2010-08-28, 10:58
|
رقم المشاركة : 23 |
إحصائية
العضو | | | رد: مملكـة من الجليـد ... | في جنبات العنوان
" مملكة من الجليد "من أروع ما كتب القلم الشاعري...شهادة نزفها إلى جانب شهادة الأخ أسيف...
"مملكة من الجليد " عنوان يشغل مساحة من ثلاث كلمات...تمنح للمتلقي تأشيرة ولوج النص...وضعته الشاعرة ليكون عتبة تمهيدا لسبر أغوار النص من جهة...ومن جهة أخرى وضعتنا أمام دلالة سيميائية لمنازلة هذا النص...إنها دلالة عصية على القبض ...كما يستعصي بناء أخدود من الجليد... في رحاب المملكة:
نحن إذا أمام خاطرة ليست سهلة...فبين سطورها تموجات مشاكسة...تفرض علينا كقراء رصدها...إذ أن دلالاتها تفوق الحروف...وما وراء الحروف أشد وقعا على نفسية المتلقي الذي بادر بالقول في لحظة من لحظاته الاستكشافية وهو يجوب أرجاء المملكة: ** "ماكل هذه السديمية... لم كل هذه الألوان المثخنة بالألم" أحمد أمين المغربي
** " فراغات للملء بما يناسب".... assif10. ** " ما كانت ألوان الطيف يوما سوداء غاليتي" najlaa najlaa
" نص جميل أعدت قراءته مرارا" ** المنسي . ** " نتوقف لحظة قبل أن تبتلعنا وحشة نفق اللاعودة٠٠ نحاول جاهدين فك لغز كل التساؤلات.." عازف الليل
**"نتقاسم نفس المملكة عزيزتي طيف " بلابل السلام. في باطن الإنسان عوالم من أفراح وأحزان،والبوح عن هذه العوالم إثبات لوجودنا وتميزنا"."** متوكل ابواسامة
"نص يعتريه ضباب كثيف,وحزن دفين.. غضب وقلق وظلام وحلكة...** أبو العز واقع تجربة إنسانية مريرة تميط الدثار عن برج شمعي يقبع الأخر فيه تحت سقف آيل للذوبان. 5مربي
نص يطرق بلغة جميلة باب التساؤل والتوقع ، والبحث عن الحقيقة... محمد محضار شكرا للقراء على تفاعلهم مع النص.... زيارة خاصة :
كيف تكون العتبة إذا كان البناء من الجليد ؟ سؤال لابد من طرحه لكل داخل إلى المملكة الطيفية...لابد من التسلح بما لا يذيب هذا الجليد أملا في الوصول إلى عرش أميرة الخاطرة...إن العتبة/ العنوان هو بوابة المملكة التي ترتكز على خمسة مقاطع ...تشكل الأربعة الأولى دعائم البنيان فيما يختزل المقطع الخامس ما يضمن للمتن الشعري مشروعيته داخل فضاءات الاغتراب والضياع والمعاناة... على بقايا الأشلاء
أخدوداً من الجليدِ
أبْني ...
ومن الأحاسيسِ الميتةِ ..
أعمدةً نائية ماهذه الثورة على المألوف والمعتاد؟إنها صرخة مدوية ذات بعد فلسفي يعكس موقف الذات من هذه الحياة...فنظرتها ليست سوداوية أو يكتنفها الضباب كما توهم البعض...وإنما خطاب تثويري يهدف إلى تكسير قيود العتمة والخروج بالذات من بين الأشلاء بكل تحدي إلى مملكة تُبنى فيها الأخاديد ولا تُحفر...وإن بُنِيت فان بناؤها يستمد ترسانته من الجليد....إنها امتداد للكتابة الرومانسية ...إنها بحث عن الحقيقة...وإبحار عكس التيار...للوصول إلى حيث يتسنى: بالأحجارِ المنسيَّة
أكوِّمُ جدراناً
و من الشمعِ الذابلِ
سقوفاً عالية صورة من أروع الصور التي حملتها الخاطرة...قد توحي بالكثير والكثير...تؤسس لدلالات الرفض والتمرد وتنبذ دلالات الاستسلام والانهزامية...صورة مثيرة تبعث على الدهشة والانبهار حيال هذه المفارقات الحادة...الحاملة لظواهر مختلفة ومتناقضة...وتختزل الحقيقة الشعورية التي استقرَّت في نفسيّة الشاعرة...في محاولة لبناء ذاتها من جديد وفق ماتراه مناسبا للبناء...وبهذا البناء تقحمنا في دائرة الوجودية التي قادت الذات إلى الانسلاخ عن الآخر والابتعاد عنه...إلى حيت تتابع بناءها: على بقايا الأشلاء
بهوا من الثلج ..
أُرصِّص ..
و برحيق الأجفان
أرشهُ..كلَّ ثانية
من الزجاجِ المنكسرِ
أُرصِّعُ منافذَ..
أُطلُّ منها
على الأحلامِ الوهميَّة
مقطعان لهما دلالة عميقة...من خلالهما تتماهى الذات مع غير المعتاد.... ثنائيات عميقة الصراع والاختلاف...بلا تصنع جاءت الكلمات متراصة...لترسم عالما غير عالمنا...عالم المثل الفضلى...عالم الغربة...رغم أن فيها على حد تعبير جبران : " وحده قاسية ، ووحدة موجعة ، غير أنها تجعلني أفكر أبدا بوطن سحري لا أعرفه ، وتملأ أحلامي بأشباح ارض قصية ما رأتها عيني ". ولن يتم ذلك عند الشاعرة طيف إلا : داخلَ مملكةِ الجليد
أستظل بالثلج
و بالثلج أتدثر
أجمدُ جثةً منفيَّة صوت من الأصوات الرومانسية...وصورة حية ناطقة من صورها المعبرة...وبحث عن الخلاص بإرادة قوية وبتحدي ذاتي...ومضات مستمدة من واقع غير واقعنا...أضاءت لنا الطريق للكشف عن مملكة من الجليد التي بنت معالمها الشاعرة طيف المغرب... داخل القصيدة يحتل البياض مساحات والبياض كما تطرق له الأخ أسيف لوحة سوريالية تعبر عن واقع مرفوض...
الشكر كل الشكر لأميرة الخاطرة في مملكتها الجليدية... | التوقيع | مكرمفر في الــميدان لا مـــــتأخر
حوافرك في السـبق كأنــها عقبان مثل البرق بين السـحاب تمــضي
خلفك يعض نواجــذَهمُ الفرســانُ | |
| |