عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-09-01, 15:02 رقم المشاركة : 2
بلابل السلام
بروفســــــــور
إحصائية العضو







بلابل السلام غير متواجد حالياً


وسام المشاركة

وسام حفظ سورة الكهف

وسام المرتبة الأولى في مسابقة القرآن الكريم والتجو

افتراضي رد: بحث في السيرة النبوية ج10والأخير


فالإيمان إذن يستلزمه إتيان سائر أركانه مع اقتران المحبة بذلك .
وقد جمع النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أصناف المحبة وهي ثلاثة: " محبة إجلال وعظمة كمحبة الوالد ،ومحبة شفقة ورحمة كمحبة الولد ،ومحبة استحسان واستلذاذ كمحبة سائر الناس " (1) .
واعتبر القاضي عياض- رحمه الله تعالى - المحبة شرطا في صحة الإيمان لافي كماله فقط ؛حيث حمل المحبة على معنى التعظيم والإجلال. إلا أن قوله هذا لم يجد الموافقة لدى بعض العلماء ،لأن اعتقاد الأعظمية ليس مستلزما للمحبة ؛ إذ قد يجد الإنسان إعظام شئ مع خلوه من محبته (2) .

فمن لم يجد في نفسه هذه المحبة لم يكمل إيمانه وهذا ما تعلمه عمر بن الخطاب -رضي الله عنه - حين قال للنبي صلى الله عليه وسلم "لأنت أحب إلي من كل شئ إلا نفسي التي بين جنبي "فقال النبي صلى الله عليه وسلم"لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه " فقال عمر-رضي الله عنه - "لأنت أحب إلي من نفسي التي بين جنبي "فقال له النبي صلى الله عليه وسلم " الآن يا عمر " (3)

وفي الحديث أيضا إيماء إلى فضيلة التفكر، وإلى أحقية الرسول صلى الله عليه وسلم بالمحبة دون غيره من عباد الله .ذلك أننا إذا نظرنا إلى المحبة وجدنا الإنسان لايخلو إما أن يكون نفسه أو غيرها. فأما نفسه فهو يريد لها السلامة من الآفات والعيش في هناء.وأما إذا أحب غيره فهو راجع لما يحصل له من نفع على وجوه مختلفة، فإذا تأمل النفع الحاصل من جهة الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان علم أنه سبب بقاء نفسه البقاء الأبدي في النعيم السرمدي .فكان نفعه بذلك أعظم ومن تم استحق أن يكون حظه من محبته أوفر من غيره .



............................................


1-هذا قول ابن بطال نقله الإمام النووي في شرحه لصحيح مسلم 1/67.ونقله الكرماني في شرحه 1/99
2- انظر " فتح الباري "1/59
3- صحيح البخاري 7/179كتاب "الأيمان والنذور " باب كيف كانت يمين النبي "











التوقيع


    رد مع اقتباس