ما الخطر في ربط النصوص بالنظريات؟
أولا، أحب أن أؤكد على أهمية ربط القرآن الكريم بالحقائق العلمية وليس بالنظريات. مثال ذلك، من الحقائق العلمية الثابتة، مراحل تكوين الجنين. عند البحث في القرآن الكريم، سيجد الباحث شرحا واضحا لهذه المراحل في القرآن، وهذا من الإعجاز العلمي فيه.
أما النظريات التي لا تزال في طور الإثبات والتجريب، فمن الخطر ربطها بالآيات القرآنية. فلربما بعد عدة سنين، يظهر باحث جديد، ويستفيد من تقنيات جديدة ويستطيع أن يثبت أن هذه النظرية خاطئة ويخرج بنظرية جديدة! فماذا سيكون موقف الناس من النص القرآني الذي استخدم لدعم النظرية الأولى!
إن معجزة نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم كانت القرآن. فنزل هذا القرآن بلسان عربي مبين، على رجل أمي، تحدى به أبلغ الناس في عصره. فكما تحدى عيسى عليه السلام أطباء بني إسرائيل بعلاج الأكمه والأعمى والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله، وتحدى موسى عليه السلام سحرة فرعون بتحويل العصى لثعبان وإخراج اليد بيضاء من غير سوء، تحدى رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والتسليم العرب بهذا القرآن الكريم، الذي نزل بلغتهم لكنهم عجزوا عن أن يأتوا ولو بسورة واحدة من مثله. فما كان العرب أصحاب علم ليتحداهم بالعلم وما كانوا أصحاب طبٍ ليتحداهم بالطب.
أطلت كثيرا في الموضوع، وأظنني تحدث عما كنت أريد إيصاله لكم. فإن أصبت فمن الله، وإن أخطأت فمن نفسي ومن الشيطان. هذا والله أعلم.