وجهة نظر في اختلالات الإدارة التربوية. بنعاشير بنحدو - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-06-06, 22:22

رقم المشاركة : 1

ابن خلدون

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابن خلدون غير متواجد حالياً

وجهة نظر في اختلالات الإدارة التربوية. بنعاشير بنحدو

وجهة نظر في اختلالات الإدارة التربوية.

بنعاشير بنحدو *

المدخل الأساسي لإنجاح البرنامج الاستعجالي ،هو مساهمة الشغيلة التعليمية التي تمارس العمل اليومي في المؤسسات التعليمية، من خلال رصدهم للاختلالات و الفجوات الموجودة بين تنظيرات المنظومة التشريعية الهادفة إلى تفعيل مضامين البرنامج ألاستعجالي، وبين كيفية تنزيل هده المضامين على الواقع .إن تفعيل إصلاح النظام التربوي بحاجة إلى تجنيد اطر الإدارة التربوية ،باعتبارها آليات لاستكمال وإعادة بناء النظام التربوي و تطوير وظائف مكوناته، وعليه فان استقراء واقع تنزيل مضامين إصلاح الإدارة التربوية المنصوص عليها في ميثاق التربية و التكوين ، و الكتاب الأبيض ، ووثيقة البرنامج ألاستعجالي ، يدفعنا إلى القول بأنه لم تتم أجرأة مضامين الوثائق السابقة من خلال وضع منهجيات دقيقة في إعداد برامج وخطط التكوين ، كما إن اطر الإدارة التربوية لا زالت تتبنى أساليب التسيير التقليدية ، المبنية على التسلط والانفراد باتخاذ القرارات ، ناهيك عن تجميد مشاركة مجالس المؤسسة للمساهمة في إنجاح إصلاح النظام التربوي باعتباره مشروع تحديث المجتمع المغربي على جميع المستويات . إن هدا الواقع التشخيصي للإدارة التربية ، مرده إلى الاختلالات التالية ׃
أ – على المستوى التنظيمي و التشريعي ׃ إن اعتماد معيار الاقدمية في إسناد المناصب الادارية ( مدير ، ناظر مدير ) ،يتناقض مع مفهوم الجودة و الحكامة ، و القيادة ، و النجاعة ، والتدبير ،وبدلك يبقى إسناد الإدارة التربوية خاضعا للنمط التقليدي ولا يستند على أساس علمي مضبوط ، وهدا النمط يفرز اطر إدارية لاتمتلك قدرات التدبير الإداري ، وعليه فان اغلب رجال ونساء التعليم الدين يمارسون مهام الإدارة حاليا ممن عفى عنهم الزمن التعليمي وشاخت قدراتهم على العطاء داخل الفصل الدراسي فتم انتدابهم لشغل منصب الإدارة التربوية ، يقومون بمهامهم بشكل تلقائي و عفوي ، لا يستند إلى أي أسس علمية أو بيداغوجية كما أنهم يعتمدون على الإملاء و التقليد و المحاكاة للتجارب السابقة مما يكرر الأخطاء نفسها ، ويعيد إنتاج التراجعات و الثغرات ذاتها التي استوطنت الجسم الإداري لعقود ( 1 ) . وها الوضع يؤكد المقولة التي طفت على الساحة الادارية وهي ״ من لا يصلح للقسم يصلح لإدارته ״. كما أن اغلب نساء و رجال التعليم يشاركون في حركة إسناد المناصب الادارية ،من اجل التخلص من المناطق النائية التي يعملون بها ، على اعتبار أن العمل الإداري نافدة إغاثة للانتقال إلى المدينة في إطار الحركة الادارية في واقع استحالة دلك عبر المشاركة في الحركة الانتقالية للعاملين في التدريس ، هده الوضعية لا تساعد على استقرار الأطر الادارية بالمناطق القروية و شبه الحضرية باعتبارها مناطق عبور إلى المدينة ،مما ينتج عنه غياب مشاريع للمؤسسات الموجودة بهده الأوساط لأنها محطات عبور إلى المجال الحضري ، كما ينتج عن دلك خصاص الأطر الادارية بهده المناطق اد يتم تكليف الحراس العامون بتسيير هده المؤسسات ، فتصوروا معي واقع التسيير الإداري داخل مؤسسات التربية و التعليم ؟
ب ׃ على مستوى التكوين و التكوين المستمر׃ إن إصلاح النظام التعليمي بالمغرب يحتاج إلى استكمال تكوين الأطر الادارية في الخدمة ، والتكوين الأساسي للأطر الجديدة ( 2 ) . كما أن نجاح البرنامج ألاستعجالي رهين بتوفر شرطين ، الأول يتجلى في التغيير العميق لأساليب التدبير ، اد لا يمكن للإصلاح أن يتم دون إرساء ثقافة التدبير المرتكز على النتائج و الفعالية و التتبع و التقويم ، ولن يتم دلك إلا من خلل تحديد المسؤوليات بصورة واضحة،و الثاني وضع عدة متينة لقيادة مراحل انجاز مقتضيات البرنامج ألاستعجالي بحيث يتعين على اطر القيادة الادارية أن تعمل على تحديد سريع للاختلالات .( 3 ) . ومن خلال استنطاق الواقع ، يبدو أن تكوين الأطر الادارية يعتمد مجموعة من المحاور لا تتوافق مع واقع الممارسة الميدانية لتبرز إشكالية بين ما يخطط وبين قدرات الأطر الادارية ( 4) .اد ״ كيف يمكن لشخص عادي لم يخضع لأي تكوين إداري و لا محاسباتي ، ولا يمتلك أي رصيد إداري و لا ثقافي ، إدارة مؤسسة تنتظم هدا الحجم الكبير من المتمدرسين، وتفتح هده العلاقات المتعددة و المتشعبة من مختلف هؤلاء المتدخلين. ومن تم النجاح في جعل هده المؤسسة فاعلة في محيطها ، منتظمة في هياكلها ، منسجمة مع أطرها و مكوناتها ״.؟ ( 5 )
وقد تتضح الصورة أكثر عندما نعرض المحاور التكوينية المعتمدة و المدة الزمنية لدلك من خلال نموج التكوين النظري و الميداني للحراس العامين على الشكل التالي ׃
- التكوين النظري ׃ تم تنظيمه من طرف الأكاديمية الجهوية للتربية و التكوين بمراكش ، تنفيذا للمذكرة الوزارية رقم 137 بشأن شروط و كيفيات تنظيم التكوين الخاص لفائدة الأطر المكلفة بمهام الإدارة التربوية للموسم الدراسي 2008/2009 م وتم توزيع برنامج هدا التكوين على دورتين ׃
 برنامج الدورة الأولى من 16 إلى 21 مارس 2009 .
التاريخ مجالات ومجزوءات التكوين
16/03/2009 النصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها العمل
17/03/2009 التدبير المالي و المادي للمؤسسة
18/03/2009 علاقة المؤسسة بالمحيط التربوي و الإداري و السوسيواقتصادي ( مشروع المؤسسة + الشراكة التربوية )
19/03/2009 التدبير التربوي و الإداري للمؤسسة
20/03/2009 سيكولوجية المراهق
21/03/2009 الإحصاء في الوسط التربوي + الديمغرافية السكانية و التربية على المواطنة

 برنامج الدورة الثانية من 23 إلى 28 مارس 2009
التاريخ مجالات ومجزوءات التكوين
23/03/2009 سوسيولوجية المؤسسة
24/03/2009 منهجيات وتقنيات البحث التربوي و العلمي
25/03/2009 التوثيق وتدبير الخزانات و المكتبات المدرسية
26/03/2009 التواصل و التنشيط الثقافي و الاجتماعي
27/03/2009 الإعلاميات
28/03/2009 تنظيم الحياة المدرسية

- التكوين الميداني ׃ تم تنظيمه من طرف النيابة الإقليمية تنفيذا للمذكرة الوزارية رقم 137 بشأن تحديد شروط و كيفيات تنظيم التكوين الخاص لفائدة الأطر المكلفة بمهام الإدارة التربوية للموسم الدراسي 2008/2009 م وتم توزيع عمليات التكوين الميداني كالآتي ׃

التاريخ العمليات المكان
04/02/209 زيارات ميدانية لمصالح النيابة الإقليمية النيابة الإقليمية بالصويرة
05/02/2009 زيارة ثانوية سيدي محمد بن عبد الله بالصويرة
16/02/2009 زيارة فريق المصاحبة الميدانية ثانوية تالمست
14/04/2009 عروض و لقاءات حول التسيير المادي و المالي للمؤسسات + المراقبة المستمرة ودفاتر النصوص و جداول الحصص) المركب التربوي
26/04/2009 زيارة فرق المصاحبة الميدانية المستفيد أثناء مزاولته لمهامه ثانوية تالمست التأهيلية
01/05/2009 إعداد التقارير وتسليمها النيابة الإقليمية

من خلال برامج التكوين النظري و الميداني يمكن تسجيل الملاحظات التالية ׃
- بالرجوع إلى نص مذكرة 137 ، نجد أن مدة التكوين النظري هي 150 ساعة موزعة على ست دورات تبتدئ من شهر نونبر إلى غاية شهر مارس 2009 م ، بمعدل أسبوع كل شهر ، إلا انه تم تقليص هدا الغلاف الزمني في دورتين متتاليتين فقط مدتهما 12 يوما بمعدل 6 ساعات يومية أي اختزال 150 ساعة في 72 ساعة مما نتج عنه صعوبة استيعاب مضامين التكوين النظري وتعرض المستفيدين للإرهاق و العياء والتعب وهدا الارتجال في البرمجة حال دون تحقيق جودة التكوين و إيقاعاته الزمنية . ( 6 )
- برامج التكوين ارتجالية ، واعتباطية وتم تحميلها موضوعات فضفاضة لا تستجيب في كثير من محاورها لمتطلبات التسيير الإداري الواقي ، لأنها غير محكومة بمخططات مضبوطة ضمن إستراتيجية واضحة المعالم .( 7 )
- اختزال مدة التكوين الميداني في خمسة أيام بدل خمسة أسابيع حسب نص المذكرة .
- استنبات دورات تكوينية غير مناسبة لا على الفترة الزمنية ولا على مستوى الجودة التأطيرية ولا تساير التطورات التكنولوجية و الإعلامية المتسارعة،
- عدم أجرأة وتفعيل البند 149 من الدعامة الخامسة عشرة من الميثاق الوطني لتربية و التكوين في مجال التكوين المتعلق بالإدارة التربوية.(8 )

ج – حلول و اقتراحات من اجل تحسين جودة التدبير الإداري للمؤسسات التعليمية׃
إن مشروع إصلاح المنظومة التربوية بالمغرب تهيكله مفاهيم أساسية منها التدبير بالنتائج ، مشروع المؤسسة ، الشراكة التربوية ، التشارك التربوي ، التدبير التربوي ، التفوق ،الجودة ، المناخ الملائم ، فهده المفاهيم لم يتم استيعابها من طرف اطر الإدارة التربوية التي لم تخضع لتكوين أساسي ولا إلى التتبع والتقويم و المراقبة مما جعل اطر الإدارة التربوية تميل إلى أسلوب التسيير الانفرادي وعدم تفعيل مجالس المؤسسة التي بقيت حبر على ورق كما هو الحال أيضا لجمعية دعم النجاح المدرسي . وللخروج من هدا المأزق نقترح مايلي ׃
 - مراجعة معايير إسناد الإدارة التربوية بهدف تحسين مواءمتها مع المنتظرات الملحة الحالية للمجتمع ، باعتماد الكفاءة ، ودراسة ملفات الراغب في العمل الإداري
 - احترام الغلاف الزمني وإيقاعاته كما هو منصوص علية في المذكرة 137 .
 - وضع استراتيجيات واضحة و مضبوطة للتكوين الأساسي و التكوين المستمر، مبنية على اسس علمية ومرجعيات مهنية تمشيا مع روح الميثاق الوطني للتربية و التكوين .
 - اختيار لجن التكوين النظري و الميداني و تنويع عناصرها، بناء على معيار الكفاءة و التجربة و الخبرة و الشواهد الجامعية ، بدل القرابة و المحسوبية ،لان الملاحظ على المستوى النيابي و الأكاديمي لا يتم تجديد المؤطرين أو تطعيمها بعناصر جديدة لكي تعمل على تجديد مضامين وطرق التكوين .
 - التفكير في خلق إطار إداري خاص لأطر الإدارة التربوية ، من خلال فتح مباريات داخلية أمام نساء و رجال التعليم وإخضاعهم لتكوين في مجال التدبير الاداري لمدة سنة أو سنتين في مراكز التكوين.
 - خلق جهاز تفتيش ورقابي لتتبع وتقويم عمل الأطر الادارية وإقرار التدبير بالنتائج .

الهوامش ׃
* استاد التعليم الثانوي ألتأهيلي
1 – د.إدريس جحيدي ، القيادة و التقويم التطويري للمؤسسة التعليمية الرهانات التكوينية المستعصية في مجال الإدارة التربوية . ، مجلة علوم التربية العدد 25 أكتوبر 2007 .ص ، 30 .
2 – الكتاب الأبيض ،الجز الأول ، الاختيارات و التوجهات التربوية العامة المعتمدة في مراجعة المناهج التربوية ،لجان مراجعة المناهج التربوية المغربية التعليم الابتدائي و الثانوي الإعدادي و التأهيلي، يونيو 2002 .
3 – البرنامج ألاستعجالي ، التقرير التركيبي يونيو 2008 ص 5 .
4 – نفس مرجع الهامش (1 ) ص ، 22 .
5 – نفس المرجع ص ، 22
6 – تقرير عن التكوين الخاص لفائدة الأطر المكلفة بمهام الإدارة التربوية للموسم 2008/2009 .من إعداد الاستاد عبد الجليل خاشع الرحمان ص ص 16 +26 + 39 .
7 – نفس المرجع الهامش (1) ص 22
8 – اللجنة الخاصة بالتربية و التكوين ، الميثاق الوطني للتربية و التكوين المجال الخامس ، التسيير و التدبير ص 67.
عن مدرستي للتربية والتعليم

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=155698


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :