تكثر في أيام الصيف حفلات الأعراس ، وهي ظاهرة محمودة تتماشى والسنة الإلهية في عمارة الأرض وحفظ العرض ...إلا أن الملفت للنظر أن هذه المناسبات أصبحت مصدر إزعاج كبير لما أضحى يصاحبها من ظواهر على مستوى السلوك الفردي والجماعي . فهي أولا مناسبة للتباهي المبالغ فيه على مستوى الإنفاق سواء في المأكولات ، أو الهدايا أو التجهيزات ...إلخ .
وهي ثانيا مناسبة لإشاعة بعض أشكال الفحش والانحلال الخلقي .
ثم هي بعد ذلك مصدر إزعاج كبير لما أصبح من "مستلزماتها "في عرف أغلب الناس :أعني ما يعرف بالأجواق التي يوكل إليها أمر تنشيط الحفل .
وهي رابعا لاتكاد تستغني عن الفضاءات المفتوحة ، ولو كان الأمر مجرد زقاق أو ساحة عامة ، أو منفرجا بين الأزقة ...إلخ .
أضف إلى ذلك كله ما تتسبب فيه من خلل وفوضى عارمة على مستوى السير في الطرقات العامة بأفواج من السيارات التي لا تراعي قانون السير ...
على أن أقبح ما يميز حفلات أعراسنا هو هذا الصخب المجنون الذي يبدأ من بدايات المساء ولا يهدأ إلا مع بزوغ شمس اليوم الموالي ، بدون مراعاة لحق الآخرين في الراحة والنوم استعدادا لكد اليوم الموالي ...! والغريب العجيب أنه سهر خاص بالنساء . أما المدعوون من الرجال فحصتهم تقع عادة بين صلاتي الظهر والعصر ...!
موضوعنا المطروح للنقاش ، هو ما السبيل إلى رد الاعتبار لأعراسنا ، وقيمنا ، ومواطنينا إزاء هذه الفوضى ؟
ما دور المربين من آباء وعلماء ؟ ما دور جمعيات المجتمع المدني ؟ ما دور السلطات في حماية أمن المواطنين وحقوقهم ؟
هل من ضوبط قانونية ملزمة لإنجاز الأعراس ؟

كل ماتجاوز حده انقلب إلى ضده٠٠ أشاطرك أخي الرأي في مسألة الإخلال بالنظام العام٠٠ إذ أن حريتي تنتهي عند بداية حرية الآخر٠٠ ببعض البلدان قد تدفع دعيرة ابتداء من الساعة العاشرة ليلا لما يسمى tapage nocturne
دمت بالجوار يا صاح٠

من المؤسف أن يسبقنا هؤلاء القوم إلى كل فضيلةبالرغم من كون ديننا حافلا برعاية حقوق الجار.
لكن في ظل سيطرة الأمية المؤطرة والموجهة لابد من وقوع أمثال هذه الكوارث.تقبل الله صيامك عازف الليل الماهر.