2009-09-01, 15:03
|
رقم المشاركة : 3 |
إحصائية
العضو | | | رد: بحث في السيرة النبوية ج10والأخير | بيد أن الناس يتفاوتون في الإحساس بهذه المحبة تبعا لتفاوتهم في درجة الإيمان " فمنهم من أخذ من تلك المرتبة بالحظ الأوفى، ومنهم من أخذ منها بالحظ الأدنى، كمن كان مستغرقا في الشهوات محجوبا في الغفلات في أكثر الأوقات لكن الكثير منهم إذا ذكر النبي صلى الله عليه وسلم اشتاق إلى رؤيته بحيث يؤثرها على أهله وولده وماله ووالده ،ويبذل نفسه في الأمور الخطيرة ... لما وقر في قلوبهم من محبته غير أن ذلك سريع الزوال بتوالي الغفلات " (1). 2-حقيقة إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم : إن إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وطاعته تبع لمحبته، إذ لابد من تقدم المحبة ثم بعد ذلك تأتي طاعة من نحب (2). ولولا المحبة العاطفية لما وجد وازع يحمل على الإتباع في العمل .قال القرطبي " محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ليست في مجرد الإتباع له بل المحبة له هي أساس الإتباع وباعثه " (3) . وإتباع الرسول صلى الله عليه وسلم واجب ديني،إذ إتباعه إتباع لشرع الله عز وجل ،وطاعته طاعة لله عز وجل، ومعصيته معصية لله عز وجل .وكل من أراد أن يحكم في شئ من أمر الدين غير ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فإنه يكون بذلك مخالفا لشرع الله تعالى .لأن ماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم كان كافيا وكاملا يدخل في كل حق ،فالواجب كمال التسليم للرسول صلى الله عليه وسلم والانقياد لأمره وتلقي خبره بالقبول والتصديق مادام الخبر صحيحا موثوقا به .وان لانعارضه بخيال باطل ،أو نحمله شبهة ،أو شكا أو نقدم عليه آراء الرجال، وأن لايوقف بعضنا تنفيذ أمره وتصديق خبره حتى يعرضه على قول شيخه وإمامه، فإن أذن له نفذه وقبل خبره وإلا فلا .بل الواجب هو أن يجعل ما بعث الله به رسله وأنزل به كتبه هو الحق الذي يجب إتباعه والانقياد له ،(4) قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا لاتقدموا بين يدي الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم "(5) . .................................................. ........... 1- انظر " فتح الباري "1/59-60 2- انظر " إحياء علوم الدين " 4/311. 3- "فقه السيرة "ص.188. 4- انظر " شرح العقيدة الطحاوية " ص.73-74. 5- سورة الحجرات الآية 1. | |
| |