موضوع مهر الفتاة موضوع شائك ومتشعب ...
لو سالتموني هذا السؤال منذ 25سنة لأجبتكم بدون تردد ولا وجل: المرأة ليست بضاعة فهي لا تباع ولا تشترى، يكفي أن تجد الرجل المحب الوفي كي تنعم في سعادة دائمة...
ولكن الموضوع ليس بهذه البساطة، فانطلاقا من تجربتي الشخصية وتجربة أخواتي وبعض الصديقات اللواتي عرفتهن في مسار حياتي، تعلمت أشياء كثيرة من مدرسة الحياة، كنا قبل هذا التاريخ مشبعين بالأفكار التقدمية ومعرضين عن الأفكار المتوارثة البالية، هذه الأفكار التي كنا نقرأ عنها في الكتب والروايات والأشعار والتيارات الفكرية والفلسفية وطبعا من الأفلام الرومانسية وحتى في المدارس ، كنا نستهزئ بالتقاليد والعادات بما فيها الأعراس والاحتفالات التي تكبل الخطيبين وتعوق ارتباطهما...طبعا لم يكن الجميع مقتنعا بهذه الأفكار ولكنني كنت أنا واحدة من اللواتي ضربنا عرض الحائط بالمتوارث بما فيها المهر والعرس والبهرجة...من حسن حظي أنني وجدت شخصا مؤمنا بهذه الأفكارومتشبعا بها، ولكن وجدت مشكلا عويصا مع الأهل والمجتمع، وعانيت كثيرا ، فمن قائل : إن أبي أراد أن يتخلص مني بأي ثمن لأن له بنات عديدات، وهناك من قال إنني ربما أخفي سرا أو فضيحة، أما النظرات الاستخفافية والساخرة فحدث ولا حرج...لم أعر أحدا اهتماما وتزوجنا...ولكن أثر ذلك لم ينمح لحد الآن. انا أنتمي لوسط تقليدي فقير نسبيا، هذا الوسط الذي لا يرفع هامته عاليا إلا عندما يزوج البنت ويحتفل بها أمام الأهل والجيران، وطبعا أغلب المصاريف من عند الزوج بما فيها المهر...!!!

ورد في حديث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( خير النساء أيسرهن مهورًا )