سلام من رب رؤوف رحيم.
و من قوله تعالى أيضا ما مؤداه (هو الذي (خلق أو جعل) لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها) فالسكينة أو الاطمئنان الروحي هو ما تبحث عنه الخلائق بزواجها أو تزاوجها، والرجل أو المرأة في هذه المسألة سيان، لذلك قال أهل العلم والمنطق :ما كان لله وفي الله دام واتصل ، وما كان في غيره انقطع وانفصل لأنه مرهون بما هو له من مصالح لابد زائلة.
فهل تستطيع المرأة أن تعيش بلا رجل ؟
لا أظن الأمر بهذه البساطة، لأن الجواب متعلق بهذه المرأة في حد ذاتها، وعن أي رجل نتحدث؟ هل الذكر أم الرجل؟ لأنه تعالى ميز بينهما ( وليس الذكر كالأنثى) وقال ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض)،وهب أننا ميزنا بينهما ،ما هي القيمة المضافة لهذا الرجل على هذه المرأة؟ فواقعنا يشهد على أننا أمة ذكور وليس أمة رجال مع الاستثناء طبعا، فكم منا يقوم بما هو ملزم بالقيام به اتجاه بيته وأولاده وأمته ودينه؟؟؟ أولسنا كثر ولكن كغثاء السيل؟
إن الرجل مرصد البحث لحد الساعة مجهول الهوية والمرأة التي تسأل عن إمكانية العيش به أو بدونه لا نفقه طبيعتها وطبيعة احتياجاتها،وخير جواب لي هو ما قالته بنت شعيب : يا أبت استأجره، إن خير من استأجرت القوي الأمين.
وقال الحبيب المصطفى :المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف،وفي كل خير. فمن يبحث عن الذكر يجده، ومن يبحث عن الرجل لابد يجده،أما إمكانية العيش بدونه فمتعلق بأمور متعددة منها ماهو سيكولوجي ومنها ما سوسيوثقافي وغيره، فما يعيشه الغرب اليوم من علاقات يرسم أمامنا ملامح المجتمع المستقبلي الذي قد نحياه بدورنا.والله أعلم والسلام.

أشارك في الموضوع بالقصة التالية :
نعتت امرأة أخاها بالقمح وزوجها بالملح ، فغضب الزوج ظنا منه أن زوجته فضلت أخاها عليه . ولتشرح له ما قالته ، وتذهب غضبه ، صنعت خبزا قمح بدون ملح وقدمته لزوجها . قال الزوج : أهذا خبز . الزوجة : إنه خبز قمح لكن بدون ملح .ففهم الزوج قصد الزوجة واعتذر .
استقامة الحياة مبنية على تعاون المرأة والرجل ـ وأحدهما يكمل الآخر .

الرجل رمز الأمن والأمان . والمرأة رمز العطف والحنان . وإذا اجتمعت هذه الصفات استقامت الحياة .