رد: موسوعة الصحابة ( رضوان الله عليهم ) جعفر بن أبى طالب رضي الله عنه أبي المساكين .. ذي الجناحين " لا أدري بأيهما أنا أسر بفتح خيبر .. أم قدوم جعفر " جعفر بن أبي طالب ، أبو عبد الله ، ابن عم رسـول الله http://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifحديث شريف مـن هــو ؟ اخو علي بن أبي طالب ، وأكبر منه بعشر سنين ، أسلم قبل دخول النبـيhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif دار الأرقم ، آخذا مكانه العالي بين المؤمنين المبكرين بعد واحد وثلاثين انساناً وأسلمـت معه في نفس اليوم زوجته أسماء بنت عميـس ، وحملا نصيبهما من الأذى والاضطهاد في شجاعة وغبطة .. فلما أذن الرسـول http://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif للمسلمين بالهجرة الى الحبشـة خرج جعفر وزوجـه حيث لبثا بها سنين عدة ، رزقـا خلالها بأولادهما الثلاثة .. جعفر فى الحبشة ولما رأت قريش أن أصحاب رسول اللهhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif قد أمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة ، قرروا أن يبعثوا عبدالله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص محملين بالهدايا للنجاشي وبطارقته عله يخرج المسلمين من دياره .. وحط الرسولان رحالهما بالحبشة ، ودفعوا لكل بطريق بهديته وقالوا له ما يريدون من كيد بالمسلمين ، ثم قدما الى النجاشي هداياه وطلبا الأذن برؤياه .. وقالا له ( أيها الملك ، انه قد ضوى الى بلدك منا غلمان سفهاء ، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك ، وجاؤوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت ، وقد بعثنا اليك فيهم أشراف قومهم من آبائهم وأعمامهم وعشيرتهم لتردهم اليهم ، فهم أعلى بهم عينا وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه ) .. فأرسل النجاشي صاحب الايمان العميق والسيرة العادلة الى المسلمين وسألهم ( ما هذا الدين الذي قد فارقتم فيه قومكم ولم تدخلوا به في ديني ولا في دين أحد من الملل ؟) .. فكان الذي اختاره المسلمين للكلام جعفر - رضي الله عنه - فقال ( أيها الملك ، كنا قوما أهل جاهلية ، نعبد الأصنام ، ونأكل الميتة ، ونأتي الفواحش ، ونقطع الأرحام ، ونسيء الجوار ، ويأكل القوي منا الضعيف فكنا على ذلك حتى بعث الله الينا رسولا منا ، نعرف نسبه وصدقه ، وأمانته وعفافه ، فدعانا الى الله لنوحده ونعبده ، .. ، وأمرنا بصدق الحديث ، وأداء الأمانة ، وصلة الرحم ، وحسن الجوار ، .. ، فعبدنا الله وحده ، فلم نشرك به شيئا ، وحرمنا ما حرم علينا ، وأحللنا ما أحل لنا ، فعدا علينا قومنا ، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ، ليردونا الى عبادة الأوثان ، .. ، فخرجنا الى بلادك ، واخترناك على من سواك ، ورغبنا في جوارك ، ورجونا ألا نظلم عندك أيها الملك ).. فقال النجاشي ( هل معك مما جاء به الله من شيء ).. فقال له جعفر ( نعم ) .. وقرأ عليه من صدر سورة مريم ، فبكى النجاشي وبكت أساقفته ، ثم قال النجاشي ( ان هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة ! انطلقا .. فلا والله لا أسلمهم اليكما ، ولا يكادون ) .. وفي اليوم التالي كاد مبعوثي قريش للمسلمين مكيدة أخرى ، اذ قال عمرو للنجاشي ( أيها الملك انهم يقولون في عيسى بن مريم قولا عظيما ، فأرسل اليهم فسلهم عما يقولون ) .. فأرسل الى المسلمين يسألهم فلما أتوا اليه ، أجاب جعفر - رضي الله عنه - ( نقول فيه الذي جاءنا به نبينا http://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif فهو عبد الله ورسوله وروحه وكلمته ألقاها الى مريم العذراء البتول ) .. فهتف النجاشي مصدقا ومعلنا أن هذا قول الحق ومنح المسلمين الأمان الكامل في بلده ، ورد على الكافرين هداياهم .. العودة من الحبشة قدم جعفر بن أبي طالب وأصحابه على رسول الله http://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif يوم فتح خيبر ، حملهم النجاشي في سفينتين ، فقبل الرسولhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifبين عينيه والتزمه وقال ( ما أدري بأيهما أنا أسر بفتح خيبر ، أم بقدوم جعفر !) .. وامتلأت نفس جعفر روعة بما سمع من أنباء اخوانه المسلمين الذين خاضوا مع الرسول http://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif غزوة بدر وأحد وغيرهما .. أبو المساكين قال الرسول http://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifلجعفر ( أشبهتَ خلقي وخُلُقي ) .. وكان رسول الله http://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif يُسميه ( أبا المساكين ) ، يقول أبو هريرة ( إن كنتُ لألصق بطني بالحصباء من الجوع ، وإن كنت لاستقرىء الرجل الآية وهي معي كي ينقلب بي فيُطعمني ، وكان أخيرُ الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب ، كان ينقلب بنا فيُطعمنا ما كان في بيته حتى إن كان ليُخرج إلينا العكّة التي ليس فيها شيء فنشقها فنلعَقُ ما فيها ) .. الشهادة وفي غزوة مؤتة في جمادي الأول سنة ثمان كان لجعفر - رضي الله عنه - موعدا مع الشهادة ، فقد استشهد زيد بن حارثة - رضي الله عنه - وأخذ جعفر الراية بيمينه وقاتل بها حتى اذا ألحمه القتال رمى بنفسه عن فرسه وعقرها ثم قاتل الروم حتى قتل وهو يقول : يا حبذا الجنة واقترابها ... طيبة وباردا شرابها والروم روم قد دنا عذابها ... كافرة بعيدة أنسابها علي اذ لاقيتها ضرابها أن جعفر - رضي الله عنه - أخذ الراية بيمينه فقطعت ، فأخذها بشماله فقطعت ، فاحتضنها بعضديه حتى قتل ، وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ، فأثابه الله بذلك جناحين في الجنة يطير بهما حيث شاء .. الحزن على جعفر تقول السيدة عائشة ( لمّا أتى وفاة جعفر عرفنا في وجه رسول اللهhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif الحزن ) .. فعندما أتاه نعي جعفر دخل الرسول الكريم على امرأته أسماء بنت عُميس وقال لها ( ائتني ببني جعفر ) .. فأتت بهم فشمّهم ودمعت عيناه فقالت ( يا رسول الله بأبي وأمي ما يبكيك ؟ أبلغك عن جعفر وأصحابـه شيء ؟) .. فقال ( نعم أصيبـوا هذا اليوم ) .. فقامت تصيحُ ، ودخلت فاطمـة وهي تبكي وتقول ( وَاعمّاه !!) .. فقال رسول الله http://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ( على مثل جعفر فلتبكِ البواكي ) .. ورجع الرسول إلى أهله فقال ( لا تغفلوا آلَ جعفر ، فإنّهم قد شُغِلوا ) .. وقد دخل الرسول http://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifمن ذلك همٌّ شديد حتى أتاه جبريل عليه السلام فأخبره أن الله تعالى قد جعل لجعفر جَناحَين مضرّجَيْنِ بالدم ، يطير بهما مع الملائكة .. فضلــه قال أبو هريرة ( ما احتذى النِّعَال ولا ركب المطَايا بعد رسول اللهhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif أفضل من جعفر ) .. كما قال عبد الله بن جعفر ( كنت إذا سألت علياً شيئاً فمنعني وقلت له بحقِّ جعفر ؟! إلا أعطاني ) .. وكان عمر بن الخطاب إذا رأى عبد الله بن جعفر قال ( السلام عليك يا ابن ذي الجناحين ) .. يتبعــــــــ |
رد: موسوعة الصحابة ( رضوان الله عليهم ) حبيب بن زيد رضي الله عنه وراح يقطع جسده قطعة قطعة .. وبضعة بضعة .. وعضوا عضوا .. والبطل العظيم لا يزيد على لا اله الا الله ، محمد رسول الله مـن هــو ؟ كان حبيب بن زيد وأبوه زيد بن عاصم -رضي الله عنهما- من السبعين المباركين في بيعة العقبـة الثانيـة ، وكانت أمه نسيبة بنت كعب أولى السيدتين اللتين بايعتا الرسولhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif أما السيدة الثانية فهي خالته ، ولقد عاش الى جوار رسول الله http://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif بعد هجرته الى المدينة لا يتخلف عن غزوة ولا يقعد عن واجب مكتاب مسيلمة للرسول ورد الرسول عليه في آخر السنة العاشرة بعث مسيلمة بن ثمامة الى رسول اللهhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif- كتابا جاء فيه ( من مسيلمة رسول الله الى محمد رسول الله ، سلام عليك ، أما بعد فاني قد أشركت في الأمر معك ، وان لنا نصف الأرض ، ولقريش نصف الأرض ، ولكن قريشا قوم يعتدون ) فرد عليه الرسولhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif بكتاب جاء فيه ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد رسول الله الى مسيلمة الكذاب ، السلام على من اتبع الهدى ، أما بعد فان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين ) مبعوث الرسول لمسيلمة ومضى الكذاب ينشر افكه وبهتانه ، وازداد أذاه للمسلمين ، فرأى الرسولhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifأن يبعث له رسالة ينهاه فيها عن حماقاته ، ووقع الاختيار على حبيب بن زيد ليحمل الرسالة وفض مسيلمة كتاب رسول الله له فازداد ضلالا وغرورا ، فجمع مسيلمة قومه ليشاهدوا يوما من الأيام المشهودة وجيء بمبعوث رسول الله وأثار التعذيب واضحة عليه فقال مسيلمة لحبيب ( أتشهد أن محمدا رسول الله ؟) وقال حبيب ( نعم ، أشهد أن محمدا رسول الله ) وكست صفرة الخزي وجه مسيلمة ، وعاد يسأل ( وتشهد أني رسول الله ؟) وأجاب حبيب في سخرية ( اني لا أسمع شيئا !!) وتلقى الكذاب لطمة قوية أمام من جمعهم ليشهدوا معجزته ، ونادى جلاده الذي أقبل ينخس جسد حبيب بسن السيف ، ثم راح يقطع جسده قطعة قطعة ، وبضعة بضعة وعضوا عضوا والبطل العظيم لا يزيد على همهمة يردد بها نشيد اسلامه ( لا اله الا الله ، محمد رسول الله ) الثأر للشهيد وبلغ الرسولhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifنبأ استشهاد حبيب بن زيد ، واصطبر لحكم ربه ، فهو يرى بنور الله مصير هذا الكذاب ، أما أمه نسيبة بنت كعب فأقسمت على أن تثأرن لولدها من مسيلمة ودارت الأيام وجاءت معركة اليمامة ، وخرجت نسيبة مع الجيش المقاتل ، وألقت بنفسها في خضم المعركة ، في يمناها سيف ، وفي يسراها رمح ، ولسانها يصيح ( أين عدو الله مسيلمة ؟) ولما قتل مسيلمة وأتباعه ، رأت نسيبة وجه ولدها الشهيد ضاحكا في كل راية نصر رفعت .. يتبعــــ |
رد: موسوعة الصحابة ( رضوان الله عليهم ) حذيفة بن اليمان رضي الله عنه كان الناس يسألون رسول اللهhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif عن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني حذيفة بن اليمان مـن هــو ؟ حذيفة بن اليَمان بن جابر العبسي وكنيته أبا عبد الله وكان صاحب سر رسول اللهhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifجاء حذيفة هو وأخـوه ووالدهمـا الى رسـول الله واعتنقوا الإسلام ولقد نما -رضي الله عنه- في ظل هذا الديـن ، وكانت له موهبـة في قراءة الوجوه و السرائر ، فعاش مفتوح البصر والبصيرة على مآتي الفتن ومسالك الشرور ليتقيها ، فقد جاء الى الرسول يسأله ( يا رسول الله ان لي لسانا ذربا على أهلي وأخشى أن يدخلني النار ) فقال له النبي ( فأين أنت من الاستغفار ؟؟ اني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة ) هذا هو حذيفة -رضي الله عنه- يوم أحد لقد كان في ايمانه -رضي الله عنه- وولائه قويا ، فها هو يرى والده يقتل خطأ يوم أحد بأيدي مسلمة ، فقد رأى السيوف تنوشه فصاح بضاربيه ( أبي ، أبي ، انه أبي !!) ولكن أمر الله قد نفذ ، وحين علم المسلمون تولاهم الحزن والوجوم ، لكنه نظر اليهم اشفاقا وقال ( يغفر الله لكم ، وهو أرحم الراحمين ) ثم انطلق بسيفه يؤدي واجبه في المعركة الدائرة وبعد انتهاء المعركة علم الرسولhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif بذلك ، فأمر بالدية عن والد حذيفة ( حسيل بن جابر ) ولكن تصدق بها حذيفة على المسلمين ، فزداد الرسول له حبا وتقديرا غزوة الخندق عندما دب الفشل في صفوف المشركين وحلفائهم واختلف أمرهم وفرق الله جماعتهم ، دعا الرسولhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif حذيفة بن اليمان ، وكان الطقس باردا والقوم يعانون من الخوف والجوع ، وقال له ( يا حذيفة ، اذهب فادخل في القوم فانظر ماذا يصنعون ، ولا تحدثن شيئا حتى تأتينا !) فذهب ودخل في القوم ، والريح وجنود الله تفعل بهم ما تفعل لاتقر لهم قدرا ولا نارا ولا بناء ، فقام أبوسفيان فقال ( يا معشر قريش ، لينظر امرؤ من جليسه ؟) قال حذيفة ( فأخذت بيد الرجل الذي كان الى جنبي فقلت من أنت ؟ قال فلان بن فلان ) فأمن نفسه في المعسكر ، ثم قال أبو سفيان ( يا معشر قريش ، انكم والله ما أصبحتم بدار مقام ، لقد هلك الكراع والخف ، وأخلفتنا بنوقريظة ، وبلغنا عنهم الذي نكره ، ولقينا من شدة الريح ما ترون ، ما تطمئن لنا قدر ، ولا تقوم لنا نار، ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فاني مرتحل) ثم نهض فوق جمله، وبدأ المسير، يقول حذيفة ( لولا عهد رسول الله http://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif الي الا تحدث شيئا حتى تأتيني ، لقتلته بسهم ) وعاد حذيفة الى الرسول الكريم حاملا له البشرى خوفه من الشـر كان حذيفة -رضي الله عنه- يرى أن الخير واضح في الحياة ، ولكن الشر هو المخفي ، لذا فهو يقول ( كان الناس يسألون رسول الله http://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifعن الخير ، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني قلت ( يا رسول الله ، انا كنا في جاهلية وشر ، فجاءنا الله بهذا الخير ، فهل بعد هذا الخير من شر ؟) قال ( نعم ) قلت ( فهل من بعد هذا الشر من خير ؟) قال ( نعم ، وفيه دخن ) قلت ( وما دخنه ؟) قال ( قوم يستنون بغير سنتي ، ويهتدون بغير هديي ، تعرف منهم وتنكر ) قلت ( وهل بعد ذلك الخير من شر ؟) قال ( نعم ، دعاة على أبواب جهنم ، من أجابهم اليها قذفوه فيها ) قلت ( يا رسول الله ، فما تأمرني ان أدركني ذلك ؟) قال ( تلزم جماعة المسلمين وامامهم ) قلت ( فان لم يكن لهم جماعة ولا امام ؟) قال ( تعتزل تلك الفرق كلها ، ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك ) المنافقون كان حذيفة -رضي الله عنه- يعلم أسماء المنافقين ، أعلمه بهم رسول اللهhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifوسأله عمر ( أفي عمّالي أحدٌ من المنافقين ؟) قال ( نعم ، واحد ) قال ( مَن هو ؟) قال ( لا أذكره ) قال حذيفة ( فعزله كأنّما دُلَّ عليه ) وكان عمر إذا مات ميّت يسأل عن حذيفة ، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر ، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر آخر ما سمع من الرسول عن حذيفة قال ( أتيتُ رسول الله http://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif في مرضه الذي توفاه الله فيه ، فقلت ( يا رسول الله ، كيف أصبحت بأبي أنت وأمي ؟!) فردَّ عليّ بما شاء الله ثم قال ( يا حذيفة أدْنُ منّي ) فدنوتُ من تلقاء وجههِ ، قال ( يا حُذيفة إنّه من ختم الله به بصومِ يومٍ ، أرادَ به الله تعالى أدْخَلَهُ الله الجنة ، ومن أطعم جائعاً أراد به الله ، أدخله الله الجنة ، ومن كسا عارياً أراد به الله ، أدخله الله الجنة ) قلتُ ( يا رسول الله ، أسرّ هذا الحديث أم أعلنه ) قال ( بلْ أعلنْهُ ) فهذا آخر شيءٍ سمعته من رسول اللهhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif أهل المدائن خرج أهل المدائن لاستقبال الوالي الذي اختاره عمر -رضي الله عنه- لهم ، فأبصروا أمامهم رجلا يركب حماره على ظهره اكاف قديم ، وأمسك بيديه رغيفا وملحا ، وهويأكل ويمضغ ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي -حذيفة بن اليمان- المنتظر ، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك ، وحين رآهم حذيفة يحدقون به قال لهم ( اياكم ومواقف الفتن ) قالوا ( وما مواقف الفتن يا أبا عبدالله ؟) قال ( أبواب الأمراء ، يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي ، فيصدقه بالكذب ، ويمتدحه بما ليس فيه ) فكانت هذه البداية أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد ، ومنهجه في الولاية معركة نهاوند في معركة نهاوند حيث احتشد الفرس في مائة ألف مقاتل وخمسين ألفا ، اختار أمير المؤمنين عمر لقيادة الجيوش المسلمة ( النعمان بن مقرن ) ثم كتب الى حذيفة أن يسير اليه على رأس جيش من الكوفة ، وأرسل عمر للمقاتلين كتابه يقول ( اذا اجتمع المسلمون ، فليكن كل أمير على جيشه ، وليكن أمير الجيوش جميعا ( النعمان بن مقرن ) ، فاذا استشهد النعمان فليأخذ الراية حذيفة ، فاذا استشهد فجرير بن عبدالله ) وهكذا استمر يختار قواد المعركة حتى سمى منهم سبعة والتقى الجيشان ونشب قتال قوي ، وسقط القائد النعمان شهيدا ، وقبل أن تسقط الراية كان القائد الجديد حذيفة يرفعها عاليا وأوصى بألا يذاع نبأ استشهاد النعمان حتى تنجلي المعركة ، ودعا ( نعيم بن مقرن ) فجعله مكان أخيه ( النعمان ) تكريما له ، ثم هجم على الفرس صائحا ( الله أكبر صدق وعده ، الله أكبر نصر جنده ) ثم نادى المسلمين قائلا ( يا أتباع محمد ، هاهي ذي جنان الله تتهيأ لاستقبالكم ، فلا تطيلوا عليها الانتظار ) وانتهى القتال بهزيمة ساحقة للفرس وكان فتح همدان والريّ والدينور على يده ، وشهد فتح الجزيرة ونزل نصيبين ، وتزوّج فيها اختياره للكوفة أنزل مناخ المدائن بالعرب المسلمين أذى بليغا ، فكتب عمر لسعد بن أبي وقاص كي يغادرها فورا بعد أن يجد مكانا ملائما للمسلمين ، فوكل أمر اختيار المكان لحذيفة بن اليمان ومعه سلمان بن زياد ، فلما بلغا أرض الكوفة وكانت حصباء جرداء مرملة ، قال حذيفة لصاحبه ( هنا المنزل ان شاء الله ) وهكذا خططت الكوفة وتحولت الى مدينة عامرة ، وشفي سقيم المسلمين وقوي ضعيفهم فضله قال الرسولhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif( ما من نبي قبلي إلا قد أعطيَ سبعة نُجباء رفقاء ، وأعطيتُ أنا أربعة عشر سبعة من قريش عليّ والحسن والحسين وحمزة وجعفر ، وأبو بكر وعمر ، وسبعة من المهاجرين عبد الله ابن مسعود ، وسلمان وأبو ذر وحذيفة وعمار والمقداد وبلال ) رضوان الله عليهم قيل لرسول اللهhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gif ( استخلفتَ ) فقال ( إنّي إنْ استخْلِفُ عليكم فعصيتم خليفتي عُذّبتُم ، ولكم ما حدّثكم به حُذيفة فصدِّقوه ، وما أقرأكم عبد الله بن مسعود فاقْرَؤُوه ) قال عمر بن الخطاب لأصحابه ( تمنّوا ) فتمنّوا ملءَ البيتِ الذي كانوا فيه مالاً وجواهر يُنفقونها في سبيل الله ، فقال عمر ( لكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة ومعاذ بن جبل وحذيفة بن اليمان ، فأستعملهم في طاعة الله عزّ وجلّ ) ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة وقال ( انظر ما يصنع ) فقسَمَهُ ، ثم بعث بمالٍ إلى حذيفة وقال ( انظر ما يصنع ) فقَسَمه ، فقال عمر ( قد قُلتُ لكم ) من أقواله لحذيفة بن اليمان أقوالاً بليغة كثيرة ، فقد كان واسع الذكاء والخبرة ، وكان يقول للمسلمين ( ليس خياركم الذين يتركون الدنيا للآخرة ، ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا ، ولكن الذين يأخذون من هذه ومن هذه ) يقول حذيفة ( أنا أعلم النّاس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة ، وما بي أن يكون رسول الله http://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifاسرَّ إليَّ شيئاً لم يحدِّث به غيري ، وكان ذكر الفتنَ في مجلس أنا فيه ، فذكر ثلاثاً لا يذَرْنّ شيئاً ، فما بقي من أهل ذلك المجلس غيري ) كان -رضي الله عنه- يقول ( ان الله تعالى بعث محمداhttp://www.3sl3.com/up/upfiles/zEB52274.gifفدعا الناس من الضلالة الى الهدى ، ومن الكفر الى الايمان ، فاستجاب له من استجاب ، فحيى بالحق من كان ميتا ، ومات بالباطل من كان حيا ، ثم ذهبت النبوة وجاءت الخلافة على منهاجها ، ثم يكون ملكا عضوضا ، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه ، أولئك استجابوا للحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه ، كافا يده ، فهذا ترك شعبة من الحق ، ومنهم من ينكر بقلبه ، كافا يده ولسانه ، فهذا ترك شعبتين من الحق ، ومنهم من لاينكر بقلبه ولا بيده ولا بلسانه ، فذلك ميت الأحياء ) ويتحدث عن القلوب والهدى والضلالة فيقول ( القلوب أربعة قلب أغلف ، فذلك قلب كافر وقلب مصفح ، فذلك قلب المنافق وقلب أجرد ، فيه سراج يزهر ، فذلك قلب المؤمن وقلب فيه نفاق و ايمان ، فمثل الايمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب ومثل المنافق كمثل القرحة يمدها قيح ودم ، فأيهما غلب غلب ) مقتل عثمان كان حذيفة -رضي الله عنه- يقول ( اللهم إنّي أبرأ إليك من دم عثمان ، والله ما شهدتُ ولا قتلتُ ولا مالأتُ على قتله ) وفاته لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً ، فقيل ( ما يبكيك ؟) فقال ( ما أبكي أسفاً على الدنيا ، بل الموت أحب إليّ ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ ) ودخل عليه بعض أصحابه ، فسألهم ( أجئتم معكم بأكفان ؟) قالوا ( نعم ) قال ( أرونيها ) فوجدها جديدة فارهة ، فابتسم وقال لهم ( ما هذا لي بكفن ، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص ، فاني لن أترك في القبر الا قليلا ، حتى أبدل خيرا منهما ، أو شرا منهما ) ثم تمتم بكلمات ( مرحبا بالموت ، حبيب جاء على شوق ، لا أفلح من ندم ) وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن ، وبعد مَقْتلِ عثمان بأربعين ليلة يتبعــــ |
رد: موسوعة الصحابة ( رضوان الله عليهم ) |
رد: موسوعة الصحابة ( رضوان الله عليهم ) جزاك الله خيرا اختي في الله نجلاء موسوعة رائعة وقيمة يستفاد منها ان شاء الله اسأل الله ان ينفع بها بارك الله في جهودك وكتب لك الأجر والمثوبة. |
الساعة الآن 03:46 |
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd