الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى أصناف وقواعد وأصول التربية > التربية الصحية


التربية الصحية خاص بمواضيع الصحة المدرسية و الصحة العامة من أجل وعي صحي وثقافة صحية إيجابية ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-09-05, 15:59 رقم المشاركة : 1
ابوعمران
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية ابوعمران

 

إحصائية العضو








ابوعمران غير متواجد حالياً


new1 أخطار موانع الحمل -2



أخطار موانع الحمل -2
أخطار موانع الحمل – الحلول المقترحة-01


بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة تمهيدية:

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله.

أما بعد، فقد كنت كتبت مقالا منذ ما يزيد عن سنة، حول أخطار موانع الحمل الطبية، وكنت قد ذكرت فيه بإيجازبعض الآثار الجانبية لموانع الحمل التي تستعمل في هذا العصرقصد تنظيم النسل والمباعدة بين الولادات، خصوصا منها الموانع الطبية الحديثة (كالحبوب والحقن واللولب)، وقد سردت بإيجاز تلك الأخطار والأعراض الجانبية، وأجملها هنا في كل من أمراض القلب والشرايين، السرطانات، والنزيف والعقم، وغيرها من الأعراض الجانبية الأخرى.

وقد كنت ذكرت في نهاية المقال أنني سأخصص مقالات أخرى للتفصيل في الحكم الشرعي لاستعمال هذه الوسائل، وكذا الحلول المقترحة كبديل عن تلك السموم التي هتكت بصحة نسائنا وما تزال، نسأل الله العفو والعافية (المقال في الرابط التالي: من هنا).

وخلال هذه السنة المذكروة، كانت عندي بعض الانشغالات الخاصة، جعلتني أقوم بتأجيل الكتابة في ذلك الموضوع، راجيا أن يتيسر لي الوقت فيما بعد للكتابة المفصلة والمتعمقة، لكي أتطرق إلى بعض التفاصيل المهمة، حتى يكون الموضوع شافيا للغليل، ومغنيا عن كل بديل، ولكن كثيرا من الناس كانوا يتساءلون عن تلكم الحلول المقترحة التي أشرت في الموضوع أنني سأكتب عنها، ويطالبون بالتعجيل في طرحها وذكرها، سواء ممن قرؤوا الموضوع في بعض المنتديات والمواقع ، أو ممن أعرفهم وأخالطهم في الأوساط التي أكون فيها عادة، وهذا الأمر هو الذي جعلني أعجل بالكتابة لطرح ما تيسر من الأفكار والاقتراحات، ولو بشكل مختصر، لعل بعض الناس ينتفعون بها بإذن الله، نسأل الله في ذلك التوفيق والإخلاص.

هذه الحلول والبدائل، منها ما هو معروف عند جميع الناس وجرت العادة باستعماله، ومنها ما هو من اجتهاداتي الشخصية كمحاولة لإيجاد طرق ناجعة للقضاء على تلك الظاهرة التي تهدد صحة نسائنا في هذه الأمة المباركة، وسليمة من كل ضرر، ويمكن بها تحقيق المقصود، وقد وجدت نفسي مضطرا إلى الخوض في هذا الاجتهاد نظرا لكون جل الأطباء المسلمين في هذا الوقت خاضوا وسلكوا مسلك الغرب في ممارساتهم وأفكارهم (إلا من رحم الله)، فلا أعرف منهم من حاول إعطاء حلول سليمة وخالية من الأخطار للتعويض عن تلك المعتادة التي نجدها في كتب الطب في جميع أقطار الأرض، فالكل يعلم أن الكفار هم الذين برزوا في هذا المضمار وسيطروا على هذا المجال وغيره من المجالات العلمية المتطورة، لا من حيث الاختراع ولا من حيث التأليف ولا حتى في مجال الأبحاث والدراسات الرفيعة المستوى.

وكما هو معلوم عند جل الناس، أن تنظيم الأسرة بطريقة سليمة وخالية من الأضرار، أصبحت من الأمور والمشاكل المتعسرة، وأصبح الكل يبحث ويتساءل عن السبل والطرق الحميدة التي تغنيهم عن تعاطي نسائهم لتلك السموم والمواد، التي لم يعد يجهل خطرها إلا من رفع عنه القلم من البشر، فلا يجدون حلولا مقنعة ليطبقوها ، ولا طرق مضمونة ليسلكوها، والله المستعان.

وقد حاولت في كل من الحلول والطرق التي سأقترحها كبدائل مؤقتة عن موانع الحمل المضرة، وكذا الاستدلالات والتحليلات العلمية والمنطقية التي قدمتها لتسويغها، مراعاة توظيف واستغلال ما تزخر به شريعتنا الاسلامية الغراء من أحكام و سنن وعادات كانت من صفات نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ومن تبعه من الصحابة والتابعين رضي الله عنهم أجمعين، وأنا بذلك مستيقن أن سلوكنا لمنهجهم، واقتفاءنا لآثارهم، هو السبيل الوحيد للنجاة والتمكن من حل المعضلات العقدية والمنهجية والاجتماعية وكذا الصحية التي تفشت في زمننا هذا، فاجتمعت وتظافرت لتمثل عائقا أمام نصرة هذا الدين، وبلوغ العز والتمكين، والاستخلاف في الأرض لهذا الجيل من المسلمين. (راجع مسألة الصحابة في هذه الفقرة)

بعد هذه المقدمة، ولتفادي الإطالة، سوف أبدأ بذكر النقاط الأساسية الأخرى التي سيتكون منها هذا المقال، وبالله التوفيق:

- أول شيء سأطرحه بعد التقديم السالف، بيان الأسس التي اعتمدت عليها في اختياري لهذه الحلول، والتحليل المنطقي الذي بنيت عليه في انتقائها واعتمادها، وهو الذي سيكون موضوع هذا الجزء الاول من المقال إن شاء الله.

ثم في الجزء الثاني إن شاء الله:

- سأنتقل إلى سرد بعض المفاهيم الأولية في فيزيولوجية الدورة الشهرية عند المرأة، والتي ستكون الركيزة التي ستبنى عليها جميع الحلول، ولابد من فهمها وضبطها حتى يتأتى لمن أراد من القراء الكرام تطبيقها والعمل بها، بعد أن تتوفر فيهم بعض الشروط والضوابط الضرورية، وسنشير إليها على ضوء المفاهيم الفيزيولوجية.

- ثم سأذكر الطرق التي أقترحها، علما أنها تختلف وتتنوع حسب الميولات الفردية، والظروف الشخصية لكل متزوجين.

- ثم بعد ذلك أختم ببعض الطرق المساعدة على تخفيف الصعوبات التي قد يواجهها البعض أو يعتبرها عقبة دون العمل بتلك الحلول، هذه الاقتراحات المساعدة لا يمكن أن يلزم بها كل الناس، لكونهم لن يتمكنوا من تحقيقها جميعهم، ولكنها تبقى مطروحة لمن أراد أن يتحدى جميع الصعوبات في سبيل النجاة من الموانع المضرة، بعد توفر الظروف والشروط لذلك.

أولا - الأسس المعتمدة والتحليل المنطقي المرتكز:

1- الهدي النبوي في تنظيم النسل وتطبيق الصحابة لذلك:

كان الصحابة رضوان الله عليهم في ذلك الوقت، لا يعرفون من هذه الطرق الطبيعية المذكروة إلا طريقة العزل، لأن طريقة الحساب أو الإمساك الدروي لم تعرف إلا مؤخرا سنة 1929 م، بعد أن اكتشف نظام عمل الدورة الشهرية عند المرأة والفيزيولوجية المتعلقة بها، للتمكن من معرفة أيام الخصوبة.

وسوف نتطرق إلى مجموعة من النصوص تبين لنا الهدي الذي كان عليه أصحاب رسول الله عليه الصلاة والسلام لمنع حدوث الحمل عند نسائهم وجواريهم.

ورد في الصحيحين عن جابر رضي الله عنه: "كنا نعزل في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والقرآن ينزل" وفي صحيح مسلم قال: "كنا نعزل على عهد رسول الله فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم ينهنا ".

هذا يبين أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتخذون أسبابا شرعية للمباعدة بين الولادات أو تأخيرها، لغايات مشروعة، مع عدم إنكار الرسول عليه الصلاة والسلام وسكوته، اللذان يعتبران إقرارا لهذا الحكم الشرعي، وإثبابا لجوازه، وإن كان بعض العلماء قد ذهبوا إلى اعتباره مكروها لما فيه من الحيلولة دون إكثار سواد الأمة، وحرمان للمرأة بتفويت لذتها (انظر آداب الزفاف للشيخ الألباني – ص:60)، ولهذا اعتبره رسول الله عليه الصلاة والسلام وأدا خفيا (صحيح مسلم).

وقد جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله إن لي جارية وأنا أعزل عنها وأنا أكره أن تحمل وأنا أريد ما يريد الرجال، وإن اليهود تحدث أن العزل موءودة صغرى، قال: كذبت يهود، لو أراد الله أن يخلقه ما استطعت أن تصرفه" (رواه أصحاب السنن) . ومراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن الزوج - مع العزل - قد تفلت منه قطرة تكون سببًا للحمل وهو لا يدري، كما ذكر هذا الفقهاء رحمهم الله، وكذلك أثبته الطب الحديث، إذ إن الرجل يقذف قبل إحساسه بخروج الماء، فسبحان الله الذي أرسل إلينا رسولا لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى.

وقال عليه الصلاة والسلام في وطء الغيلة (وهو الوطء أثناء فترة الرضاعة)، في رواية حسنها الشيخ الألباني رحمه الله في صحيح الجامع : "لا تقتلوا أولادكم سرا فوالذي نفسي بيده إن الغيل ليدرك الفارس فيدعثره عن فرسه"، وذلك لما يترتب عن الحمل أثناء الرضاعة من انقطاع للحليب وحرمان للرضيع من الفوائد التي جعلها الله سبحانه وتعالى كوسيلة لحماية الأطفال من غالب الأمراض التي تهددهم في السن المبكرة، وقد اعتبر النبي عليه الصلاة والسلام هذا الحمل بمثابتة قتل سري وجناية خفية على ذلك الرضيع بسبب ذلك، إلا أنه غير محرم لما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم في قوله كما روت عائشة رضي الله عنها: "قد أردت أن أنهى عن الغيال فإذا فارس والروم يغيلون فلا يقتلون أولادهم".

أكتفي بهذا القدر في هذه الفقرة، فالكلام في هذا الباب يطول ويطول، ولمن أراد مزيدا من التفصيل فيما يخص الحكم الشرعي للعزل، فعليه بالرجوع إلى مقال شيخنا سعيد البحراوي حفظه الله: "القول الحفي في مسائل الوأد الخفي"،




2- عقيدة أهل السنة والجماعة في الأرزاق:

لقد انتشرت في هذا العصر مجموعة من الأفكار المنحرفة فيها دعوة عامة إلى منع الحمل، أو تحديده، أو تنظيمه أو ما شئت من الأسماء، على أساس أن الزيادة في النسل سوف تكون حتما على حساب توفير الطعام لأهل الأرض، وأنها تعوق بحركتها السريعة حركة التنمية البطيئة التي لا يمكن أن تتماشى معها، وقد استندوا في هذا لتنبآت أحد الملاحدة يسمى مالتس، نشرها في بحث له عام 1798م، قرر فيه أن الثروات الطبيعية والغذاء سوف ينفد من الأرض إذا تركت زيادة النسل على طبيعتها، آنذاك، في رأيه، لن يوجد على الأرض موضع لقدم ، ولن تتوفر فيها لقمة عيش.
وهذا فكر عقلاني وفلسفي إلحادي محض، يحاول هؤلاء الملاحدة الجاحدون لربوبية الله، نشره في الأرض جمعاء، وخصوصا في البلاد الإسلامية، لما علموا من قوة للأمم في كثرة السواد ، فيضعون هذ الفكر حجة لفرض تحديد التزايد في الدول الفقيرة، بحكم كونها غير قادرة على استيعاب تلك الظاهرة والقيام بمتطلباتها، فيضعون عليها قيودا اقتصادية دولية لا تزول إلا بالاستسلام لها، وتطبيق السياسات الصحية اللازمة لتحقيق ذلك الغرض.

ولكننا ولله الحمد نكفر بهذه المعتقدات الفاسدة والمنحرفة، فماذا بقي ليقال بعد كل هذه الأدلة والنصوص الشرعية التي وصلتنا في هذا الوحي الرباني الذي بلغه إلينا خير البرية، وكيف يشك المسلم في ضمان رزقه من الله سبحانه وتعالى بعدها، فدعونا أولا نسرد بعض الآيات القرآنية التي نزلت في هذا الباب:
قال تعالى: ( وكأين من دابة لا تحمل رزقها ، الله يرزقها وإياكم )
وقال سبحانه: ( وفي السماء رزقكم وما توعدون ، فورب السماء والأرض إنه لحق مثل ما أنكم تنطقون ).
وقال أيضا: ( والله يرزق من يشاء بغير حساب ) ( والله يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ).
كما قال جل في علاه: ( فابتغوا عند الله الرزق ، واعبدوه واشكروا له ).
وقال كذلك: ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ).
وقال الله سبحانه: ( وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها ، ويعلم مستقرها ومستودعها ، كل في كتاب مبين ).
وقال أيضا: ( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم ).
وفي السنة النبوية:
قال عليه الصلاة والسلام: (إنه يجمع خلق أحدكم في بطن أمه أربعين، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه الملك، فيؤمر بأربع كلمات فيقول: اكتب عمله وأجله ورزقه وشقي أم سعيد) (صحيح ابن ماجة)
وقال كذلك: (إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته) (صحيح الجامع).
وقال أيضا: (لو أنكم توكلون على الله تعالى حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا). (صحيح الجامع).
والأدلة كثيرة وكثيرة لا تكاد تحصى في هذ الباب، مما يبين أن ضمان الرزق هو جزء من العناية الإلهية الشاملة للإنسان، وهي عناية أوضحها القرآن الكريم والسنة النبوية أيما إيضاح .
وعلى أساس من هذا الضمان والعناية كانت دعوته صلى الله عليه وسلم أمته إلى التكاثر: فقال صلى الله عليه وسلم: ( تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم ).
وهذا كله في إطار الأخذ بالأسباب اللازمة، وليس أن يجلس المرء مكتوف اليدين ينتظر قدوم رزقه إليه، فلابد من بذل المجهود والمسببات، مع التوكل على الله سبحانه وتعالى، ولن يحرم الإنسان رزقه بعد ذلك أبدا.

والأخذ بالأسباب ليس دعوة عصرية أو محدثة حضارية، كما قد يظن البعض، أو يشيع المرجفون، ولكنه أصل أصيل في عقيدة المسلم، فالمسلم يؤمن بأنه سبحانه وتعالى خلق العالم بنظام وترتيب، جعلت فيه المسببات نتيجة لأسباب، ولم يخلق شيئا عبثا أو بالمصادفة، قال تعالى: ( وإن من شيء إلا عندنا خزائنه، وما ننزله إلا بقدر معلوم ) وقال كذلك: ( والله يقدر الليل والنهار ) كما قال أيضا: ( ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا في الأرض ، ولكن ينزل بقدر ما يشاء ).
فكما تلاحظون أن القرآن يفيض– وبأساليب متنوعة – بترتيب للأحكام الكونية والشرعية، والثواب والعقاب على الأسباب .

ولابد في تعامل المسلم مع سنة الله في الأخذ بالأسباب من مراعاة ضوابط معينة ثلاثة :
أولها: أن يتجنب الاعتماد عليها والثقة بها في ذاتها، فهذا يدخل في الشرك عياذا بالله بحسب درجتها.
وثانيها: ألا يترك ما أمر الله به من الأسباب، لأن هذا الترك رفض لما أتى به الله، وهو رفض قد يكون كفرا، وقد يكون ظلما، وقد يكون عصيانا، وإنما على العبد أن يفعل ما أمره الله وأن يأخذ بالأسباب، وأن يتوكل عليه سبحانه وتعالى توكل من يعتقد أن الأمر كله بمشيئته تعالى، سبق به علمه، وحكمه، وأن السبب لا يضر بنفسه، ولا ينفع بنفسه، ولا يعطي ولا يمنع ولا يقضي ولا يحكم مالم تسبق به المشيئة الإلهية.
وثالثها: أن يعتقد أن الأسباب منها ما هو أسباب ظاهرة كالحركات والأعمال والسعي والتنظيم، ومنها ما هو أسباب خفية أو باطنة: ومنها الإيمان والتصديق، ومحبة الله ورسوله، والدعاء، والتوحيد نفسه من أعظم الأسباب، بل هو أعظم الأسباب الباطنة.
وفي هذا السياق يأتي ضمان الله للرزق سببا من ضمن الأسباب الباطنة في العقيدة الإسلامية.

ومن خلال هذا كله، يمكن فهم أن تنظيم النسل في الإسلام لا يجوز أن يكون الداعي إليه هو الخوف من ضيق المعيشة أو انقطاع الرزق، أو يكون - كما يقول البعض - من الوسائل والخطط الاقتصادية في تسيير الأسرة وضمان عيشها في ظروف مادية حسنة، أو حتى يمكن توفير الحاجيات والكماليات للعدد القليل من الأبناء المكتفى بهم، ليحققوا نجاحا عظيما في حياتهم العملية والاجتماعية.
وهذا فكر خطير كما بينا سابقا، ويتناقض مع عقيدة أهل السنة والجماعة، لدرجة كونه قد يصل بصاحبه إلى الكفر والخروج من الملة. نسأل الله العفو العافية لكل المسلمين.

وسوف نقوم ببيان الأسباب الشرعية التي تجيز تنظيم النسل في الفقرة الموالية، ولقد أطلنا في هذه التأصيلات الشرعية والتذكير ببعض الأحكام، لكونها في غاية الأهمية قبل تفكير المرء في هذا التنظيم أو الوسائل الطبية المعينة عليه.

3- الأسباب الشرعية لتنظيم النسل:
لقد اختلف العلماء في حكم تنظيم النسل لاختلافهم في فهم الأحاديث المتعلقة بحكم العزل التي سبق ذكرها أعلاه في فقرة "هدي الصحابة في تنظيم النسل"، ووردت أحاديث أخرى هي عمدة الخلاف بين العلماء، ولكن منهم من قال بنسخها ومنهم من استدل بها.

من تلك الأحاديث - وقد سبق ذكره - أنه صلى الله عليه وسلم سئل عن العزل فسماه بـ " الوأد الخفي " (رواه مسلم).
لذلك اختلف العلماء إلى أقوال كثيرة، فمن رأى نسخها قال بجواز تنظيم النسل استدلالاً بالأحاديث التي تبيح العزل، وقيده بعضهم ببعض الأعذار التي تتعلق بالمرأة كالمرضع والتي لا تلد إلا بالعملية القيصرية (شق البطن). ومنهم من قال إن الأمر متعلق بالزوجة فيجب استئذانها في جميع ذلك، ومنهم من قال إن مرد ذلك كله للرجل.
وأما الذين ذهبوا بالقول إلى عدم نسخ تلك الأحاديث فقد حرموا تنظيم النسل مطلقاً وقالوا إن الله تعالى أرحم بخلقه منا، فيهب لمن يشاء ويمنع من يشاء.
وانقل إليكم من بين الفتاوى في هذا الموضوع، فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله، وإن كانت الفتاوى للعلماء كثيرة جدا، ولكن الموضوع لا يكفي لطرحها بتفصيل، فنكتفي بذكر هذه الفتوى على سبيل التمثيل لا الحصر، وهي كالتالي:

السؤال:
استعملت زوجتي وسيلة لتنظيم الحمل والنسل وذلك لكونها أرهقت بالإنجاب المتتالي كل عام لعدة أعوام، وقد عزمت أنها بعد مرور خمس سنوات تترك هذه الوسيلة، علما بأنها قد وضعت أربعة أطفال أكبرهم عنده أربع سنوات ونصف، فما هو توجيهكم؟ جزاكم الله خيراً.

الجواب: لا حرج في استعمال وسائل تنظيم النسل لدفع الضرر، ولكن أن يكون ذلك في وقت الرضاع في السنة الأولى والثانية، حتى لا يضرها الحمل المتتابع وحتى لا تمنع من التربية الشرعية لأطفالها، فإذا كانت تتضرر في الحمل على الحمل، بتربية الأولاد أو صحتها فلا حرج في هذا التنظيم في حدود السنة والسنتين أيام الرضاع، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحث على كثرة النسل، ويباهي بأمته الأمم يوم القيامة بقوله صلى الله عليه وسلم: ((تزوجوا الولود الودود فإني مكاثر بكم الأمم)).(من فتاوى نور على الدرب – انظر موقع الشيخ ابن باز رحمه الله: من هنا )

ومن خلال ما رجحه المحققون، يتبين أنه - والله أعلم- لا مانع إن شاء الله تعالى من تنظيم النسل، إذا كان لسبب من الأسباب التالية:
- لمن أراد أن يتم الرضاعة لسنتين مثلا.
- إن نصح طبيب مسلم بتحديد مدة تمنع المرأة أن تحمل خلالها لسبب من الأسباب الشرعية، كمن لا تلد إلا بالعملية القيصرية.
والعمدة في ذلك قوة الأدلة التي تبيح العزل ولفعل الصحابة الكرام ذلك .. وبه أفتى الصحابة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم لما ذكر أنه جلس إلى عمر، علي، والزبير وسعد رضي الله عنهم في نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فتذاكروا العزل فقالوا: لا بأس به، فقال رجل: إنهم يزعمون أنها الموءودة الصغرى، فقال علي رضي الله عنه: ( لا تكون موءودة حتى تمر عليها التارات السبع حتى تكون من سلالة من طين؛ ثم تكون نطفة؛ ثم تكون علقة؛ ثم تكون مضغة؛ ثم تكون عظاماً؛ ثم تكون لحماً؛ ثم تكون خلقاً آخر )، فقال عمر رضي الله عنه : ( صدقت أطال الله بقاءك ) . [رواه أبو يعلى وغيره] ولما أن جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إن لي جارية وأنا أعزل عنها وأنا أكره أن تحمل وأنا أريد ما يريد الرجل -أي يريد لذة الجماع ولا يريد منها الولد - وإن اليهود تحدث أن العزل الموءودة الصغرى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( كذبت يهود، لو أراد الله أن يخلقه ما استطعتَ أن تصرفه )) ، وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم : (( إن ذلك لا يمنع شيئاً أراده الله ))، فجاء الرجل نفسه مرة ثانية فقال: يا رسول الله، إن الجارية التي كنت ذكرتها لك حملت فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنا عبد الله ورسوله ) . [رواه مسلم].


4- الوسائل الطبيعية المعروفة لتنظيم الأسرة:
يلزم معرفة أن استعمال الوسائل الطبيعية الخالية من الأضرار الصحية - وقد كان هذا هو الحل الوحيد منذ زمن طويل- لا تضمن بنسبة عالية منع حدوث الحمل، خصوصا إذا استعملت منها واحدة فقط دون الأخريات ( أي بشكل متفرق).

هذه الوسائل تسمى "بالوسائل الطبيعية لتنظيم الأسرة" (Méthodes Naturelles de Planification Familiale)، وتشمل كل الوسائل الطبيعية الغير مضرة، والممكنة من منع التقاء الحيوان المنوي مع البويضة داخل الخرطوم (أو قناة فالوب) لحدوث الحمل، وذلك خلال فترة الخصوبة التي تدوم أياما بعد الإباضة.

- هذه الوسائل هي كالآتي:
* الحساب الدروي(Abstinence Périodique) : ويتجلى في امتناع الزوجين عن الجماع خلال مجموعة من الأيام (سنشير إليها لاحقا)، يخشى فيها أن يتم التقاء الحيوان المنوي مع البويضة.
* العزل (Retrait ou Coït Interrompu): وهو مقاطعة الجماع وقذف الرجل لمائه خارج مهبل المرأة قبل الإنزال، وذلك في مجموعة الأيام نفسها التي ذكرنا سالفا.
* العازل الطبي Préservatifs Masculins) ونذكره هنا وإن كان لا يدخل في الحقيقة في الوسائل الطبيعية، لكونه اصطناعيا، ولكن لخلوه من الأضرار، ولأنه يحقق الغاية نفسها التي ترجى من الوسائل الطبيعية، أدرجته معها كوسيلة خالية من أي خطر يذكر، ويعتمد على وضع غشاء لاصق يشبه الجورب حول قضيب الرجل، مما يمنع دخول المني إلى مهبل المرأة.

- هذه الوسائل لها مجموعة من الإيجابيات والسلبيات كوسائل لتنظيم النسل، وسوف نذكرها هنا بإيجاز حتى تتم الفائدة، ويتوضح الأمر أكثر:
*الإيجابيات:
- غياب الآثار الجانبية الطبية عند استعمالها.
- عدم تأثر خصوبة المرأة بسببها، وقدرتها على العودة إلى الإنجاب وقتما شاءت.
- كونها مجانية ومتوفرة في أي وقت، ولا تحتاج إلى تكلف للقيام بها.
- تمكن مستعمليها من معرفة وضبط الفيزيولوجية الطبيعية للإنجاب عند المرأة.
- تحسن العلاقة بين الزوجين بشكل كبير.

*السلبيات:
- ارتفاع نسبة الفشل عند استعمالها بالشكل العادي (خصوصا إذا كانت مفردة).
- تحتاج إلى همة عالية من كلا الزوجين، وإلى توفرهم على مستوى دراسي مقبول، حتى يتمكنوا من تبنيها كطريقة لتنظيم النسل.
- تحتاج إلى تعاون وتفاهم كبيرين بين الزوجين، وهذا لا يتوفر دائما في كل الأزواج.
- كونها تفرض امتناع الأزواج عن ممارسة الجماع مدة طويلة في كل شهر.
- عدم إمكانية تطبيقها عند جميع الأزواج، لصعوبة تحديد يوم الإباضة عند جميع النساء (مثلا عند غياب انتظام الدورة الشهرية)، أو بسبب اقتراب سن اليأس ( لعدم انتظام الحيض عندهن)، أو بسبب الرضاعة.

5- ما الجديد في استعمال هذه الوسائل؟
كما يتبين لكم من خلال ما ذكرته أعلاه، فهذه الوسائل لا يمكن اعتمادها لتنظيم النسل بشكل عام ورسمي موسع، نظرا لكونها ذات سلبيات كثيرة، ولا تضمن للزوجين الإتخاذ بالأسباب الكافية لتأخير حدوث الحمل عند المرأة لسبب من الأسباب الشرعية (كإكمال مدة الرضاعة لأحد الأطفال، أو كون المرأة مريضة مرضا يجعلها غير قادرة على مقاربة الولادات وغير ذلك من الأسباب).
ولكن الجديد الذي ظهر لي كخطوة قد تمنح آفاقا جديدة في هذا المجال هو الجمع بين أكثر من طريقة، وتقسيمها على الدورة الشهرية، ثم زيادة الاحتياط في اعتبار الأيام التي يجب الامتناع فيها عن الجماع، كل هذا حتى لا يكون هناك نوع من الملل، وفي الوقت نفسه لزيادة الخفض في نسبة الفشل التي توجد عند استعمال أحد هذه الوسائل الطبيعية.
وسوف نفصل في كل أمر من هذه الأمور في الوقت المناسب في إطار هذا المقال، ونذكر الوسائل والطرق اللازمة لذلك.

نكتفي بهذا القدر في هذا الجزء الأول من المقال، على أساس أن تتمة المقال ستكون في الجزء الثاني إن شاء الله، وإليكم المحاور المتبقية التي سنتطرق إليها إن شاء الله في الجزء الموالي:

ثانيا - مفاهيم أولية في فيزيولوجية الدروة الشهرية عند المرأة

ثالثا - الطرق المقترحة أو البديلة

رابعا - وسيلة عملية لتجاوز الصعوبات







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=240075
التوقيع

لآ يتواضع إلا كبير ولآ يتكبر إلا صغير
==================
من وجـد الله فمـاذا فـقـد ...ومن فـقـد الله فمـاذا وجد
------
(انا رجلا لا انحنى لالتقط شيئا سقط من نظرى)


    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
-2 , أخطار , موانع , الخلل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 10:50 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd