الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى المكتبة التربوية العامة


منتدى المكتبة التربوية العامة خاص بتحميل وقراءة مختلف الكتب والمراجع والبحوث والدروس والمواضيع والمقالات العلمية والثقافية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2011-04-15, 14:01 رقم المشاركة : 106
ابو العز
نائب مدير الأفكار والمشاريع الأستاذية
 
الصورة الرمزية ابو العز

 

إحصائية العضو








ابو العز غير متواجد حالياً


مسابقة المبشرون بالجنة مشارك

وسام المشاركة في مسابقة السيرة النبوية العطرة

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام المسابقة الترفيهية المرتبة 2

وسام المركز الأول مسابقة الإبداع الأدبي

وسام المشارك

مسابقة كان خلقه القران2

وسام المشاركة

وسام المشاركة

وسام الرتبة الثانية في مسابقة طاكسي المنتدى لشهر ي

افتراضي رد: ورشة عمل مجموعة الهمــــــــة الاستاذية


فكن رجلا رجله في الثرى...وهامة همته في الثريا... !

___________________________________________




فكن رجلا رجله في الثرى...وهامة همته في الثريا... !
بقلم الأستاذ حديبي المدني ( حمس الجزائريه )



المشهد الأول:مجلس العلامة الموسوعي ابن الجوزي:

لقد تاب على يدي في مجالس الذكر أكثر من مئتي ألف، وأسلم على يدي أكثر من مئتي نفس، وكم سالت عين متجبر بوعظي لم تكن تسيل،...ولقد جلست يوما فرأيت حولي أكثر من عشرة آلاف ما فيهم إلا من قد رق قلبه أو دمعت عينه...



المشهد الثاني: مجلس الجنيد البغدادي:


عن أبي القاسم الكعبي أنه قال مرة: رأيت لكم شيخاً ببغداد ، يقال له الجنيد ما رأت عيناي مثله ، كان الكتبة ـ يعني البلغاء ـ يحضرونه لألفاظه ، والفلاسفة يحضرونه لدقة معانيه ، والمتكلمون يحضرونه لزمام علمه ، وكلامه بائن عن فهمهم وعلمهم.



المشهد الثالث: مجلس الإمام الشهيد:حسن البنا

في أمسية مشهودة بمدينة طنطا وقد احتشد أمامه قرابة أربعين ألفا من فئات الناس بينهم جمهرة من أتباع عدة طرق صوفية درج بعضهم على النفور من طابع الحركة المتحمس كأنهم يرونه يجافي وداعة العبادة...فإذا به بعد استرسال روحي خالج غائر في صفاء ويسر- يقول لمستمعيه فجأة في إشراقه كأنها السحر:ألا تعجبون معي من إخوتنا العباد الذين لا ينقطعون من تلاوة دعاء الشيخ أبي الحسن الشاذلي في حزب البر ويرددون دائما:اللهم أرزقنا الموتة المطهرة ..!!..ماذا تراهم يستحضرون في معنى الموتة المطهرة؟!!..ألا إن أطهر موتة يحبها الله هي هذه.........ورفع يده فمر بها على رقبته إشارة إلى قطع الرقاب في سبيل الله...فكأنما والله مست الناس كلهم كهرباء..واستعلن أمامهم مشهد الفداء رأي العين...فسالت دموع...وثارت عواطف..وتعالت هتافات...!!



...إن المتأمل لهذه المشاهد...وفي أحوال هؤلاء النماذج العالية من العلماء والدعاة وإقبال الناس عليهم

لينبهر ويعجب ويتساءل:

كيف تأتى لهؤلاء أن يؤثروا هذا التأثير العجيب المدهش على الرغم من أنهم لم يدرسوا علم الهندسة النفسية والتأثيرية..ولم يتعلموا فن الإلقاء الرائع.. و لم يتخرجوا من معاهد التنمية البشرية..ولم يتمرسوا في دورات تدريبية مهارية..ولم يعرفوا المقاربة بالكفاءات ولا صناعة النجاح ولا التربية بالأهداف...على خطورة وأهمية وضرورة هذه القضايا القيمة...؟!

ما هي السمات والمرتكزات التي كانت سببا قويا وحاسما في سرعة تأثيرهم ونجاحهم؟

وهل من الممكن أن نستعملها من جديد فتحدث ذات التأثير والتغيير؟..



مفردات ربانية لصناعة التأثير والتغيير:

أولا:الإخلاص:


يقول ابن عطاء الله السكندري: حظ النفس في المعصية ظاهر جلي ، وحظها في الطاعات باطن خفي ، ومداواة ما يخفى صعب علاجه ، ربما دخل الرياء عليك من حيث لا ينظر الخلق إليك ، استشرافك أن يعلم الخلق بخصوصيتك : دليل على عدم صدقك في عبوديتك ، غيب نظر الخلق إليك بنظر الله إليك ، وغب عن إقبالهم عليك بشهود إقباله إليك ، من عرف الحق شهده في كل شئ ومن فني به غاب عن كل شئ ومن أحبه لم يؤثر عليه شيئا..

إن الإخلاص وتمام التجرد وعمق الانفعال مع القضية والبراءة من الأجر الدنيوي:عوامل رئيسية في تقوية أثر كلام الداعية في بقية إخوانه وفي الناس عموما،وعلى منهجية التربية أن تدرك مغزى هذه الظاهرة،وأن تعمل على إبقاء تعليم الإخلاص وأمثاله من المنازل الأولى في مدارج الصاعدين هدفا دائما ومصاحبا لجميع المراحل.

الإخلاص يمنحنا القبول والبركة والقوة والتأثير والجمال و الجلال والهيبة والثبات والدوام...

فما كان لله بقي ودام واتصل...




ثانيا:مدرسة الليل: هذا هو الطريق..


تتعب الحركة الإسلامية أفرادها بكثرة الدورات التدريبية في الهندسة النفسية والتأثيرية و فن الإلقاء الرائع لتحدث التأثير المنشود..ويا ليتها اختصرت عليهم الطريق اختصارا..ودربتهم في مدرسة الليل...حيث الانكسار والدمع المدرار والفيوضات والأنوار...من يتخرج في مدرسة الليل يؤثر في الأجيال التي بعده إلى ما شاء الله ، والمتخلف عنها يابس قاس تـقسو قلوب الناظرين إليه، والدليل عند بشر بن الحارث الحافي منذ القديم ، شاهده وأرشدك إليه, فقال : " بحسبك أن قوماً موتى تحيا القلوب بذكرهم ، وأن قوماً أحياء تـقسو القلوب برؤيتهم " .



ثالثا:القدوة: حال رجل في ألف رجل..خير من مقال ألف رجل في رجل..

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ * كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللهِ أَن تَقُولُوا مَا لاَ تَفْعَلُونَ)..

وما بلغ الحسن البصري - كما يقول عبد الواحد بن زياد - إلى ما بلغ، إلا لكونه إذا أمر الناس بشيء يكون أسبقهم إليه، وإذا نهاهم عن شيء يكون أبعدهم منه.
واحذر أيها القائل بلا فعل، فإن مالك بن دينار يقول لك: "إن العالم إذا لم يعمل بعلمه زلت موعظته عن القلوب كما تزل القطرة عن الصفا"، أي قطرة الندى عن الصخرة الملساء، بل وأكثر من ذلك، فللأستاذ مصطفى صادق الرافعي كلام جميل في ذلك فيقول: "إن الموعظة إن لم تتأد في أسلوبها الحي كانت بالباطل أشبه، وإنه لا يغير النفس إلا النفس التي فيها قوة التحويل والتغيير، كنفوس الأنبياء ومن كان في طريقة روحهم، وإن هذه الصناعة إنما هي نور البصيرة في الكلام، لا وضع القياس والحجة، وإن الرجل الزاهد الصحيح الزهد إنما هو حياة تلبسها الحقيقة لتكون به شيئاً في الحياة والعمل، لا شيئاً في القول والتوهم، فيكون إلهامها فيه كحرارة النار في النار، من واتاها أحسها.
ولعمري كم من فقيه يقول للناس: هذا حرام، فلا يزيد الحرام إلا ظهورا وانكشافا ما دام لا ينطق إلا نطق الكتاب، ولا يحسن أن يصل بين النفس و الشرع، وقد خلا من القوة التي تجعله روحا تتعلق الأرواح بها، وتضعه بين الناس في موضعٍ يكون به في اعتبارهم كأنه آتٍ من الجنة منذ قريب، وراجع إليها بعد قريب.
والفقيه الذي يتعلق بالمال وشهوات النفس ولا يجعل همه إلا زيادة الرزق بالمال وشهوات النفس ولا يجعل همه إلا زيادة الرزق وحظ الدنيا، هو الفقيه الفاسد الصورة في خيال الناس يفهمهم أول شيء: ألا يفهموا منه". ويقول رحمه الله: "الأسوة وحدها هي علم الحياة".




رابعا:الحرقة واللوعة والهمة العالية:


ولي كبد مقروحة من يبيعني… بها كبدا ليست بذات قروح

أباها علي الناس لا يشترونها… ومن يشتري ذا علة بصحيح !

من أهم السمات الحاسمة للداعية الناجح..حبه لدعوته وشغفه الشديد بها ،وحرقته ولوعته..وهمته العالية..

تهون علينا في المعالي نفوسنا... ومن خطب الحسناء لم يغلها المهر..



خامسا: المطالعة.. ففاقد الشيء لا يعطيه...

إن كثر من الدعاة لا يطالعون إلا بضع دقائق في اليوم..فكيف يتأتى لهم أن يؤثروا في غيرهم..

أرقام تتكلم:

ولا شك أن القراءة هي عنوان الحضارة، ودلالة بارزة على أي مجتمع متحضر، ولكننا نصاب بالخيبة حينما نقرأ ما ذكرته منظمة مختصة هي (اليونسكو) في تقرير لها عن القراءة في الوطن العربي؛ حيث جاء في التقرير: "المواطن العربي يقرأ (6) دقائق في السنة، وفي الوطن العربي يصدر كتاب لكل (350) ألف مواطن؛ بينما يصدر كتاب لكل (15) ألف مواطن في أوروبا، كما أن كل دور النشر العربية تستوعب من الورق ما تستهلكه دار نشر فرنسية واحدة هي :باليمار..

80عربياً يطالعون كتاباً واحداً
• أوربي واحد يقرأ 35 كتاباً.
• إسرائيلي واحد يقرأ 40 كتاباً

(فهذا عصر ثورة العلم ومنهجية الأعمال، والعمق شرط للمضي في المنافسة ، وما عادت الأحرف اليسيرة تدبر نقاشا أو ترشح صاحبها لندوة أو تقرير ناجح أو مقالة لها رواج أو خطبة ينصت لها الناس ، بل المليء هو سيد الساحات وأبو المنابر ، وما نظن أن حائز العلم الشرعي يستطيع بثه ما لم يضف إليه علما باللغة والآداب والتاريخ ومقدمات الاقتصاد والإدارة والعلوم التطبيقية ، مع نظرة في الفلسفة ، وهذا الشمول هو مظنة تأثيره في أوسط المثقفين ، ويدونه يتلعثم و يضطرب عرضه...

التابع يستطيع الإقلال ، والراضي بمنازل الهامش يمكنه سماع الأشرطة مكتفيا بها، أو الركض وراء خطباء العاطفيات ليشبع نفسه، ولكنا نتحدث عن قوم في المركز والبؤرة والقلب والصميم ، يريدون قيادات الناس ومعاكسة التيار ومقاومة الغزو ومعاندة العالم ، ولهم هدف إصلاح وتغيير وهدم طواغيت استعبدت العلم وسخرته، وقوم هذه هوياتهم وخوارطهم وغاياتهم يفترض أنهم نذروا أنفسهم للتعب وجمع العلوم والمعارف والفنون... )







التوقيع



أينكم يا غايبين ؟؟؟؟
آش بيكم دارت لقدار مابان ليكم أثر ولا خبروا بيكم البشارة
    رد مع اقتباس
قديم 2011-04-15, 14:02 رقم المشاركة : 107
أم طه
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم طه

 

إحصائية العضو







أم طه غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

وسام المنظم مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة

الشخصية المتميزة رمضان 2014

وسام المنظم

وسام المنظم

وسام تحدي الصور2

وسام المركز الثالث مسابقات أم علاء

وسام المرتبة الرابعة في المسابقة الرمضانية الكبرى

افتراضي رد: ورشة عمل مجموعة الهمــــــــة الاستاذية



المُـعلم أمة في واحد

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :-

فللمعلم دور ملحوظ في التأثير على الفرد أو المجتمع ، مما جعل الانتماء لهذه المهنة شرف كبير لحاملها .
ومن خلال المحورين التاليين نسلط الضوء على بعض هذه الآثار :
المحور الأول : معالم في الطريق .
المحور الثاني : معوقات في الطريق .
ومن خلال عرضنا لهذه الآثار نتطرق لبعض الأساليب التربوية، والتي تعمق بدورها هذه الآثار لدى الطالب أو المجتمع .

المحور الأول : معالم في الطريق
للمعلم – الناجح - تأثير عجيب على الطلاب لا يستطيع أن يتجاهله أحد ، حتى إن المعلم أو الوالدين أو الزملاء لهذا الطالب يلحظون عليه تقليداً في تصرفات معلمه أو برنامج حياته، والتي نتجت عن إعجابه بمعلمه ، ومن خلال هذا الجانب يأتي دور المعلم في التأثير الإيجابي والتغيير في حياة طلابه .
ولتعميق هذا الأثر لدى الطالب لابد لنا من تفعيل قضية التوجيه ، ودعني- أخي الكريم - أبين لك بعض المعالم المتعلقة بالتوجيه :

المعلم الأول : المنهج المدرسي :
إن توظيف المنهج المدرسي بالشكل الصحيح له أيضاً تأثير قوي على الطالب ، فوظيفة المدرس الرسمية وعمله الأساس الذي يتقاضى عليه أجراً هو تدريس المنهج المقرر للطلاب، ومن عوامل قبول الطلاب لمدرسهم ومحبتهم له مدى نجاحه في إيصال المعلومات لهم .
إن الإعداد العلمي جانب مهم في بناء شخصية الطالب، والأمة تحتاج لمن يحمل العلم الواسع والفكر الأصيل، والمنهج الدراسي إنما وضع لتحقيق أهداف محددة ، فعناية المدرس بهذا الجانب مساهمة في البناء العلمي للأمة من خلال إعداد أبنائها .
بل إن المعلم الناجح يستطيع أن يوظف المنهج لتحقيق الأهداف التربوية والإصلاحية، ولكن أليس من التناقض أن يسمع الطلاب من مدرسهم التوجيه والحث على معالي الأمور ويرون منه الإخلال بواجبه وأمانته .
قال أبو الأسود الدؤلي :










يـاأيها الرجـل المعـلم غيـــــره هــلا لنفسـك كـان ذا التعليــم لا تنه عن خـلق وتـأتي مثـلـــه عــار عليك إذا فعلت عظيــم وابدأ بنفسك فانهها عن غيهـــا فإذا انتهت عنه فأنت حكيـــم فهناك تقبل إن وعظت ويقتدى بالقول منك وينفع التعليــــــم


بل إن بعض المعلمين قد يرتكب بعض الأخطاء الكبيرة في مجال التربية منها :
1- عدم احترام شخصية الطالب : مع العلم أنه يجب علينا أن ندرك أن ذلك الطالب الذي نحتقره سيتولى يوماً ما منصباً من المناصب ، فقد ينقم من التعليم وأهله ، لذا يجب على المعلمين أن يأخذوا بيد أولئك الطلاب ويشحذوا هممهم وإمكاناتهم ، ويشجعونهم مادياً ومعنوياً ، كما يجب أن يعطى الطالب حريته - في حدود الأدب - في إبداء الرأي والحوار معه حواراً بناء كي يحس بكيانه كإنسان ثم بشخصيته كطالب له حقوقه المحفوظة له .
2- عدم فهم نفسيات وظروف الطالب : وفي هذا الخطأ يشترك المعلم والمرشد الطلابي ، مع العلم أن الأخير هو الأقرب إلى نفسيات الطلاب وفهم ظروفهم الحياتية .
3- عدم استخدام مبدأ الثواب والعقاب بين التلاميذ : فقد يتساوى لدى بعض المعلمين الطالب المهمل والمجد ، فيصاب الطالب النشيط المجد بالإحباط وخيبة الأمل ويتمادى المهمل في كسله وإهماله ، وللثواب صور منها :
أ- المكافآت المادية : وهي من أقوى المكافآت تأثيراً على الطلاب وإثارة له .
ب- المكافأة بالثناء الحسن ( المدح ) : كأن تقول للطالب: أحسنت ، ممتاز، وهذا الثناء يزرع في المتعلم الثقة بعلمه ، ويحث غيره لنيل هذا الاستحسان من المعلم ، ويبعث في الطالب الشعور بالارتياح لما يبذله من جهد في التعليم، ولنا في سيرة المصطفى _صلى الله عليه وسلم_ أحسن الأمثلة : فعن أبي موسى الأشعري _رضي الله عنه_ قال : "قدمت على رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ وهو بالبطحاء، فقال : أحججت ؟ قلت : نعم ؟ قال : بما أهللت؟ قلت : لبيك بإهلالٍ كإهلال النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال : أحسنت ..." الحديث . رواه البخاري .
ت- المكافأة بالدعاء : وهو الدعاء للطالب بالبركة والخير والتوفيق ونحوه ، وهذا الأسلوب نادر بين المعلمين . عن ابن عباس _رضي الله عنهما_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ دخل الخلاء فوضعت له وضوءاُ . قال : من وضع هذا ؟ فأخبر ، فقال : "اللهم فقه في الدين". قال ابن حجر : قال التيمي : فيه استحباب المكافأة بالدعاء .

وللعقاب صور أيضاً منها :
أ- العقاب الحسي : وهو الضرب ، والمقصود هنا: أن المعلم يستخدم هذه الطريقة بلا إفراط أو تفريط ، وهذه الطريقة كانت عند السلف، بل عند قدوتهم محمد _صلى الله عليه وسلم_ ، وبأمره والمقصود بها: التأديب ، مع وجوب العمل وفق الجوانب الشرعية.
ب- العقاب المعنوي :
1- كالنصح والإرشاد؛ لأن البعض تؤثر فيه الكلمة الطيبة والنصيحة.
2- التعبيس ، والمقصود به: التعبير عن الاستياء وعدم الرضا .
3- الزجر .
4- الإعراض ، إعراض المعلم عن الطلاب أو طالب معين حتى يرجع عن خطئه .
5- التوبيخ .
6- تكليف الطالب بواجبات منزلية .
ويجب الانتباه لأمر مهم وهو القدرة على تكييف هذه الصور - سواء بالثواب أو العقاب - بالطريقة الصحيحة، فلا تبالغ في الثواب حتى يصبح الأمر عادياً لدى الطلاب أو تسرف في العقاب حتى لايصبح ذو تأثير إيجابي ، أو تستخدم طريقة من الطرق مع أنه كان من الأفضل استخدام طريقة أخرى ، فجميل أن تستخدم التدرج في الثواب أو العقاب ، وجميل أن تستخدم العقاب للتأديب لا لإطفاء نار الغضب، وجميل أن يكون الضرب هو آخر الصور التي تستخدمها في العقاب، والمهم أن تعدل بين الطلاب في جميع هذه المسائل المذكورة .
4- عدم مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب : فالطلاب مختلفون في قدراتهم وإمكانياتهم العقلية والاستيعابية ، لذا ينبغي للمعلم أن يقدم من التعليم مايناسب مستوى كل فهم ، فلا يخاطب القاصر ذهنياً بما يخاطب به الذكي النبيه .

5- عدم اشراك الطلاب بالدرس : بمعنى أن بعض المعلمين يستأثر بالحديث لوحده ولا يدع فرصة للطالب أن يبدي رأيه أو يشارك في طرح بعض المعلومات المختزنة عنده عن موضوع الدرس، وهذا خطأ تربوي كبير ، بصرف النظر عما يسببه من ملل وسأم لدى الطلاب .

المعلم الثاني : لا تحتقر الكلمة :
يتصور بعض المدرسين أن نتاجه إنما هو منحصر من خلال الطلبة الذين يتعامل معهم خارج الفصل الدراسي، سواء عن طريق الأنشطة الدراسية أو غيرها ، وهذا مجال له أهميته ، لكنه ليس المجال الوحيد ، فالكلمة التي يقولها المعلم في الفصل لا تذهب سدى ، فالمدرس قادر على توجيه أفكار الطلبة ، وتصوراتهم ، واهتماماتهم ، ولكلماته وتوجيهاته العامة مدى قد لايدركه ولا يتصوره .
فلا تحتقر الكلمة أو تستهين بها ، فكثير هم أولئك الذين كان لكلمة واحدة أثرها في توبتهم ورجوعهم إلى الله أو توجههم للعلم وعنايتهم به ، أو ضبط مسارهم . إن هناك كلمات تبقى بذرة خفية ، تؤتي ثمارها في الوقت الذي يشاء الله ، فقد يسمع شاب معرض كلمة ناصحة من معلمه فتقع موقعاً من قلبه ، ويقصر مداها عن أن تؤثر في سلوكه ، ولكن هذه البذرة لا تزال معلقة في القلب حتى ييسر الله لها الغيث فتؤتي ثمارها – بإذن الله - ولو بعد حين .



المعلم الثالث : تنويع أساليب الخطاب والموعظة :
إن تنويع أساليب التربية والتذكير بالحديث عن البرزخ والقيامة تارة ، وعن نتائج المعصية في الدنيا تارة وعن آثارها الاجتماعية تارة أخرى وهكذا ، هذا التنويع خير وأجدى من الجمود على أسلوب واحد، بل يشمل التنويع التنويع في طرق إيصالها للطالب أو المتعلم، فمثلاً :
أ- التعليم عن طريق استخدام أسلوب المحاورة والإقناع العقلي، ولتوضيح هذه الصورة نذكر هذا الحديث فعن ابن عباس _رضي الله عنهما_ "أن امرأة جاءت إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ فقالت: إن أمي نذرت أن تحج فماتت قبل أن تحج ، أفأحج عنها ؟ قال : نعم ، حجي عنها ، أرأيت لو كان على أمك دين أكنت قاضيته ؟ قالت : نعم . قال : فاقضوا الذي له : فإن الله أحق بالقضاء" . رواه البخاري .
ومنها مارواه البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – "أن رجلاً أتى النبي _صلى الله عليه وسلم_ فقال : يا رسول الله ولد لي غلام أسود ، فقال : هل لك من إبل ؟ قال : نعم . قال: ما ألوانها ؟ قال : حمر . قال : هل فيها من أورق؟ قال : نعم . قال : فأنى ذلك ؟ قال: نزعه عرق ، قال : فلعل ابنك هذا نزعه" .
فهذا الأعرابي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم\ مستفتياً ومستنكراً أن يأتيه ولد أسود على خلاف لونه ولون أمه ، فكان التبيان من النبي _صلى الله عليه وسلم_ بالأسلوب العقلي الميسر، وضرب له المثل ليقرب له الصورة، وليكون أقرب إلى فهمه ، وتطمئن نفسه.
ب- التعليم عن طريق القصص : وكم نرى هذه الطريقة في كتاب الله من مرة
وفي سنة المصطفى _صلى الله عليه وسلم_ مرات ومرات، ومن مميزات هذه الطريقة محبة الناس لها ، ولما فيها من العبر والنوادر ، وأكثر الطرق التي تعلق بالذهن ولا تكاد تنسى .
ت- ضرب الأمثال : وهذه من الطرق التي توضح ما يستشكل على الطلاب فهمه،
وهذه الطريقة استخدمت بكثرة في كتابة الله؛ كتمثيل المؤمن بالشجرة الطيبة في سورة إبراهيم ، يقول الشوكاني : وفي ضرب الأمثال زيادة تذكير وتفهيم وتصوير للمعاني ، وكم ضرب النبي _صلى الله عليه وسلم_ الأمثال للتوضيح ولإبلاغ المعنى، فمنها: مارواه أبو هريرة _رضي الله عنه_ عن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أنه قال : " إن مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله ، إلا موضع لبنة من زاوية ، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له، ويقولون : هلا وضعت هذه اللبنة ؟ قال : فأنا اللبنة ، وأنا خاتم النبيين". قال ابن حجر : وفي الحديث ضرب الأمثال للتقريب للأفهام، وفضل النبي _صلى الله عليه وسلم_ على سائر النبيين ، وأن الله ختم به المرسلين ، وأكمل به شرائع الدين .
ث- استخدام الرسومات للتوضيح والبيان : وهذه الصورة ما تعرف الآن باسم وسائل الإيضاح ، وهي طريقة شرعية كان النبي _صلى الله عليه وسلم_ يستخدمها للصحابة _رضي الله عنهم_ وهي مما يزيد الشرح قوة وسرعة في الوصول إلى الأفهام ، مع الحرص على استخدامها في مكانها الصحيح .

الخلاصة : أن الوسائل تختلف وتتعدد , ومع تنوع الدعوة وأساليبها لا يتمكن
من تطبيقها إلا أصحاب الموهبة - سواء كانت متأصلة في المعلم أو مكتسبة - .

المعلم الرابع : التربية من خلال الأحداث :
حينما نقرأ القرآن الكريم نجد أن بعد حادثة الإفك وفي التعليق عليها ربى المؤمنين على منهج التثبت ، وحماية الأعراض ، وحسن الظن بالمؤمنين .
وبعد غزوة أحد نقرأ في سورة آل عمران التعقيب على هذه الغزوة ودروسها، فنرى في ذلك بيان سنن الله في النصر والهزيمة والموقف من المنافقين ، وظن السوء والتطلع إلى الدنيا .... وغير ذلك من المعاني ، وأما السنة النبوية فهي مليئة بذلك وغنية عن التمثيل .
ألا تفهم أخي المعلم من ذلك أن التربية من خلال الأحداث سنة شرعية ؟
فحين يحصل زلزال أو كارثة نقول لطلابنا : إن هذا من سنن الله في عقوبة أهل المعاصي، وإن سرنا في طريقهم تحق علينا نفس السنة ، وحين يصلي الناس الاستسقاء يحسن أن نقول لأبنائنا ولو بإشارة عابرة : إن هذا القحط من شؤم المعصية ، وحين تحصل مجاعة أو مصيبة للمسلمين نحدثهم عن الولاء بين المؤمنين ونصرتهم ، وهكذا ينبغي أن نستغل الأحداث القريبة والبعيدة لتقرير المعاني الشرعية والحقائق التربوية .
تقول الدكتورة رقية بنت محمد المحارب : " وهنا شيء مهم له علاقته بقضية التربية بالحدث، وهو أن ندرك أن معظم الناس يمتلكون عاطفة طيبة وحباً للدين ، ولكنهما غابا بفعل المعصية والغفلة وقلة الداعي إلى الله على بصيرة وطول الإلف للواقع ، ولكن تأتي أوقات أزمان من مرض أو قلق أو حيرة تنفتح للخير فيها القلوب وتقبل النفوس أثناءها الموعظة ... إلخ ) .

المعلم الخامس : النصيحة الخاصة
من المعلمين من يمارس التوجيه العام لطلبته بصورة أو أخرى، ولكن حين يدرك خطأ فردياً على طالب من الطلاب ، فهل جرب أن يحدثه بصورة فردية ؟
كم هم الطلاب الذين يتغير مسارهم – خاصة في مرحلة المراهقة – فماذا لو كان هذا الطالب يتلقى كلمة شخصية خاصة من أكثر من مدرس وآخر ؟
أي شعور يختلج في نفس هذا الطالب الذي يتمتع بعاطفة جياشة حين يأخذه أستاذه بحديث شخصي ، يلمس من خلاله الشفقة والنصح ؟
ألن يدرك أنه أستاذ صادق يحب له الخير والصلاح ؟
وهب أنه أخذ الأمر باللامبالاة، فهل سينسى هذا الموقف أم أنه سيستجيش في نفسه بين آونة وأخرى ؟
إن الحديث العام قد يطمره النسيان ، ويعفو أثره على مر السنين ، أما الحديث الخاص فسيبقى صورة منقوشة في الذاكرة تستعصي على النسيان .

المعلم السادس : التربية على الاستماع للآخرين :
إن الاستماع للآخرين صعب لابد من ترويض النفس عليه ، وله أثرها ولو بعد حين ، فحري بالمعلم أو المربي أن يدرب طلابه على حسن الإنصات والاستماع للآخرين، ولنا في المصطفى _صلى الله عليه وسلم_ قدوة حسنة ، ولكن كيف تجعل من طالبك منصتاً متفاعلاً ؟
هناك كثير من السبل والطرق ، نذكر بعضها على سبيل التمثيل والتبيين :
أ- عوده على فهم شخصية المتكلم ، مع العلم أنه ليس مطلوباً منه موافقته بكل ما يقول .
ب- عوده على مجاراة المتكلم في سرعة إيقاعه ونغمة صوته .
ت- عوده على الإنصات باهتمام بالغ لما يقوله الآخر .
ث- لا تجعله يصم أذنيه عن الاستماع له نتيجة لمعتقداته السابقة عن المتحدث أو الموضوع .
ج- عوده على ألا يستبق تتمة كلام المتحدث .
ح- اجعل الطالب يعيد توضيح ما فهمه والمعنى الذي قصده المتكلم آنفاً بدون تكرار لكلماته .
إن عدم وجود هذا الفن – الاستماع والإنصات – لدى الطلاب لمن أكبر الأسباب التي تجعلهم ينفرون من الحق ولا يستمعون إليه ، ولنا في كتاب الله وسيرة نبيه _صلى الله عليه وسلم_ الأمثلة والقصص الدالة على ما ذكرنا .

يتبع





التوقيع








    رد مع اقتباس
قديم 2011-04-15, 14:08 رقم المشاركة : 108
أم طه
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم طه

 

إحصائية العضو







أم طه غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

وسام المنظم مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة

الشخصية المتميزة رمضان 2014

وسام المنظم

وسام المنظم

وسام تحدي الصور2

وسام المركز الثالث مسابقات أم علاء

وسام المرتبة الرابعة في المسابقة الرمضانية الكبرى

افتراضي رد: ورشة عمل مجموعة الهمــــــــة الاستاذية


المحور الثاني : معوقات في الطريق :
أخي الكريم كانت هذه بعض المعالم التربوية ولكن ... !
قد تقول: إنني أريد تطبيق كثير منها، ولكن هناك معوقات كثيرة ستواجهني .
فنقول : بلا شك إن هناك معوقات ستواجهك ، وهذا هو الأصل أن من أراد التوجيه والإرشاد لا بد أن يواجه بمعوقات ، ولكنها معوقات قد تأخر بعض الإنجازات، ولكنها لن تمنعه _بإذن الله تعالى_ .
ومن هذا الباب سنتطرق لبعض المعوقات التي قد تظهر لك :
معوقات من داخل المدرسة أو معوقات في محيط المجتمع :
وهي تلك المعوقات التي تعود إلى شخصية المدرس نفسه ، أو أسلوبه في التدريس ، أو معاملته مع الطلاب ، أومعوقات بسبب المجتمع الصغير منه أو الكبير ، فتحول هذه المعوقات عن بلوغ كلمة المدرس مداها المطلوب ووصولها إلى تحقيق الهدف الذي يسعى إليه، ومن أهم هذه المعوقات :


المعوق الأول : الفهم الخاطئ لقوة الشخصية :
فحين يفهم المدرس قوة الشخصية فهماً خاطئاً ، فيسيطر عليه هذا الهاجس ، فسيؤثر هذا الفهم على أدائه الدور المراد فيه والمنتظر إذ يعد بعض المدرسين قوة الشخصية المحور الأساس لنجاحه .
ومع تقديرنا لأهمية تحقق هذه الصفة لدى المدرس ، ودورها في تقبل تلامذته له ، إلا أن النظرة إليها عند الأغلب أعطتها بعداً أكثر غلواًَ ومبالغة ، مما أسهم في انعكاسات سيئة على نفسية المعلم وأدائه، ومن الانعكاسات السلبية لهذه النظرة :
1- أن هاجس خوف الفشل وضياع الشخصية أمام الطلاب يغلب بشكل كبير على الهدف الأسمى، وهو التوجيه والتربية والذي لن يأخذ مكانه الطبيعي لدى هذا المدرس .
2- رفع حالة التوتر لدى المعلم ، فيدخل الفصل بنفسية مشدودة ، تسيطر عليه مشاعر الرجاء والخوف ، فهو يتمنى أن ينتهي الدرس بسلام ويتنفس الصعداء حين يسمع قرع الجرس، أي تربية وتوجيه ، وأي إنجاز ينتظر بالله عليك ممن يدخل الفصل بهذه النفسية المشدودة ؟

المعوق الثاني : الفهم القاصر لدور المعلم :
يرى بعض المعلمين والمعلمات أن الدور المنوط به ، والواجب الأساسي الذي سيحاسب عليه هو أداء المنهج الدراسي والواجبات الرسمية .
نعم ، إن أداء الواجب الرسمي مطلب من المدرس لابد أن يحاسب نفسه تجاهه ، لكن ذلك ليس نهاية المطاف، وماذا تصنع الأمة بأجيال غاية إنجازهم إجادة القراءة والكتابة ، واستظهار وسرد معلومات حفظوها ودرسوها ؟
إنه لجزء من أمراض الأمة التي أوغلت في المظاهر على حساب المضمون أن يتصور المدرس أنه مسؤول عن إجراءات إدارية لا تقدم ولا تؤخر ، أما ما سوى ذلك من البناء العلمي ، والتربية والتوجيه فهو ضمن دائرة النوافل .
ولئن قبلنا ممن يعيش العمل الإداري البحت ، أو من بعض العامة من الناس أن يوغل في المظاهر على حساب المضمون ، فإنه لا يمكن أن يحتمل بحال من المعلم ومربي الأجيال .

المعوق الثالث : الحواجز المصطنعة :
يحيط بعض المعلمين نفسه بسياج وهمي وحاجز مصطنع ، يمنعه من التعامل والتأثير على فئة وقطاع عريض من الطلبة ، فأحياناً يتصور أن تأثيره وجهده لا يتجاوز الطلبة المشاركين معه في الجمعية المدرسية ، أو فئة خاصة من الطلبة ( أهل الاستقامة والصلاح ) ولو كان الأمر يقف عند مجرد نظرته لهان ، لكن هذه النظرة تولد سلوكاً يشكل عائقا له عن التأثير والتوجيه ، ثم يتحول الأمر إلى شعور متبادل فيشعر الطلبة أنهم معزولون عن هذا المعلم أو ذاك ، ويتحدث المعلم في فصله أمام ثلاثين طالباً وهو يشعر أنه لايخاطب إلا الفئة الجادة ، فيحرم الغالبية من توجيهه .
هذا جانب بسيط من جوانب الحواجز المصطنعة ، ولو توسعنا في هذا المعوق الذي نجده منتشراً عند كثير من المعلمين الأخيار، وهذه الجوانب الأخرى لها أبعادها وتأثيراتها وأسبابها غير الحقيقية ، منها :
· التواضع الكاذب : فتجده يعتذر دائماً بأنه ضعيف لا يستطيع تحمل المسؤولية ، أو هو أقل مما يؤمل منه .
· الكسل : وأكثر منشأه من الترف والدعة ، والتبسط إلى الدنيا ، والعب من شهواتها وملاذها، وهو بلا شك مؤد إلى العجز ولابد .
· السآمة والملل : فكثير من المعلمين تجده يتحجج بهذه الحجة، ودائماً يردد : مللت ! ، وبعضهم يبدأ العمل ثم يقف، ويقول: أريد أن أغير نوع الدعوة، وإذا قيل له، قال : مللت . أريد عملاً دعوياً آخر ، وهذا بخلاف منهج الأنبياء والعظام الذين بذلوا جهوداً كبيرة لمدة طويلة بلا يأس ولا ملل ، وأوضح مثال على هذا نبي الله نوح _عليه الصلاة والسلام_ فكم مكث في قومه يدعوهم؟ وكم جرب من أنواع وأساليب الدعوة؟ وكم صبر وصابر؟
· التردد : وهو من الأسباب المصطنعة والموصلة للعجز ، وذلك لأن المتردد قلما يعزم على أمر ، وإذا عزم على إبرام أمر فإنه قلما يمضيه ، فيظل يراوح مكانه ، تأتيه الفرصة تلو الفرصة وهو عاجز عن اقتناصها، بل هو مشغول عن الجديدة بالتحسر على تردده في أمر القديمة ، وهكذا يظل عمره عاجزاً عن الوصول إلى معالي الأمور .
· الخوف : سواء الخوف من النجاح في العمل ، أو الخوف من الناس، وهذا السبب من قلت الثقة والتوكل على الله _سبحانه وتعالى_ .
· الغموض في الهدف : فلا يعرف ماذا يريد ، ولا ما هي أهدافه ، ولا يعرف كيف يصل إلى هذا الهدف، وهذا من الأسباب المصطنعة عند بعض المعلمين والمربين .

ولتوضيح خطر هذا المعوق أذكر لك بعض الأمور التي ستترتب عليها - إن لم تكن كلها فستكون أكثرها موجودة في من يتصف بهذه الصفات أو تنطبق عليه بعض الأسباب :
· ترك الدعوة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
· تشويش الأولويات : إذ يظل يدور عامة حياته في حلقة مفرغة من الأعمال المفضولة لا يخرج منها إلى الأعمال الفاضلة إلا قليلاً .
· كثرة الطعن في زملائه العاملين .
· ضعف العلم : لأن العلم يحتاج إلى تزكية، وتزكيته بالعمل به ومن العمل الدعوة .
· ضياع الأوقات .
· تغير الأهداف : ونزولها حتى تصل إلى مرحلة تكون أهدافه أهدافاً تافهة .
· كثرة خلف الوعد : ويستغل هذا للتهرب من العمل والعاملين .
· كبت المواهب : فالله _سبحانه وتعالى_ قد أعطى كل إنسان مواهب وقدرات ، وبتخلف هذا المعلم عن تفجير الطاقات الموجودة بداخله سيؤدي إلى كبتها .
· ضعف الإنتاج : فعند تخلف كثير من العاملين عن مجال العمل سيترتب عليه شح في الطاقات مما يسبب في ضعف الإنتاج ، فالثغور كثيرة والحاجة ماسة والعاملون قلة، والله المستعان .

أما علاج هذا المعوق فتكون بطرق كثيرة، منها :
1- التوكل على الله _سبحانه وتعالى_ .
2-القراءة المستمرة في كتب التراجم : وهي التي تعنى بسير حياة الأشخاص الأعلام المؤثرين في مجتمعاتهم تأثيراً تجاوز حدود الزمان والمكان، فالاطلاع على هذه السير يورث المرء حماساً عظيماً محاولة منه للحاق بركب أولئك الأكابر الأعاظم.
3- الزيارة لأهل الصلاح أولي الهمم العالية : إذ المرء إن رأي قرينًا له يفوقه في عبادته أو زهده أو جهاده أو ثقافته أو دعوته فإنه يتأثر به غالباُ، وهذه طبيعة النفس الإنسانية ، لذلك كان الصحابة – رضي الله عنهم – خير جيل أخرج للناس قاطبة، وذلك لأنهم صاحبوا خير رسول أرسل للبشر _صلى الله عليه وسلم_ .
4- العزيمة والإصرار على مجاوزة العجز وهذه الحواجز : وذلك لأن المعلم إن لم يكن عنده عزيمة وإصرار على مجاوزة عجزه فإنه يراوح مكانه ولايتقدم أبداً ، ومن كان يملك عزيمة وإصراراً على تجاوز عجزه فإنه سينجح – بإذن الله تعالى – ويجوز تلك القنطرة النفسية الصعبة .
5- وضع هدف سام يحاول الوصول إليه دائماً : فكلما سما هدف المرء ضاعف جهده للوصول إليه ، ولذلك يلحظ على أكثر العاجزين أنهم لا هدف لهم إطلاقاً أو أن أهدافهم تافهة حقيرة لا قيمة لها، ويرى أن أكثر العظماء كانت لهم أهداف عظيمة حاولوا الوصول إليها ، فأفلحوا تارة وأخفقوا أخرى ، لكن فلاحهم – إذا أفلحوا – شيء عظيم .
أيها المعلم الكريم ، إن السعي للوصول إلى الهدف السامي يضمن لك ثلاثة أمور- بإذن الله تعالى - :
الأول : الدرجات العظيمات في الآخرة .
الثاني : الثبات على المنهج الصحيح .
الثالث : حسن الذكر والثناء بعد الموت ، الجالب بدوره لدعاء الصالحين ، واستغفار المستغفرين .

المعوق الرابع : النظرة المتشائمة :
لا جدال أن واقع الشباب اليوم لا يسر مسلماً ، وأن شقة الانحراف قد اتسعت لتشمل رقعة واسعة من خارطة حياة الشباب المعاصرة .
ولكن أيعني ذلك أن الخير قد أفل نجمه ؟ وأن الشر قد استبد بالناس ؟ أليست هناك صفحات أخرى من حياة أولئك المعرضين غيره هذه الصفحات الكالحات ؟ ألم يقل النبي _صلى الله عليه وسلم_ : " إذا قال الرجل: هلك الناس فهو أهلكهم" ؟
كثير من الشباب يعود للجادة ، ويستقيم أمره فيسير في قوافل التائبين .
إن علينا ألا ننظر لجانب واحد ، ولكن لننظر لجميع الجوانب الفاسد منها والصالح حتى نستطيع أن نقيم الوضع ونقيم أنفسنا .

المعوق الخامس : التركيز على النقد : فكثير من المعلمين يغرق الطلاب بجانب الفساد الموجود لديهم ، ويركز على قضية الأخطاء والمنكرات التي يفعلونها ، ويغفل الجانب الآخر مما يولد لديهم شعور الإحباط وعدم القدر على الخلاص، وكل ذلك بالتركيز المباشر على النقد من المعلم للطلاب .
وكان الأجدر بدلاً أن أقول : أنتم تتهاونون في المعاصي ، وتقعون في المنكرات الصغيرة والكبيرة ، ولا تخافون الله ، لو حدثتهم بدل ذلك عن شؤم المعصية ونتائجها الوخيمة دون أن أشير إليهم من قريب ولا بعيد ، أفلا يفهم العاقل أن هذا ينطبق عليه؟
وبدلاً من أن أحدثهم عن التهاون في النظر الحرام وتهافتهم عليه ، لو حدثتهم عن فوائد غض البصر ، وعن النتائج الوخيمة التي تترتب على إطلاقه أفلا يدرك المراد؟
هناك فرق بين أن أقول للطلاب: هذا الفعل خطأ وأنكر عليهم أفعالهم ، حتى لو كان الإنكار مباشراً وحتى لو كان بالاسم الصريح لو استدعى الأمر ، وبين أن يكون العادة التي ينكر بها المعلم على الطلاب هي التركيز بالنقد .

المعوق السادس : التربية الأسرية الخاطئة للطالب : وقد لا يقف الأمر عند ذلك، بل قد تجد من الآباء والأمهات من تعارض وتخطئ قول المعلم حتى ولو كان صحيحاً صواباً ، والسبب أن هذا يخالف ما عليه الأسرة من طريق الحياة .
وقد يكون الجو الأسري جواً غير مساعد على التكيف مع ما يطرحه المعلم من وسائل إصلاحية تربوية، فتجد المعلم مثلاً يتكلم عن حكم الدخان، وإذا ذهب الابن للمنزل وجد أباه مدخناً أوأخاه الكبير أو قد يجد أمه – والعياذ بالله – ممن يتعاطى هذا السم ، أو يتكلم عن حكم الغناء، فتجد البيت يهتز من ارتفاع أصوات المزامير الغنائية فيه، أو يتكلم عن الصلاة ويجد البيت كله أو بعضه لا يصلي مما يسبب معوقا للمعلم في تغيير واقع الطالب إلى الأصلح .

المعوق السابع : الصحبة السيئة : وهذه من أشد المعوقات على المعلم ، فإذا استطاع أن يخلصه من هذا الواقع الذي يعيشه سيكون الطالب بعدها أقرب من وقت سابق ، وهل أهلك أبا طالب إلا أصدقاء السوء ؟
وفي هذا يقول _عليه الصلاة والسلام_ : " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل" .

ولإزالة هذه المعوقات أخلص أولاً النية لله ، وتوكل على الله ثانياً ، واجعل هذا المعوق الذي أعاقك هو ذات السبب الذي سيعينك على الجد والمثابرة والثبات .







التوقيع








    رد مع اقتباس
قديم 2011-04-15, 18:08 رقم المشاركة : 109
أم طه
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم طه

 

إحصائية العضو







أم طه غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

وسام المنظم مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة

الشخصية المتميزة رمضان 2014

وسام المنظم

وسام المنظم

وسام تحدي الصور2

وسام المركز الثالث مسابقات أم علاء

وسام المرتبة الرابعة في المسابقة الرمضانية الكبرى

افتراضي رد: ورشة عمل مجموعة الهمــــــــة الاستاذية


[IMG]http://uqu.edu.sa/files2/****_mce/plugins/imagemanager/files/4150121/F2A50284.gif[/IMG]
ركاب سفينة صناعة التأثير سنحاول بإذن الله وضع ملخص هذا الكتاب ( التربية والتجديد) كنهاية لموضوعنا ونأمل أن نكون قد صنعنا ولو القليل من التأثير,فلا تبخلوا علينا بآرائكم ونصائحكم حتى نسير بسفينتنا الى بر الأمان.






التوقيع








    رد مع اقتباس
قديم 2011-04-15, 18:29 رقم المشاركة : 110
أم طه
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية أم طه

 

إحصائية العضو







أم طه غير متواجد حالياً


وسام المشاركة في مسابقة القران الكريم

وسام المنظم مسابقة صور وألغاز

وسام المشاركةفي المسابقة الرمضانية الكبرى 2015

مسابقة المبشرون بالجنة

الشخصية المتميزة رمضان 2014

وسام المنظم

وسام المنظم

وسام تحدي الصور2

وسام المركز الثالث مسابقات أم علاء

وسام المرتبة الرابعة في المسابقة الرمضانية الكبرى

افتراضي رد: ورشة عمل مجموعة الهمــــــــة الاستاذية


"التربية والتجديد


"وتنمية الفاعلية عند المسلم المعاصر"



للدكتور ماجد عرسان الكيلاني:لخصه:عبد الله محمد هنانو





يكاد يجمع المختصون بعلوم التربية والاجتماع الإنساني على أنّ عجز الأمم عن استثمار مواردها البشريّة، ومقدّراتها الماليّة إنّما يكمن في القصور الكائن في أجهزة التّفكير والإرادة التي تتجسد في ثقافة الأفراد وعلاقة الجماعات المكونة للأمّة نفسها. وهو مؤشر لوجود العطل في نظم التربية التي تمدّ إنسان الأمّة بالقيم والاتجاهات، وتزوّده بالمعلومات والخبرات وتنمي فيه القدرات والمهارات.


والسبب أن حلقات السلوك الإنساني- ومنه الحضاري- تبدأ بالنّفوس: أي بحلقة الفكرة، ثم حلقة الإرادة، ثم تبرز منها الحلقة الثالثة حلقة الممارسة والإنجاز المحسوس. فإذا أصاب العطب الحلقة الأولى امتدت آثار الخلل إلى الحلقتين التاليتين، وأفرزت مضاعفاتها في البطالة والعطالة والعجز والتخلّف؛ لذلك كان دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: ( اللهم إنّي أعوذ بك من علم لا ينفع )


والأمم الواعية حين تحسّ بأزمة معينة أو نقص في الفاعليّة والإنجاز، فإن أوّل شيء تفعله هو قيام الخبراء فيها بتشخيص القيم الثقافيّة السائدة والنّظام التّربوي القائم. وهذا ما فعلته بريطانيا حين رأت التفوق الألماني خلال الحرب العالميّة الثانية. ففي الوقت الذي كانت أنظمتها الدفاعيّة تتصدى للغارات الألمانيّة في أجوائها وبحارها، كان المربون البريطانيّون يجتمعون ويشخّصون النّظام التّربوي والثقافة الاجتماعيّة في مخابئها وملاجئها.


ومثله ما فعلته الولايات المتحدة الأمريكيّة حين رأت الاتحاد السوفيتي يسبقها في النزول على سطح القمر، وهو ما تفعله في الوقت الحاضر وهي ترى التفوق الياباني في الميادين الصناعيّة والتجارة العالميّة.

ويذكر – ياسوماسا تومودا- الأستاذ في جامعة أوساكا اليابانيّة أنّ أوّل ما فعلته اليابان إثر هزيمتها في الحرب العالمية الثانية هو مراجعة القيم التقليديّة التي كانت تؤكد على الطاعة العموديّة في المجتمع: أي طاعة الصغار للكبار، وطاعة الأتباع للقادة؛ الأمر الذي أدّى إلى مراجعة نظام التربية اليابانيّة، خاصة التربية الأخلاقيّة السياسيّة – شوشين Shushin- وإعطاء العناية اللازمة لقيم الديمقراطيّة والحريّة وعلاقة الحاكم بالمحكوم، والوقوف على موروثات التّقاليد والقيم السائدة موقف الناقد العالم، لا التابع المنفعل، والتأكيد على القيادة الجماعية والعمل الجماعي، وتوسيع مفهوم الأخلاق ليشمل ميادين السياسة والإدارة والثقافة والعلم.


والخلاصة أن كلّ بلد نجح في الخروج من أزماته ومجابهة تحدياته بدأ بفحص النظم التربويّة السائدة. وما نجح حزب أو جماعة أو منظمة في برامجها إلا بعد اعتماد مبدأ المراجعة والتقييم الدوري لمبادئها وأفكارها. وما جمد مذهب أو جماعة أو حزب إلا بعد إسباغ العصمة على أفكاره وبرامجه .


معنى الفاعلية وأهميتها



الفاعلية تعني بلوغ أعلى درجات الإنجاز وتحقيق أفضل النتائج . ويوصف القادة بالفاعلية عندما تكون المخرجات أكثر وأحسن من المدخلات. وتقويم هذه الفاعلية يفيد في ثلاثة جوانب : 1- تقديم تغذية راجعة تقدر ما تم انجازه، 2- تقديم القواعد واقتراح الشروط اللازمة لتحديد درجة التفعيل، 3- إمداد القيادات بالمعلومات المتعلقة بالخطط المستقبلية.


والفاعلية مصطلح فضفاض تختلف باختلاف الموضوعات والتخصصات. وقد عبر القرآن الكريم عن المدخلات بقوله تعالى {وَلَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَلَدَيْنَا كِتَابٌ يَنطِقُ بِالْحَقِّ } (62) سورة المؤمنون.


وعبّر كذلك عن المخرجات بالعاقبة . وحين تبلغ الفاعلية أقصى درجاتها يطلق القرآن على أصحابها ( المفلحين ). والمفلح هو الذي يظفر بالمطلوب.


ويضع القرآن الكريم لنسبة ( المخرجات ) المتوقعة من الأمة المسلمة حدّين : الأول حد أعلى يتحقق إذا أحسنت الأمة استثمار المدخلات ، الثاني : حد أدنى إذا كان هناك ضعف في الخبرات والمهارات اللازمة لاستثمار المدخلات.


وتتحقق الفاعلية في الأمة خلال الإنجازات التي تلبي الحاجات وتواجه التحديات في الداخل، والعطاء الحضاري الذي تقدمه الأمة للأمم في الخارج.


ولقد اهتمت الأمم الحديثة المتقدمة بتحقيق الفاعلية الإنتاجية في خططها التنموية واستراتيجياتها المستقبلية، وأقامت لها مؤسسات البحث والتدريب. كاليابان والولايات المتحدة الأمريكية.


فحين بدا التفوق الياباني في الميادين المتنوعة تداعت الجامعات والمؤسسات الأوروبية والأمريكية لدراسة الفاعلية اليابانية . حيث أشارت الأبحاث التي أصدرتها الدراسات المذكورة إلى أن اليابان تمتلك نظاماً تربوياً يسهم بشكل رئيسي فاعلية نمو اليابان الاقتصادي وفي تطورها وتقدمها الاجتماعي.


التربية ودرجات نضج الشخصية




وعاداتها الفكرية والنفسية



إن النضج الكامل في شخصية الإنسان هو الأساس الأول الذي تقوم عليه تنمية الفاعلية .


والتربية الواعية تعمل على تنمية نضج الشخصية الإنسانية عبر درجات ثلاث من الحالات النفسية – الاجتماعية . وهذه الدرجات :


1-درجة الاعتماد على الغير.


2-درجة الاستقلال عن الغير.


3-درجة تبادل الاعتماد مع الغير.



درجة الاعتماد على الغير وعاداتها




الفكرية والنفسية



يتمحور وجود ( درجة الاعتماد على الغير ) حول تصور معين للتأثير والإنجاز خلاصته ( أنت المسؤول ) .


إن صاحب درجة ( الاعتماد على الغير ) إنسان حُرم الوعي بالذات . والوعي بالذات هو أهم منطلقات الفاعلية لدينا؛ لأنه يساعدنا على رؤية أنفسنا ورؤية الآخرين، ويساعدنا على تقييم خبراتنا وخبرات الآخرين، وأفعالنا وأفعال الآخرين.


الإنسان الذي يكون في درجة الاعتماد على الغير لا يستطيع أن يرى ذاته وذات الآخرين، ولا يمكن أن تتيسر له هذه الرؤية إلا بتضافر جهود مؤسسات التنمية الاجتماعية والأسرة والمدرسة والجامعة . أما إذا فشلت هذه المؤسسات فإنها ستكوّن عادتين سلبيتين هما :

الأولى : العجز عن رؤية الذات


أصحاب هذه العادة لا يرون أنفسهم إلا من خلال الآخرين أو ما يعبر عنها
( بالمرآة الاجتماعية )، وعندما تصبح المرآة الاجتماعية هي المعبر الوحيد عن ذواتنا ستكون ذواتنا متغيرة ومتبدلة بحسب المرآة الاجتماعية التي نخضع لكلامها فمثلاً :


الشرقي بطبيعته كسول يكره النظام والعمل


المسلم إرهابي


ومع أن هذه المفاهيم غير مترابطة إذ أنها اسقاطات نفسية لاتجاهات قائليها إلا عند عدم نضجنا العقلي واعتمادنا على المرآة الاجتماعية تبعث الاضطراب والاختلال في أفعالنا وردود أفعالنا .


والقرآن الكريم يسمي صاحب هذه العادة ( مرائياً ) وينذرهم بفشل الأعمال وسوء المآل . قال تعالى {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ } (47) سورة الأنفال .


والنبي صلى الله عليه وسلم يندد بأصحاب هذه العادة بقوله ( لا تكونوا إمعة )

الثانية : ردود الفعل التلقائيّة


أصحاب هذه العادة يفقد القدرة على المبادرة الذاتية وتصبح أفعاله نتيجة لردة أفعال تلقائية على أحداث تعترضه أثناء حياته، لا تحكمها تفكير ولا يقودها منطق، فيصبح المرء ضحية الظروف والممارسات الخارجية؛ وذلك سببه التنشئة الاجتماعية والأسرية ونظم الإدارة السلطويّة، ونظم الحكم الظالمة.


والقرآن الكريم يسمّي صاحب هذه العادة ( كلّا ) وصفاته أنه دائماً يعتمد على الغير. والنبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من هذه الدرجة ويصفها بالعجز .

يتبع





التوقيع








آخر تعديل أم طه يوم 2011-04-15 في 18:31.
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجموعة , الاستاذية , الهمــــــــة , عمل , ورشة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 20:23 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd