اوطـم / الممارسات اللامسؤولة ـ للنهج الديموقراطي القاعدي ـ بجامعة أكادير عائق امام التطورية النضالية 01/11/2010





الاتحاد الوطني لطلبة المغرب

جامعة أكادير

من أجل طرح ممارستنا لنقاش جدي.. إلى أين..؟

ممارسات "النهج الديمقراطي القاعدي-أكادير" اللامسؤولة عائق آخر أمام تطور الدينامية النضالية

بقلم: طالب ثوري

يتضح إصرار نظام الإفقار والاستبداد على تمرير خطته كاملة في تدمير الجامعة العمومية عبر ما يسمى مخططا استعجاليا، وفي القمع المتزايد على الحركة الطلابية بكافة مواقع النضال. وفيما يلقي هذا الهجوم علينا مسؤولية الدفاع وتقوية النضال الاوطامي وتجذيره، دأب "النهج الديمقراطي القاعدي- أكادير" (ن د ق) منذ بداية السنة على ممارسات لا مسؤولة متزايدة.

فضلا عن تاريخه الدموي الذي وشم به أذهان الطلاب-ات القدامى منهم وتوجس الجدد منه خيفة، تمادى طالقا العنان لما شاء من استفزازات وإرهاب الطلاب-ات وتشتيت الأشكال الجنينية لمعارك الطلاب... وتلك هي الأسباب المباشرة التي لا جدال فيها لهزائم نضالية بأكادير.

كان الأحرى أن يكون نقاشنا مداخل النهوض الطلابي، على ضوء مستجدات اليوم، ودروس تجربة الماضي. لكن الرياح تجري بما لا تشتهي سفن النضال الطلابي. هذا ما أراد "ن د ق أكادير"، فلا يمكن التقدم في أية دينامية ولا نقاش مادامت اللامسؤولية وتعنيف الطلاب-ات هو لازمتهم اليومية.

منذ أيام تسجيل الطلبة الجدد، بينما انغمس مناضلو-ات إوطم في تعبئات واسعة النطاق مواصلة مسير المعارك الماضية، انكب الـ "ن د ق أكادير" في حملة عشواء من التخريب والترهيب نوردها مفصلة في ما يلي:

- الالتزام اليومي بالتسلح، لا على أي شيء، إلا على ترهيب الطلاب لإخضاعهم وفرض خنوعهم (الطاعة العمياء) وتنفير الطلاب-ات عن أشكال التثقيف السياسي...

- تمزيق إعلانات اللجن الاقليمية.(فضلا عن موقفهم الانتهازي في هذا الاتجاه، فلا يؤيد ولا يعارض إلا حسب مصلحة ربحه السياسي فيها..)

- 07 أكتوبر: حلقة تعبوية على مشاكل الجامعة وخاصة النقل الجامعي، حضره "ن د ق أكادير" متأخرا، وعمل ما بوسعه لتحريف النقاش للسباب والعنترية على الطلاب-ات، خاصة عندما أعلن طلاب-ات ضواحي أكادير تأسيس لجن الأحياء للتعبئة.

- 12 أكتوبر: حلقة تعبوية مارسوا فيها العنف المادي ضد طالب أمام الملأ، خلق هذا علها ونفور الطلاب-ات من المناضلين-ات. بالإضافة لاستفزاز رفيق لنا بالسلاح الأبيض.

- 14 أكتوبر: ضرب طالب وطرحه أرضا بالمقصف، على إثره لاذ من بعين المكان بالفرار وأغمي على طالبة.

- 20 أكتوبر: تعبئة مسمومة ضد معركة جنينية بكلية الحقوق، وإشعال فتيل مشادات في حلقة إوطم وتهديد رفيق آخر.

- 23 أكتوبر: تشتيت جمع عام دعا إليه طلبة بويزكارن، وتعنيف رفيق لنا (مسير الجمع) وتهديد آخر بقطع الرجلين..؟؟

- استفزاز رفيقات وهن في حملات تعبوية بكلية الحقوق.

- 26أكتوبر: لبى كافة جماهير الطلاب-ات دعوة أوطم لمسيرة تنديدية ضد الاعتقال السياسي والتضامن مع المعتقلين والمتابعين لهذا الموسم. أبى "ن د ق أكادير" إلا التفرج وفتح أشكال للسب العشوائي، هذا وثكنة عسكرية كلها مرابطة بضاحية الحي الجامعي وفي أي وقت يمكن قمع المسيرة المتجهة للحي الجامعي.

- التشتيت الدائم لجماهير إوطم بخلق حلقات خاصة بهم موازية لحلقات إوطم، بل والتعبئة ضدها. ولم يلتحقوا بأشكال أوطم إلا في ما نذر، بعد أن ودعت جماهير الطلاب-ات خزعبلاتهم.

عن الحلقات..

من أداة للتثقيف السياسي والتعبئة النقابية، حولها "ن د ق أكادير" إلى أشكال البهرجات وخطابات مدبجة عنترية لإفقاد الفكر اليساري العلمية والواقعية ومتعمدين لإستعمال ألفاظ غير مفهومة للطلاب-ات لإيهامهم بإمتلاكهم الحقيقة الماركسية والثورية، هذا فضلا عن جريرة الاتهامات المعهودة.. دون تكليف أنفسهم عناء شرح تلك المصطلحات. وبدل ان يساهموا في حلقات أوطم، كيفما كان حالهم، أبو إلا تشويه ساحة النضال بتشتيت أشكال النقاش، فبهذا النهج توقعوا أن يكون عدد أشكال النقاش بالساحة متجاوزا 6 ست حلقات؟؟؟. هذا كله و يتغاضون الطرف كليا عن أبسط تعبئة للمعارك التي نحن على الابواب منها.

ولتمويه واقع أفعالهم تلك، وحين تلقى اللائمة عليهم في نقاشات أوطم، يتبدجون بخطابات التعقلن والثورية حتى فاض كل هذا الكلام الجميل، سرعان ما يتنكرون لها مجددا بالغذ القريب. إنه استهزاء بقرارات أوطم وسخرية على جماهير الطلاب-ات. ودون حياء يستمر في عمليات التضليل السياسي في نقاشات وممارسات يومية بالغة الضرر على الحركة الطلابية.

المعارك الجنينية..

ما من مرة، راكم مناضلوا-ات إوطم لضرورة التحرك لا سواء بالكليات ولا على الحي الجامعي والنقل الجامعي. استطاعوا بذلك إيقاظ الساحة من سباتها رغم جنينية الأشكال، التي نعمل على توسيع قاعدتها وتوجيه خطها نحو كفاح حقيقي، ليس بالإكراه بل بالإقناع وبتجارب الماضي وحقيقة الهجوم العنيد على التعليم. لكن "ن د ق أكادير" بما هو غائب عن التعبئات وغير مرتاح لمعارك ليست من صنعه، انطلق في فرض ذاته على الطلاب-ات بما جادت به قريحته وما به متأبطا. يريد أن يرسم لنفسه صورة الأعظم وسيد كل شيء. لكن غالبا ما يعجز، ليلجأ لنسف الأشكال باستفزاز الآخر وافتعال الاشتباك لوقف النقاش. فما أكثر من ضُرب ومن هُدد، حتى أصبح الطلاب-ات يرون الابتعاد عن أوطم والسماح في حقوقهم أهون من جحيم "هؤلاء".

عن اللجن الاقليمية..

ليس ثمة أصدق تعبيرا عن الانتهازية مما يتدخلون به في هاته اللجن الفتية. موقف غير صريح ومتذبذب. فبعد أن كانوا يقاطعون اللجن الاقليمية ويجولون ويصولون ضدها، أصبحوا اليوم يشاركون بإحدى اللجن "تغجيجت، زاكورة" بل وتبجحو كثيرا بنضالات لجنة تغجيجت كثيرا وبمعتقليها وسيروا حلقات وجموعات هاته اللجنة بساحة الجامعة؟؟؟ هذا ويناصبون العداء الصريح للجن أخرى وتهديد وتعنيف مناضليها (مثلا طاطا السنة الفارطة، وهي أنشط اللجن نضاليا بالاقليم) ويسعون إلى تفكيك التجارب الفتية التي تظهر في بعض الاقاليم، وهذا بالفعل ما وقع مع بداية هذه السنة. فقد شرع طلاب-ات بويزكارن على تنظيم لقاءات تحضيرية للجمع التأسيسي، دأب "ن د ق أكادير" على التشويش عليها وتهديد طلابها حتى ينتهوا منها. لكن لطلبتها رأي معارض لهم وأصروا على تأسيس اللجنة في جمع عام ديمقراطي. حضره "هؤلاء" بالقوة واستفزوا مسير الجمع (طالب ثوري)، ولم يكفهم ذلك، فتجمعوا عليه في مشادات وتهديد رفيق آخر بوابل الوعيد حتى أفشلوا الجمع.. ولعقبى النصر؟؟؟

عن التهديد والتعنيف..

في مناخ الركود السياسي والثقافي بالساحة وغياب ثقافة نضالية للطلبة الجدد، يقوم بعض الطلاب-ات بأشكال تبدو عادية لديهم كإطلاق موسيقى الهاتف النقال أو الضحك والتكلم بصوت عال... وبكل غباء يتصدى لها "هؤلاء" بدعوى أنها "الميوعة"، مجسدين موقفا أخلاقيا رجعيا أشبه بسلوك المحافظين والاصوليين بوجه تعبيرات الشباب وميولهم الفنية والترفيهية. في الوقت الذي ينتظر الشباب-ات نقاشات يقتنعون منها بالكف عن تلك الممارسات وبفتح أوراش فنية بديلة، تراهم يُعنفون ويُهددون ويُستنفرون كالقطيع.. وداعا تقدمية؟؟

أما عن تهديد رفاقنا ورفيقاتنا بل وتعنيفهم، فربما قد يبدأ "ن د ق أكادير" في فهم أن تغاضينا الطرف عن تلك الممارسات ضعف عليهم تعميقه. فليعلم أن كشف حسابه مضبوط بالكامل، إننا نحتفظ بحقنا في الرد، حقا في الدفاع المشروع. فمتى أصر إلا أن يتلقى جزاءه، فسنؤديه له كاملا، لن ننقص له منه شيئا. لقد تحاشينا الرد ولا حتى أية لغة ضدهم، لحرصنا التام لبناء قاعدة عريضة لمعارك إوطم استعدادا لرد ما بذمة الحركة للنظام القائم.

النتيجة..

تعددت ممارسات اللامسؤولية لـ "ن د ق أكادير" والنتيجة واحدة: محاولة فك التعبئات وإزاحة النقاشات عن سكتها الحقيقية (التعبئة والتثقيف السياسي) وإفقاد النضال واليسار الاعتبار بنظر القاعدة الطلابية.

إن مبعث القلق بعد كل ما جرى اقترافه في حق الطلاب-ات ورفاقنا-تنا و تخريب التعبئات الطلابية، وحرف حماسة الشباب الدافقة إلى صراعات وخطابات مجانين، لا يزال الطلاب-ات يرتعون في الانتظار الطويل لحافلات النقل وممنوعين من الحي الجامعي، وتوالي اضمحلال مكاسبهم الطفيفة واحدة تلو الأخرى. إنها أفعال لا تخدم سوى أعداء الطلاب "النظام وأجهزته البوليسية"، سواء كانت بوعي أو دونه، إن لم تكن أجهزة المخابرات فعلت فعلتها. وهذا ما لا نتمناه.

أي تبرير لهؤلاء؟؟

أي عقيدة يا ترى قد تكون مرجعا لهكذا ممارسات؟ ليس بأي حال الماركسية بما هي فكر علمي ونقدي يهدف للتحرر والصراع الخلاق لإنهاء مآسي البشرية. إنها ممارسات تمد جذورها في الطبيعة الستالبينة لعقائدهم.

لم يعلنوا يوما موقفهم الرسمي من وحدة الحركة الطلابية ولا من العنف ولا من اللجن الإقليمية...، يكتفون بخطابات "ثورية" لفظا، يمكن تلويَتها كيفما شاؤوا حسب مصالحهم السياسية الضيقة جدا. أصل الداء: لا ديمقراطية تصورهم للعمل بالحركة الطلابية، الاستبداد الفكري على الجماهير، إن محض طاعة أو بالقوة.

مسؤوليتنا

هذه هي حقيقة "ن د ق أكادير" المريرة، ينبغي ألا يتغاضى عنها كل حريص على النضال وآفاقه. إنه وضع يلقي على كاهل كل مناضل، واجب الدفاع عن حرية التعبير ورفض إرهاب الطلاب-ات ونبذ أشكال التشتيت. واجب التشهير والفضح على أوسع نطاق. إن التزام الصمت تأييد ضمني وتشجيع لهذه التصرفات الشنيعة.

إنها مسؤولية خلق مناخ سليم للنضال بالجامعة، قائم على الديمقراطية. مسؤولية تلقي علينا العمل الفوري لتطويق الظواهر السلبية الكثيرة، إنه السبيل لتحقيق أرقى وحدة ممكنة في مجالات العمل كافة. ولن يتأتى هذا دون وضع هذه المشاكل على طاولة التشريح والنقد والنقد الذاتي.

لقد دلت تجربة سنين من الصراع الدموي وإرهاب الطلاب-ات وخبط عشواء في أشكال أوطم، كيف كلف الحركة ثمنا غاليا وتقهقرها بعيدا، نذكِر باللحظات حيث تتدرج الدولة في إغلاق الحي عن أشكال أوطم، أين كان "المناضلون" منهمكون؟؟

إن انتماءنا المبدئي والعملي لصف مصالح الطلاب-ات يشكل موجهنا لحرصنا الشديد لبناء وحدة الحركة بالعمل الخلاق والمضني لإيقاظ المارد الطلابي بكل قوته وجبروته ضد اضطهاد دولة الرأسمال. لا بالإكراه بل عبر عمل دعاوي وتحريضي واع ومتواصل لإقناع الطلاب واستنهاض هممهم للنضال.

على سبيل الخاتمة

إن الأمر ليس تقييما ظرفيا أو ممارسة لحظية، بل هذا حال "هؤلاء" في أغلب الاحوال، إنما من مسؤولية العمل على البناء المحلي لأوطم نعيد فتح نقاش رفاقي لهاته المعضلات المستمرة. وكشفنا عنها، لا يعني تجنيا "عليهم" وسبابا. لا. إنا نبدي رأينا صراحة بلا مواربة. ولا يمكن لأي مناضل أوطامي، يستطيع أن يرى أبعد من أرنبة أنفه، إلا أن يشجب هكذا أفعال ويعمل على إيقافها بكل ما يتطلبه الأمر من نضج ومسؤولية.

إن جملة هاته العوائق والأخطاء لن تشكل بالنسبة لنا إلا مصادر للمعرفة وإصرارا على البناء، فالفكر الثوري يمكن أن يكشف فجأة طريقا أخرى بعد جريانه هذا الزقاق المسدود. إن القيادة هي التوقع. إن لهذا المسار ما بعده لا محالة، وهو ما نتفطن له ونحذر منه.

بقلم طالب ثوري

أكادير في 27 أكتوبر2010


بقلم: طالب ثوري
www.oujdacity.net