عدد الأخطاء خلال الاستظهار : 0
عدد الأخطاء خلال المراجــعة : 3
القواعد الترتيلية
تضمنت السورة العديد من القواعد الترتيلية و أشير هنا إلى البعض منها :
أتيك : الإمالة
وجوه : إدغام ناقص بغنة
يومئذ : إظهار نون التنوين
عاملة : إدغام ناقص بغنة
نارا : إظهار نون التنوين
تسقى : الإمالة
من : إخفاء النون الساكنة
من جوع : إخفاء النون الساكنة
وجوه : إدغام ناقص بغنة
يومئذ : إدغام ناقص بغنة
جنة : الغنة في النون المشددة + إظهار نون التنوين
عين : إخفاء النون الساكنة
سرر : إدغام ناقص بغنة
مبثوثة : قلقلة الباء الساكنة
السماء : المد
إنما : الغنة في النون المشددة + المد
تولى : الإمالة
ثم : الغنة في الميم المشددة
معاني سورة الغاشية
[1 - 16] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}
يذكر تعالى أحوال يوم القيامة وما فيها من الأهوالالطامة، وأنها تغشى الخلائق بشدائدها، فيجازون بأعمالهم، ويتميزون[إلى] فريقين: فريقًا في الجنة، وفريقًا في السعير.
فأخبر عن وصف كلا الفريقين، فقال في [وصف] أهلالنار: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ}أي: يوم القيامة {خَاشِعَة}منالذل، والفضيحة والخزي.
{عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ}أي: تاعبة في العذاب، تجر على وجوهها، وتغشى وجوههم النار.
ويحتمل أن المراد [بقوله:] {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ}في الدنيا لكونهم في الدنيا أهل عبادات وعمل، ولكنه لما عدم شرطه وهوالإيمان، صار يوم القيامة هباء منثورا، وهذا الاحتمال وإن كان صحيحًا منحيث المعنى، فلا يدل عليه سياق الكلام، بل الصواب المقطوع به هو الاحتمالالأول، لأنه قيده بالظرف، وهو يوم القيامة، ولأن المقصود هنا بيان وصف أهلالنار عمومًا، وذلك الاحتمال جزء قليل من أهل النار بالنسبة إلى أهلها؛ولأن الكلام في بيان حال الناس عند غشيان الغاشية، فليس فيه تعرض لأحوالهمفي الدنيا.
وقوله: {تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً}أي: شديدًا حرها، تحيط بهم من كل مكان، {تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ}أي: حارة شديدة الحرارة {وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ}فهذا شرابهم.
وأما طعامهم فـ {لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ}وذلك أن المقصود من الطعام أحد أمرين: إما أن يسد جوع صاحبه ويزيل عنهألمه، وإما أن يسمن بدنه من الهزال، وهذا الطعام ليس فيه شيء من هذينالأمرين، بل هو طعام في غاية المرارة والنتن والخسة نسأل الله العافية.
وأما أهل الخير، فوجوههم يوم القيامة {نَاعِمَةٌ}أي: قد جرت عليهم نضرة النعيم، فنضرت أبدانهم، واستنارت وجوههم، وسرواغاية السرور.
{لِسَعْيِهَا}الذي قدمته في الدنيا من الأعمالالصالحة، والإحسان إلى عباد الله، {رَاضِيَةٍ}إذ وجدت ثوابه مدخرًامضاعفًا، فحمدت عقباه، وحصل لها كل ما تتمناه، وذلك أنها {فِي جَنَّةٍ}جامعة لأنواع النعيم كلها، {عَالِيَةٍ}في محلها ومنازلها، فمحلهافي أعلى عليين، ومنازلها مساكن عالية، لها غرف ومن فوق الغرف غرف مبنيةيشرفون منها على ما أعد الله لهم من الكرامة.
{قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ}أي: كثيرة الفواكهاللذيذة، المثمرة بالثمار الحسنة، السهلة التناول، بحيث ينالونها على أي:حال كانوا، لا يحتاجون أن يصعدوا شجرة، أو يستعصي عليهم منها ثمرة.
{لَا تَسْمَعُ فِيهَا}أي: الجنة {لَاغِيَةً}أي: كلمة لغو وباطل، فضلًا عن الكلامالمحرم، بل كلامهم كلام حسن [نافع] مشتمل على ذكر الله تعالى، وذكرنعمه المتواترة عليهم، و[على] الآداب المستحسنةبين المتعاشرين، الذييسر القلوب، ويشرح الصدور.
{فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ}وهذا اسم جنس أي: فيها العيون الجارية التي يفجرونها ويصرفونها كيف شاءوا، وأنى أرادوا.
{فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ}و " السرر " جمع " سرير " وهي المجالس المرتفعة في ذاتها، وبما عليها من الفرش اللينة الوطيئة.
{وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ}أي: أوان ممتلئة منأنواع الأشربة اللذيذة، قد وضعت بين أيديهم، وأعدت لهم، وصارت تحت طلبهمواختيارهم، يطوف بها عليهم الولدان المخلدون.
{وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ}أي: وسائد منالحرير والاستبرق وغيرهما مما لا يعلمه إلا الله، قد صفت للجلوس والاتكاءعليها، وقد أريحوا عن أن يضعوها، و يصفوها بأنفسهم.
{وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ}والزرابي [هي:] البسط الحسان، مبثوثة أي: مملوءة بها مجالسهم من كل جانب.
[17 - 26]{أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم}
يقول تعالى حثًا للذين لا يصدقون الرسول ـ صلى اللهعليه وسلم ـ ولغيرهم من الناس، أن يتفكروا في مخلوقات الله الدالة علىتوحيده: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَت}أي: [ألا] ينظرون إلى خلقها البديع، وكيف سخرها الله للعباد، وذللها لمنافعهم الكثيرة التي يضطرون إليها.
{وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَت}بهيئة باهرة، حصل بها استقرار الأرضوثباتها عن الاضطراب، وأودع فيها من المنافع [الجليلة] ما أودع.
{وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَت}أي: مدت مدًا واسعًا، وسهلت غاية التسهيل، ليستقر الخلائقعلى ظهرها،ويتمكنوا من حرثها وغراسها، والبنيان فيها، وسلوك الطرق الموصلةإلى أنواعالمقاصد فيها.
واعلم أن تسطيحها لا ينافي أنها كرة مستديرة، قدأحاطت الأفلاك فيها من جميع جوانبها، كما دل على ذلك النقل والعقل والحسوالمشاهدة، كما هو مذكور معروف عند أكثرالناس، خصوصًا في هذه الأزمنة،التي وقف الناس على أكثر أرجائها بما أعطاهم الله من الأسباب المقربةللبعيد، فإن التسطيح إنما ينافي كروية الجسم الصغير جدًا، الذي لو سطح لميبق له استدارة تذكر.
وأما جسم الأرض الذي هو في غاية الكبر والسعة، فيكون كرويًا مسطحًا، ولا يتنافى الأمران، كما يعرف ذلك أرباب الخبرة.
{فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ}أي: ذكر الناس وعظهم، وأنذرهم وبشرهم، فإنك مبعوث لدعوة الخلق إلى اللهوتذكيرهم، ولم تبعث مسيطرًا عليهم، مسلطًا موكلًا بأعمالهم، فإذا قمت بماعليك، فلا عليك بعد ذلك لوم، كقوله تعالى: {وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ}.
وقوله: {إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ}أي: لكن من تولى عن الطاعة وكفر بالله {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الْأَكْبَرَ}أي: الشديد الدائم، {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُم}أي: رجوع الخليقةوجمعهم في يوم القيامة.
{ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُم}فنحاسبهم على ما عملوا من خير وشر