2010-07-13, 08:21
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | الإسلام المقاتل: من يقاتل, أين يقاتل و لماذا يقاتل ؟ | الإسلام المقاتل: من يقاتل, أين يقاتل و لماذا يقاتل ؟ مواطن العالم د. محمد كشكار سأحاول الإجابة حسب اطلاعي المتواضع دون الدخول في التفاصيل و دون تحيّز لأحد الأطراف المتحاربة لأنّّهم كلّهم مسلمون. لن أتكلّم في هذا المقال عن الجرائم الفظيعة التي يرتكبها المحتل الأجنبي الإرهابي في حق المسلمين لسببين اثنين: - أوّلا لأنّها قضيّة واضحة لدى الرأي العام الإسلامي و الضّحايا من المقاومين و المدنيّين الأبرياء المسلمين و غير المسلمين يموتون بشرف من أجل تحرير بلادهم من المحتل و النضال ضدّه حقّ أباحته كل الشرائع السماويّة منها و الأرضيّة. - ثانيا لأنّ قتل المسلم لأخيه المسلم جريمة أبشع و أشنع من جريمة المحتل وهي بالرغم من كونها قضيّة لا تقبل تبريرا و لا تحتمل فلسفة و تحليلا فهي غير واضحة في أذهان الناس ربّما لأسباب نفسيّة. لقد جنّب المحتلّون بلادهم الحروب و صدّروها إلى بلداننا، و نحن بتناحرنا زدنا البلاء بلاء و كبّرنا مشروعهم الاستعماري بأياد إسلامية، و طبّقنا سياستهم حرفيّا لا بل دعّمناها بحروب أهليّة تحصد الآلاف من مواطنينا، فوصلنا إلى نتائج كارثيّة من التدمير الذاتي لم يكن المحتل يوما يحلم بها فنحن منفّذو المؤامرة حتّى لو كانوا هم مهندسيها. أبدأ بالسؤالين الأوّلين في العنوان: أين يقاتل الإسلام المقاتل و من يقاتل ؟ و أحاول الإجابة قدر المستطاع: - يقاتل "الإسلام المقاتل" في الجزائر حيث يقتل المسلم أخاه المسلم جنديا كان أو إسلاميا.حصدت الحرب الأهلية عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين الأبرياء مع العلم أنه لا يوجد في البلاد محتل أجنبي واحد. أصيح هنا و بأعلى صوتي صيحة فزع و ألم شديدين: ألا يكفي الشعب الجزائري "المليون و نصف المليون شهيد" الذين قتلهم الاحتلال الفرنسي ؟ - يقاتل الإسلام المقاتل في العراق حيث يتقاتل الشيعي والسنيّ و يموتان دون قضيّة فيما بينهما و تحصد مئات الآلاف من الأرواح البريئة و لا يموت من الأعداء إلاّ بعض الآلاف و الشعبان العراقي و الإيراني لم ينسيا بعد مليون قتيل في حرب بين أشقّاء في الدّين و التّاريخ. - يقاتل الإسلام المقاتل في أفغانستان و عدد الموتى من المسلمين المقتولين بأياد إسلامية يفوق بكثير عدد الموتى من المسلمين المقتولين بأياد غربية. - يقاتل الإسلام المقاتل في ولاية وزيرستان ضد باكستان حتّى خلتها بلدا معاديا للمسلمين و أرضهم مستباحة للطيران الأمريكي. - يقاتل الإسلام المقاتل في فلسطين حيث يتقاتل الحمساوي و الفتحاوي و العدوّ يتفرّج و الاثنان ينفّذان سياسته أحسن منه و في المقابل نرى حصيلة مخجلة لمقاومة العدو الصهيوني المحتل تتمثّل في احتجاز حماس لجندي إسرائيلي واحد في حين أنّ اثنا عشر ألف أسير فلسطيني يقبعون في سجون العدو. - يقاتل الإسلام المقاتل في الصومال حيث يتسابق القاتل المسلم و الجوع على الإجهاز على ما تبقّى من آدميّة الصومالي. - يقاتل الإسلام المقاتل في أمريكا و اسبانيا و بريطانيا و آخرا و ليس أخيرا في الهند حيث يقتل المئات و الآلاف من المدنيين الأبرياء من مسلمين و غير مسلمين و لا يجلب هذا القتال للمسلمين إلا الكره و الاحتقار و يشوّه الإسلام تشويها لم يقدر على فعله أعداءه على مرّ 14 قرن. أعود أخيرا للسؤال الثالث في العنوان: لماذا يقاتل الإسلام المقاتل ؟ و أطرح الفرضيّات التالية: - إذا كان يقاتل من أجل نشر الإسلام في بلدان إسلامية فعليه أن يدفع السيّئة بالحسنة بعد أن استقر الاعتقاد و ثبت الإيمان في القلوب. - إذا كان يقاتل من أجل نشر الإسلام في بلدان غير إسلامية فأكبر عدد من المسلمين اليوم موجود في اندونيسيا و ماليزيا و الصين و أوروبّا و أمريكا الشماليّة و الجنوبيّة حيث دخل الإسلام و تربّع بالكلمة الطيّبة و الدعوى بالّتي هي أحسن و لم يدخل بالعنف. - إذا كان يقاتل أعداء المسلمين فهم واضحون في فلسطين و العراق و أفغانستان, هم المحتلّون الذين يلبسون الزى العسكري. فما ذنب الآخرين إذا من مواطنين مدنيين مسلمين و غير مسلمين ؟ بعد هذا المسح غير الشامل لـ"بطولات" الإسلام المقاتل, أعتذر لبعض الإسلاميين المناضلين الشرفاء حتى و لو كنت أختلف معهم في الرأي والوسيلة و أقصد الأبطال اللبنانيين و غيرهم الذين دافعوا عن بلادهم ضد ثلاثة جيوش معتدية, الأمريكي و الفرنسي و الإسرائيلي و أجبروهم على الهروب بجلدهم. أحترمهم و أقف إجلالا لتضحيتهم لأنّهم حدّدوا عدوّهم العسكري و ضربوه في الصميم في بيروت و الجنوب و العراق و فلسطين و أفغانستان. خلاصة القول: المسلم إنسان و مواطن عادي ككل مواطني العالم يسالم من سالمه و يعادي من يعاديه و لا يحتاج إلى التضحية بالروح و الدم ضد مسلمين مثله أو ضد مدنيين أبرياء غير مسلمين لم يحاربوه. كفانا إزهاقا للأرواح و سفكا للدماء دون قضية. يحتاج المواطن المسلم كغيره من غير المسلمين إلى محيط يتوفّر فيه العمل الجماعي و العلم و السلم و الديمقراطيّة و يتوفر فيه قطاع عام و خاص يخصص ميزانيّات ضخمة للبحث العلمي. سوء تدبيرنا و تناحرنا أجبر الآلاف من علمائنا على الهجرة حفاظا على ذكائهم و علمهم من تلوّث جهلنا و تخلّفنا و عصبيّتنا القوميّة و الدينيّة المتطرّفة و حروبنا العبثيّة. هاجروا إلى فضاء الحريّة و الخلق و الخصوبة العلميّة لا البيولوجية, إلى الفضاء المتوفّر ّفي بلاد غير المسلمين، أين أبدع الحائز على جائزة نوبل العالم أحمد زويل الأمريكي-المصري و اخترع مجهرا ذو أربعة أبعاد يستطيع رصد جزيئات الذرّة في زمن لا يتجاوز "ثانية على مليون مليار" و يسمّى هذا الزمن القصير جدّا جدّا "فمتوثانية"**، و أين أخرج مصطفى العقّاد الأمريكي-السوري الروائع مثل شريط الرسالة و شريط عمر المختار و ذهب شهيدا لتعصب إرهابي أعمى في نزل في الأردن، وأين يشارك العالمان فاروق الباز الأمريكي-المصري و محمد الأوسط ألعياري الأمريكي - التونسي في صنع المركبات الفضائيّة الأمريكيّة. فالعائق إذا ليس الدّين في حد ذاته بل فهمنا للدّين الذي يتمثّل في التفسير و التأويل الإنسانيين الخاضعين للخطأ و الصّواب وفق المنهج العلمي الّذي تحدّثت عنه في مقال سابق و هذان التفسير و التأويل ليس حكرا على رجال الدّين بل يجب أن يخرجا عن سلطتهم و يتولاّه معهم العلماء من جميع الاختصاصات مثل علماء الألسنيّة و علماء الأنتروبولوجيا و علماء النفس و الاجتماع و علماء التربية و علماء الحياة و الفيزياء و الكيمياء و غيرهم و لا نترك "رجل الدين" هذا الموظف الدخيل على الحضارة الإسلامية يفتي في أمور دنيانا كما يشاء دون رقيب و لا حسيب و أقصّ عليكم طرفة معبّرة في هذا المجال رواها الأستاذ القرضاوي - وشهد شاهد من أهلها - في برنامجه بقناة الجزيرة: " كنّا مجمع علماء الدين في ندوة علميّة حول "التخصيب الطبي للإنجاب عند النساء" و كان المحاضر يتكلّم عن بويضة المرأة (وهي خليّة واحدة لا يتجاوز قطرها تقريبا عشر واحد من مم) فهمس "عالم دين" في القاعة قائلا لزميله: هل المرأة أصبحت تبيض أيضا". أمضي مقالي كالعادة بجملتين مفيدتين: "أنا أكتب – لا لإقناعكم بالبراهين أو الوقائع – بل بكل تواضع لأعرض عليكم وجهة نظر أخرى"..."على كل مقال سيّئ نردّ بمقال جيّد لا بالعنف اللفظي". استعمل هذا المفهوم حسنين هيكل* **Une femtoseconde vaut 10-15 secondes. Une femtoseconde (fs) est pour une seconde ce qu’est l’épaisseur de la lettre « I » sur ce papier par rapport à la distance terre-soleil (150 millions de km). (Internet). | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=192576 |
| |