2010-07-21, 22:49
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | موسى وفرعون : الحق والضلال |
كلما قرأت هذه الآية الكريمة من سورة القصص ، والتي يقول فيها الحق سبحانه (واوحينا إلى أم موسى أن أرضعيه ، فإذا خفت عليه فألقيه في اليم ولا تخافي ولا تحزني...) تنتابني مشاعر الرهبة فأتسائل : يا إلاهي هل البحر بأمواجه وأهواله وكائناته وأعماقه وأغواره وظلماته أحن على هذا الصبي من حضن أمه ؟هل المجهول الذي هو البحر باعتباره رمزا للقوة والخوف وما يمكن ان ينتج عنهما من موت أرحم بهذا الصبي من المعلوم الذي هو قلب أمه وصدرها وحنانها وثديها ؟ ذلك أن التقابل الموجود بين( خفت عليه) و ( فألقيه في اليم ) يمكن ،بمنطق الإحساس البشري الفطري أن يثير مثل هذه الرهبة والخوف على صبي لاحول له ولا قوة .
ولكن هذه الرهبة والشفقة على الصبي وأمه سرعان ما تزول خاصة حين نعلم من خلال فعل ( وأوحينا ) أن عملية الإلقاء في البحر ليس عملية اعتباطية أوعبثية . فالقوة الإلهية تتدخل لإنقاذ الصبي من الموت وتذخره لامته لينقذها من جبروت فرعون وأعوانه . وهكذا يصبح الموت المحتمل ( غرقا في البحر ) حياة حقيقية بكل معاني الكلمة . إنها حياة بالقوة على حد تعبير الفلاسفة . وتصبح حياة فرعون الحقيقية ، بالرغم من جبروته وأعوانه وجواسيسه وحرسه موتا فعليا ولو أنه مؤجل لفترة تطول أوتقصر .
من الموت المحتمل لموسى عليه السلام تنبعث حياته الحقيقية وحياة أمته وأتباعه ، ما دام صاحب رسالة ، وما دام على الحق . ومن حياة فرعون ( رمز الطغاة ) الوهمية المزيفة ينبعث موته وموت أنصاره وأتباعه .وهكذا سنة الله في خلقه إلى ان يرث الله الا رض ومن عليها .
ومن المعاني اللطيفة المعجزة في هذه القصة أن البحر الذي كان يمكن أن يقتل موسى الصبي الضعيف ( ولكن القوي بموقفه وبرسالته) هو الذي أهلك فرعون وملأه (الأقوياء بعتادهم وسطوتهم ولكن الضعاف بما يحملونه من أفكار ) . فهل يعتبر الطغاة ؟ | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=201401 |
| |