2010-05-18, 20:20
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | الحرم الجامعي و الإنزال الأمني | الحرم الجامعي و الإنزال الأمني ليس التطويق الأمني الذي شهدته كلية العلوم بنمسيك، الدار البيضاء، الأسبوع الماضي هو فقط الدافع لكتابة هذا المقال، و إنما، و الحال أن الحدث مثل قطرة الحبر التي أفاضت القلم، سلسلة الإجراءات التضييقية التي شهدتها جامعة الحسن الثاني المحمدية هذه السنة، و التي عرفت مسارا تصاعديا ملفتا للنظر. و بالتالي طرحت مع كثير علامات التعجب مجموعة من علامات الاستفهام.
ستحاول هذه السطور بعد استعراض مجموعة من الإجراءات التضييقية خلال هذا الموسم الجامعي 2009/2010 ، تقديم استقراء لها في سياق مقاربة الدولة الشاملة للمسألة الجامعية، لتختم بعرض موقف الطالب و موقعه منها.
الإنزال الأمني، كرونولوجيا سنة:
مجموعة من الأنشطة الطلابية التي نظمتها هياكل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة الحسن الثاني المحمدية نقابيا و ثقافيا و تضامنيا خلال هذا الموسم الجامعي 2009/2010 لم تسلم من التضييق من طرف السلطات المحلية و إدارات الكليات، فنسجل نقلا عن الموقع الرسمي لأوطم هذه الأحداث:
5 ماي 2010 : بمناسبة عقد اللقاء الثاني لمجلس الفرع بكلية العلوم بنمسيك، تطويق أمني للكلية من كل جانب بشتى التلوينات الأمنية، التضييق عند باب الكلية، إقفال القاعات و توقيف الدراسة و إخلاء المكتبة و قطع التيار الكهربائي.
من 8 إلى 13 مارس 2010: محاولة منع الأسبوع الثقافي لكلية العلوم بنمسيك بالمنع من استعمال المدرجات و المستلزمات و قطع التيار الكهربائي و تهديد أعضاء مكتب التعاضدية بالاعتقال، و من بين الأنشطة الممنوعة، محاضرة سياسية بعنوان: "الشباب و المشاركة السياسية".
11 مارس 2010: إنزال أمني مكثف صاحب المسيرة الجامعية التضامنية مع الشعب الفلسطيني بكلية الحقوق المحمدية.
10 مارس 2010: قمع طلاب كليتي الآداب و الحقوق المحمدية وهم يهمون بتنظيم وقفة احتجاجية أمام محطة الحافلات قرب كلية الآداب، حيث منعت قوات القمع الطلاب من الوصول إلى مكان الوقفة و قامت بضربهم و إجبارهم على صعود الحافلات كما ثم اعتقال الكاتب العام للفرع بعد أن ضرب حتى أغمي عليه.
9 مارس 2010 و 14 أكتوبر 2009: إنزالات أمنية مرافقة للوقفات التي نظمها طلاب الآداب بنمسيك و العلوم بنمسيك للمطالبة بحل مشاكل النقل الجامعي أمام محطة الحافلة.
20 فبراير 2010: تطويق كلية العلوم بنمسيك بمختلف التلوينات الأمنية بمناسبة احتضانها للقاء التكويني الذي نظمته الكتابة العامة لأوطم.
10 دجنبر 2009: وقفة اليوم العامي لحقوق الإنسان التي نظمها مكتب الفرع أمام رئاسة الجامعة (إنزال أمني أمام مبنى الرئاسة).
19 نونبر 2009: الإضراب الجامعي الذي دعا إليه مكتب الفرع، (إنزال أمني بالكليات).
28 أكتوبر 2009: انخراط الجامعة في الإضراب الوطني (إنزال أمني بالكليات).
28 شتنبر 2009: منع محاضرة سياسية بكلية العلوم بنمسيك.
الإنزال الأمني و المخطط الإستعجالي:
يسجل هذا التصعيد في السنة الأولى لتنزيل الخطة الاستعجالية لإصلاح التعليم. فيلاحظ إلى حد ما، رصد نفس الإمكانات التي رصدت لتنزيل مجموعة من الإصلاحات السابقة و مقاربة القضية بنفس المقاربة الأمنية التي انطلقت من نفس التصورات حول الجامعة و الطالب الجامعي. حيث نجد أن الدولة رصدت إلى جانب ترميم جزء من البنية التحتية المهترئة و موارد بشرية حسب الغاية و ميزانية هزيلة – لم تشفع لها هزالتها في موائد التدبير و التوجيه - ، عيونا و عصيا و مخافرا و تطويقات و بعثات و إملاءات. موارد رصدتها الدولة كتدابير أمنية بالموازاة مع خطين آخرين من الإجراءات. الأول يتعلق بتشجيع الثقافة المائعة مقابل محاربة الثقافة الجادة و تشجيع الانخراط في صراعات هامشية كالعنف الطلابي الطلابي. و ثاني الخطين هو تنزيل مجموعة من البنود البيداغوجية، كبنود المهننة و ضرب المجانية إلخ. كل هذه الإجراءات من تعاطي أمني مباشر و إشعاع ثقافي ملوث و حزمة القوانين البيداغوجية، و التي تدخل في سياق تناول الدولة لقضية الجامعة بالملعقة الأمنية، تهدف إلى إفراغ الجامعة من محتواها التربوي و العلمي و الفكري، و ثنيها عن ممارسة وظيفتها المجتمعية و الحضارية، وظيفة التنوير و تخريج نخبة المجتمع و دعم نضال الشعب و قواه التغييرية.
و هذه الأهداف محددة انطلاقا من تصورات محلية و غير محلية تتفق على اعتبار مصالحها السياسية و الاقتصادية الكبرى مهددة إن مارس الشعب و فعاليات الشعب، و الجامعة قاطرة هذه الفعاليات، وظائفهم الحقيقية، و قد تمت الإشارة لبعض وظائف الجامعة. فالمطلوب محليا مواطنون متخلقون بالرضا التام عن ما يدبر لهم، و منعزلون إلى حد خيالي عن الشأن العام، و متهممون بكليتهم بالخبز الممتنع أو باستهلاك الجديد من السلعة و الثقافة و الصورة. نفس المطلب دوليا، المحافظة على مستوى معين لدى دول جنوب متخلف، لا هو مستوى سياسي اقتصادي ثقافي جيد يهدد الغرب المتحضر في نفوذه و مصالحه، و لا مستوى غاية في التردي يشكل حقلا لتنامي التطرف و الكراهية و الإرهاب ضد الغرب.
القضية إنزالات أمنية، بعموم معنى العبارة، لتهيئ أجواء أفضل لتطبيق الإصلاحات التعليمية ذات التوجسات و الغايات الأمنية.
الإنزال الأمني و الرد الطلابي:
كما الحال في ماضي سنوات العلاقة المتوترة بين السلطة و الجامعة، أكدت الحركة الطلابية هذه السنة جماهيرا و مؤسسات على رفضها لمعاملة الحرم الجامعي بما سبق ذكره. هذا الرفض تجسد في استمرار الطلاب و هياكل الإتحاد الطلابي في خطهم النضالي التدافعي الممانع، دفاعا عن الحقوق و تأطيرا للساحة ثقافيا و تقدما بالجامعة لمعانقة هموم الأمة.
رد الطالب على حصار الجامعة و تخريب التعليم بجهاده و اجتهاده في طلب العلم و نيل أعلى الشواهد، و رد على المنع بالفعل، و رد على انتهاك الحقوق بالنضال ، و رد على محاولات الاستأصال بالحضور و الشهود. و بالتالي يكون الحاصل استمرار العمل الطلابي بالساحة الجامعية مؤديا وظائفه بكل قوة رغم كل مكر و كيد. المسافر : 18 - 05 - 2010 | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=139795 |
| |