2011-01-20, 14:35
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | العذاب ليس فيه طبقة.. | الذى يسكن فى اعماق الصحراء يشكو مر الشكوى لانه لايجد الماء الصالح للشرب وساكن الزمالك الذى يجد الماء والنور والسخان والتكييف والتليفون والتليفزيون لو استمعت اليه لوجدته يشكو الكأبه والخوف من الاماكن المغلقه والوسواس والارق والقلق والذى اعطاه الله الصحه والمال والزوجه الجميله يشك فى زوجته الجميله ولا يعرف طعم الراحة والرجل الناجح المشهور النجم الذى حالفه الحظ فى كل شئ وانتصرفى كل معركه لم يستطع ان ينتصر على ضعفه وخضوعه للمخدر فأدمن الكوكايين وانتهى الى الدمار والملك الذى يملك يملك الاقدار والمصائر والرقابتراه عبدا لشهوته خادما لاطماعه ذليلا لنزواته وبطل المصارعه اصابه تضخم فى القلب نتيجة تضخم فى العضلات كلنا نخرج من الدنيا بحظوظ متقاربه برغم ما يبدو فى الظاهر من بعد الفوارق وبرغم غنى الغنى وفقر الفقير فمحصولهم النهائى من السعاده والشقاء الدنيوى متقارب فالله ياخذ بقدر ما يعطى ويعوض بقدرما يحرم وييسر بقدر ما يعسر ولو دخل كل منا قلب الاخر لاشفق عليه ولراى الحسرات والاهات الملتاعه والحاسدون والحاقدون والمغترون والمغترون والفرحون مخدوعون فى الظواهر غافلون عن الحقائق ولو ادرك السارق هذا الادراك هذا الادراك لما سرق ولو ادركه القاتل لما قتل ولو عرفه الكذاب لما كذب ولو علمناه حق العلم لطلبنا الدنيا بعزة الانفس ولسعينا فى العيش بالضمير ولتعاشرنا بالفضيله فلا غالب فى الدنيا ولا مغلوب فى الحقيقه والحظوظ كما قلنا متقاربه فى باطن الامر ومحصولنا من الشقاء والسعاده متقارب برغم الفوارق الظاهرة بين الطبقات فالعذاب ليس له طبقه وانما هو قاسم مشترك بين الكل يتجرع منه كل واحد كاسا وافيه ثم فى النهايه تتساوى الكؤوس برغم اختلاف المناظر وتباين الدرجات والهيئات وليس اختلاف نفوسنا هواختلاف سعاده وشقاء وانما اختلاف مواقف فهناك نفس تعلو على شقائها وتتجاوزه وترى فيه الحكمه والعبرة وتلك نفوس مستنيره ترى العدل والجمال فى كل شئ وتحب الخالق فى كل افعاله وهناك نفوس تمضغ شقاؤهاوتجتره وتجوله الى حقد اسود وحسد أكال وتلك هى النفوس المظلمه الكافره بخالقها المتمرده على افعاله وكل نفس تمهد بموقفها لمصيرها النهائى فى العالم الاخر حيث يكون الشقاء الحقيقى او السعاده الحقيقيه فأهل الرضا الى النعيم واهل الحقد الى الجحيم اما الدنيا فليس فيها نعيم ولا جحيم الا بحكم الظاهر فقط بينما فى الحقيقه تتساوى الكؤوس التى يتجرعها الكل والكل فى تعب انما الدنيا امتحان لابراز المواقف فما اختلفت النفوس الا بمواقفها وما تفاضلت الا بمواقفها وليس بالشقاء والنعيم اختلفت ولا بالحظوظ المتفاوته تفاضلت ولا بما يبدو من ضحك وبكاء تنوعت فذلك هو المسرح الظاهر الخادع وتلك هى لبسة الديكور والثياب التنكريه التى يرتديها الابطال حيث يبدو احدنا ملكا والاخر صعلوكا وحيث يتفاوت امامناالمتخم والمحروم اما وراء الكواليس اما على مسرح القلوب اما فى كوامن الاسرار وعلى مسرح الحق والحقيقه فلا يوجد ظالم ولا مظلوم ولا متخم ولا محروم وانما عدل مطلق واستحقاق نزيه يجرى على سنن ثابته لا تتخلف حيث يمد الله يد السلوى الخفيه يحنو بها على المحروم وينير بها ضمائر العميان ويلاطف اهل المسكنه ويؤنس الايتام والمتوحدين فى الخلوات ويعوض الصابرين حلاوة فى قلوبهم ثم يميل بيد القبض والخفض فيطمس على بصائر المترفين ويوهن قلوب المتخمين والنسمات المبشرة التى تاتى من الجنه والمقدمات التى تسبق اليوم الموعود يوم تنكشف الاستار وتهتك الحجب وتفترق المصائر الى شقاء حق والى نعيم حق يوم لاتنفع معذرة ولا تجدى تذكرة واهل الحكمه فى راحه لانهم ادركو هذا بعقولهم واهل الله فى راحه لانهم اسلمو الى الله فى ثقه وقبلو ما يجريه عليهم ورأوا فى افعاله عدلا مطلقا دون ان يتعبو عقولهم فاراحو عقولهم ايضا فجمعو لانفسهم بين الراحتين راحة القلب وراحة العقل فأثمرت الراحتين وراحه ثالثه هى البدن بينما شقى اصحاب العقول بمجادلاتهم اما اهل الغفله وهم الاغلبيه الغالبه فمازالو يقتل بعضهم بعضا من اجل اللقمه والمرأة والدرهم وفدان الارض ثم لايجمعون شيئا الا مزيدا من الهموم واحمالا من الخطايا وظمأ لا يرتوى وجوعا لا يشبع فأنظر من اى طائفه من هؤلاء انت واغلق عليك بابك وابك على خطيئتك من روائع الدكتور مصطفى محمود رحمه الله واسكنه فسيح جناته وغفر له | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=327435 |
| |