لقد أجرت اللجنة الاقليمية بنيابة أكادير سلسلة من جولات التفاوض بحضور النقابات الخمس الأكثر تمثيلية.انطلقت هذه الجولات التفاوضية في أواسط شهر يونيو تحت شعار رأب الصدع والخروج بمشروع تدبير للحركة المحلية 09/2010 يحصل على اجماع كافة الأطراف المتفاوضة.
إن أول ملاحظة يمكن الاشارة إليها في هذا السياق هو أن جميع الأطراف المتصارعة قد توصلت الى أن التفاوض هو المخرج النهائي نحو الاستقرار وهو الكفيل بوضع حد لكل أشكال التوتر والاحتقان التي عرفتها الساحة العليمية بجهة سوس ماسة درعة .
إذا كنا نعتقد أن العملية التفاوضية هي عملية تراكمية منطقية كل جولة منها يجب أن تحقق أهدافا جزئية على درب تحقيق الهدف العام الذي هو حركة شفافة ونزيهة تضمن فيها حقوق الشغيلة التعليمية بدون تحيز أو حيف.إدا كانت هذه هي قناعتنا فإنه يمكن الجزم أن الجولات السابقة للتفاوض لم تحقق أدنى تقدم حيث مازالت القضايا الخلافية عالقة ولا تبدو في الأفق المنظور أية بوادر لحلحلتها على الأقل حتى حدود كتابة هذه السطور.
من هذا المنطلق فإن هناك مجموعة من الأسئلة الملحة التي تطرح نفسها علينا كمتتبعين لتطورات ملف الحركة بهدا الاقليم.لماذا انسد الأفق أمام ملف الحركة؟ لماذا هذا التصلب في المواقف من طرف المتفاوضين؟وهل من يباشر عملية التفاوض هو الطرف الوحيد في هذا الملف الشائك والمعقد؟ ألا توجد أطراف خفية في لها تأثيرها على الملف؟و أخيرا ما هو الوضع التفاوضي للأطراف المتصارعة؟
وحتى نضع الجميع في الصورة خاصة من لا يقطن بأكادير سنبدأ بهذه الجواب على هذه الأسئلة البسيطة:
من يتفاوض داخل اللجنة الاقليمية بأكادير ؟
الجواب هو الادارة ممثلة فيشخص النائب الاقليمي لأكادير ونائب شتوكة بصفة ملاحظ؟ وبعض المساعدين و ممثل عن الاكاديمية وللعلم فهو معلم مكلف.هذا هو الطاقم الاداري الذي سهر على المفاوضات.ملاحظة أولى هذه تشكلة غريبة لاتستند الى أي إطار قانوني .فمن حق النائب الاقليمي لأكادير أن يترأس جلسات اللجنة الاقليمية لكن ليس من حق نائب أن يحضر الجلسات وعندما يسأل عن طبيعة حضوره يقول بأنه يحضر بصفة ملاحظ وهذا هو العجب لأول مرة أسمع شخصيا على أن نائب يبدي ملاحظات على نائب آخر .فنائبنا الاقليمي بأكادير تم الحجر عليه من طرف نائب أكثر حنكة و كفاءة هو نائب شتوكة أيت بها الدائع الصيت والسمعة الذي انتهت بعض فضائحه الى صفحات الويب.
أما عن المتفاوضين من الأطراف النقابية فنجد التمثيلية النقابية لخمس نقابات و هي :cdt/fdt/ugtm/ntm وهذه مجتمعة تطلق على نفسها التنسيقية الرباعية وفي الطرف الآخر من طاولة التفاوض نجد الجامعة الوطنية للتعليم و حليفها تنسيقية أساتذة العالم القروي.
حول ماذا تتفاوض هذه الأطراف داخل اللجنة الاقليمية ؟
هذا السؤال ضمنا على الحديث حول القضية التفاوضية التي هي موضوع النزاع بين النقابات الاربع من جهة والجامعة الوطنية للتعليم .وليكن في علم الجميع أن التفاوض يتم حول موضوع الحركة المحلية 09/2010 التي صدر في حقها قرار وزاري بالالغاء لما اعترها من خروقات واختلالات.ففي الوقت الذي تصر فيه النقابات الاربع على تنفيد نتائج الحركة الملغية ثم البث في الطعون انصافا للمتضررين على حد تعبير بيان النقابات الاربع,نجد الجامعة الوطنية للتعليم
مدعومة بتنسيقية العالم القروي تلح على ضرورة إعادة الحركة وفق معايير الاستحقاق ضمانا لمبدأ تكافؤ الفرص بين سائر الأساتذة والاستاذات.
أما عندما نسأل عن الأهداف الحقيقية لكل طرف من الأطراف المتفاوضة فإن لكل منها أجندة عمله المعلنة والخفية والتي تحضر فيها بالضرورة الحسابات السياسية للنقابات الحزبية وتغيب فيها المصالح الحقيقية لرجال ونساء التعليم.