” لا يجرمنكم شنآن قوم على أن لا تعدلوا أعدلوا هو أقرب هو للتقوى “
تنتشر خلال هذه الأيام بعض الرسائل الإلكترونية تتناول تداعيات الخروقات السافرة للكاتب العام السابق للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بعد نتائج المؤتمر الوطني الرابع للجامعة الوطنية لموظفي التعليم والتي أفرزت انتخاب الأستاذ عبد الإله الحلوطي كاتبا عاما للجامعة . وقد لاحظت أن إحداها قد تجاوزت حدود النقاش للأفكار والمواقف .
ولئن كان الانتصار للمشروعية والحفاظ على مبادئ المنظمة وقواعدها عمل جليل، وموقف نبيل فإنه من الواضح أن ذلك لا يبرر أي تجاوز لفظي أو إساءة إلى الأشخاص أو تنابز بالألقاب أو اتهام في النيات. وكما يقال فإن الدم لا بغسل بالدم.
فمن المعلوم أن القرآن الكريم حتى وهو يتناول الحالة القصوى للاختلاف والمتمثلة في الاقتتال بين طائفتين بين المسلمين فإنه قد أقر لهم بصفة الإيمان وصفة الأخوة في قوله تعالى: ” وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين، إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم “
ولذلك فإننا في الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب نطلب من الإخوة جميعا أن يتقوا الله في أنفسهم ويتجنبوا التنابز بالألقاب أو الاتهام في النيات، وإن كان هناك نقد أو نصيحة فليكونا بناءين يتوجهان إلى الأفكار والمواقف ويحرصان على نصرة المنهج والدفاع عن المشروعية.
كما نطلب منهم الانشغال بأعمالهم التنظيمية والنضالية وبالانخراط الفاعل في برامجهم وأنشطتهم العادية خاصة أن أجهزة الاتحاد تتابع عن كثب تداعيات الخروقات المشار إليها وتتخذ من التدابير التنظيمية والقانونية للتصدي لها.
ونقول لإخواننا جميعا أنه بقدر ما ينبغي أن تكونوا صارمين أقوياء في الدفاع عن المنهج، وجب أن تتخلقوا بأخلاق النبوة في التسامح والعفو إذا تعلق الأمر بذواتكم وأشخاصكم. القضية ليست قضية تصفية حسابات أو نصب محاكم وإثارة ملفات، ولكنها قضية إصلاح، وكي نكون أهلا للإصلاح وجب أن نكون صالحين في القصد وفي الوسيلة، والله يهدي السبيل ويتولى الصالحين المصلحين.
لقد قال المؤتمر الوطني الرابع كلمته، واختار مناضلو الجامعة الوطنية لموظفي التعليم وجهتهم، وكان ذلك المؤتمر بحق محطة ديمقراطية بامتياز، وظهر ذلك في لحظتين مفصلتين: لحظة مناقشة تقريري الأداء والتقرير المالي، ولحظة التداول في المرشحين الذين اختارهم المؤتمر للترجيح بين الثلاثة في أيهم أصلح للمرحلة.
كانت لحظة التداول أيضا لحظة تاريخية لأنها تقع أول مرة في تاريخ الجامعة الوطنية لموظفي التعليم، بعد مؤتمر الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب حيث كانت المرة الأولي في تاريخ العمل النقابي في المغرب التي يكون المؤتمرون هم الذين يرشحون، وهي المرة الأولي في تاريخ العمل النقابي التي يمكن أن يصعد فيها إلى المنصة مؤتمر بسيط ويقول رأيه وتقييمه الذي قد يكون سلبيا في الكاتب العام الذي سيتم انتخابه بعد قليل، دون أن يخشى أن يسقط رأسه أو أن يكون من المغضوب عليهم ومن المبعدين المنبوذين.
تلك كانت لحظة قوية في المؤتمر، ومن لم يلتقطها ويقف على عمق دلالتها قد لا يدرك حجم الإضافة النوعية لمؤتمر الجامعة الوطنية لموظفي التعليم.
إن البعض ممن لم يتعوذ على هذا الأسلوب من العمل وألف أسلوب المجاملات والمداراة قد ينظر إلى التداول بأنه نقد قاسي واستهداف شخصي، بينما قد ينظر إليه المشفق من أن تلقى عليه المسؤولية الكبري في المنظمة بأنه نصيحة، على غرار مضمون الحديث النبوي الشريف الذي يشير إلى أن الولاية مسؤولية من سألها وكل إليها ومن لم يسألها أعين عليها على غرار القولة المأثورة: ” رحم الله امرئا أهدى إلى عيوبي “.
قد ينظر البعض إلى بعض جوانب المؤتمر بطريقة سلبية، وقد يشير البعض إلى بعض الحملات الانتخابية السابقة لأوانها، وقد يشير البعض إلى بعض الحدة في النقاش والتداول إلى أن اتضح أن المؤتمر شهد استقطابا بين منهجين وتوجهين، مما زاد في تشويق العملية الانتخابية وعدم القدرة على نتائجها مسبقا، لكن هؤلاء لا يرون الجانب المشرق في القضية أي أن الأمر كان يتعلق بنقاش حقيقي في المنهج والاختيارات، ومن الطبيعي أن تقع في هذه الممارسة الجديدة على المنظمة بعض التجاوزات، لكن ينبغي التأكيد أن تلك الممارسة الديمقراطية هي التي كانت لها الكلمة الأخيرة في نتائج المؤتمر، لكن المنتصر في ذلك كان هو المنهج .
ومن أجل أن يتواصل انتصار المنهج ينبغي أن يكون الخطاب السائد بيننا هو أن المنتصر هو المنظمة، هو أن لا تسود بيننا لغة الغالب والمغلوب، هو أن تسود بيننا لغة الإصلاح والتصالح والمصالحة، أن يكف الجميع عن الخوض في تداعيات تشكيك البعض بغير حق في نتائج المؤتمر هو أن نتوجه نحو المستقبل، أن يرجع كل واحد منا إلى ذاته ويقيم مواقفه وسلوكه، وأن يستحضر كل منا مقالة على بن ابي طالب حين سئل في الخوارج ـ والقياس مع الفارق لأنه لا نحن على ولا إخواننا خوارج، والعكس صحيح: ” أكفار هم ؟ قال : من الكفر فروا. أمنافقون هم : قال : المنافقون لا يذكرون الله قليلا وهؤلاء يذكرون الله كثيرا. قال : فما تقول فيهم : إخواننا




أحمد أكنتيف

طµط*ظٹظپط© ط§ظ„ط£ط³طھط§ط° » ط£ط±ط´ظٹظپ ط§ظ„ظ…ط¯ظˆظ†ط© » ط° . ظ…ط*ظ…ط¯ ظٹطھظٹظ… ظٹظƒطھط¨ : ظƒظ„ظ…ط§طھ ظپظٹ ط§ظ„ظ…ظ†ظ‡ط¬