تصوير رائع لتجربة أروع تمر بها كل أم..
تسمين النص احتلالا، ولكنه في الواقع لم يكن غير تحرر وانعتاق، وبامتياز !
هذا ما تبوح به عبارة : "طردت كل ذكريات الوهن"
دمت متألقة يا سعيدة.
مع أسمى عبارات التقدير .

لا زلت أذكر الحيرة التي انتابتني - سابقا - وأنا أحاول قراءة هذا الإبداع الجميل لسيدة الفن القصصي و الخاطرة الرائعة... حاولت و حاولت ، وفي الأخير ، أفخر كوني استطعت الوصول إلى بيت القصيد ..
وارتأيت أن أعيد ذاتي داخل هذا المنتدى أيضا :


قرأت الإبداع الجديد للقاصة الغالية سعد سعيدة ..أعجبت كثيرا ببراعة انسكاب الكلمة الأخاذة ، والحرف الشاعري ، والصور الفنية التي لألأت المقاطع المُتراصة كالبنيان المُتآلف ..
عدت للقراءة ، ثم عدت فانتابتني روح التأويل لأظفر بسبر أغوار الخاطرة الشاعرية ، فجعلت مركب تأويلي يرسو بمرفأ أمي .. نعم أمي الغالية التي حملتني وهنا على وهن ، ولازالت تحمل همي إلى اليوم.
والأخت سعيدة جعلت قصة الحمل / الوهن تيمة خاطرتها الرائعة ، وقالت :
اِستوطنتَ جداري ،وشغلتَ مساحات بردي وناري ...
اِستضفتُك كرهاً،واحتللتَني غصباً..كرهت
أسباب وجودك بداخلي .
والأم المسكينة تشبع غثيانا حين نحل ضيوفا على فضاء رحمها ، وتلك بداية مسار " العذاب " مع الجنين :
أحسستُ بالغثيان وأنت توطد أسباب بقائك ...
وما أجملك أيتها الأم ، وأنت تتابعين حركات و سكنات جنينك ، تشعرين بجوعه و نومه و " لعبه".. وتفرحين رغم الألم و الوهن:

أتابع حركاتك وسكناتك وأسمع صوتك خلف
الظلمات ...أحس نبضك يناوش نبضي ...
أحس جوعك وشبعك ..!
وتستمر الأم الغالية في عد الشهور ، و تهييء ظروف خروجنا من الظلمات الثلاث ، فتفرح لقرب الأجل ، أجل عيد ميلادنا ..
تدرب على سبل البقاء حين يطردك فضائي
وحين أنتشي وأنت تصرخ تأبى الانفصال، فقد
تعودتَ الراحة رغم إتعابي ، ومددت أطرافك لا
تأبه بالحدود!
ونخرج إلى فضاء الدنيا ، فتمرح و تبتسم وتنسى كل العذاب ، تنسى الغثيان ، تنسى الحركات العشوائية على جدار بطنها الطاهر ، فتُحب أن تُشعرنا أنها لازالت في ملكنا رغم تغيير الفضاء !
هي صرخةمنك دوت ...نفذت كالرمح نحو جزء
بداخلي!!!
كنت أعلم أنك مذ قررت احتلالي ، وحلا لك استيطاني ...أنك عملت على امتلاكه !!!

ماذا عساني أقول أيتها النابغة ، إنني أقف لك بكل احترام و افتخار ، أقف لك مهنئا دفاتر بوجود قلمك بين صفحات إبداعها الأدبي .. فقد اشتغلت على التناص ، في تقاطع مع النص القرآني الكريم ، فحققت نجاحا باهرا ليس له نظير.. فطاب مقامك ، وعز حرفك البهي الرقراق.. فلك كل الود والمحبة .

وتلك الآية الكريمة التي فتحت قريحتي لمحاولة قراءة إبداعك الرائع :

يقول رب العزة في كتابه الكريم : " وو صينا الإنسان بوالديه ، حملته أمه وهنا على وهن و فصاله في عامين، أن اشكر لي ولوالديك ، إلي المصير..." سورة لقمان ، الآية 13.
صدق الوكيل الكريم.