أمينة لثنين، النائبة الرابعة لعمدة الدار البيضاء المكلفة بقطاع التعمير:



في أول حوار لها بعد تكليفها بقطاع التعمير تكشف المهندسة أمينة لثنين، النائبة الرابعة لعمدة الدار البيضاء، عن مآل تصاميم التهيئة والهيكلة الجديدة التي ستطال قسم التعمير ودار الخدمات بالبيضاء مشددة على أن حلمها الأكبر هو الحصول على شهادة "إيزو" للجودة.


• ظلت الدار البيضاء بدون تصاميم التهيئة لمدة 11 سنة وظلت تحت رحمة الاستثناءات وفي الوقت الذي قدم للملك المخطط المديري للتهيئة الحضرية للبيضاء يوم 21 أكتوبر 2008 قيل للرأي العام أن آخر أجل لإخراج تصاميم التهيئة للمدينة هو دجنبر 2010 ولحد الساعة لم يخرج أي تصميم باستثناء الحي الحسني الذي تم تأجيل التصويت عليه. لماذا هذا التأخير؟

تقديم تصميم التهيئة القطاعي لكل عمالة أعطيت فيه الصلاحية والمسؤولية الأولى للوكالة الحضرية التي أسندت لها هذه التصاميم.
التصاميم المبرمج إخراجها لحيز الوجود لم يحترم تاريخ تقديمها إلى حين سنة 2010 الذي عرف تقديم مشروع الحي الحسني. ففي علمي أن الوكالة كانت منذ فترة تدرس مشاريع تصاميم التهيئة، وحسب ما يتداول فكل التصاميم ستخرج إلى الوجود هذه السنة، وفعلا كان أول تصميم خاصا بالحي الحسني، ثم كان هناك اجتماع آخر بخصوص تصميم التهيئة لمقطعات بن امسيك، سيدي عثمان، مولاي رشيد، وسباتة في آخر شهر دجنبر.

• ما جدوى إحداث قسم التعمير ودار الخدمات ما دامت الدار البيضاء لا تتحكم في مسار التعمير وبدون تصاميم للتهيئة، وما دامت الوكالة الحضرية هي الآمر والناهي؟

قسم التعمير دوره فعلا هو التحكم في التوسع العمراني وتدبيره أحسن تدبير من خلال تفعيل القوانين الجاري بها العمل والمطالبة بتحيينها أو تعديلها عند الضرورة، إلا أن تداخل اختصاصات الجماعة والوكالة الحضرية خلق الاعتقاد بأن المتحكم في هذا المجال هي الوكالة الحضرية، وهذا راجع إلى العنصر البشري من أطر وتقنيي الجماعة المشرفين على تدبير هذا القطاع وأيضا المنتخبين الذين لم يحظوا بتكوينات أساسية وتكوين مستمر حتى يتمكنوا ن مواكبة كل ما هو جديد في هذا المجال كالمساطير والقوانين. بالإضافة إلى أن عدم إسناد المسؤوليات وتتبعها ومراقبتها وتحفيز الكفاءات العلمية والتقنية وتشجيعها بالعمل الجماعي من المعيقات الأساسية التي جعلت الجماعة تأخذ هذا الطابع. ومن الأهداف الكبرى في مهمتي هي الاستثمار في العنصر البشري حتى يرقى إلى درجة عالية من المسؤولية والتحكم الناجح في مسار التعمير.

• في التصاميم الأولى الموضوعة (تصاميم 1989) لم ينفذ منها سوى 15 ما هي الضمانة التي ستضعونها اليوم لتأمين إخراج تصاميم قابلة للتنفيذ؟

إخراج تصاميم قابلة للتنفيذ يجب أن تراعى فيها القدرة المالية والتقنية والبشرية لإنجاز ما يخطط في هذه المشاريع، سواء تعلق الأمر بالمناطق الخضراء أو الطرق أو التجمعات العمرانية أو مركبات سياحية. إذ أصبح من اللازم وضع آليات إنجازها حتى لا يصبح نقطا سوداء في المدينة. فلإنجاح مشروع تصميم ما وتفاديا لإنتاج الاختلالات التي تميز المدن حاليا وجب استحضار الأولويات لتأهيل وتقوية المنطقة، ولن يتأتى هذا إلا إذا اعتمدنا الإعداد التشاوري ما بين جميع مكونات المدينة من أجل وضع اختيارات تنموية وتحديد الوظائف والتجهيزات الكبرى التي تحظى بالأولوية. فمشروع قابل للتنفيذ يساوي مدى قدرة إنجازه كما قلت مسبقا ماديا وتقنيا وبشريا.

*ومع ذلك لم تعط جوابا عن دور دار الخدمات أو مصلحة التعمير بالجماعة

دورها هو التحكم في التوسيع العمراني من أجل تنمية المدينة، وذلك من خلال تزويد المواطن بالتصاميم المرخصة، رخص البناء وتراخيص أخرى. هذه التراخيص التي تستجيب لقانون التعمير، وكذلك مواكبة المواطن منذ وضع ملف المشروع حتى نهايته حتى لا يقع المواطن في أية مخالفة قد تعيق تزويده برخص السكن والاستغلال.
هذه المصلحة من مهامها أيضا الإشراف على وثائق التعمير (التصميم المديري، تصاميم التهيئة) ومواكبتها مع الوكالة الحضرية.
منذ وحدة المدينة لن أقول إنه لم يكن هناك مجهود من طرف المسؤولين السابقين على ضرورة بلورة دور الشباك الوحيد أو دور دار الخدمات إلا أنه بعد وصولي إلى هذه الإدارة وجدت أن الدار البيضاء في مجال التعمير كانت تسير من طرف فئة قليلة من الموظفين بموازاة مع حجم الملفات التي كانت تتوافد على هذه المصلحة.

ألهذه الدرجة؟

نعم، كما كانت طريقة دراسة المشاريع غير منظمة، فالمشاريع لم تكن دراستها تتم حسب نوعيتها وأهميتها، بل كانت كل المشاريع تناقش في نفس اللجنة وبنفس الأشخاص ولا يراعى حتى الاختصاص في هذا المجال.
كان علي تدبير هذه المصلحة تدبيرا تقنيا سياسيا، إذ بدأت أولا بوضع الفحص الأولي للمصلحة، ثم تحديد النقط السوداء في تسيير هذه المصلحة والنقط التي كان يجب تطويرها. وكانت الأهداف واضحة وهي:
- خدمة المواطن الذي حملنا مسؤولية خدمته.
- الشفافية، وضع مساطر مبسطة ومجانية الخدمة.
- التواصل مع المواطن بكل ثقة.
- مواكبة كل وثائق التعمير مع الوكالة الحضرية والمصالح الأخرى.

لكن هذه الأهداف تحتاج لبرنامج ما هو برنامجك؟

من هنا وضعت برنامج عمل يتضمن النقط التالية:
كانت أول نقطة هي هيكلة هذه المصلحة، حيث بدأت بالبحث عن الأطر، خاصة المهندسين المعماريين الذين كانوا موجودين في الجماعة، لكن لا أحد كان يعيرهم الاهتمام، ثم التقنيين، ثم أطر القانون، إذ يجب أن لا ننسى أن دار الخدمات ليست هي التصاميم التقنية فقط، بل كذلك كل ما هو قانوني بالموازاة.
ثاني نقطة تمحورت حول: -إعادة هيكلة دار الخدمات وتطعيمها بالأطر اللازمة – إعادة ترتيب المكاتب التي كانت مبعثرة ما بين الأقسام الأخرى في نفس البناية –إعطاء الصلاحيات الكاملة للمسؤولين والتقنيين، حيث أصبح اليوم على رأس كل عمالة مهندس معماري وفرقة تقنية –إنشاء قسم الطبوغرافية الذي لم يكن موجودا وتطعيمه بمهندس مدني وطبوغرافيا –إنشاء قسم الشؤون القانونية خاص بمصلحة التعمير وتطعيمه بثلاث أطر سبق أن عملوا ككتاب عامين في مقاطعات أخرى –تشجيع الموظفين معنويا أولا، وثانيا تزويدهم ببعض وسائل العمل كالسيارات والهواتف التي تعتبر من الوسائل اللازمة للموظف أو التقني حتى يتمكن له متابعة أو مراقبة مشروع ما. فالاستثمار في العنصر البشري وتدبيره بطرق حضارية كان ضروريا للوصول إلى أهدافنا في هذا المجال.
بالموازاة مع ذلك تم فتح أبواب دار الخدمات لكل المواطنين الذين يتوفرون على ملفات بهذه المصلحة وحاولت إيقاف زحف الوسطاء والسماسرة الذين كنت تجدهم في باب دار الخدمات لاصطياد فرائسهم من المواطنين اليائسين.
قمت باجتماعات أولية مع هيئة المهندسين المعماريين وبعض جمعيات المستثمرين حتى نستطيع التواصل معهم وتحسين خدماتنا حسب متطلباتهم المشروعة، وكذلك الإنصات إلى مشاكلهم واقتراحاتهم.
النقطة الثالثة تتجسد في إعلام جميع المواطنين والمستثمرين والمهندسين بالملاحظات رسميا عقب اجتماع كل لجنة، حيث لا يضطر هؤلاء كما في الماضي إلى تجميع هذه المعلومات عبر بعض الموظفين أو غيرهم.
وسنعمل في المستقبل على إعطاء هذه المعلومات للمواطنين عبر القنوات المعلوماتية (بوابة انترنيت) دون تكبد المواطن عناء المجيء حتى دار الخدمات، وهذه الخطوة ستكون حلقة التحول الحقيقي في طريقة تعاملنا مع المواطن.
النقطة التالية، إنشاء قسم خاص للشكايات، وحاليا نحن بصدد وضع أسسه والموظفين الذين ستكون مسؤوليتهم هي الإنصات لمشاكل المواطنين في هذا المجال والبحث في ملفاتهم حتى نتوصل إلى وجود الحلول القانونية للمشاكل وفي أقرب الآجال مع مكاتبتهم رسميا، فلا أخفي عليك أن الجماعة تتكبد حاليا مبالغ كبيرة لتعويض بعض المستثمرين الذين اتجهوا إلى القضاء ضد الجماعة، لأن هذه الأخيرة لم تجب في الآجال القانونية على ملفاتهم بالرضي أو الجزم، وهذه ملفات قديمة تأخذ منا وقتا كبيرا حتى نبحث عن الأسباب التي كانت وراء هذه الحالات.
في برنامج العمل الذي شطرته أيضا حرصت على التواصل مع جميع المقاطعات والوكالة الحضرية والسلطة الوصية في متابع ومراقبة الأوراش المرخصة حتى لا ترتكب المخالفات التي تعيق المشروع في الأخير. لا ننسى أيضا أنه في هذه النقطة على المهندسين المعماريين الخواص الذين ينوبون على المستثمرين أيضا تتبع هذه الملفات والأوراش عبر كتاب الورش حتى نهايته حتى ننجح جميعا في كل ما نرخصه.

هذا برنامج الأحلام. أليس كذلك؟

حلمي الكبير، وهذا هو الهدف الأساسي من خلال كل هذه النقط، الوصول إلى شهادة (إيزو) للجودة على غرار الوكالة الحضرية للرباط التي توصلت إلى بلوغ الهدف، وبالمناسبة أحييها وأحيي كل المسؤولين الذين عملوا حتى الوصول إلى هذه الشهادة.

ألم تصادفي عراقيل لتحقيق هذا البرنامج؟

لم أجد إلا التشجيع من كل المتدخلين في هذا القطاع. إن قناعتي كبيرة لإحداث التغيير ومحاربة الفساد والمفسدين وتشجيع الأطر والموظفين الصالحين وتشجيع الاستثمار وتبسيط المساطر الإدارية في إطارها القانوني حتى تتم تنمية المدينة بالمشاريع التي ستدر الربح على المدينة، وذلك عبر التشغيل والتنمية وحسن التدبير. وهذه كلها هي الأسس والتوجهات الأساسية للحزب الذي أتشرف بالانتاء إليه ألا وهو حزب الأصالة والمعاصرة الذي يمدني بكل الدعم لبلوغ أهدافي.
فدورنا هو القرب من المواطنين، قضاء حاجياته مجانا وفي أقصر الآجال وإعطاء الصورة الشفافة ومحاربة الفساد والرشوة وعرقلة المشاريع التي بإنجازها نكون قد شاركنا في التنمية البشرية، حيث نحذو حذو خطوات صاحب الجلالة الملك محمد السادس وكذلك تطبيق التوجهات الأساسية لحزب الأصالة والمعاصرة حيث شعارنا: التغيير الإيجابي ومحاربة الفساد, فبزوغ مشروع نرخصه في إطار القانون نكون قد فتحنا ورشا سيشغل عدة حرفيين، البناء النجارة، الحدادة... وسيوفر مداخيل للعيش لفائدة مجموعة من العائلات.
وعلى المواطنين أن يعملوا أن لهم حقوقا مشروعة في هذا المجال، وأن لا يلجِوا إلى ما هو مخالف للقوانين الجاري بها العمل حتى لا يكون عرضة للمخالفات... وبالتالي اللجوء إلى الطرق غير المشروعة لحل مشاكلهم.
إن الدار البيضاء هي متروبول المغرب ومسؤوليتنا جميعا والمواطنين كذلك الدفع إلى الأمام بهذه المدينة التي هي قاطرة النجاح الاقتصادي والعمراني والاجتماعي والسياسي في المغرب، وذلك عبر وطنيتنا وحبنا لهذا البلد العزيز تحت توجهات صاحب الجلالة.


أمينة لثنين في سطور:
- أمينة لثنين من مواليد 1959 بالحي المحمدي – الدار البيضاء.
- متزوجة أم لشابين رضا وياسين.
- دبلوم مهندسة: خريجة المدرسة الحسنية للمهندسين للأشغال العمومية.
- حاصلة على عدة شواهد في التدبير والتسيير.
- نائبة عمدة الدار البيضاء مكلفة بالتعمير.