التعليم في أوضاع ما بعد النزاعات وما بعد الكوارث
تسعة أسباب تؤيد ضرورة إقدام الحكومات على توفير التعليم أثناء النزاعات والكوارث وبعدها
يعيش جزء كبير من الأطفال غير الملتحقين بالمدرسة، والذين يبلغ عددهم 75 مليون طفل على المستوى العالمي، في بلدان متأثرة بالحروب والكوارث الطبيعية. ويتطلب توفير التعليم للجميع ضمان فرص التعلّم لهؤلاء الأطفال
وثمة إقرار متزايد بأن التعليم يجب أن يشكل جزءاً رئيسياً من أي استجابة إنسانية. وتعطي المجتمعات المتأثرة بالنزاعات والكوارث الأولوية لتعليم الأطفال المنتمين إليها، وغالباً ما يحصل ذلك قبل تلبية الاحتياجات المادية الأكثر إلحاحاً. ويمكن للتعليم أن ينقذ أرواح البشر ويضمن استمراريتها، كونه يوفر حماية جسدية ومعرفية ونفسية اجتماعية عندما يُتاح في أماكن آمنة وحيادية. ومن سمات التعليم أنه يعيد الأمور إلى مجراها الطبيعي ويعطي الناس آمالاً للمستقبل. كما يمكنه أن يشكل وسيلةً لتلبية الاحتياجات الإنسانية الأساسية الأخرى ونقل الرسائل الحيوية التي تعزز السلامة والرفاه. وتؤدي اليونسكو، بوصفها وكالة الأمم المتحدة الرائدة في مجال التعليم، دوراً فعالاً في تعزيز التعليم في حالات الطوارئ وإعادة البناء.
تسعة أسباب تؤيد ضرورة إقدام الحكومات على توفير التعليم أثناء النزاعات والكوارث وبعدها
1. التزم المجتمع العالمي في داكار عام 2000 بتوفير التعليم للجميع، بما في ذلك الفئات المتأثرة بالنزاعات والكوارث: “...نتعهد، نحن الحكومات والمنظمات والوكالات والرابطات والجماعات الممثلة في المنتدى العالمي للتربية…بتلبية احتياجات النظم التعليمية المتضررة من ظروف النزاعات، والكوارث الطبيعية، وانعدام الاستقرار...”. ويؤدي قطاع التربية في اليونسكو دوراً حيوياً في دعم الأطراف التي وقعت إطار عمل داكار من أجل الحفاظ على هذا الالتزام.
2. يشكل التعليم الجيد حقاً أساسياً من حقوق الإنسان، وفقاً للقوانين الدولية. ولا تميز هذه القوانين بين الفئات المتأثرة بالنزاعات أو الكوارث، والفئات غير المتأثرة بها. فضلاً عن ذلك، ينص القانون الإنساني الدولي على ضرورة توفير التعليم للفئات المتأثرة بالحروب (اتفاقية جنيف الرابعة) واللاجئين (اتفاقية عام 1951 المتعلقة بوضع اللاجئين).
3. يُعتبر التعليم أداةً أساسيةً لحماية الأطفال والشباب المتأثرين بالنزاعات والكوارث من الأذى والاستغلال. ويشكل ذلك جزءاً رئيسياً من رسالة اليونسكو. وقد يساعد التعليم المُتاح في ظروف أمنية ملائمة على حماية الأطفال والشباب من التجنيد في القوات المتحاربة، والعمل الجبري، والبغاء، والأنشطة الإجرامية، وإساءة استعمال المخدرات. ويساهم التعليم في البلدان والأراضي التي تعيش أوضاع ما بعد النزاعات في إعادة إدماج الجنود القدامى والفئات الأخرى من الأطفال والشباب المرتبطين بالقوات المتحاربة.
4. من خلال إحياء الأمل في المستقبل، وتوفير حالة من النظام، وبنية محددة، وإحساس بعودة الأوضاع إلى طبيعتها، يمكن للتعليم المساعدة على التخفيف من حدة الآثار النفسية الاجتماعية الناجمة عن النزاعات والكوارث والتشرد. وتَبيَّن أن الألعاب وأنشطة التعليم المنظمة تخفف من حدة صدمات الأطفال والشباب الذين شهدوا أعمال عنف مروعة أو شاركوا فيها، أو الذين عانوا من دمار الكوارث الطبيعية ومن فقدان أحبائهم وبيوتهم.
5. تركز المجتمعات المتأثرة بالنزاعات والكوارث تركيزاً شديداً على التعليم، وغالباً ما تعطيه الأولوية على حساب احتياجات مادية أكثر إلحاحاً. وتجدر الإشارة إلى أن المجتمعات المتضررة تطلب وتتوقع توفير التعليم للأطفال المنتمين إليها.
6. يتيح التعليم وبرامج التعليم غير النظامي نقل الرسائل الأساسية التي من شأنها إنقاذ أرواح البشر. وقد تشمل هذه الرسائل التوعية بالألغام الأرضية، والتربية في مجال حقوق الإنسان، والسلام وتسوية النزاعات، والوقاية من العنف الجنسي والجنساني، والصحة والنظافة الأساسيتين، والتوعية بفيروس ومرض الإيدز والوقاية منهما، والتعليم في مجال الحد من أخطار الكوارث الطبيعية، والتعليم من أجل التنمية المستدامة. ويمكن للأطفال والشباب تأدية دور مهم في نقل هذه الرسائل إلى عائلاتهم والمجتمع المحلي بنطاقه الواسع. ويُذكر في هذا الصدد أن اليونسكو تتمتع بدراية تقنية واسعة وسنوات من الخبرة في هذه الموضوعات.
7. يمكن للتعليم المُتاح خلال أوضاع التشرد المساعدة على تخطي حالات عدم المساواة بين الجنسين. ومن المفارقة أن فرص انتفاع الفتيات بالتعليم في بعض أوضاع ما بعد النزاعات وما بعد الكوارث قد تكون أكثر انتظاماً من الفرص التي أُتيحت لهن قبل الأزمة.
8. يعزز التعليم المُتاح أثناء أوضاع ما بعد النزاعات وما بعد الكوارث إعادة الإدماج وإعادة البناء على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي. وعلى سبيل المثال، يمكن للتدريب الخاص بالمهارات، عندما يتم ربطه باحتياجات السوق من حيث إعادة البناء، المساهمة في إيجاد إحساس بعودة الأوضاع إلى طبيعتها، وتيسير إعادة إحياء وتعزيز سبل العيش، والحد من الفقر. وتضطلع اليونسكو بدور محدد فيما يخص توفير درايتها في مجال تخطيط التعليم وإدارته وبناء القدرات بغية تيسير إعادة الإدماج وإعادة البناء.
9. قد توفر الجهود المشتركة التي تبذلها الحكومات الوطنية والمجتمع الدولي للاستجابة للنزاعات والكوارث فرصةً لإعادة بناء النظم التعليمية وفقاً لمعايير أفضل من تلك التي كانت معتمدة قبل وقوع الكارثة أو النزاع. وغالباً ما يتيح ذلك إصلاح إدارة النظم، والمناهج الدراسية، وأساليب التعلّم، وفقاً لمعايير جديدة أثناء مراحل الإنعاش وإعادة البناء. ويقدّم هذا الأمر فرصةً لرفع مستوى الانتفاع بالتعليم، ومعدل استبقاء الطلبة، وجودة التعليم، والمساواة من حيث الفرص التعليمية. ويمكن للدعم المبكر الذي تقدّمه اليونسكو إلى الحكومات والجهات المعنية بتوفير التعليم على المستويين الوطني والمحلي أن يؤدي دوراً حاسماً في مساعدة الجهات المذكورة على الإفادة من هذه القدرات لتحسين عملية إعادة البناء.
فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ :
مسابقة استوقفتني آية
|
ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج
2010-06-19, 21:29
التعليم في أوضاع ما بعد النزاعات وما بعد الكوارث 
