2011-04-13, 09:56
|
رقم المشاركة : 74 |
إحصائية
العضو | | | رد: ورشة عمل مجموعة الهمــــــــة الاستاذية | صناعة التأثير عنصر الانبهار د.اسماعيل النّاطور " وخلق الإنسان ضعيفا "....صدق الله العظيم من البديهي أن الضعف الإنساني ليس ضعفا للقوةالجسدية ,إنما ضعفا للقوة النفسية وهناك من البشر من استطاع أن يفهم إحدى المعاني المذهلة خلف هذه الآية سطوة وقدرة " قوة الانبهار" فصوت الأسد يشل قدرات الفريسة " انبهارا" والمرأة الجميلة تأخذ قبل أن تعطي " انبهارا" والشيخ والوزير ينال إحترام اللقب " انبهارا" والمال وحامله يحقق شرط الخضوع ربما دون مقابل " انبهارا" فسطوة الانبهار لا تقاوم , ولأنها لا تقاوم , لا زالت سلاحا , واستطاع البعض دراسة أسرارها واستخدامها في توجيه العقل البشري إلى ما يريد . إن صناعة الانبهار تقوم على خديعة الدوافع والمقاومة النفسية وإسقاطها ,وربما خضوعها للتبعية بكامل الإرادة وبكامل الرضى , ومن أهدافها السيطرة على الفكر وإخضاع العقل البشري لسيطرة العالم الإفتراضي بما يشبه عمليات غسيل المخ لشل القدرة على رؤية الواقع . أعتقد أن البداية صعبة لهكذا موضوع ,ولكن قد نبدأ من هنا من الملتقي لننتهي وعبر عدة مراحل لنصل إلى هناك إلى " هوليود " حيث تتم أقصى درجات صناعة الإنبهار وغسيل الدماغ وقبول الاستسلام الإرادي بما يشبه متعة الخضوع التي تصاب بها الشخصيات المريضة. صناعة الانبهار تعتمد على حقن الإنسان المُتلقي وعلى مراحل مدروسة بجرعات مناسبة من الاستفزاز والإثارة وعدم التوقع والتصادم والدهشة وصولا إلى الانبهار وإستسلام الفكر, و الكل منا تعرض إلى هذا . خذ مثلا فكرة التعايش مع العدو الإسرائيلي وكيف أن صناعة الانبهار كانت ولا زالت طريقهم لعقل المواطن العربي ولكن دعونا لا نصعد السلالم مرة واحدة ولنبدأ من حيث نحن لنفكر قليلا في إسم هذا الملتقى " ملتقى الأدباء والمبدعين العرب " من وضع العنوان كان بقصد أو بدون قصد يهدف استقطاب القارىء وكانت جرعة الإثارة تتمحور حول لفظ " المبدعين " .أعتقد أن اللفظ كان وراء نجاح العنوان وربما كان وراء التسجيل لكثير من الأعضاء .جئت أنا كما جاء الآخر بحثا عن الإبداع والمبدعين ..فمن كان يهمه المقال جاء باحثا عن مقال الإبداع, ومن كان باحثا عن الشعر جاء باحثا عن شعر الإبداع , ومن كان يهمه الفكر والتحليل جاء باحثا عن فكر وتحليل الإبداع. وهنا أجد عدة مواضيع تسأل عن الغائب أو تسأل عن من ترك الملتقى ؟ ولماذا تركنا فلان أو علان ؟فهل تناغم لفظ المبدعين مع جرعات الملتقى المتتالية من الإثارة والاستفزاز والصدم لإبقاء وهج وحرارة الانبهار , أم مع الوقت ولعدم وجود خطوات مدروسة تلاشى الانبهار!!!!. أعتقد أن الحديث عن صناعة الإنبهار سيكون طويلا وطويلا جدا , فهو المدخل النفسي لعالم السياسة والأدب والعلاقات الإنسانية وحتى سلسلة المطاعم وألعاب الأطفال ولكن قبل أن نخرج من الملتقى والذي بدأنا فيه على سبيل المثال . نعود إلى شكوى بعض الأعضاء , فهناك من يكتب شعرا ولا يجد تعليقا, وهناك من يكتب مقالة ولا يجد تعليقا وربما لا يجد قارئا وهناك من يكتب تحليلا ولا يجد من يقرأه إنني أقول لكل هؤلاء : فكّر بالانبهار ,عليك أن تقدم للقارئ جرعات منها جرعات من الصدق أو الصراحة أو الشجاعة أو الحكمة أو الاستفزاز أو الإثارة أو التصادم ,عليك أن تكون على دراية بصناعة الانبهار, و بالتالي صناعة التأثير , فالمبدع الحقيقي هو في قدرته على تجاوز أفق التوقع لدى المُتلقّي . | التوقيع | " اللّهمّ ردّنا إليك ردّا جميلا " | |
| |