أطفال الهجرة السرية - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-10-23, 16:23

رقم المشاركة : 1

ابن خلدون

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابن خلدون غير متواجد حالياً

أطفال الهجرة السرية

أطفال الهجرة السرية
حسن بيريش

يشكل موضوع تشرد القاصرين المغاربة في شوارع إسبانيا أكثر القضايا حساسية في العلاقات المغربية الإسبانية، ذلك أن هجرة ا لأطفال بين ضفتي المتوسط، ومايواجهونه من مخاطر، لم تعد شأنا يتعلق فقط بالجارين المغرب وإسبانيا، بل أصبح يستأثر باهتمام بالغ من طرف الاتحاد الأوربي.
والتجارة في الطفولة المهاجرة، التي تنشط فيها شبكات دولية، أضحت أيضا من انشغالات الأمم المتحدة، نظرا لما تنتجه من تداعيات سياسية، اقتصادية، اجتماعية، وأخلاقية.
الأطفال في وضعية صعبة، وأطفال الهجرة السرية، وأطفال الشوارع، عناوين بارزة لواقع مغربي فشل في التصالح مع طفولته، عبر ضمان الحماية لها، وتحقيق رهان تمدرسها، وإيجاد إطار تشريعي يجنبها مختلف أنواع الاستغلال، الاغتصاب، التشرد، والانحراف.
طفولة هائمة على وجهها:
العنف المدرسي ضد الأطفال، تزايد نسبة الهدر المدرسي للأطفال، هجرة القاصرين نحو الضفة الأخرى، تشرد الأطفال المغاربة في شوارع المدن الإسبانية، واحتجازهم في مراكز استقبال غير لائقة، ملامح أساسية تشكل الوجه الآخر للطفولة المغربية (الهائمة على وجهها)، والباحثة عن (ملاذ صعب).
الإخفاق في إعادة إدماج الأطفال المنقطعين عن الدراسة، وغياب المناخ الصحي داخل البيت الأسري، والعنف الذي يتسم به سلوك المجتمع مع أطفاله، هي العوامل المغذية لظاهرة الأطفال المشردين في الشوارع. فعندما ينقطع الطفل عن الدراسة، نتيجة أسباب متداخلة، يخرج إلى الشارع بحثا عن إشباع بعض احتياجاته المادية والمعنوية، ومن الشارع يبدأ عنده التفكير في الهجرة إلى إسبانيا، وفي أقرب فرصة، وضمن جماعة من أقرانه، يركب المغامرة الصعبة، ويجد نفسه بين أمرين: التشرد في شوارع وأحياء المدن الإسبانية مطارد يوميا، أو الاحتجاز في مراكز استقبال القاصرين في الجنوب الإسباني.
الجهات المسؤولة في المغرب، ظلت (نائمة)، وعندما (استيقظت)، كانت ظاهرة أطفال الشوارع، ومأساة هجرة القاصرين وصلتا إلى (ذروة الكارثة)، وعوض التفكير العقلاني في محاربة العوامل التي تؤدي إلى (اغتيال الطفولة)، جرى الاحتكام إلى المدخل الأمني لمواجهة ظواهر ذات عمق اجتماعي وتربوي واقتصادي.
الرسائل المشفرة للمناظرة:
شهدت الندوات والملتقيات والمناظرات، التي خصصت لمناقشة واقع الطفولة المغربية، تراكما كميا ونوعيا خلال السنوات الخمسة الماضية، ومع تأسيس قاعدة جمعوية واسعة منشغلة بقضايا وهموم الأطفال، أضحى الانشغال بواقع الطفولة (مانفستو) الزمن المغربي الراهن.
في هذا السياق، تشكل المناظرة المتوسطية لـ«الأطفال في وضعية صعبة، وأطفال الهجرة السرية»، التي ستنعقد في مدرسة الملك فهد العليا للترجمة بطنجة، أيام 21 ـ 22 ـ 23 أكتوبر 2010، أهم مناظرة من نوعها تنظم في المغرب، نظرا لعدد الباحثين المشاركين فيها (أزيد من 80 متدخلا)، وكذا تنوع محاورها، وشمولية عروضها التي طالت واقع الطفولة في بلدان البحر الأبيض المتوسط.
المناظرة المتوسطية تأتي في سياق خاص، يتمثل في ازدياد الاهتمام العالمي بالظواهر المعيقة لواقع الأطفال، كما أن اختيار مدينة طنجة، لاحتضان هذه المناظرة الهامة، يحمل الكثير من الدلالات والرسائل المشفرة، بحكم أن مدينة طنجة هي الفضاء الذي ينطلق منه القاصرون نحو الضفة الأخرى.
أي مستقبل لأطفال الهجرة؟!
من خلال جلسة افتتاحية وستة موائد رئيسية، وجلسة عامة ختامية، يناقش المتدخلون، المنتمون إلى البلدان المتوسطية ومن ضمنها المغرب، مختلف الأوجه السرية للظواهر السيئة التي تؤطر الواقع الاجتماعي والتربوي للأطفال، عبر دراسات ميدانية، وبحوث علمية، ترصد هذه الظواهر عبر تشكلاتها المختلفة، وتلقي الضوء على أسبابها العميقة، ونتائجها الخطيرة.
ستشهد الجلسة الافتتاحية، برئاسة لطيفة العابدة، كاتبة الدولة في التعليم المدرسي، محاضرة لمبارك ربيع حول «أطفال التشرد والهجرة»، وعرض شريط وثائقي بعنوان: «الطفلة حنان رحلة بين ضفتي المتوسط أو إيجابيات الهجرة»، إعداد الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
ويشكل موضوع «ظواهر التشرد والانحراف لدى أطفال ضفاف المتوسط»، للباحث اللبناني مصطفى حجازي، محورا رئيسيا للجلسة العامة للمناظرة، التي اختارت عنوان «أطفال الوضعية الصعبة وأطفال الهجرة السرية: أي مستقبل؟»، سقفا لنقاشاتها.
وفيما يلي، عرض مجمل للمحاور الأساسية التي ستؤطر أشغال وتصورات المداخلات والتقارير الميدانية، المتعلقة بالموائد الستة للمناظرة:
العنف المدرسي ضد الأطفال:
تحت عنوان «أطفال الهجرة السرية: هل هي مشكلة مستعصية؟»، تراهن المائدة الأولى، برئاسة المهدي الزواق، على مقاربة مواضيع شائكة، وطرح أسئلة جوهرية ومسكوت عنها حول الطفولة، من خلال العناوين التالية: «ثقافة الهجرة السرية وآثارها على الطفل»، و«الوجه الآخر لأطفال الهجرة السرية بدول غرب المتوسط»، و«هجرة القاصرين: قراءة في المواثيق والمعاهدات»، و«مخاطر تشرد القاصرين المغاربة في شوارع إسبانيا».
المائدة الثانية، التي اختار لها المنظمون موضوع «الوضعية الصعبة للأطفال في متغيراتها التربوية وأبعادها المدرسية»، مطلوب منها أن تجيب على أسئلة تتعلق بالعنف المدرسي ضد الأطفال، ودور الأجهزة الحكومية والجمعيات والمنظمات الدولية في تدابير تحسين الوضعية الصعبة للأطفال، وإعادة إدماج المنقطعين منهم عن الدراسة، ويترأس المائدة الباحث الطيب بوتبقالت.
المائدة الثالثة: التي سيترأسها الفاعل الحقوقي بوشعيب دولكيفل، ستقارب «ظاهرة أطفال الشوارع في أبعادها النفسية والاجتماعية»، بواسطة عدد من العروض الهامة، منها التجارب المصرية والجزائرية والتونسية والمغربية في معالجة مأساة أطفال الشوارع، إضافة إلى بحوث سيكولوجية سعت إلى التغلغل في نفسية ومتخيل الطفل المتشرد.
مأساة الأطفال المتخلى عنهم:
يمثل رهان المائدة الرابعة للمناظرة المتوسطية، المتعلق بمسألة «سوء معاملة الأطفال واستغلالهم وتشغيلهم غير المشروع»، قاسما مشتركا بين الباحثين الذين سيدعمون محاور هذه المائدة، برئاسة الناشطة الحقوقية خديجة رياضي. هكذا ستتم مناقشة مواضيع ساخنة من قبيل «مشكلة الأطفال المهملين في المغرب عبر معطيات ميدانية»، و«الأطفال المتخلى عنهم بين الضوابط القانونية والواقع المعيش». وكذا «الأطفال ضحايا العنف».
المائدة الخامسة، برئاسة الباحثة الجامعية سعيدة العثماني، حصرت عروضها في عنوان بارز «الحلول القانونية لظواهر الأطفال في وضعية صعبة وأبعادها الحقوقية». وتتميز مداخلاتها بالكشف عن المداخل التشريعية لحماية الطفولة، مثل: «الحماية القانونية للأطفال في وضعية صعبة وأطفال الهجرة السرية في التشريع المغربي»، و«دور حقوق الطفل في الحفاظ على الهوية»، و«حق الطفل في النفقة من خلال مدونة الأسرة».
أما المائدة السادسة والأخيرة، التي ستنعقد برئاسة الكاتب محمد بويسف الركاب، وتحت عنوان «الحلول المؤسسية ومراكز استقبال وإدماج القاصرين»، فإنها ستتميز بعرض تجارب ميدانية، إضافة إلى عروض مثل: «دور المؤسسات والبرامج الإصلاحية في إعادة إدماج القاصرين»، و«الأطفال نزلاء مؤسسات الرعاية الاجتماعية»، و«مراكز حماية الطفولة بين الدور التربوي الإصلاحي والوظيفة العقابية».
ستسفر أشغال المناظرة المتوسطية عن إصدار توصيات هامة حول واقع الطفولة وآفاق حمايتها بتوافق جماعي لكل الباحثين المشاركين. في أفق تحقيق التطلعات المرسومة للمناظرة، ومانأمله أن يتم أخذ هذه التوصيات بعين الاعتبار من قبل الجهات المسؤولة، حماية لـ(طفولتنا المعذبة).

10 دو القعدة 1430
من 19 الى 25 أكتوبر 2010

العدد 550
تاريخ الإصدار
10 دو القعدة 1430
من 19 الى 25 أكتوبر 2010
الشمال

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=272948


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :