منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد - وثائق عرضت بمراكش تخلص إلى تفشي العنف في المدرسة المغربية

وثائق عرضت بمراكش تخلص إلى تفشي العنف في المدرسة المغربية

للمراكشية : عبد الغني بلوط

خلصت دراسة حول العنف في المدرسة المغربية إلى نتائج غير مرضية، مشيرة أنه بالرغم من منعها مازالت تمارس بشكل واسع في المدرسة.

وأوضحت الدراسة التي قدمت ضمن وثائق الملتقى الثالث حول جودة التعليم بمراكش المنعقد ما بين 28 و30 يونيو 2010 أن العنف يمارس بأشكال قاسية حيث أن 87 من الأطفال يقولون بأنهم سبق لهم التعرض للضرب، و60 في المائة منهم باستعمال المسطرات أو العصي أو الخراطيم، كما يقر 73 في المائة من المدرسين أنهم قاموا بضرب الأطفال.

وقالت الدراسة أن السبب الأول على ما يبدو وراء ذلك هو عدم انجاز الواجبات المنزلية ، مشيرة أن الآباء يطبقون هذه العقوبات لكن بدرجة اقل حيث أن 61 في المائة يقولون أنهم تعرضوا للضرب من قبل أولياء أمورهم، وعدد كبير من الآباء يستحسنون الضرب بل يضاعفون من استعماله لآتها طريقة ناجعة في تربية الأطفال حسب اعتقادهم.

وأضافت الدراسة التي أنجزت لصالح اليونيسيف ووزارة التربية الوطنية، من قبل المدرسة العليا لعلم النفس للدار البيضاء انه تم تسجيل سوء معاملات خطيرة في حق الأطفال بما فيها الاستغلال الجنسي ، مشددة على ضرورة دراسة المسألة عن كثب، فيما أوضحت أن العقوبات تتسبب لدى الأطفال الذي تعرضوا للضرب أو الذين كانوا شهودا على العقوبات في الشعور بالخوف والظلم والحقد على المدرسين والمدرسة.

ويتأسف 85 في المائة من المدرسين على تماديهم في هذه السلوكات، ويضع كل من الآباء والمدرسين والأطفال في المقام الأول من حيث الجودة المدرسة التي تتوفر على عناصر الاستماع والتواصل والمساعدة، بينما يضع المدرسون والمدراء الاقتراحات بالنسبة لوزارة ترغب في إقامة جو خال من العنف داخل المدرسة مسالة تعزيز التكوين الأولي والمستمر، ويأتي هذا المقترح قبل عناصر أخرى مثل المناهج أو التخفيض من الاكتظاظ.

ويجمع اغلب المدرسين حسب الدراسة ذاتها على ضرورة مشاركة أطفال المدرسة الابتدائية في مجالس تدبير المؤسسات، فيما يؤيد المدرسون والمدراء والأطفال فطرة تخصيص أماكن وهيئات لمناقشة هذا الموضوع.

وحسب بعض المدرسين فإن الدراسة تحاول رسم صورة قاتمة عن علاقة المدرسين بتلامذتهم، ويكفي ما جاء في الدراسة من انتقاء لبعض الشهادات حني يتبين ذلك، إذ يقول احد المفتشين" عندما حضرت لتفتيش هذا المدرس الشاب، وجدته يكلم نفسه ويكلم إبريق شاي"، وتدرج شهادات أطفال حول معلميهم مثل " أن المدرس مريض عقليا وهو يتناول الأدوية لكي يهدأ، و " أن المدرس مرض بالسكري وهو عصبي جدا، لذلك هو يطلق مكبوتاته على التلاميذ"، فيما يقول مدرس" إنني ادرس منذ ثلاثين سنة ولم استفد يوما من تكوين حقيقي، فمرة كل سنة جمعنا خلال مؤتمر تلقى علينا فيه الخطابات من منصة، وليس هذا ما يساعدنا على التعليم"، وتقول مدرسة " لدي 50 طفلا في الفصل ، منهم من يجلس وراء دعامة ، لا ستطيع رؤيتهم حتى، كيف ترديني أن أتخلص من هذا؟.

وأوصت الدراسة على بتنشيط النقاش حول مسألة الحقوق والواجبات، وعلى إشراك الأطفال في أشغال مجالس تدبير المؤسسات التعليمية،وتطبيق قاعدة عدم التساهل، وخلق خلية مضادة للعنف داخل كل نيابة تعليمية ،وتحسيس النواب حول مسألة العنف المدرسي وجعل التقليص منه إحدى مسؤولياتهم، وعلى مستوى الوزارة التأكد من التطبيق الجيد للقواعد القانونية على مسالة العقوبات البدينة وإشراك النقابات وجمعيات الآباء في التعبئة ضد أي شكل من أشكال العنف في المدرسة.

http://www.almarrakchia.net/images/logo.jpg