2010-09-06, 14:04
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | الأطر العليا المعطلة عودة رمضانية | الأطر العليا المعطلة عودة رمضانية سعيد الحاجي عضو مجموعة الصمود للأطر العليا المعطلة هبة بريس : 06 - 09 - 2010 بقلم: سعيد الحاجي، عضو مجموعة الصمود للأطر العليا المعطلة في أجواء رمضانية تميزت بالحرارة المفرطة، وفي العشر الأواخر لهذا الشهر الكريم، وفي ختام العطلة الصيفية حيث يكون أكثر ما يشد الانتباه هو تلك اللقاءات الأسرية الحميمية في بيوت الأهل والأحباب لتجاذب أطراف الحديث واستحضار أجمل اللحظات في العطلة التي قضوها مجتمعين مع بعضهم البعض، وكذلك الاستمتاع باللحظات الأخيرة قبل حلول عيد الفطر الذي سيكون بمثابة الإعلان عن تفرق شمل الأسر وانطلاق كل نحو وجهته وعمله على أمل اللقاء في عطلة أو مناسبة أخرى. في خضم كل هذا شد أناس من نوع آخر الرحال إلى مدينة الرباط يوم الخميس 02 شتنبر منتزعين أنفسهم انتزاعا من تلك الأجواء الحميمية قبل الأوان من أجل بدء نضالاتهم المريرة لانتزاع حقهم العادل والمشروع في الوظيفة العمومية التي يكفلها لهم القانون. أتوا إلى مدينة الرباط وهم يستعدون لدخول سنتهم الثالثة على التوالي من الاعتصامات والمسيرات الاحتجاجية السلمية وفي ظروف لا إنسانية يتساوى فيها أعضاء المجموعة ذكورا وإناثا لا فرق بين هذا وذاك إلا أسماء تحيل على أن هذا ذكر وتلك أنثى، نفس المعاناة المادية والمعنوية تطال الجميع، وكم كان التئام شمل المجموعة معبرا عندما قاموا بإفطار رمضاني أمام قبة البرلمان في شكل نضالي أثار تعاطف كل من حضر تلك اللحظات المعبرة، أراد أعضاء مجموعة الصمود من خلال هذا الإفطار أن يبعثوا رسالة إلى المسؤولين والرأي العام مفاداها أنه في الوقت الذي يستمتع فيه الجميع بإفطار رمضاني رفقة العائلة بكل ما تحمله هذه الوجبة من قداسة ورمزية لدى المغاربة، كان معطلو مجموعة الصمود يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ولا شيء أمامهم إلا بوابة حديدية وشرطيين ولافتة نحاسية كتب عليها " البرلمان " الذي كان أعضاؤه لا يزالون في نفس الوقت منتشرين في أرض الله الواسعة يستمتعون بآخر نسمات الصيف قبل أن يبدؤوا سباتهم الشتوي الطويل داخل القبة المكيفة ويقومون بين الفينة والأخرى بإزاحة ستائر النوافذ الزجاجية لواجهة البرلمان من أجل إلقاء نظرات تختلف بين الشفقة والامتعاض من مشاهد لأشخاص تخرج من حناجرهم شعارات مبحوحة من تحت أقدام وهراوات قوات الأمن التي تستعد هي الأخرى لاستعراض عضلاتها على الأطر العليا المهدورة كرامتها على شارع محمد الخامس بالرباط. وجبة إفطار بسيطة في محتواها كانت كافية لكي يبلغ أعضاء مجموعة الصمود رسالتهم للجميع، اختزلت كل ألوان وأصناف الطعام الذي تزخر به موائد الإفطار الرمضانية في ثمرتين وكوب حليب بارد لكل معطل، هو تعبير إذن عن أن هم ملئ المعدة يأتي في مرتبة متأخرة بعد الحاجة الماسة إلى شغل يضخ القليل من الكرامة في شخص الإطار المعطل، وكم ساد جو من الحزن على الجميع وهم يتناولون تلك الوجبة في الشارع العام، إنه إحساس من نوع آخر بغربة فرضتها نوائب الدهر في هذه البلاد على شباب لم يكونوا يتوقعون أن تنتهي بهم سنوات التحصيل والتألق في قاعات الدرس بإفطار رمضاني في الشارع العام مثل أي مشردين قست عليهم ظروف من نوع آخر، صمت خيم على الجميع تزامن مع صوت أحد الأطر وهو يؤذن لصلاة المغرب، صمت كان بمثابة سخط على المسؤولين في هذه البلاد التي فرضت عليه قطع مئات الكلمترات لتذكيرهم بأن هناك فئة في هذه البلاد أصبحت لا تذوق طعم رمضان ولا عيد في ظل مستقبل بلا ملامح، في حين أن فئة من معطلي مجموعة الصمود والذين ينحدرون من مناطق بعيدة أتوا في هذا الأسبوع الرمضاني بعد أن اعتذروا لآبائهم وأمهاتهم للمرة الثانية على التوالي عن الغياب في عيد الفطر وعيد الأضحى هذه السنة أيضا، ليس لبعد المسافة فحسب ولكن لأن مصاريف السفر ذهابا وإيابا من الرباط إلى بيت الأسرة يساوي مصاريف شهر من الإقامة في الرباط، طبعا لا نقصد هنا السكن والتغذية اللائقتين وإنما الإقامة في ظروف أقل ما يقال عنها أنها لا إنسانية. هكذا إذن ارتأى أعضاء مجموعة الصمود للأطر العليا المعطلة إعلان انطلاق موسمهم النضالي، كل معطل في المجموعة جاء إلى الرباط وأمامه خياران لا ثالث لهما، إما العودة إلى الأسرة وهو يتأبط وظيفته التي يكفلها له الدستور والقوانين والمراسيم الوزارية ذات الصلة، وإما ألا يعود أبدا بعد استنزف أسرته وأصدقائه لتغطية مصاريف اعتصامات يبدو أنها لا تنتهي، واللاعودة هنا تحتمل أوجها عديدة نتمنى أن تكون الوظيفة العمومية فاصلا بين المعطل وبين التفكير فيها لأن نتائجها ستكون كارثية بدون شك وفي الأحداث الماضية نموذج للتذكر. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=240605 |
| |