17 أغسطس 2010


نجد على الورقة التقديمية التي ترافق كل علبة دواء مجموعة من الملاحظات والإشارات بخصوص الدواء الذي يكون بين أيدينا،لكن هناك ملاحظة جد هامة ،ويمكن إعتبارها جد خطيرة في آن واحد إذا تم إغفالها .
لكن للأسف لا يتم إعطاء العناية الكافية والإهتمام الكامل لهذه الملاحظة من طرف مستهلكي الدواء وكذا من طرف المسؤولين،ولا يمكن تبرير عدم إهتمام الطرف الأخير بهذه النقطة يعد سهوا ،ولكن يمكن إدخالها في خانة كم حاجة قضيناها بتركها.
الملاحظة البسيطة والخطيرة في نفس الوقت التي نجدها في وصفات الأدوية التي نتناولها ،هي تلك المتعلقة بضرورة الحفاظ على الدواء في أماكن تقل درجة حرارتها عن قياس معين ،وفي غالب الأحيان لا يتجاوز 35 درجة.
الشركات التي قامت بتصنيع تلك الأدوية واعية كل الوعي بأهمية هذه الملاحظة والإشارة الذهبية لأن من شأن وجود الدواء في درجة حرارة معينة أن يحدث خللا في تكوينه من خلال تفاعلات وبالتالي سيفقد خاصياته وأهميته وربما ومما لا شك فيه سيصبح خطيرا على صحة المريض المستهلك وبالتالي سيصبح الدواء داء.
في المغرب يعرف الجميع أن درجات الحرارة خلال فصل الصيف وكذا في باقي الفصول في العديد من المناطق تتجاوز درجة الحرارة 40 درجة في الظل أي حتى داخل الصيدليات ،ناهيك عن الطرق والظروف التي يتم بها نقل الأدوية من طرف الشركات ، سيما في حالة الإستعجال حيث يتم إستعمال الدراجات النارية وفي الطريق إلى الصيدليات تطال تلك الأدوية التي تكون داخل صندوق كارتوني حرارة الجو ويحدث ما يحدث.
نفس الشيء بالنسبة للرطوبة يكون انعكاسها خطيرا على العديد من الأدوية ،ونجد العديد من المدن المغربية الشاطئية كالصويرة مثلا توجد بها نسبة رطوبة جد مرتفعة طيلة فترات السنة.
إن إثارة هذا الموضوع يستدعي فتح نقاش وحوار وطني من طرف الجهات المختصة وعلى رأسها وزارة الصحة وهيئات الصيادلة والأطباء وشركات الأدوية وجمعيات حماية المستهلك وكل المختصين ،من أجل إيجاد الحلول المناسبة والظروف الملائمة لكي يصل الدواء للمريض المستهلك في ظروف سليمة .
عبد الكريم سدراتي.