2010-11-06, 22:30
|
رقم المشاركة : 1 |
 إحصائية
العضو | | | 
|  اختلالات تدبير الزمن المدرسي .محمد أزوض
|  |
اختلالات تدبير الزمن المدرسي بواسطة: azoude بتاريخ : السبت 06-11-2010 10:25 مساء
أصدرت وزارة التربية الوطنية مؤخرا المذكرة رقم 154 حول تأمين الزمن المدرسي انطلاقا من دراسات حول تدبير الزمن المدرسي وزمن التعلم، والتي أبانت عن اختلالات وازنة مثل عدم إكمال المقرر وتفويت فرص التعلم والذي ينعكس سلباعلى التحصيل الدراسي للتلاميذ. لذا اعتمدت الوزارة مجموعة من المداخل في بناء عدة لتأمين الزمن المدرسي وإرساء آليات القيادة والتتبع لتنفيذها، ومنها إرساء آليات الشفافية، وآليات ضبط وتسجيل الغياب، المعالجة البيداغوجية، المعالجة الادارية، أما بالنسبة للقيادة والتتبع تم تشكيل فرق القيادة، وفرق التتبع الميداني، وبرمجة عمليات التدخل.
ولكن انطلاقا من بداية السنة الدراسية إلى حدود شهر نونبر نسجل مجموعة من الملاحظات، ذلك أن الوزارة صاحبة فكرة ضبط زمن التعلم لتجاوز اختلالات الزمن المدرسي هي أول من تهدرهذا الزمن، أو تتسبب في إهداره لأن مشروعها لم ينبني على استقراء واقع معقد يختلط فيه التربوي بالاجتماعي والاقتصادي والبيئي وأن مقاربة تدبير الزمن المدرسي يجب أن تكون شاملة ومستحضرة جميع المشاكل التي تحول دون الاستثمار الجيد والأمثل للزمن المدرسي بعيداعن نزعة مصلحية ضيقة وهاجس أمني لا يعشعش إلا في أذهان من تكفلوا بصياغة هذه المقاربة.
إن أول ما يجب الاشارة إليه هو تصاعد موجات الاحتجاجات النقابية في أكثر من أكاديمية ونيابة، والسبب غالبا يتعلق باختلالات في الحركة الانتقالية أو تدبير الفائض أو التكليفات المشبوهة الرشوة والمحسوبية التي أصبحت تنخر جسم الوزارة ونيابتها من خلال التنقيلات والتكليفات والتي تصبح إقرارا في المنصب وبالتالي ينتج عن ذلك ضياع حقوق ، مما يؤثر سلبا على أداء الواجب.
ولتحسب الوزارة كم من الزمن المدرسي المهدور وكم من فرص التعلم الضائعة جراء هذه الاضرابات المحلية والوقفات الاحتجاجية ولتكون الوزارة دقيقة في حساباتها كم من يوم عمل ضائع وكم هي الكلفة المادية، وقد كان من الممكن تفادي هذا الهدر الزمني والمادي لو أن هناك حزم وشدة في التعامل مع هذه المشاكل وحلها في الوقت المناسب قبل الانتقال إلى ضبط الزمن المدرسي.
ثاني ما يجب التنبيه إليه هو إجراء الامتحانات المهنية في أيام الخميس والجمعة داخل الزمن المدرسي المخصص للتعلم، أليس هذا هدرا لفرص التعلم ، مع العلم أن الامتحانات المهنية قد اتفق على أن تكون في العطل البينية تفاديا لقرصنة الزمن المدرسي وفرص التعلم من التلاميذ.
فالامتحانات المهنية شأن يخص الاستاذ وليس التلميذ ، وأضيف هل أغلب السادة الأساتذة قد التحقوا بعملهم يوم السبت الموالي لأيام الامتحان خصوصا أولئك الذين يمارسون مهامهم في مناطق نائية؟
ثالث ملاحظة وهي إجراء الكفاءة المهنية لبعض المتخرجين الجدد في أقسام بديلة عن أقسامهم وما يترب عن ذلك من تفويت فرص التعلم على التلاميذ وغالبا ما يسبق هذه العملية الاستئناس بالقسم قد يمتد أسبوعا بكامله، ونطرح السؤال من المسئول عن هذا الاجراء الغير شرعي أهو استهتار بالزمن المدرسي الذي أصبح مقدسا عند البعض (لدرجة سن استعمال زمن جديد فارغ الأهمية) ولا قيمة له عند البعض الآخر.
كما أن نقص الموارد البشرية يساهم في قرصنة الزمن المدرسي للمتعلمين (من يطالع الصحف يجدها ملئى باحتجاجات الآباء حول عدم توفر مدرسين ) وخصوصا في الثانوي الذي يعيش خصاصا مهولا في بعض المواد الأساسية فهل يعقل أن نكون في بداية شهر نونبر ومجموعة من التلاميذ لم تتمكن من حصص للتعلم أساسية والتي ستكون محطة للتقويمات بعد شهر،وفي السنة الماضية هناك مدارس لم يتم فيها تدريس بعض المواد كالعلوم الطبيعية ورغم ذلك حصل المتعلمين على نقط في المادة مكنتهم من النجاح،
وارتباطا بالموضوع فإن بعض التلاميذ في بعض الثانويات محرومون بصفة نهائية من فرص التعلم الخاصة ببعض المواد التي تدرس في ثانوية أو إعدادية ولا تدرس في أخرى قريبة منها على سبيل المثال مادة التربية الأسرية والتربية التشكيلية والاعلاميات والتكنولوجيا أليست هذه تخصصات صرف عليها مال دافعي الضرائب ليخرج الأساتذة إلى الوجود والتي يتأسس عليها الزمن المدرسي التي تدعوالوزارة إلى تأمينه؟ فأين شعار دمقرطة تلقي المعارف بين جل التلاميذ دون استثناء أو إقصاء.
كما يتم حرمان التلاميذ من التفويج ، ولحل الاشكال يتم الاشتغال بالتناوب فيقسم القسم الواحد إلى فوجين ، الفوج الأول يستفيد من التطبيقات العملية داخل الفصول العلمية والفوج الثاني يغادر المؤسسة إلى إشعار آخر، فهل يدل هذا على احترام فرص التعلم أم إهدارها بدعوى الاكتظاظ؟
وارتباطا بموضوع الزمن المدرسي يسجل كافة مدرسي التعليم الابتدائي العاملين بالعالم القروي السنتين الماضيتين عدم التوصل باستعمالات الزمن موقعة من طرف المؤطرين بسبب تحفظ هؤلاء عن صيغة التوقيت المكيف المعمول به في العالم القروي، وعن عدم تفعيل المذكرات الخاصة بموضوع الزمن المدرسي، مع العلم أن هذه المذكرات لا تلغي التوقيت المكيف وتحت على بناء زمن مدرسي يستجيب لحاجيات المتعلمين وللظروف البيئية والاجتماعية ، فيتم الاشتغال به دون تأشير رسمي، في حين تتم الزيارات التربوية داخل نفس الزمن الذي لم يتم الاعتراف به بشكل رسمي.
إن البحث التربوي المستند على المنهج العلمي يقتضي قبل الإقدام على أية محاولة لتعميم مذكرات وتجارب أن تقوم الجهات المكلفة بدراسة جميع الحيثيات المرتبطة بالموضوع وأن تستشير كل الفاعلين التربويين وعلى رأسهم المدرسين لإعطاء المصداقية لكل تجربة جديدة انطلاقا من تعميق البحث والتمحيص قبل التوصل إلى قرار أخير بتطبيق الفكرة من عدمها. ولا أظن أن استعمالات الزمن الجديدة المعممة في بعض المناطق قد لاقت إقبالا من طرف المدرسين الذين يشتكون من عدم جدواها لعدة اعتبارات قد أعود إليها في مقال آخر بحول الله.
محمد أزوض
م م المعمل
نيابة الحوز
فضاءات
|
: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=285879 |
|
|  |
فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ :
مسابقة استوقفتني آية
|
ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج
