الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات العامة والشاملة > منتدى الأسرة > الحياة الزوجية


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2011-01-01, 12:16 رقم المشاركة : 1
ابوعمران
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية ابوعمران

 

إحصائية العضو








ابوعمران غير متواجد حالياً


a3 كيف يتزوج المغاربة في عصر التكنولوجيا الرقمية



كيف يتزوج المغاربة في عصر التكنولوجيا الرقمية






هذه قصص فتيات ضربن بالعادات والتقاليد عرض الحائط وركبن موجة الانفتاح والعولمة للبحث والعولمة للبحث عن شريك الحياة في سوق البشرية، منهن من وصلت إلى بر الأمان ومنهن من ةكانت ضحية نصب واحتيال دفعت ثمنه غاليا، لتتحول من باحثة عن السعادة الزوجية إلى باحثة عن الحرية بأبخس الأثمان

شابات يبحثن عن شريك الحياة متوسلات بالتكنولوجيا الحديثة كل وحدة وزهرها اللي طاحت فيه

أسماء شابة في الخامسة والعشرين من العمر متوسطة الجمال، طويلة القامة ممشوقة القوام، تنتمي إلى عائلة محافظة لا تعترف بالتعارف قبل الزواج. تركت مقاعد الدراسة وهي في مستوى الباكالوريا، لم تحمل نفسها عناء البحث عن عمل لأنها كانت تدرك جيدا أن أسرتها ميسورة الحال لن تسمح لها بالعمل، تقضي وقتها بين مساعدة والدتها وبين الجلوس أمام حاسوبها لملاقاة الأصدقاء على صفحات الانترنيت

سال على المكتاب

أسماء التي تحب الدردشة لتمضية الوقت والاستفادة في الآن ذاته من مرتادي صفحات النت، لم تكن تدري وهي تجلس بشكل يومي تتبادل أطراف الحديث مع شاب مصري أن علاقتهما ستتحول من صداقة عادية إلى زواج يجمعهما في بيت واحد وأن هذا الجهاز العجيب سيقلب حياتها رأسا على عقب.
بدت أسماء متحمسة وهي تحكي عن تجربتها قائلة "كانت مجرد علاقة عادية بدأت بالصداقة وانتهت بالزواج.. مكنتش كنفكر في يوم من الأيام نتزوج بهاد الطريقة".

رحلة التعارف بين أسماء وزوجها انطلقت عندما بدأت النقاشات تنتقل إلى ما هو خاص، بعدها بدا كل واحد منهما يحس بحاجته إلى الآخر، تضيف قائلة في هذا الإطار "كنت كنحس بنفسي محتاجة نتواصل معاه كل نهار وحتى هو عندو نفس الإحساس من تما عرفت بلي الأمر بدا يدخل في الجد والصداقة بدأت كتحول لشي حاجة أخرى"

بين الولف والتعود وكلام الإعجاب والغزل، تطورت علاقة أسماء بزوجها الحالي وبدأت الأحاسيس بينهما تنهمر شلالات أغرقت الطرفين ليتولد عنها بحر من الحب والمشاعر الجميلة، ترجمها كل واحد منهما برغبته في الارتباط بالطرف الآخر، لكنها ستصطدم بحاجز الاعتراف للأهل بما يجمع بينهما" كنت أجد صعوبة في التصريح لعائلتي المحافظة بما كان بيني وبين ذلك الشاب رغم أنني أومن بعدم وقوعي في المحضور، وان الأمر لم يتعد حدود الاحترام... لكن في نهاية المطاف تدخلت خالتي لتقنع والدي بالموضوع، الخالة إذن كان لها دور كبير في إقناع والد أسماء بالموضوع ليعلن موافقته على اللقاء بالعريس وعائلته.

بعدها انتقل الشاب المصري إلى المغرب رفقة عائلته ليتم الزواج برضى الطرفين وليستقر بهما المقام بالمغرب.

ختمت أسماء رواية تجربتها قائلة "نتمى كاع البنات يتوفقو في اختيار شريك الحياة ويعيشو السعادة اللي كنعيشها.. وهاد الشي كلو غير قسمة ونصيب".


مرسول الزواج

لم يقتصر البحث عن شريك على الانترنيت وحده، لكن كل واحد من الباحثين والباحثات عن النصف الثاني كان مولوعا بوسيلة معينة يراها كفيلة بتحقيق مراده.

"كنت دايما من هواة التعارف والمراسلة عبر العالم، ديما تلقاني مضيعة فلوسي على الجرائد والمجلات كنت ديما كنحلم نتزوج براجل من برا" كلمات قليلة عبرت من خلالها سمية الشابة البشوشة ذات السادسة والثلاثين ربيعا عما كان يخالجها من أحلام حول الزوج المنتظر الذي طالما حلمت به يحملها على حصانه الأبيض وينطلق بها بعيدا عن العالم وعن الوسيلة التي أرتأتها كفيلة بتحقيق ذلك.

سمية لم تتوان على بذل الجهد والمال للحصول على مبتغاها وتحقيق حلمها، لم تكن تهتم بالزوج الذي سترتبط به بقدر ما كانت تهتم بالزواج أو كما تقول معبرة عن ذلك "كنت باغية راجل عايش في الخارج باش نغير حياتي وصافي".

تغيير مجرى الحياة والابتعاد عن الوسط العائلي المضطرب سبب رئيسي دفع سمية إلى البحث عن البديل. رغبتها هاته كانت شعاع الأمل الذي تستنير به في ظلام محيطها محاولة عيش حياة أفضل بعيدا عن كل ما له علاقة مباشرة بالعائلة.

بدأت سمية تبتاع المجلات التي تضم بين طياتها ركنا يضم الباحثين عن شريك الحياة، وكانت تراسل كل من ظنت أنه يمكن أن يتوفر على الإمكانيات التي ستساعدها على تحقيق أحلامها.

في الوقت الذي كانت فيه سمية تبحث عن الزوج الذي سيجتثها من معاناتها ويحقق كل ما كانت تحلم به، وجدت على صفحات إحدى المجلات العربية صورة ومعلومات عن شاب جزائري وجدت فيه ضالتها، ليبدأ مسلسل التعارف بينهما عن طريق البريد. تقول سمية "أكثر من عام وحنا كنتراسلو"بيناتنا حتى بديت كنشك في مصداقية هاد العلاقة" شك سمية أخبى حماستها تجاه الشخص الذي حلمت أن ترتبك به. هذا الفتور كما صرحت سمية، كان سببا في إقبال الشاب الجزائري على طلب يدها للزواج "منين بدات كتطوال العلاقة بلا أي نتيجة صرحت ليه بكل النوايا اللي متدور في بالي.. طلب مني نحدد موعد باش يجيب عائلتو لدارنا" تم الزواج واستقر الإثنان في الجزائر نظرا لارتباط الزوج بعمله هناك.

سمية تعيش اليوم رفقة زوجها وأبنائها الثلاثة في استقرار تنهي كلامها معلنة"كل شي على التفاهم والصدق وحنا كنا واضحين وصادقين من البداية باش حتى حد ما يتفاجأ بلاخر من بعد الزواج".

مأساة عبر الانترنيت

الزواج عبر الانترنيت أو المجلات لا ينتهي دائما نهاية سعيدة فقد يحدث وينقلب السحر على الساحر كما وقع لبشرى الشابة الموظفة الطموحة ذات الثامنة والعشرين سنة، بنت مدينة الدار البيضاء، التي كانت تعيش حياة عادية داخل وسطها العائلي.

بدأت حكايتها عندما تعرفت على رجل سعودي عن طريق الشبكة العنكبوتية تبادلا أطراف الحديث ولم يقتصر النقاش بينهما على موضوع محدد، حكت بشرى بتلقائية وحزن شديد يطل من عينيها وهي تستحضر ذكرى أليمة لم تستطع لملمة جراحها بهد "بسبب الانترنيت عشت كابوس منتمناش لأي وحدة تعيشو" قبل أن تضيف موضحة "حياتي كلها تغيرات من بعد هاد التجربة.. تلاقيت براجلي في الأنترنيت واقتنعت بيه حيت بانت ليا فيه المواصفات اللي كنت كنتمنى في شريك حياتي".

كانت بشرى في فترة الخطوبة تتفاخر أمام صديقاتها بزواجها من رجل عربي وثري،هذا كل ما كانت تعرفه عن الإنسان الذي سترتبط به، والمواصفات التي تتحدث عنها لم تعد الجوانب المادية، في حين أغفلت كل الجوانب الأخرى التي كان يفترض فيها أن تكون من أولوياتها" اعتبرت زواجي بيه نجاح تزاد لنجاحي في تحقيق ذاتي على المستوى العملي.. انبهرت بيه وعملتش حساب لكل ما يمكن يجي من بعد".

مأساة بشرى انطلقت فصولها عندما وطأت قدماها عتبة منزل افترضت فيه أن يكون العش الدافئ الذي يؤثثه الحب وترفرف في سمائه السعادة، لكن الواقع كان غير ذلك، تسترسل قائلة "اول ما دخلت لقيت واحد المرا في الدار ومعاها ثلاثة ديال الدراري صغار حسبتهم من عائلتو، لكن من بعد عرفت بإللي هاديك مراتو و الدراري ولادو".

لم تكد تستيقظ بشرى من صدمتها كي تستجمع أفكارها المشتتة، وتستفسر زوجها عن الأسباب التي دفعته إلى فعل ذلك، حتى فوجئت به وقد سرق جواز سفرها وسحب منها كل الأوراق التي تثبت هويتها وشرعيتها في الإقامة هناك لينطلق مسلسل معاناتها الذي تقول عنه "من داك النهار تحولات حياتي من مولات الدار لخدامة الشغالات كاملة وممنوعة عن الاتصال بالعالم الخارجي وحتى بعائلتي.. تعرضت للضرب والإهانة بلا سبة". لم تكن بشرى تعلم السبب الذي يدفع زوجها إلى الانتقام منها على ذلك النحو، إلا أنها علمت فيها بعد أنه كان يعاني من مرض نفسي.

ثمانية أشهر مرت عليها ببطء شديد كما لو كان الوقت متواطئا مع طرف آخر ضدها ! لم تعد تريد سوى العودة إلى بلدها والعيش في أحضان عائلتها الصغيرة.

لحسن الحظ وجدت بشرى من يساعدها على الهرب من البيت والعودة إلى وطنها الأم لأنها كما عبرت ذلك "وليت طالبة السلة بلا عنب" لتعود حاملة معها آلامها ومعاناتها من تجربة فاشلة تركت داخلها جراحا عميقة لن تندمل إلا بمرور الوقت.

حظ بشرى العاثر أوقعها بين براثن وحش آدمي استغل جهلها بالقانون وبعدها عن بلدها الام، لكنها بالمقابل وجدت عائلة فتحت لها ذراعيها ووفرت لها الحضن الدافئ حتى تستطيع مواصلة المشوار إلى آخره، تقول " الله كيبغيني... حيت لقيت عائلتي اللي ساعداتني باش نرجع لخدمتي وحياتي الطبيعية".
في النهاية تتمنى بشرى من كل فتاة مقبلة على خطوة مماثلة كهاته توخي الحذر قبل الإقدام عليها حتى تتفادى الوقوع في شراك منصوبة لاصطياد المزيد من الخبايا.

"مي يامنة".. ألفت بين القلوب في الحلال

هي سيدة قصيرة القامة بدينة الجسم متقدمة في السن لها علاقات محترمة ومتشعبة بكل سكان الحي، بشوشة ومحبوبة من طرف الجميع خفيفة الظل حسب وصف ابنتها الكبرى. يتحلق حولها الجميع في المناسبات، رأيها مسموع ومحل ثقة لدى سكان الحي.

إنها "امي يامنة" الخاطبة التي تتصف بخبرتها وتجربتها الواسعة في الحياة تعمل على تسيير التعارف واللقاءات بين الراغبين والراغبات في الزواج.

"أمي يامنة" تتوفر على باقة من الصور للفتيات الراغبات في الزواج، تعرضها على كل من يرغب في الارتباط وإيجاد نصفه الثاني. معرفتها بالفتيات تتم عبر زيارتها للأسر، او من خلال زيارة الفتيات والأمهات لها في منزلها، لأنها بكل بساطة امرأة ملمة بأحوال سكان الحي والأحياء المجاورة لها، وعارفة بالميولات والمواصفات التي يشترطها طالب الزواج في نصفه الآخر، ومن ثم تنتقل بين العائلات التي لها فتيات لا تسمح لهن ظروف عيشهن وتقاليدهن العائلية بالظهور للعوام كي يستطيع تحديد العروس المناسبة وفق الشروط المطلوبة.

غالبا ما كانت "امي يامنة " الخاطبة تعتمد على المناسبات والأعراس والحفلات التي تحرص الفتيات والفتيان على حضورها، حتى تستطيع التعرف على الفتيات الجميلات والناضجات اللواتي أصبحن في سن الزواج.

"أمي يامنة" حسب رواية ابنتها، تتحدث بفخر عن ماضيها الزاهر والمليء بالنجاحات، وعن فضلها في تزويج الكثير من الفتيات ولطالما رددت "أنا كنت السبب في زواج بزاف ديال البنات اللي دابا دارو ديرورهم أو باقين لدابا كيجبدوني بالخير".

تستحضر ابنه "امي يامنة" أنها كانت تحضر جميع مراحل الزواج، وتلم بكل التفاصيل من الهطبة حتى الزواج وتقول عن دور أمها "كان الزواج كلو كيدوز على يدها الناس كيحضروها لكل شي"
علاقة "أمي يامنة" بالمتزوجين تستمر حتى بعد الزواج لأنهم كانوا يحرصون على حضورها حتى في مناسباتهم التي تتلو العرس كحفلات "السبوع "وغيره. بل إن دورها يتجاوز في أحايين كثيرة مجرد التوفيق بين شخصين في الحلال، لتلعب دور الحكم في فض النزاعات بين المتزوجين و"تخيط بيناتهم بخيط بيض" كما تقول ابنتها في حالة وقوع المشاكل بين الزوجين.

" امي يامنة" لم تكن تتقاضى أجرا عن العمل الذي تقوم به ، بل كانت "كتبغي تاخذ لأجر" و"كانت كتعيش غير مع أولاد الجواد" كما عبرت عن ذلك ابنتها، فكل واحد من العائلات سواء من جهة العروس أو من العريس "كايعطيها حلاوتها"، بحيث لا تشترط امي يامنة ثمنا محددا لخدماتها فقد كانت تقبل بأي شيء "كل واحد على قد جيبو.. حيث المزوجين في السما أنا غير سبب". بهذه العبارة كانت ترد امي يامنة على كل من يحدثها في أمر الثمن الذي تتقاضاه"

كلام" امي يامنة" عن الزواج فيما مضى لا يخلو من الفخر والاعتزاز بالمراحل التي يمر منها وعدد الأيام التي تتواصل فيها الاحتفالات، كانت تردد على مسامع بناتها وجاراتها كلما دار الحديث عن الأعراس، "بكري كان العرس ليه الشان يفرحو فيه العائلة والجيران والصحاب سبعيام كاملة ماشي بحال اليوم كلشي باسل ومزروب بحال اللي جارين عليهم".

كانت "امي يامنة" تتحدث عن تقهقر دور الخاطبة إن لم نقل انعدامه كما تحكي لنا ابنتها على لسانها "مشات علينا ما بقى حد كيسول فينا بنات اليوم وولاد اليوم مبقاوش كيبغيو هاد الشي.. راه الوقت تبدلات حتى كيتلاقاو ويتفاهمو عاد يعملو والديهم".

هذا التغيير الحاصل في المجتمع من انفتاح على العالم من خلال التكنولوجيا الحديثة هو الذي جعل دور الخاطبة التقليدية يندثر ليترك المكان شاغرا لأنواع أخرى من الخاطبات الجدد.

الحديث عن الأمجاد والأعمال التي كانت تقوم بها استمر رفقة جارات وصديقات "امي يامنة" حتى بعد توقفها عن مزاولة نشاطها في الربط بين الراغبين في الزواج وتقريب المسافات فيما بينهم، عبر جلسات الشاي المسائية التي دأبت على تنظيمها كل يوم حتى تتمكن من استرجاع ذكرياتها وقتل الوقت.





هل عوضت الخاطبة الإلكترونية الخاطبة التقليدية؟

تغيرت كثيرا طرق المغاربة في اختيار شريك الحياة، فبعد أن كان التعارف من قبل لا يتحقق إلا بوساطة من الخاطبة والعائلة، أضحى اليوم كل شخص في غنى عن أية وساطة بل يستطيع أن يختار بنفسه الأسلوب المناسب له في البحث مستفيدا من التكنولوجيا الحديثة والتغيرات التي طرأت على المجتمع.

"يا سعد من وفق راسين في الحلال" عبارة لم نعد نسمعها اليوم. هي ليست مجرد مثل شعبي أو شعارا، بل هي المهمة التي كرست الخاطبة حياتها من أجل تأديتها على أكمل وجه منذ سنوات طويلة في مجتمع يعرف عنه أنه كان أقل انفتاحا مما هو عليه اليوم. مجتمع كان فيه الحديث بين الرجل والمرأة على مرأى الناس جريمة، فلا مجال للتعارف بين الجنسين. ظروف حتمت ظهور نوع من الوساطة (الخاطبة) بين أهل الفتاة الراغبة في الزواج التي كان عليها انتظار "النصيب" في بيت الوالدين، وبين أهل الرجل الذي كان بحاجة إلى من يساعده في إيجاد نصفه الآخر ويدله على الدار المناسبة التي يمكنه طرق بابها.

اللي ما زوجوه الوالدين كتزوجو الخاطبة

"مصطفى" رجل في الرابعة والستين من العمر، متقاعد وأب لخمسة أبناء. ارتبط بزوجته وأم أبنائه منذ أربعين سنة. شاء القدر ألا يكون زواجه باختيار من الأهل لأنه ذاق مرارة اليتيم وحرم من والديه في سن مبكرة، لكن وساطة خاطبة تدعى "طامو" كانت تزور بيت عمته حيث نشا، جعلتها تقوم بدور الأم في توجيهه ومساعدته على إيجاد شريكة الحياة.

يتذكرها مصطفى بتأثر شديد لأنها رحلت على دار البقاء منذ سنوات بعد أن ساهمت في إسعاد كثيرين ولشعوره بالامتنان لها ، فبفضل "امي طامو" تمكن من إيجاد "بنت الناس" بكل المواصفات التي تمناها كالجمال والخلق والأصل الطيب وكانت بداية التعارف الحقيقي بينهما بعد الزواج "في زماننا احنا ماكانش هاد الانترنيت... التلفزيون هو الأخير ماكانش واللي ما زوجوه الوالدين كتزوجو الخاطبة " يقول مصطفى مسجلا الفرق الفاصل بين زمانيين وتاريخين.

وبالرغم من كل التغيرات التي طرأت على المجتمع تبقى وساطة الخاطبة في نظر مصطفى الوسيلة الأسلم التي تضمن الحد الأدنى من السرية والخصوصية، كما تحد من إمكانية الكذب والتلاعب مع مراعاة المواصفات المشترطة عكس صفحات المجلات والانترنيت التي يصعب من خلالها التأكد من حسن نية أصحاب الإعلانات في إيجاد الشريك. وهو ما يعني بالنسبة إليه الغياب الكامل للثقة التي يقوم على أساسها الزواج، خاصة وأن الفتاة التي تحول نفسها إلى "سلعة للعرض"، يستطيع أي شخص رؤية صورتها أو لقاءها، تكون بهذا الأسلوب "المستهتر" تتجاهل عادتنا وتقاليدنا وتضرب عرض الحائط كل القيم والمبادئ التي تربينا عليها.

اللي ناوي المعقول ما كاينش ف الانترنيت

الاختلاط بين الرجل والمرأة في ميادين الدراسة والعمل والحياة بشكل عام ما هو إلا مظهر من مظاهر الانفتاح التي طرأت على المجتمع فجعلت التعارف بين الجنسين أسهل من ذي قبل. تطورات حدت من صلاحيات الوالدين حتى أصبح دورهما اليوم لا يتعدى الاستشارة في أحسن الأحوال، إن لم يكن مجرد حضور شكلي بعد أن كان لهما الرأي الأول والأخير في مشروع الارتباط. لم يعد كل من الرجل والمرأة في حاجة إلى وساطة العائلة أو الخاطبة من أجل التعارف أو إقامة علاقة قصد الزواج، بل يمكنهما اختيار شريك الحياة من خلال التعارف المباشر الذي قد يحدث ببساطة في العمل الشارع والأماكن العامة.

"اللي ناوي المعقول ماكاينش في الانترنيت" فكرة تتشبث بها فاطمة سيدة في الخمسين من العمر وربة بين وأم لثلاثة أبناء، بل وترى أن من يستخدم تلك الأساليب في البحث عن الشريك المناسب لا يتصف دائما بالجدية والصدق ولا يكون هدفه الحقيقي هو الزواج، بل مجرد التعارف من أجل التسلية لا أكثر. فـ"الزواج المضمون" حسب تعبيرها، لا يتحقق إلا عندما تتولى العائلة وعلى رأسها الأب والأم مهمة اختيار شريك الحياة المناسب للأبناء على المستوى الأخلاقي والاجتماعي والمادي أيضا. فالآباء هم الأكثر حرصا على مصلحة الأبناء "وكيفما زوجوني الوالدين غنزوج أولادي..."

بكل فخر تستحضر فاطمة وقد ارتسمت البسمة على محياها ظروف زواجها الذي تم بصورة تقليدية . فهي لم تكن على معرفة مسبقة بالعريس وإنما جاء الارتباط باختيار من والديها اللذين أكدا لها أن مواصفات الزوج المثالي متوفرة فيه، فوافقت دون أي تردد وكان القرار الصائب، فبعد الزواج بدأت تلمس يوما بعد يوم حجم التوافق بينها وبين زوجها في الأفكار والطباع لتغمر المحبة والمودة كل لحظة داخل القفص الذهبي. وهو ما جعلها لا تشعر بمرور أزيد من عشرين سنة عليها وهي بداخل ذلك القفص. لذا فهي مدينة لوالديها إلى اليوم بالسعادة والاستقرار وتنوي أن تلعب نفس الدور مع أبنائها بمساعدتهم في اتخاذ هذا القرار المصيري وإيصالهم إلى بر الأمان بعيدا عن دوامة الفشل التي يقع فيها كثيرون نتيجة التسرع والاختيار الخاطئ.

ولى زمان الزواج التقليدي

الزواج عن طريق الانترنيت يعد مجازفة حقيقية في قرار مصري بالنسبة لجيل "الزواج التقليدي"، لكنه ليس كذلك بالنسبة للجيل الحالي الذي يعتبره وسيلة سهلة وفعالة بل بمثابة عصا سحرية لتحقيق الأحلام والأماني، كما هو الشأن بالنسبة لـ"مريم" شابة في الثامنة والعشرين من العمر، أنهت دراستها الجامعية منذ سنوات لكنها لم تفلح – رغم بحثها الدؤوب- في إيجاد وظيفة فقررت تركيز البحث على العريس بعد شعورها بأن شبح العنوسة بدأ في مطاردتها ، خاصة وأنها أشرفت على أواخر العشرينات من العمر ولم يأت بعد أي طالب للقرب يقرع باب البيت.

ومن أجل تحقيق المراد تقضي "مريم" أوقات فراغها الطويلة في تصفح مواقع التعارف وغرف الدردشة وتعقد العزم على إيجاد زوج في العالم الافتراضي إسوة بإحدى صديقاتها التي تزوجت مغربيا يقيم بالديار الفرنسية. تزوجا بعد فترة تعارف دامت قرابة سنة تمكنا فيها من التواصل رغم بعد المسافة مستفيدين من التكنولوجيا الحديثة، ليأتي مباشرة في العطلة الصيفية ويتقدم لطلب يدها وهي اليوم تعيش معه في منتهى السعادة والهناء . "هي جربت غير عالله وصدقات ليها وعايشة بخير.. حتى أنا نجرب زهري"، بنبرة متفائلة مليئة بالحماس استعرضت تجربة صديقتها الناجحة على الانترنيت وتمنت لنفسها حظا مماثلا في إيجاد زوج لكن طبقا لتصوراتها وقناعاتها الخاصة.

زمن الخاطبة الإلكترونية

" رب صدفة خير من ألف ميعاد" مقولة تحققت في حالة "" محمد" البالغ من العمر 35 سنة بعد أن تمكن من إيجاد نصفه الثاني وخطيبته الحالية "سكينة" عن طريق الانترنيت وهو الذي ليس من عادته أن يتصفح مواقع التعارف والدردشة غير أنه في ذلك اليوم كان يحاول التخلص من الملل الذي شعر به يوم كانت فيه "القضية ميتة" حسب تعبيره، عندما لم يعرف مختبر التصوير الخاص به الإقبال المعهود من قبل الزبائن، لكن اليوم نفسه حمل له الحظ السعيد على صفحات الانترنيت، حيث وقع التعارف على فتاة أحلامه.

يعترف محمد أنه لم يأخذ الموضوع على محمل الجد في البداية وهو ما دفعه إلى الكذب أحيانا فيما يتعلق باسمه ووظيفته أو إلى التجمل أحيانا أخرى بخصوص شكله ونمط حياته. لكن مع مرور الأيام، بدأ الشعور بالثقة نحوها يزداد والحب يتسلل تدريجيا إلى قلبه، ما دفعه إلى مصارحتها بكل ما أخفاه عنها
في بدء الأمر لرغبته في أن تأخذ العلاقة بينهما مجرى آخر نحو الصدق والجدية .

جاء اللقاء الأول بينهما ليؤكد لـ"محمد" بأن إحساسه لم يكن مجرد وهم في العالم الافتراضي بل كان حلما تحقق فلقد وجد في "سكينة" كل المواصفات التي كان يتمناها والتي لم يجدها في كل اللواتي كانت والدته ترشحهن له من بنات العائلة والجيران، لذلك أصبح "محمد" مقتنعا بأنه في زمن الانترنيت لم يعد يوجد دور لوساطة العائلة أو الخاطبة التقليدية، بل إنه عصر "الخاطبة الإلكترونية" بامتياز.

ويبقى الصراع بين الأجيال مستمرا حول الوسيلة المثلى التي يتحقق من خلالها الزواج. صراع بين من يفتقدون الخاطبة التقليدية ويتشبثون بدور الوالدين وخاصة الأم في اختيار شريك حياة الأبناء، ومن يفضلون الاستفادة من الأساليب الحديثة في زمن الانفتاح والتحرر.. لكن ما يجمع بين الجيلين دون شك والذي لم يستطع الزمن تغييره هو كل ما يقوم على أساسه الزواج من حب وثقة واحترام والتي تضمن المحافظة على ذلك الرباط المقدس ومنعه من التفكك

الوكالات الخاصة بالزواج خدمة مؤدى عنها لكل الزبناء والزبونات

متعددة هي الطرق الحديثة المتاحة كالانترنيت وغيرها من وسائل الإعلام والاتصال التي يمكن من خلالها البحث في أفق إيجاد شريك الحياة من أجل الزواج دون الحاجة إلى خدمات الخاطبة التقليدية أو حتى وساطة العائلة وعلى رأسها الأم، ولكن مع ظهور نوع جديد من الوساطة يتمثل في الوكالات الخاصة بالزواج أصبح التساؤل حول ما تقدمه هاته الخدمة من امتيازات لا توجد في باقي الوسائل وعن أسباب لجوء المغاربة إليها الذي صار يفرض نفسه بقوة.

وتختلف كثيرا وساطة الوكالات الخاصة بالزواج عن الوسائط التقليدية من حيث الأساليب المستعملة، بحيث أضحى من الممكن والسهل تجاوز الحدود العائلية والمهنية والجغرافية كذلك، لكنهما يتلقيان في مبدأ السرية والحفاظ على الخصوصية الذي لا تضمنه صفحات المجلات والأنترنيت لأن الوكالة لها مقر خاص يقصده الباحثون عن الشريك، حيث يتعاملون هناك مع وسيط يتمثل في أشخاص حقيقيين عكس العالم الافتراضي حيث يسهل تقمص أي شخصية والكذب والتلاعب بمشاعر الناس ممن يحملون بإيجاد نصفهم الآخر.

أوربي يفتح وكالة تزويج بالمغرب

ويدافع بشدة "جون لوي لوروا" صاحب وكالة خاصة بالزواج عن الأساليب الحديثة معتبرا أن الوسائل التقليدية المعروفة قد تراجعت منذ سنوات وأن المغاربة أصبحوا اليوم أكثر انفتاحا وتحررا ويأتون بمحض إرادتهم من أجل البحث عن شريك الحياة، ولا يرغبون في فرض أي شخص عليهم، لذلك فهو واثق من قدرة الوكالة على كسب الرهان باستقطاب أكبر نسبة من المترشحين لكونها تلتزم بالصرامة والجدية ولأنها تشترط من أجل التوسط في عملية التعارف بين الجنسين أن يكون بنية الزواج وليس بنية التسلية.

ويؤكد "لوروا" أنه لا يقوم بفتح أي ملف المترشحين دون التأكد من صدق نواياهم ويشرف بنفسه على الموضوع من خلال جلسات حوار يتعرف فيها عليهم وعلى ظروفهم الاجتماعية والمادية والثقافية والنفسية كذلك تلك التي يلاحظها من خلال سلوكاتهم كما يحاول معرفة كل ما يحاول إخفاءه البعض من أسرار تتعارض مع شروط الوكالة قد يكشفها عندما يحاول البعض المراوغة أو التهرب من الإجابة.

وعند التأكد من مصداقية الزبائن يطلب منهم ملء استمارات تتضمن معلومات شخصية عنهم (الاسم الكامل ، السن، الطول والوزن الوظيفة، محل الإقامة والهويات...) إضافة إلى صورتين واحدة للوجه وأجرى للجسم بأكمله ليتم ضمها إلى الطلب من باب تأكيد مصداقية المترشح والوكالة. كما تغلق المجال أمام أي شكل من أشكال الخداع كالتي تحدث في مواقع التعارف على صفحات الانترنيت عندما يكذب الأشخاص بخصوص مواصفاتهم الشكلية كالجمال والطول والوزن.

وبالحديث عن المواصفات يقول "لوروا" بأن الرجال متطلبون في هاته النقطة أكثر من النساء، فالرجل يشترط الجمال ويركز على عامل السن، إضافة إلى المستوى التعليمي خاصة إن كان المترشح أجنبيا وذلك لضمان التواصل السليم بينما المرأة لا تشترط سوى الدخل القار والأخلاق الحسنة.
ويتراوح مبلغ فتح الملفات بين 300 و1000 درهم أما عند نجاح وساطة التعارف فالمبلغ يكون بين 10.000 و15.000 درهم.

مبالغ تبدو كبيرة بالنسبة لمجرد وساطة لكن "لوروا" يقول بأنها مداخيل معقولة بالنظر للمصاريف والمبالغ التي ينفقها من أجل اقتناء وسائل اتصالات جديدة للرفع من جودة خدماته.

الكتمان ضروري

يتكتم صاحب الوكالة بخصوص بنك المعطيات وعدد الطلبات الذي تتوفر عليه الوكالة ويكتفي بتقسيمها بين الجنسين بحيث تتوفر الوكالة على 60 في المائة من طلبات النساء و40 في المائة للرجال، معظمهم من الدول الفرونكوفونية معللا ذلك التفاوت في النسب بثقافة المجتمع حيث إن شبح العنوسة يبدأ في مطاردة المرأة منذ سن الثلاثين إن لم يكن قبله بينما الرجل لا يخشى التأخر في سن الزواج لأنه واثق من سهولة عثوره على زوجة في أي وقت وبكل المواصفات التي يتمناها، بينما تجد العكس في المجتمعات الغربية حيث لا تخشى المرأة العنوسة بل تتمتع عن الزواج وتؤجل مشروع الأمومة إلى أجل غير مسمى.

وهو أمر بات الرجل الغربي يتذمر بسببه، وقد يكون عاملا في تفضيله الارتباط بالمرأة المغربية لأنه يرى فيها مواصفات الزوجة المثالية، وهي بدورها تحبذ فكرة الارتباط بفرنسي أو بلجيكي مثلا، والسبب راجع في البداية للتقارب الثقافي بين المغرب وهاته البلدان بحكم البداية للتقارب الثقافي بين المغرب وهاته البلدان بحكم إتقان المغاربة للغة الفرنسية. وراجع كذلك إلى التسامح والانفتاح اللذين يميزان المجتمع المغربي بحيث لا يمانع زواج مغربية بأجنبي وكثيرة هي النماذج الناجحة لهذا الزواج المختلط سواء كان التعارف بالمغرب أو بالخارج بوساطة أو بدون وساطة.

غايات أخرى

يرى العديد من الناس أن لجوء المغاربة إلى هاته الوكالات ذات الطابع الدولي التي تتمكن أحيانا من إلغاء الحدود بين الدول، يكون في الغالب بدافع الهجرة، أو لأطماع مادية وهي فرضية لا يستبعدها صاحب الوكالة بحكم أن حالات عديدة مرت عليه بمكتبه فكان مآل مخططاتها الفشل بعد أول جلسة حوار، تكشف إن كان هذا التعارف بدافع الهجرة.

ويستحضر مثالا مغربي أراد فتح ملف من أجل الزواج بأوروبية أو كندية بالرغم من انه عاطل عن العمل كما أن مستواه في اللغة الفرنسية ضعيف جدا. وفي هاته الحالة اضطر صاحب الوكالة على توجيه نصيحة للراغب في الترشح بإيجاد طريقة أخرى لتحقيق حلمه، لأن هدف الوكالة الوحيد هو التعارف من أجل الزواج.

عن الاحداث المغربية






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=317175
التوقيع

لآ يتواضع إلا كبير ولآ يتكبر إلا صغير
==================
من وجـد الله فمـاذا فـقـد ...ومن فـقـد الله فمـاذا وجد
------
(انا رجلا لا انحنى لالتقط شيئا سقط من نظرى)


آخر تعديل خالد السوسي يوم 2011-01-30 في 17:09.
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 12:34 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd