يوميات الثورة التونسية المصرية: يوم 3/02/11. مواطن العالم د. محمد كشكار
1
عن أيّ حياد يتحدّثون؟ هؤلاء المحللون السياسيون المخصيون! لم ترتق قيادة الجيش المصري حتى إلى مرتبة وفاء الكلب الأمين لصاحبه. يحمي الكلب الأمين صاحبَه ضدّ كل اعتداء. قتل جهاز الأمن "المباركي" مئات الثوار المصريين و الجيش المصري "المحايد" المنحاز، المرتشي من أمريكا و البائع شرفه لإسرائيل يتفرّج و لم يحرّك ساكنا! نهشت كلاب الحزب "الوطني" غير الوطني لحم المتظاهرين "ضد مبارك" و لم يتحرّك الجيش المصري ضدّ أبناء فصيلته
2
منذ زمان، كنت أتمنى أن أتشبه بالفيلسوف "سارتر"، المفكر الملتزم بقضايا الحرية. كان ينظّر و ينشر بكل حرية و يتظاهر سلميا في دولته الديمقراطية. كنت أخاف بيولوجيا من "الكرطوش" و لم أكن أخرج في المظاهرات قبل الثورة ما عدى الإضرابات و التجمعات النقابية. منحني الفيسبوك حرية التعبير و النشر. فجّرت فيَّ الثورة التونسية مشكورة شجاعة لم أكن أعرفها في نفسي و منعت بجبروتها تطاير "الكرطوش" و وفّرت لي تظاهُرَا سلميا على مَقاسي
3
"إن لدغنا الجُحْرُ مرة فتبَّا له، و إن لدغنا مرتين فتبَّا لنا". نحن في تِبَّة و تَبَاب منذ 14 قرن. نحن العرب المسلمون، توالت علينا لَسْعًا، جُحُور الحكّام المسلمين المستبدّين و القوميّين غير الوطنيّين و الاشتراكيّين غير اليساريّين و العَلْمَانيين المُنبتّين و الموالين و المعارضين المنبطحين و الفنانين المناشدين و الرأسماليّين الوُسَطَاء و المثقفين الذين نصّبوا أنفسهم طليعة للمجتمع و قد فضحتهم الثورة التونسية و عرّت جبنهم و تردّدهم. و لا زلنا نُصدّق وعودهم
4
كلمة في خاطري حول المِهَنية و الاحتراف في السياسة و النقابة. كل من احترف نقابيا، داس المبادئ و تخصّص في الكذب و "الدَّمْغَجَة" و "التْكِنْبِين" مثل أعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل. و كل من احترف النشاط الحزبي، دخل في تحالفات مشبوهة من أجل الوصول إلى السلطة مثل حزب النهضة و حزب العمال الشيوعي فلن أصدّق الأول حتى يؤمن بحرية المعتقد و لن أصدّق الثاني حتى يتخلّى عن استالينيته الديكتاتورية و يؤمن بالديمقراطية
ردّ عليّ بسرعة البرق، صديق عزيز، مثقف ديمقراطي إسلامي مغترب بفرنسا، أحبّه و مُشتاق لمحيّاه الجميل منذ عشرين سنة. كتب لي نصا قصيرا بالفرنسية، هذه ترجمتة : "يا سي محمد، يا أخي، أوّل مَن يؤمن بحرية المعتقد، هم الإسلاميون. لا يمكن أن ندّعي أننا مسلمون و ننكر الحق بل أقول الواجب في اختيار الإنسان لعقيدته أو دينه. هذا الحق أساسي في الإسلام "لا إكراه في الدين" و لو وُجد مسلمون يقولون العكس فهذا يعني أنهم لا يقرؤون القرآن
أنا أعرف صديقي هذا جيدا و قد سمعت تصريحه هذا مرارا من لسانه. أنا لا أقصد المثقفين الإسلاميين الديمقراطيين المتنورين أمثاله بل أقصد الأغلبية الصامتة في حزب النهضة.
أنتظر ردّا مماثلا قصيرا و سريعا من أحد أصدقائي الأعزاء المحترمين، أعضاء حزب العمال الشيوعي التونسي يدفعون فيه تهمة الديكتاتورية الستالينية الرهيبة و المقيتة عن حزبهم و عقيدتهم و سأنشره حتى أكفل لهم حق الردّ على صفحتي الفيسبوكية المقروءة من 127.941 "أنترنوت" في العالم حتى هذه اللحظة

5
كلمة في خاطري حول التخصص في العلوم الصحيحة و التجريبية و الإنسانية. يتفاخر المختص و يعتدُّ بعلمه و هو أجهل الجهلاء في الاختصاصات العلمية الأخرى. قد يُخطئ بعض الأطباء المختصين و يتسبّبون للمريض في كوارث صحية. قد يُخطئ بعض المتخصصين في الدين و يُفتون بفتوى تضرّ بالإسلام و المسلمين. كل اختصاص علمي محدود و منقوص بطبيعته. أسلم طريق لتجنّب الأخطاء العلمية هو العمل الجماعي داخل فريق من المختصين
6
من حسن حظ ثورتنا و من حسن حظ التونسيين المعارضين لــ"بن علي" أن ولاء أعضاء التجمع الدستوري الديمقراطي لرئيسهم "بن علي" كان كولاء الخدّام لمشغّله، يتخلّى عنه متى كسدت بضاعته و يبيع ولاءه للملك الجديد. من سوء حظ الثورة المصرية و من سوء حظ المصريين المعارضين لـ"مبارك" أن ولاء المنتسبين للحزب الوطني و تمسّكهم بامتيازاتهم كان أقوى و أشدّ. دافعوا بشراسة دفاع الكلب عن سيده و أثخنوا في الثوار قتلا و تجريحا
7
استجاب "بورڤيبة" لانتفاضة الخبز في 1984 و ألغى قرار الزيادة في سعر الخبزة فخرج منتفضو الأمس يهتفون بحياته في الشوارع و الفرحة بانتصارهم بادية على وجوههم. انتفض الشعب التونسي في "ثورة الياسمين"، الثورة المدبّرَة و المُفبرَكة من المخابرات الأمريكية و عملائها في الداخل. لا أشك لحظة في صدق الثوار التونسيين و لا أقلّل من دورهم في طرد الطاغية، لكن أتساءل: لو كانت الثورة ثورتهم فلماذا لم يخرجوا إلى الشارع فرحين بنجاحها؟

Ma signature
Je ne fais pas du prosélytisme politique ou religieux. Je ne suis pas un flagorneur et ça ne m’ajoute rien qu’ils me lisent un ou mille mais je tiens compte et je me fie beaucoup aux dires des critiques
Moi, je ne pense que pour moi-même et non pour les autres et je ne donne pas des recettes car je n'en ai pas tout simplement
Le critique critique et ne propose pas de solutions. Son rôle s'arrête là. Moi, je milite pour que les intellectuels qui pensent pour les autres disparaissent de la planète terre et que chacun devienne un intellectuel
À ce moment - là, on pensera ensemble et nous trouverons la solution convenable, ensemble aussi. À mon avis, penser pour les autres est un délit passible de peines correctionnelles
في النهاية أنا لا أقصد فرض رأيي عليكم بالأمثلة و البراهين بل أدعوكم بكل تواضع إلى تجريب وجهة نظر أخرى و على كل مقال سيء نرد بمقال جيد، لا بالعنف اللفظي أو المادي