2010-06-16, 11:51
|
رقم المشاركة : 4 |
إحصائية
العضو | | | رد: أحكيها من هرج ومرج البهلوان |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مربي5
أحكيها من هرج ومرج البهلوان هي حقيبتي تفتحها المسامع والمرائي لتحكي لي حكاية أشتاق إلى تأمل دقائق تفاصيلها عبر المراقي. مفتاحها غنى نفس استهواه فقر الأيام فراح يكتسي بشجاعة من وضعوه على درب التأسي بالسابق واللاحق؛ يحتال للأمور لا يتعجلها وينظر في عواقبها فيرسم أشواطها عبرا وزادا لعقبة كؤود.فإذا نطق القدر ساعتها لا أجد مردا له إلا بسؤل اللطف فيه من رب خبير. كل أشيائي ثمينة بقدر تواضعي ؛ رقعتها فصولا في معطف يكبر بتقدم عمري، أرتدي تحته قمصانا زاهية الألوان قريبة من قلبي تسامر أشباح المآسي لتهديني حقل دروس يترامى إلى أعماقي مستقرا يأبى الانشطار. جمعت في جيبي دمى بسيطة تتجاذب هذيانها بين أسر البوح وسلطة الصمت. تنطق حين صفير القطار بمغامرات أضحت رواية وأخرى تنتظر حل العقدة لينعم أبطالها بالخلاص.قطار مسافر يركن تحت قبعتي، مازالت محطاته تنبض بثخوم المجهول. حين أنعطف في مسار الغربة تحدق عيني تسأل قفازي الأبيض رأفة بالحال فيمسح كدر الجفاء من مقلتيها التي تدرف أمل التلاقي على طي مناديل الأحزان لجمعها في حقيبة لاتقبل تجاويفها النسيان. أرسم قناع وجهي الساخر ابتسامة سحرية بحجم فرحكم؛ أتخفى وراء ضحكات اشتريتموها أزهارا أرقع بها مأساة أحكيها من هرج ومرج البهلوان. بهلوان مقيم في موقع الحرية يعرض فعله الصامت ليلامس الواقع تعبيرا عن صراع ذات ترفض الشرود والانعزال في خضم طبيعة بشرية حبلى بالعجلة والترقب والانتظار. همس البهلوان يوما في أذني الصغيرة ليناولني سرا فقال: " لاتتعجل غدك يا بني ولاتترقب حلمك بحرص؛ فنصيبك سيأتيك على متن دراجة صغيرة اسمها قدرك رسمت في لوح حفظه الله لك عند ولادتك بعيدا في السماء، لها عجلات سريعة هي سنين عمرك. فاعتبر مما فاتك لتجمعه دخرا لما هو آت" في أمان الله هشام كبير 30-10-2009 هي حقيبتك..تتفتح مساماتها ليس على مصراعيها, لأن خروج الفرح والحزن مقنن بحجم وتدبدب الدمى التي تجاذبت الهذيان..
تجاذبت الهذيان بملمس حريري من القفازات البيضاء والمناديل المزركشة بألوان البسمة العريضة. تلك البسمة التي استهوت عيون البراءة فسقط البعض منها في أسر الفرح والبعض الآخر في أسر الهول...
تستجمع البسمة أشلاءها لينطلق البوح بجرح الأمس, بآلام اليوم وبأماني الغد... آآآآآه كم من الحزن يستجمع بطشه وراء قناع الفرح, وكم من الحكمة تختزن كنوزها خلف قناع السذاجة!!!!
البهلوان..شخصية تربك ببساطتها ذات القناع وتحيل على عوالم المكتوم المتلصص من خلف القناع...( كم أربكتني, في صغري, صورة الدمعة على خد البهلوان)
تحية لك أخي هشام.. تحليل رائع لشخصية البهلوان
دام لك رقي الحرف مبدعنا العزيز. | |
| |