدد الذات حالة يعيشها الكثير من الناس بعفوية وبكثير من التلقائية في أحايين كثيرة لكن المفكر يعيشها كحالة وجودية عميقة وبكثير من التوجس والحذر في كثير من الأحايين إذا كان محيطه أقل تفهما كما وقع لابن باجة الذي كان يتوجس من قومه وابن عربي الذي اضطر إلى السفر خوفا على حياته، هذا الرجل الذي لا يزال البعض اليوم يعتبر فتنته من أعظم الفتن التي مرت بالمسلمين . وهذا أبو حامد الغزالي لا يزال إلى اليوم يُدهش بغنى هذه الذات التي كان يحملها بين جنبيه والتي لا يزال محبوه يكتشفون من طبقاتها الدفينة ما يكون قد خفي عن صاحبها أو حرص حرصا كبيرا على إخفائها عن عيون العذال القساة. لكن من أين تأتي هذه الذوات المتعددة؟ تنشأ هذه الذوات عند المفكرين من اختلاف المناهل الفكرية التي نهلوا منها وتعدد الروافد الروحية التي كرعوا من معينها، قل أن تجد مفكرا لم يلجئه الفضول إلى أن يغترف من المختلفات والمتضادات بل والمتناقضات من المشارب الفكرية، وكل ذلك ينفعل به انفعالا عميقا ويترسب في أخاديده النفسية وفجاجه العاطفية ومنحنياته الشعورية ويفعل مع الزمن في ذاته الشيء الكثير. كل ذلك قد يحصل في غفلة من المفكر ذاته حتى يفاجأ نفسه أو يفاجأ الناس بالعجيب والغريب منه.

- 4 -

مهما تعددت ذوات المفكر فإن وظيفته تظل واحدة وهي الالتزام بالقيم الكبرى؛ قيم الحق والخير والجمال؛ كانت هذه القيم قديما هي موضوعات الفلسفة الأثيرة ولا تزال اليوم كذلك كما يشهد على ذلك اهتمامات المفكرين وغيرهم بهذه القضايا، بل إنها اليوم توجد في الصدارة أكثر مما كانت عليه بالأمس، وهي اليوم أكثر إلحاحا على مجتمعاتنا، مجتمعاتنا التي غاضت فيها هذه القيم والتي نرى من المشاركين لنا في الملة ومن غير المشاركين من يعمل ليل نهار على وأدها أمام سمع العالم وبصره.ومن هنا حاجتنا إلى مفكرين يرفعون لهذه القيم هامة كبرى.
في بيئة تحرص على صناعة المفكر يبحث الجميع عما يشحذ الذهن لا على ما يثقله، ويوفر المربون للمتعلم ما يقوى عنده روح النقد لا على عما يقتل فيه هذه الروح كما تحرص مجتمعاتنا على فعل ذلك بإصرار عنيد. بل إن الغريب في بعض مجتمعاتنا أنك قد تجد فيها مفكرين ناشئين يعدون بمستقبل فلا يجد أهلها في أنفسهم غضاضة في أن يئدوهم أحياء. تلك ظاهرة غريبة في مجتمعات تحكمها الغرابة. وفي هذا تفصيل ليس هاهنا مجال القول فيه...إننا أحوج إلى صناعة المفكرين أولا وليس إلى تهميشهم، في حاجة إلى التسامح معهم ثانيا وليس إلى أخذهم بالنقير والقطمير، في حاجة إلى رعايتهم ثالثا ليكونوا أقدر على مجابهة التحديات. كل أولئك من آكد الواجبات قبل أن نجد أنفسنا محاطين بهؤلاء التقنيين الذين ضاقت بهم المسالك الفكرية واتسعت عندهم الخبرة العملية فأوقعهم ضيق الفكر وحماسة العمل في الانخراط في أعمال تهلكهم وهم يظنون أنهم يحسنون صنعا، المفكر بتعدد مشاربه وبغنى ذاته واتساع أفقه ووعيه بالإشكالات التي تلح على الأمة وحده الأقدر على مواجهة هذا العالم المعقد اليوم الذي يهرع البعض بحماسة جارفة لا ضابط لها من خلق أو دين أو عقل إلى تغييره بالعنف، وكان الأولى أولا فهمه بعمق، لأن الأمة على شفا جرف هار وليست في حاجة إلى من يوقعها في هاوية أطم، وإنما هي في أشد الحاجة لمن يبصر بالمزالق ويفتح الطرق الموصدة وينير بشمعة الفكر والأمل السبل المعتمة.....

منقول









: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=27945
التوقيع





    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 12:00 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd