نتائج مسابقة «أفد» لترشيد المياه في المدارس العربية

فازت ثلاث مدارس عربية بألف دولار لكل منها، وثلاث أخرى بخمسمائة دولار، لتنفيذ أو استكمال برنامج أعده طلابها للاقتصاد في استهلاك المياه. كما فازت 30 مدرسة أخرى بجوائز تقديرية عبارة عن مكتبات بيئية. مسابقة المدارس العربية لسنة 2010، التي نظمها المنتدى العربي للبيئة والتنمية تحت شعار «لكل قطرة حساب»، أظهرت وجود هدر لا يستهان به في استخدام المياه في جميع المدارس، كما أكدت وجود فرص لتوفير كميات كبيرة من المياه دون التضحية بنوعية الحياة. وكشفت التقارير الواردة من نحو 200 مدرسة في 14 بلداً عربياً، أن هدر المياه هو أساساً في مجالات الشرب والغسيل والمراحيض وتنظيف الأرضيات والري والتدفئة المركزية، مع عدم الاستفادة من مياه الأمطار والمياه «الرمادية» الناجمة عن المغاسل.
وظهرت صعوبة في حساب كميات المياه المستهلكة والمهدرة في تقارير المدارس من بلدان الخليج، حيث المياه مجانية أو شبه مجانية، رغم الشح الطبيعي واعتماد هذه البلدان على تحلية مياه البحر العالية الكلفة. وفي المقابل، ركز تلاميذ المدارس المشاركة من المغرب العربي، حيث تُعتمد تسعيرات عالية نسبياً للمياه، على سبل التوفير في الكلفة أيضاً. الفريق الطلابي في متوسطة الشهيد زيان البوهالي في الجزائر، الفائز بالمرتبة الأولى في المسابقة، اقترح خطة لمعالجة مشاكل الهدر المائي، تشمل ما يأتي: استبدال 38 حنفية مسرِّبة تقليدية في المدرسة بحنفيات من نوع موفر للمياه، إعادة استعمال المياه الرمادية لأغراض الري والتنظيف، اعتماد الري بالتنقيط في حديقة المدرسة وغرس نباتات تكتفي بكميات قليلة من المياه، تجميع مياه الأمطار من سطوح مباني المدرسة، القيام بحملات توعية للتلاميذ حول الاقتصاد في المياه.
أما فريق الثانوية الإعدادية قاسم أمين في المغرب، الذي فاز بالمرتبة الثانية، فركز على تجميع مياه الأمطار من السطوح وتخزينها واستعمالها بشكل مناسب، وتركيب حنفيات موفرة للمياه، والري بالتنقيط في حديقة الثانوية، ورفع الكفاءة المائية لممارسات التنظيف والخدمات الصحية.
وفازت مدرسة أمجاد في لبنان بالمرتبة الثالثة. و حدد فريقها أن الهدر الرئيسي للمياه يحدث في المغاسل والمراحيض، لذلك اختبر تركيب أجهزة مقتصدة على الحنفيات، تقلل هدر الماء بمقدار 50 مليليتراً كل 10 ثوان. كما وضع الفريق حجارة طوب وقوارير مملوءة بالمياه سعة ليترين في سيفونات المراحيض، وهذا مكن من توفير المياه بنسبة 20 في المائة في 58 مرحاضاً في المدرسة.
وحلّ فريق الثانوية الثانية في المبرز، السعودية، في المرتبة الرابعة. وقد بادر إلى تركيب شبكة لري الأشجار بالتنقيط، واستبدل الحنفيات القديمة بأخرى مقتصدة بالمياه، واقترح تنظيف الأرضيات بمماسح مبللة عوض صب المياه. ونتيجة هذه التدخلات البسيطة، انخفضت فاتورة المياه في المدرسة بنسبة 26 في المائة عن الفاتورة السابقة.
الإجراءات الرئيسية، التي اختبرها فريق مدرسة الصفوة النموذجية الخاصة بقنا في مصر، الذي فاز بالمرتبة الخامسة، ركزت على استبدال الحنفيات القديمة وتجهيزات المياه المسربة بأخرى موفرة للمياه. كما وضع قوارير مملوءة بالماء في سيفونات المراحيض، مما خفض كميات المياه المصرَّفة.
وكانت التوعية المائية محوراً رئيسياً في مشروع مدرسة السلط الثانوية الشاملة للبنات في الأردن، التي فاز فريقها بالمرتبة السادسة. وضمن المشروع، أيضاً، تركيب أجهزة موفرة على حنفيات المدرسة، واعادة استعمال المياه الرمادية، وتجميع المياه من السطوح وتخزينها واستعمالها.
وتضمنت تقارير أخرى أفكاراً ابتكارية. فقد شكل فريق مدرسة أم حماد الأساسية المختلطة في الأردن «شرطة المياه» لمراقبة التطبيق الصحيح لتدابير الاقتصاد المائي في المدرسة. وفي مدرسة الرمس للتعليم الثانوي للبنين في رأس الخيمة، ركز الفريق على تجميع مياه التكثيف من المكيفات واستخدامها. وطور فريق مدرسة الاستقلال الثانوية للبنات في البحرين فكرة تحويل المياه الرمادية المتولدة من مغاسل اليدين الى الحديقة لري النباتات. وعمل فريق متوسطة محمد تميم سيدي أعمر في الجزائر على دفن جرار فخارية في التربة بجوار النباتات، بحيث تحصل على ما يكفيها من المياه دون هدر.
الصحراء المغربية : 04 - 11 - 2010