"ولادة"
تدعوني للحب ياغالي
تدعوني لسهر الليالي
لعمري للخوالي
حب النوى
قد الجوى
جرس هوى

بين المقصلة والروح
دقائق تنوح
من عمر مجروح

عند القدمين
بين الكتفين
ملء اليدين
وبريق العينين

غنت الف صورة وصورة
تحكي
عشرة مهجورة
وأرواحا مقطورة

في زمن معشوشب
من اسى وياس
تحكي صورة
عن اشباح وعناكب
في رحم الغياهب

الشوق يضنيني
الهجر يشفيني

انا اليوم ارابض
في محراب الصمت والليل
أكابد زمن الويل
أرشف لذة
أسرق لحظة
تلهب جسدي
تنير روحي

السمر يا غالي
بوح الليالي
عن شوق ونار
نحتته يد الاقدار
بدم المهج
ومقل الصبايا
تنوح المرايا
من شجن وحنين
وصمت وانين

على جناح بساطي
التذ السفر
أعانق القمر
من قيظ الشجر


أستحم في عرقي
وأسبح
إلى ماوراء البحار
سندباد انا؟
أوبحار,
ابحث عن صدف
تحت اقدام الحواري
وبقايا الجواري

اكسر صمتي
أرفع صوتي
أستغفر العلي القهار
رب السماوات والبحار
اتوسل الغفران
من العلي الرحمان
"وهو الذي يقبل التوبة
عن عباده,
ويعفو عن السيئات
ويعلم ما تفعلون"
انزوي
من كدمات...
في النفس
وصدمات

تمتصني النشوات
تحرقني
تقذفني
تحولني
قيثارة حزن
تنوح
بصوت مبحوح
وعمر مجروح
يلفني الظلام
يكفنني
لاالحب يشفيني
لاالعشق يرويني
اسافر في الملكوت
اقاوم الجبروت
وتنتهي الحكاية
بقلب عليل
وليل طويل
تضحك الثريا والقمر
يغني ويرقص الشجر

يذوي خريفي
يزهر الثمر
من فرحة البشر

لكن ليلي طويل
كافق اومدى
ويومي عسير
من سراب
وصدى

لليال اندلسية
واحلام سندسية
ولمسات مرمرية

يلوح كفني
في الاعالي
من زمن الارواح
انشد رمسي
اجز نحسي
ادفن الذكريات
امحو البصمات
افر من هويتي
انشد الانسلاخ
من زمن مشؤوم
بالاسى محموم
بالنواح موشوم
وبين اللحظات
وآفات الاوقات

يشرع ملاك جناحيه
ينثر الندى
واريج الريحان
يخضب بالحناء المكان
وتعلو الزغاريد
وصدى الاناشيد
لولادتي
من جديد
"فاطمة المنصوري"

في القصيدة جرس ناظم للأحاسيس
كم تحلو قراءة هكذا نصوص مزيج من بريق البراءة وطهر التعبير
نص بارع أخذ مني مساحة زمنية للتأمل
أعترف بذلك.

كلمات موقعة تنقلنا عبر محطات مختلفة أولها الجرح والألم ، ومسارها: مقاومة صامتة ،ثم سفر وانتشاء، فخيبة غير متوقعة، ثم موت وانسلاخ.. لينتهي بنا المطاف في رحاب ولادة جديدة !
بين محطة وأخرىتنساب الصور متشحة بألوان تتغير بتغير المقام..ترسمها الكلمات : الجرح، بريق ، معشوشب ، غياهب ، تنير ، نار ، دم ، سراب ، سندس ، مرمر ، كفن ، حناء ...مشكلة مشهدا متحركا يسكنه الحزن والأسى، لكن لقطته الأخيرة جاءت مختلفة تماما، لأن ما يؤثثها لم يكن غير الريحان والحناء والزغاريد.
شكرا أختي الفاضلة فاطمة المنصوري على هذه الإطلالة الرشيقة، ودمت بكل ود.

ولادة جديدة بعد الجراح ونكبات القلب المتتالية،ولادة عنوانها الأمل السعيد وتحدي الألم الشديد.
الشاعرة المتألقة فاطمة المنصوري
قرأت لك هنا نصا شعريا بديعا شكلا ومضمونا.
شكرا جزيلا على الإبداع والإمتاع.