2010-08-21, 10:32
|
رقم المشاركة : 1 |
 إحصائية
العضو | | | 
|  المغرب يرسل عشرات الأئمة إلى أوروبا لدعم النموذج المغربي للتدين
|  |
جدل حول مستواهم وأدائهم
أرسل المغرب في رمضان الحالي عشرات الأئمة والوعاظ إلى العديد من الدول الأوروبية من أجل التأطير الديني لأفراد الجاليات المغربية بالخارج، وتحصينها من جميع الاختراقات والتيارات المتشددة التي تنشط خاصة في رمضان هناك.
وتتحدث بعض الجهات عن سلبيات كبيرة لهذه التجربة، من قبيل ضعف في التكوين العلمي لهؤلاء الأئمة، الشيء الذي يعني عدم استفادة الجاليات منهم في رمضان.
لكن مراقبين مختصين في الشأن الديني يرون أنها سلبيات إن صح حدوثها يمكن تجاوزها، في حين أن آخرين ينفون وجود أي ضعف علمي للأئمة والوعاظ.
وجدير بالذكر أن وزارة الأوقاف المغربية دأبت في كل شهر رمضان على إرسال عدد من الأئمة والقراء إلى بلدان أوروبية، خاصة بلجيكا وفرنسا وهولندا وإسبانيا وألمانيا، بهدف خلق ودعم ما يسمى بالنموذج المغربي للتدين.
عودة للأعلى
النموذج المغربي للتدين
وأفاد الدكتور رشيد مقتدر، الباحث المختص في الشأن الديني بالمغرب، أن مجموعة من الأئمة والمشفعين والقراء والمؤطرين الدينيين يتم إرسالهم في شهر رمضان من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج.
وأشار مقتدر إلى أن هذه العملية تحسب أساساً ضمن مجال عمل الوزارة الوصية بتنسيق مع المجلس العلمي الأعلى على صعيد عملية اختيار من له الأهلية الشرعية والعلمية.
ويرى الباحث أن أهمية إرسال هذه الفئة من القيمين الدينيين تنبع من اعتبارات موضوعية، فحجم الجالية المغربية المقيمة بالخارج الذي يعد بالملايين يجعل من الفاعلين الدينيين في المغرب يدركون أهمية الاهتمام بهذه الفئة وأخذ احتياجاتها التعبدية بعين الاعتبار وفقاً للنموذج المغربي في التدين.
ويتابع: تسعى السياسة الدينية بالمغرب إلى تحصين الهوية المغربية الممثلة في العقيدة الأشعرية والمذهب المالكي والتصوف السني داخل المغرب وخارجه، لأن الدولة وعت بأن تحصين الذات بالداخل يلزم أن يواكبها تحصين للمغاربة المقيمين في الخارج، وهو ما يفسر إحداث المجلس العلمي لأوربا والمجلس الأعلى للجالية وغيرهما.
وأضاف مقتدر أن إرسال الأئمة المغاربة إلى أوروبا يأخذ بعين الاعتبار منافسة التيارات الإسلامية المتشددة والجهادية التي تنشط بشكل كبير خلال شهر رمضان، مما يستدعي الحد من استراتيجياتها في التعبئة والاستقطاب التي قد تهدد الأمن الروحي للمغرب.
عودة للأعلى
خطوة موفقة
من جهته، يرى محمد العمراوي، واعظ وخريج مركز تكوين الأئمة والمرشدات بالرباط، أن الجالية المغربية في الخارج وخصوصاً في أوروبا تحتاج إلى التأطير الديني في رمضان وحتى في غير رمضان أيضاً.
وأشاد العمراوي بخطوة إرسال الأئمة والوعاظ إلى أوروبا في شهر رمضان، ووصفها بخطوة موفقة، بالرغم من أن عدد المؤطرين الدينيين غير كافٍ مقارنة مع العدد الكبير لأفراد الجالية في بلدان أوروبا.
وقال العمراوي إن أعضاء الجاليات القاطنة بالخارج هم مغاربة لهم علينا حق في تفقيههم في دينهم وربطهم بوطنهم المغرب، والمحافظة على تدينهم وفق الثوابت والهوية المغربية.
وأضاف المتحدث أن هذه الجاليات في حاجة ماسة إلى علماء ووعاظ متمكنين من علوم الشريعة الإسلامية السمحة، ليدلوا المهاجرين المغاربة في أوربا والعالم على طريق الله تعالى في وسطية واعتدال.
عودة للأعلى
مساوئ وتطلعات
لكن هذه التجربة المغربية، بإرسال وفود الأئمة والوعاظ الدينيين إلى أفراد الجاليات المغربية في أوروبا، لا يراها البعض بعين القبول والرضا، حيث عبرت جهات عدة خاصة من بعض المغاربة المقيمين بالخارج عن شكواهم من ضعف في التكوين العلمي لبعض هؤلاء الأئمة، ومن سوء تصرفاتهم هناك.
وكشف مصدر مطلع من أحد المجالس العلمية التابعة لوزارة الأوقاف المغربية، فضل عدم ذكر اسمه، أن غالبية الأئمة الذين يسافرون إلى أوروبا لتأطير الجاليات هناك لا يمتلكون دراية في الدعوة، ويتحدثون في مواضيع بعيدة كل البعد عن هموم وقضايا الجالية.
وزاد المصدر بأن إرسال الأئمة يكون أحياناً بناء على الواسطة والعلاقات الشخصية وليس اعتماداً على الكفاءات العلمية، الأمر الذي ينذر بأن يكون مصير هذه التجربة هو الفشل إذا لم ترجع الأمور إلى نصابها.
ويعلق الدكتور مقتدر على هذه الاتهامات بأن قضية ضعف تكوين بعض الأئمة والوعاظ تُطرح باستمرار، وهو ما تسعى الوزارة الوصية لتجاوزه عبر اختيار من له الأهلية العلمية.
واسترسل المتحدث: نفس الشيء بالنسبة لبعض الأئمة الذين يستغلون مقامهم في أوربا للقيام بالتسول، وهي مسألة تسيء إلى صورة المغاربة وهويتهم وانتمائهم، ورغم ذلك فمسألة "السعاية" لا ترتبط بالمغاربة المقيمين في أوربا، بل يقوم بها وعاظ ومرشدون من دول أخرى، على حد تعبير مقتدر.
وخلص الباحث إلى أن القضاء على هذه السلبيات مسألة ذات أولوية للحفاظ على النموذج المغربي داخل أوربا، مشيراً إلى أن ضرورة تنسيق مؤسسة الحسن الثاني مع وزارة الأوقاف والمجلس العلمي لأوربا والمجلس الأعلى للجالية مسألة أساسية للحد من هذه الاختلالات.
عودة للأعلى
مستوى رفيع
بالمقابل، ينفي العمراوي الاتهامات التي يتداولها بعض أبناء الجالية المغربية في أوروبا كون الأئمة الذين يذهبون لتأطيرهم دينياً في رمضان لا يملكون حظاً وافراً من العلم الشرعي.
وعلل نفيه بأنه حسب ما يعرفه، فإن مستوى هؤلاء الوعاظ والأئمة الذين يسافرون إلى أوروبا في رمضان يحظون بمستوى رفيع ودراية طيبة بالعلم الشرعي، ويتم اختيارهم حسب كفاءاتهم العلمية في حفظ القرآن وفهم الشريعة.
وأكد أن العكس هو الذي يحصل، حيث إن بعض المساجد في مدن مغربية عدة أضحت تشكو من فراغها من الأئمة الذين كانوا يلقون فيها الدروس والمواعظ بسبب سفرهم إلى البلاد الأوروبية لأداء صلاة التراويح بأفراد الجاليات هناك.
وخلص العمراوي إلى أن الجاليات المغربية في أوروبا تنال الفرصة الأكبر في الاستفادة من خدمات أجود الأئمة والوعاظ الذين تشهد لهم المساجد والمنابر بذلك في المغرب.
- حسن الأشرف العربية
عن موقع هبة بريس
|
: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=224672 | التوقيع | | 
| |
|
|  |
فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ :
مسابقة استوقفتني آية
|
ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج
