الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات المــنــظـــومــــة الـــتـــعـلـيـمـيـــة > منتدى التعليم العالي


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-05-16, 15:32 رقم المشاركة : 1
محمد يوب
أستـــــاذ(ة) مــــاسي
إحصائية العضو








محمد يوب غير متواجد حالياً


وسام المشرف المتميز

a9 أطروحة دكتوراه في ......




الصفويّون:
من الطريقة الصوفية إلى تشكيل الدولة القومية والصدام بالعثمانيين


أطروحة دكتوراه جديدة في جامعة بغداد
عرض:
مازن الحلو
عضو هيئة تدريس بجامعة واسط- الكوت- العراق
يعد تشكيل الدولة الصفويّة حدثا مهما في تاريخ العالم الإسلامي الحديث بعد أن أصبحت قطبا جديدا في السياسة الدولية منحت إيران هويتها الدولية والمذهبية المتميزة والمؤثرة، وما شهدته البلاد من تحوّلات سياسية واجتماعية واقتصادية نتيجة ذلك الحدث، وكانت هذه الانطلاقة وليدة شرعية لجهود كبيرة امتدت عبر أكثر من قرنين من الزمن، بذلتها الأسرة الصفويّة التي دخلت التاريخ منذ أوائل القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، حينما وصل مؤسسها الشيخ صفي الدين إسحق الأردبيلي إلى سدة الإرشاد في ﮔﻴﻼن، وكانت نتيجة جهود التهيئة والإعداد هذه تمكُن اسماعيل من السيطرة على أقاليم واسعة بأقل من عقد من السنين.
وفي العراق دأبت المؤسسات الأكاديمية على دراسة تاريخ إيران والصراع الدولي حولها، فظهر نتيجة لذلك عدد من رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه الرصينة التي يمكن أن تقدم للقارئ العربي معلومات أصيلة وثمينة عن هذا الجار المهم لو أخذت طريقها للنشر، فمعروف ما لتأريخ إيران وتطورات الأحداث فيها من انعكاسات خطيرة على العراق، لعل من أبرزها الارتباط الاثني والعقيدي بين شعوبهما بحكم الجغرافية والحدود الطويلة والمفتوحة بينهما، ناهيك عما أفرزته هذه الجغرافية من معطيات تاريخية، ليس أقلها أن المدائن العراقية كانت عاصمة لأعظم دولة قامت في إيران. لكن هذه الأهمية تزايدت بعد قيام الدولة الصفوية لأكثر من سبب أولها أن مؤسسها إسماعيل الأول تبنى المذهب الشيعي الذي كان العراق مقر مرجعيته الدينية ويرقد في ثراه أكبر أئمتهم وعلى أرضه قامت أكبر الأحداث المرتبطة بالتاريخ والوجدان الشيعيين، فلا تكاد تخلو مدينة عراقية من رمز أو حدث يرتبط بتاريخ آل بيت النبيe، فضلا عن ضمّ إسماعيل العراق إلى دولته بعد ثمان سنوات من قيامها، ثم كان ما كان من صراع عسكري وأيديولوجي بين دولته والدولة العثمانية وكانت أرض العراق في الغالب مسرحا له.
وعلى الرغم من هذه الأهمية يلاحظ ذلك الجهل الفاضح بأوضاع هذه البلاد وتأريخها خلال العقود الماضية الذي أدى بالنتيجة إلى كوارث أسهمت في تدمير المنطقة، فحينما دخل العراق الحرب معها، لم يكن يمتلك خريطة جغرافيّة واحدة للبلاد، وكل ما تم تزويد الجيش به هو خرائط سياحية، على حد قول رئيس النظام السابق، ولم تلق رغبة أساتذتنا بدراسة تاريخ إيران حماس القائمين على المؤسسات الأكاديمية حينذاك، مع كل هذا دأب بعض الباحثين على خوض غمار البحث في تاريخها بمختلف جوانبه مستفيدين من الإمكانيات الفردية والبسيطة المتوفرة لهم، ومستندين إلى مؤلفات الآخرين الذين سبقونا بالاهتمام بشؤون هذا البلد الكبير والغني من الغربيين، فظهرت نتيجة لذلك عدد من الدراسات الرصينة، ظل معظمها حبيس الأدراج ورفوف المكتبات ولم تأخذ طريقها إلى أيدي القراء العرب الذين هم بأمس الحاجة إلى معلوماتها الأصيلة والثمينة، فضلا عما يمكن أن تقدمه من رؤى وقناعات تخدم المؤسسات السياسية الوطنية، فتسهم في بناء علاقات مستقبلية مستقلة وراسخة وتمكّن العراق من أن يعود مؤثرا في أحداث إيران كما كان من قبل ولا يكتفي بدور المتأثر، وذلك لو تبنّتها مؤسسة أكاديمية حقيقية وموّلتها، في وقت بات من المعروف حجم الدعم وكمّ المعلومات الهائل الذي توفر لجيراننا الإيرانيين عن بلادنا فمكّنهم من رسم سياساتهم إزاءه، إلى الحد الذي يمكّن الزعيم الإيراني المعروف هاشمي رافسنجاني من القول حينما سئل عن خطورة الغزو الأمريكي للعراق على بلاده: دعهم يأتون، وسيسألوننا من أين الطريق.
ويلاحظ المتتبع لتأريخ هذه العلاقات خلو المكتبة العربية من دراسة أكاديمية مفصلة تتناول تأسيس الدولة الصفوية وعهد الشاه إسماعيل الأول وما شهده هذا العهد من أحداث كبيرة لعل في مقدمتها معركة جالديران بينهم وبين السلطان سليم الأول وما تبعها من فرز طائفي مقيت كان أداة بيد السياسة لا العكس كما يتصور البعض، بالرغم من أن هذا العهد هو تأسيس للكثير مما تبعه من أحداث، فإن هذا العهد أطل على القراء والباحثين العرب بدراسات اتصفت بالإجمال والعموميّة والجزئية، وهي في معظمها متحيزة وعاطفية سلبا أو إيجابا، ولم تخصص دراسة جامعية موسعة للموضوع تبتعد عن المنهج الوصفي التقريري، وتلتزم تحليل النصوص ومقارنتها ونقدها ظاهريا وباطنيا سلبيا وإيجابيا، والأخذ بالحسبان هوية الكاتب واتجاهاته وعصره وإمكانياته، وهو ما حاول الباحث والأكاديمي العراقي طالب محيبس حسن الوائلي الاضطلاع به من خلال أطروحة الدكتوراه المعنونة "إيران في عهد الشاه إسماعيل الأول 1501-1524م" التي قدّمها إلى كليّة الآداب – جامعة بغداد، وأشرف عليها المؤرخ المعروف الأستاذ الدكتور كمال مظهر أحمد، وجرى مناقشتها يوم الأحد الرابع من شهر آذار 2007م، من لجنة ترأسها الأستاذ الدكتور نوري عبد بخيت السامرائي، وعضوية الأستاذ الدكتور نوري عبد الحميد العاني والأستاذ الدكتور لطفي جعفر فرج والأستاذ الدكتور نذير جبار الهنداوي والأستاذ المساعد الدكتور جميل موسى النجار.
وتبعا لطبيعة الموضوع لم يقتصر الباحث في دراسته على السنوات الأربع والعشرين من عهد اسماعيل، بل عاد إلى قرنين من الزمن يمثلان عمر الطريقة الصوفية بوصفهما مقدمة لهذا الظهور. فاختص الفصل الأول من بين فصول الدراسة الأربعة بدراسة تاريخ الأسرة الصفويّة وأصولها العرقية، ومتابعة التطور الفكري للطريقة الذي انتهى بها إلى تبني التشيع، وتطور الاهتمامات السياسية وعلاقات المد والجزر الحميمة لرموزها بحكام الدول الذين عاصرتهم. فاختص أحد مباحث الفصل بمتابعة واستقصاء الأصول العرقية للأسرة والغوص في كتب الأنساب لتأييد دعوى الصفويين بانتسابهم إلى آل البيت، ويبرر الباحث ذلك في مقدمة أطروحته بأنه لاحظ تهافت الحجج التي أوردها مؤرخون كبار لهم بصمات مهمّة على تاريخ إيران، وإغفالهم العديد من الأخبار التي لا تؤيد رؤاهم وقناعاتهم، حتى أضحت الجوانب العلميّة الخاصّة بنسبهم العلوي ضحيّة الجوانب السياسية والدوافع القوميّة، لاسيما أن عددا من المستشرقين اتخذوا آراء هؤلاء وكأنها مسلمات تاريخية، فناقش آراء المؤرخ الإيراني المعروف أحمد كسروي وفاروق سومر أستاذ التاريخ التركي وغيرهما ممن شكّك في مصادر النسب الصفويّة، كما حاول تأييد رؤاه بإثبات أن الكردية أو الفارسية أو غيرها لا تعني بالضرورة بطلان النسب العلوي، وذلك بالاستناد إلى عدد من أشجار نسب بعض الأسر المرتبطة بآل البيت عامة والصفويين خاصة ضَمّنها في ملاحق الدراسة، كما خصص جزءا من هذا الفصل لاستقصاء العلاقة بين الشيخ زاهد اﻠﮕﻴﻼني وصفي الدين، والجهود التي بذلها الأخير في تنظيم الطريقة والتطور الذي شهدته في عهده وعهود أبنائه من بعده، والأسباب والظروف التي أحاطت بالطريقة وشيخها جنيد، ودعته إلى التحول إلى النشاط العسكري، والخروج من أردبيل مركز الطريقة الرئيس، والرعاية التي حصلت عليها الطريقة ممثلة بشيخها حيدر بن جنيد من خاله أوزون حسن سلطان الآق قوينلو(الخروف الأبيض)، والتطورات التي أدت إلى مقتله ودخول أسرته إلى السجن، والنشاط الذي قام به ابنه الشيخ علي وأتباعه في نصرة السلطان رستم آق قوينلو وانتهى بمقتله وتشرد أخوته واختفائهم في لاهيجان.
وبالنظر للظروف الغامضة التي عاشها شيوخ الطريقة في لاهيجان قام الباحث بدراسة دقيقة لظروف اختفاء بقية أبناء حيدر هناك وذلك خلال الفصل الثاني، وتقصّي أسباب تجاوز الولد الأوسط إبراهيم لصالح أخيه إسماعيل، ولم يكتف الباحث في ذلك بالخبر التاريخي بل استند إلى بعض الآراء النفسية ودراسات علماء النفس فيما يتعلق بصفات الولد الأوسط النفسية، ثم دراسة صورة الظهور الجديد للصفويين بقيادة إسماعيل، وخوضه عمليات ناجحة ضد شروان والآق قوينلو والسيطرة على عاصمتهم تبريز، وتحوّل الشيخ إسماعيل إلى شاهنشاه، وقيامه بتنظيم الدولة إداريا ومحاولة الاستعانة بأصحاب المناصب في الدويلات السابقة، وتتبع النشاط العسكري الصفوي الناجح في عراق العجم وفارس وعراق العرب، والعمليات العسكرية ضد الأوزبك وتأمين المناطق الشرقية للبلاد، وعالج في المبحث الأخير من هذا الفصل أوضاع الدولة الاقتصادية والمالية أيام الشاه اسماعيل الأول.
لقد قيل ما قيل عن هوية الدولة الصفوية المذهبية والإثنية والثقافية، وأصبح مشروعها السياسي صورة لأبشع التقييمات ووصف بأقذر النعوت، على الرغم من أن هذا المشروع لم يكن سوى استمرارا لنهج قديم جديد قائم على تحالف بين الطموح السياسي والمؤسسة الدينية ليس آخره التجربة الوهابية في نجد أو الدولة المعاصرة في إيران نفسها، إذ لا يمكن أن يكون تبني الشاه اسماعيل للمذهب الشيعي عقيدة للدولة الوليدة خطوة ارتجاليّة أو مزاجيّة، بل لا بد أن تنطلق من وعي لطبيعة المجتمع الإيراني والهويّة العقيديّة للقوى الإقليميّة، فحاولت الدراسة في هذا الفصل توضيح الأسس العقائديّة والأرضيّة الفكريّة للمجتمع الإيراني قبل عهد إسماعيل، وتفحص طبيعة ارتباط الإيرانيين بأهل البيت وتغلغل العقائد الشيعيّة في ضمائرهم وطقوسهم نتيجة أحداث تاريخيّة تواصلت منذ العصر الإسلامي الأول، وترسخت في الوجدان الشعبي الإيراني بصرف النظر عن اعتراض المؤرخين عليها ومحاولة تسفيهها، وهي تفيد في معالجة أثر التراث الشيعي في إيران في نجاح المشروع المذهبي الصفوي، فقد بالغ بعض الباحثين في وصف المجتمع الإيراني قبل اسماعيل بأنه كان سنيّا لأسباب مختلفة، فالشيعة يتبنون هذا الرأي ليثبتوا أن الجزيرة العربيّة كانت الساحة الأولى لنشوئه ورفض تهمة "فارسية التشيع"، وأعداء الصفويين يتبنون الرأي نفسه بغية التنديد بخطوة اسماعيل المذهبيّة هذه وإبداء الأسف لتحول هذه الجموع إلى التشيّع. كما أوضح هذا الفصل الأسباب التي دفعت اسماعيل لتبني التشيّع دون غيره من المذاهب والعقائد الموجودة حينذاك، وتقصى الأساليب والوسائل التي اتّبعها لتنفيذ مشروعه، وبيّن أسباب نجاح التجربة الصفويّة، في وقت فشلت قبلها تجارب مذهبيّة أخرى. وحاول الباحث أن يتابع الانتماء القومي التاريخي لهذا المشروع من خلال معرفة الشخصيات التي تقف خلف إسماعيل الصبي الصغير الذي أنجز كل ذلك، إذ حاول تحديد المستشار الأبرز لإسماعيل الذي أقنعه بهذا المشروع، فأكد على أثر كل من شمس الدين اللاّهيجي ونجم الدين مسعود على الدولة بعد أن أحاطا اسماعيل منذ لجوئه إلى لاهيجان بالرعاية والاهتمام، فضلا عن متابعة جذور التشيع في إيران، ودراسة العناصر الإثنية المكونة للمشروع الذي وصفه القوميون الفرس بأنه "تركي" والعثمانيون وغيرهم بأنه "فارسي"، فوجد تنوعا كبيرا في مادة المشروع البشرية فهناك العرب والكرد إلى جانب الترك والفرس وغيرهم، وأيد وجهات النظر التي أكدت وطنيّة الدولة الصفويّة، من خلال متابعة نتف من النتاج الأدبي والفكري لرموز الدولة ورعاياها.
ولما كان للعلاقات الصفوية العثمانية انعكاسات خطيرة على التاريخ الإسلامي عموما، وعلى كل مفاصل دولة الشاه إسماعيل خلال السنوات العشر الأخيرة من حكم الشاه إسماعيل الأول، ابتداءً من معركة جالديران ضد الدولة العثمانيّة التي تعد أبرز المحن التي واجهت الدولة الصفوية بسبب ما لقيته من هزيمة منكرة أمام جيش السلطان سليم الأول الذي كان خاتمة لسياسة سلمية طويلة تجاه إيران انتهجها السلطان بايزيد، فقد حاول الباحث في الفصل الرابع متابعة أسباب هذا الخلاف داخل كواليس الدولة العثمانية نفسها بعد أن قيل الكثير عن الأسباب داخل البلاط الصفوي، محاولا إلقاء أضواء على عقائد التصوف التي يتدين بها رعايا الدولة العثمانية وسلاطينها، وأثبت أن عناصر التماثل العقائدي أكبر من الاختلاف، وهو ما يؤيد أن حب التوسع وإلغاء الآخر حتى ولو كان ابن أبي السلطان وأمه، هي الصفة العامة لدول ذلك الزمن، لذا يلاحظ أن الباحث خصص مساحة كبيرة لمتابعة تطور العلاقات العثمانية الصفوية، كذلك اختص الفصل بمتابعة مجريات ونتائج معركة جالديران على العلاقات الثنائية وعلى بنية الدولة الصفوية وسياساتها داخليا وخارجيا، فهي التي نبّهت اسماعيل نحو التوجه إلى الخارج وإقامة العلاقات مع القوى الإقليمية والدولية لمواجهة الدولة العثمانية المتفوقة، وعلى الرغم من صدور بعض الدراسات التي تتناول هذا الموضوع إلا أنها مازالت قليلة، لا سيّما وأن معظمها التزم خطاً فكريّاً وسياسيّاً مسانداً للرواية العثمانيّة التي تدين إسماعيل الصفوي وتحملّه مسؤوليّة الصدام، بسبب عدم قراءة التاريخ الصفوي الذي لم يكتب بصورة كافية في عهدهم. لكن التحولات الداخليّة في الدولة العثمانيّة ووصول سليم إلى السلطة وطموحاته التوسعيّة ومشاكله النفسيّة أدت إلى أن تكون الدولة الصفويّة، وقبل ذلك أنصارها في الأناضول، هدفا لحملة شرسة قادها ضدهم، شجعتها بعض السياسات الصفويّة غير المحسوبة. فمع أن أوربا كانت وجهة التوسع العثمانيّة، لكنها تحولت نحو العالم الإسلامي بسبب بعض العوامل والظروف التي حددها المؤرخون ما يستلزم مناقشتها وتصويبها، منها أثر أوربا، والعوامل الطائفية الإسلامية، ووصول البرتغاليين إلى المنطقة، والظروف الداخلية العثمانية التي أدت إلى وصول السلطان سليم إلى الحكم، فضلا عن السياسة العثمانيّة تجاه الدولة الصفويّة، كل ذلك أدى إلى الصدام في جالديران وهو صدام استوجب تحضيرات طويلة أمنيّة وعسكريّة وتنظيميّة، فاختار الشاه اسماعيل أرض جالديران واصطدم بالعثمانيين دون تهيئة مناسبة للتحدي، وكانت النتيجة الانكسار الذي حصل نتيجة لمجموعة من الأسباب والظروف. ثم استمرت سياسة سليم في قضم الأقاليم الصفويّة دون أن يظهر في أفق السياسة الصفويّة استجابة مناسبة للتحدي العثماني، ما عدا بعض ردود الفعل غير الناجعة مثل انطلاق حملة صفويّة في مجال إقامة العلاقات الخارجيّة مع القوى الإقليميّة والأوربيّة، على أن العامل الايجابي الوحيد لهذه الهزيمة، هو تحول السياسة الصفويّة الداخليّة نحو بعض العقلانيّة والعدالة وحرية العقيدة.
إن سعة الدراسة استلزمت من الباحث أن يستند في متابعة عناصرها المتشعبة إلى مجموعة متنوعة من المصادر، توزعت على عدد من التخصصات واللغات، على وفق طبيعة الحادثة أو الموضوع المراد دراسته، وألزم الباحث نفسه أن يختار منها الأقرب إلى الحادثة أو الموضوع، على أن لا تكون مادة هذه المصادر حجة نهائيّة في تثبيت الخبر إذا لم تتفق مع المنطق التاريخي والتحليل العلمي، وهو ما لمسناه خلال الأطروحة، وفي مقدمة هذه المصادر كتاب "صفوة الصفا. در ترجمه أحوال وأقوال وكرامات شيخ صفي الدين اسحق اردبيلي" لدرويش توكلي بن إسماعيل الأردبيلي المعروف بابن بزاز (ت800ﻫ/ 1397-8م)، وقدّم الباحث دراسة مستفيضة له في الفصل الأول لارتباطه الشديد بعصر الشيخ صفي الدين وابنه صدر الدين الذي كتب في عهده معتمدا نسخة منه يدّعي محققها أنه رجع إلى جميع نسخ هذا الكتاب المخطوطة، وذلك بغية مناقشة آراء وملاحظات المؤرخ المعروف أحمد كسروي التي ضمّنها في "شيخ صفى وتبارش" أو "الشيخ صفي وأصله" وجمع فيه آراءه بخصوص هذا الموضوع التي سبق أن نشرها في مجلة آيندة الإيرانية سنة 1927م، فحاول الباحث أن يدحض حججه من خلال الغوض عميقا في كتب الأنساب ليقدم في النهاية توثيقا جيدا لشجرة النسب الصفوية، مؤكدا أن هذه الأسرة عرفت بالسيادة قبل نشوء دولتهم بكثير.
والمصدر الثاني الذي يحمل الأهمية نفسها، تلك الوثيقة التي وصلت إلينا من العهد التيموري، والمسماة "وقفية تيمور" وهي عبارة عن عهد مختوم بالختم التيموري يخصص فيها أقاليم وإقطاعات واسعة للشيخ علي حفيد صفي الدين ويذكر فيها تسلسل الأسرة وصولا إلى الإمام عليu، وهي ثاني أقدم مصدر لنسب الأسرة، وقد قامت المؤرخة البريطانية آن لامبتونAn Lambton بدراسة هذه الوثيقة خلال القرن التاسع عشر بتطبيق نفس معايير النقد التاريخي التي طبقها لورنزو فالا على "هبة قسطنطين"، لكنها أثبتت نتيجة لذلك صحة هذه الوثيقة ودقتها، وتعرضت نتيجة ذلك الى مضايقة السلطات القاجارية، والكتاب الآخر الذي يحمل الأهمية نفسها، هو "سلسلة النسب الصفويّة" لحسين بن أبدال الزاهدي (ت بعد1059ﻫ/ 1649م) وهو يأخذ أهميّته من أن مؤلفه حفيد الشيخ زاهد اﻠﮕﻴﻼني، واستند إلى عدد مهم من المصادر الجيّدة. وعلى الرغم من تأخر عهد الكتاب إلا أنه يحمل أخبارا دقيقة ومنقحة عن أجداد الأسرة حتى فيروز زرين كلاه. واستندت الدراسة إلى كتاب غياث الدين بن همام الدين الحسيني خواندمير (ت942ﻫ/1535-6م)، "تاريخ حبيب السير في أخبار أفراد وبشر"، أقدم المصادر المعاصرة لعهد إسماعيل الأول وأكثرها دقة، وهو من أكثر التواريخ التي أستند إليها بقية المؤرخين انتهى مؤلفه منه في 19 رجب 930ﻫ/ 23مايس 1524، إذ اختص الجزء الرابع منه بذكر الحوادث الخاصة بعهد تأسيس الدولة الصفويّة، فضلا عن كتاب حسن بك روملو (ت بعد 985ﻫ/1577م)، "أحسن التواريخ" في جزئه الحادي عشر الذي تضمن حوادث سنوات إسماعيل الأول وطهماسب وإسماعيل الثاني، فابتدأ من سنة 900ﻫ/ 1494م وانتهى بحوادث سنة 985ﻫ/ 1577م، وكتب على صورة الحوليات، فذكر حوادث كل سنة على حدة. وهو من أهم مصادر العصر الصفوي الأول، إلى جانب مصادر أخرى مهمة، مثل "جهانكشاى خاقان" لمؤلف مجهولونسخة من مخطوطته مصورة في مكتبة جامعة طهران، ويعتقد أنه يعود إلى أمير محمود بن غياث الدين خواندمير (ت957ﻫ/ 1550م)، صاحب كتاب "تاريخ شاه إسماعيل وشاه طهماسب صفوي". كذلك استندت الدراسة إلى كتاب "تاريخ شاه اسماعيل"، لمؤلف مجهول أيضا وهو مازال مخطوطا ونسخته الأصلية موجودة في مكتبة جامعة كمبريدج ببريطانيا، تحت رقم A200، ومنه صورة في مكتبة جامعة طهران، أما كتاب الباحث الايراني الدكتور منوﭽﻬر ﭙارسادوست "شاه اسماعيل اول ﭙادشاهى با اثر هاى دير ﭙاى در إيران وإيراني" أو "الشاه إسماعيل الأول الملك صاحب الأثر العظيم والفاعل في إيران والإيرانيين" فهو من المصادر المهمة في دراسة عصر الشاه يقع في أكثر من تسعمائة صفحة حاول مؤلفه جمع كل شاردة وواردة عن الشاه اسماعيل وعصره.
ولم ينس الباحث العروج على عدد من دراسات عدد من المستشرقين، منها كتب الباحث الفرنسي المعروف روجر سيوري وبحوثه، مثل كتاب "ايران عصر صفوى" الذي ترجمه إلى الفارسية، كامبيز عزيزى، وكتاب "تحقيقاتي در تاريخ ايران عصر صفوى" الذي هو مجموعة مقالات قام بجمعها والتعليق عليها كل من عباسقلى غفارى فرد ومحمد باقر آرام، إلى جانب عدد آخر من بحوثه التي تتعلق بالموضوع، وكتاب المؤرخ الألماني المعروف والتر هينتس، "تشكيل دولت ملي در إيران"، أو "تشكيل الدولة الوطنية في إيران" الذي ترجمه إلى الفارسية كيكاووس جهانداري وهو يغطي مقدمات ظهور الدولة الصفويّة. وكتاب المؤرخ التركي فاروق سومر أستاذ التاريخ التركي الوسيط في جامعة استانبولوأنقرة، "نقش تركان آناظولى در تشكيل وتوسعه دولت صفوى"، أو "أثر أتراك الاناضول في تشكيل الدولة الصفويّة وتوسعها"، بترجمته الفارسية التي قام بها كل من الدكتور إحسان اشراقى و محمد تقى امامى. ويعد الجزء الرابع من كتاب المؤرخ البريطاني إدورد براونA Literary History of Persia، أو "تاريخ فارس الأدبي" الذي يغطي الفترة الحديثة (1500-1924م)، من أهم الكتب التي لا يستغني عنها باحث في تتبع أحداث العصر الصفوي، لأنه استند إلى مجموعة كبيرة من المصادر والمخطوطات النادرة وتوصل الى نتائج مهمة أفادت الدراسة في بعض جوانبها. ووفرت دراسة جـون كنجسلي بيرج الأستاذ في جامعـة استانبول "The Bektashi Order of Dervishes" أو "طريقة الدراويش البكتاشية" التي تعد أهم دراسة محايدة عن الفكر البكتاشي وتاريخ الطريقة البكتاشية، معلومات نادرة عن معتقدات الجيش الانكشاري وانتشار الطريقة في الدولة العثمانية والطبيعة العقائدية المتشيّعة لأفرادها، إذ أخذت معلوماته مكانها في الفصل الرابع عند دراسة الصراع الطائفي بين العثمانيين والصفويين، هذا إلى جانب كتابات نصر الله فلسفى، وعبد الحسين نوائى، وعباس إقبال، وغيرهم من المؤرخين الإيرانيين، كما استند إلى الترجمة الفارسية لكتاب إسماعيل حقى أوزون ﭽارشي لي، "تاريخ عثماني" الذي ترجمه وهاب لى، وهو من أهم مصادر دراسة التاريخ العثماني التركية يشارك في الأهمية كتاب أحمد فريدون بيك (ت991ﻫ/1583م) الوثائقي، "مجموعة منشآت سلاطين عثمانية" المطبوع في استانبول ويضم نصوص مراسلات السلاطين العثمانيين مع الصفويين وغيرهم من الحكام بلغاتها الأصلية التي كتبت فيها.
واستندت الدراسة إلى عدد كبير من المصادر التاريخية باللغة العربية، وفرت معلومات مهمة لتوضيح بعض جوانبها، في مقدمتها كتاب الدكتور كامل مصطفى الشيبي، "الصلة بين التصوف والتشيع" لاسيما الجزء الثاني الذي عالج "النزعات الصوفية في التشيع من بعد عصر الأئمة حتى سقوط الأسرة الصفويّة"، وهو في الاصل أطروحة دكتوراه قدمها في بريطانيا، والدراسة القيّمة للباحث السوري عباس إسماعيل صباغ، "تاريخ العلاقات العثمانية الإيرانية" التي خصصها لمتابعة مواسم الحرب والسلام بين العثمانيين و الصفويين، ورجع فيها الى مصادر متنوعة وقدم تحليلات ممتازة أفادت منها هذه الدراسة كثيرا، فضلا عن دراسة الدكتور وجيه كوثراني، "الفقيه والسلطان" التي درس فيهاالعلاقة بين السلطة السياسية ورجال الدين من ناحيتي النظرية والسلوك، فقدم رؤية مقارنة بين التجربتين التاريخيتين: العثمانية و الصفويّة - القاﭽﺎرية. كما أفادت من مؤلفات رسول جعفريان باللغتين الفارسية والعربية، لكن كتابه "الشيعة في إيران" المترجم إلى العربية وفر معلومات مفيدة لبّت حاجة الفصل الثالث من الدراسة فيما يتعلق بتغلغل التشيع في إيران قبل عهد الشاه إسماعيل، وأفاد من كتاب آقا بزرك الطهراني، "الذريعة في تصانيف الشيعة" وهو كتاب كبير جدا يقع في عشرات المجلدات وله الفضل في معرفة كل ما يتعلق برجال العهد الصفوي ومؤرخيه.
وسخّر الباحث كم المعلومات الدقيقة التي وفرتها أطروحة علي خليل أحمد، "الدولة العثمانية في سنوات المحنة. المقدمات الوقائع النتائج" واستند فيها الى مجموعة متنوعة وكبيرة من المصادر التركية والأجنبية فيما يخص دراسة أوضاع الدولة العثمانية وتنظيماتها في الفصل الرابع، ورسالة الماجستير لحسين محمد القهواتي، "تاريخ العراق بين الإحتلالين العثمانيين الأول والثاني 1534- 1628م" التي قدمت رؤى وتحليلات ممتازة تتعلق بالاحتلال الصفوي للعراق والصراع مع العثمانيين، فضلا عن عدد كبير من مقالات "دائرة المعارف الاسلامية" التي كتبها جمع من المستشرقين، هذا إلى جانب عدد من مواقع الانترنت التي حفلت بها قائمة المصادر.
يؤكد الباحث أن دراسته كان يمكن أن تظهر بصورة أفضل لولا صعوبة الحصول على المصادر من المكتبات الرسميّة العراقية لمختلف الأسباب والذرائع، لاسيما المخطوطات المهمة عن الدولة الصفويّة الموجودة في المركز العراقي للمخطوطات التي لم يتمكن من الحصول عليها بسبب عدم توفر الأجهزة اللازمة على الرغم من مراجعات دامت سنة كاملة. كذلك الحال مع مكتبة المتحف العراقي التي تزخر بمجموعة ممتازة من المصادر الفارسية لكن عدم وجود أجهزة استنساخ في هذه المكتبة حرمه من الافادة من كنوزها إلا في نطاق ضيق. والغريب أن الباحث يذكر أنه لم يعثر بعض هذه الكتب في كل المكتبات العراقية العامة والخاصة بالرغم من شهرتها وأهميتها، مثل كتاب الدكتور كامل الشيبي "النزعات الصوفية في التشيع من بعد عصر الأئمة حتى سقوط الأسرة الصفوية"، حتى في مكتبة مؤلفه، وأيضا الجزء الرابع من كتاب إدورد براون "تاريخ الأدب في إيران"، مما دعا الباحث إلى أن يطرق أبوابا أخرى للحصول على المصادر لاسيما الفارسية فسافر إلى إيران أكثر من مرة، وتنقل بين مكتبات طهران وقم ومشهد وأصفهان وكرمنشاه، كما اضطر الى الاستعانة بالمكتبات الخاصة لبعض الأصدقاء لتأمين الكتب العربية، أو الاضطرار أحيانا لشرائها من الأسواق العراقية أو الإيرانية بأسعار عالية، كما يقول الباحث.
تمثل هذه الأطروحة جهد علمي متميز تابع بدقة الأوضاع العامة في إيران إبان عهد شاهها إسماعيل الأول، وحلّل أصول الأسرة الصفوية وتحول مشروعها الديني إلى مشروع سياسي عبر مرحلة تاريخية دقيقة وهامة، وابتعدت كثيرا عن أسلوب السرد التاريخي والاكتفاء بعرض الحقائق، واتّبعت بدلا من ذلك الأسلوب التحليلي الذي لا يكتفي بالتوقف أمام الحدث التاريخي، وإنما الغوص في أعماقه لمعرفة مسبباته والربط بينه وبين النتائج التي أدى إليها، والإمساك بخيوط تحركاته وعدم تركها سائبة لا قرار لها. وراعت التسلسل الزمني بدقة والتزمت بعلمية بعنوانها وجاءت الفصول والعناوين الرئيسية لتصب في مجرى العنوان العام للأطروحة، فشكلت بذلك روافد له دون أن تبتعد عن إطاره المباشر. كما تميزت بهوامشها التوضيحية فلم تكن فقيرة في معالجاتها لما تحتاجه كلمات المتن من توضيح، كما لم تعان الهوامش من الترهل أو التخمة، وإنما جاءت ممتلئة بمعلوماتها الثرة وشروحها الوافية. بل وارتقى أسلوبها إلى مستوى الشهادة التي تريد نيلها، فكانت لغتها سليمة وراقية. فضلا عن أنها استخدمت كماً من المصادر الأصيلة التي يستخدم قسم غير قليل منها لأول مرة في دراسة أكاديمية داخل القطر، لاسيما المصادر الفارسية المتمثلة بالمخطوطات والكتب والمعاجم والموسوعات وغيرها، فجاءت الأطروحة منسجمة مع ما أنتجه قسم التاريخ في كلية الآداب/ جامعة بغداد من إسهامات علمية مرموقة في حقل الدراسات التاريخية ورفده المكتبة بنتاجات راقية تفخر بها مؤسساتنا الأكاديمية وتضاهي بها أعرق الكليات والجامعات العربية والعالمية.
ومما ينبغي قوله أيضا أن هذه الأطروحة تضمّنت الكثير من المعلومات الجديدة التي ترد ربما لأول مرة في دراساتنا الأكاديمية، منها ارتباط بعض الأسر المعروفة في العراق والوطن العربي وإيران بالأسرة الصفوية، منها الأسرة الكواكبية التي منها رائد العروبة في الشام، عبد الرحمن الكواكبي الذي عاش في ظل الحكم العثماني نقيبا للأشراف في حلب، والأسرتين الجبارية والحيدرية في كردستان العراق، وآل الحكيم في كربلاء وآل عبد زيد في غماس في الديوانية، وأسر أخرى كثيرة قدم الباحث أشجار نسبهم في ملاحق دراسته، كما تضمنت دراسته معلومات تكاد تكون نادرة عن التصوف في العهدين المغولي والتتاري من خلال متابعة تحركات الصفويين، وأخرى عن التشيع في إيران بين القرنين الأول والعاشر الهجريين بذل الباحث جهدا كبيرا في إعادة قراءة المصادر بطريقة مختلفة لانتزاع المعلومات منها، كما يتضح في قراءته المتميزة لكتاب منتقلة الطالبية لإبن طباطبا العلوي (ق5ﻫ/11م) لمعرفة عدد الأعيان الطالبيين المدفونين في مدن إيران الرئيسية قبل القرن الخامس الهجري/ الحادي عشر الميلادي، وتوظيف هذه المعلومات لدراسة تاريخ دول الشيعة في التاريخ الإيراني، أو قراءته لكتاب جغرافي هو نزهة القلوب للمستوفي الشافعي (ت750ﻫ/1349م) بغية دراسة الجغرافية المذهبية لإيران خلال القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي، ليثبت أن التشيع لم يكن طارئا على إيران.
بل أن هناك لمسات بارعة للباحث من خلال استخدامه التحليل النفسي والاستعانة بالخبراء النفسيين في تحليل شخصيات الأطروحة للوصول إلى حقائق جديدة مدعّمة بالنص التاريخي لاسيما في معالجة ظروف اختفاء إبراهيم بن حيدر التي توصل الباحث إلى أنه أجبر على مغادرة الطريقة وإفساح المجال لإسماعيل لقيادة الطريقة بالرغم من سنيّه التي لم تتجاوز السبع وتحليله الدقيق لبواعث الصراع العثماني الصفوي فخلص إلى تهافت النظرية الطائفية في الخلاف من خلال الغوص في عقائد الطرفين، فضلا عن معلومات نادرة عن طفولة السلطان العثماني سليم الأول، وغيرها الكثير من المعلومات التي حفلت بها الأطروحة.
عانت الأطروحة في بعض المواضع من نقص في المصادر التي يمكنها أن ترفدها بالمزيد من المعلومات منها رحلات الأوربيين إلى إيران ووصفهم لها خلال عهد إسماعيل، وحاول الباحث الاستناد إلى مصادر ثانوية في الحصول على معلومات هذه الكتب، كما عانت من شحّة المعلومات عن الأوضاع الاقتصادية في إيران في ذلك العهد بالرغم من تخصيصه مبحثا لذلك، فضلا عن توسعه في تناول التاريخ العثماني ومعاهداتهم الخارجية مع الدول المسيحية والاستعانة بهم لمحاربة الصفويين والمماليك، لتأييد وجهات نظره فيما يخص مسؤولية سليم الأول في افتعال الصدام مع العثمانيين وليثبت أن هذا الصدام نتيجة طبيعية لسلوك السلاطين العثمانيين وسياساتهم الخارجية، وليخلص أن اسماعيل الصفوي لم يتجه للدول المسيحية إلا بعد أن بدأ العثمانيون لا يألون جهدا بما فيه التحالف مع الدول النصرانية للقضاء على دولته.
يمكن القول في النهاية أن هذه الأطروحة أزالت الكثير من الغموض عن التاريخ الصفوي، وربما ستسهم لو أخذت طريقها إلى القارئ العربي في تعريفه بالصفويين وتهدئة الخواطر والتشجيع على إدراك حجم المؤامرة التي يتعرض لها المسلمون حينما يركز على الأخوة الإسلامية، في وقت أصبحت الصفوية شتيمة للبعض سرعان ما يلجأ المشتومون إلى محاولة نفي هذه التهمة عنهم دون أن يعرفوا القضية. ختاما لابد أن نهنئ الباحث ومشرفه بل ونهنئ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على هذا النتاج الكبير في هذه الظروف، إذ يحق لنا ولها أن تفخر بمثل هذه الدراسات.








: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=137586
التوقيع

    رد مع اقتباس
قديم 2013-09-26, 17:11 رقم المشاركة : 2
Eng.Haider
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







Eng.Haider غير متواجد حالياً


افتراضي رد: أطروحة دكتوراه في ......


من خلال العرض تبدو الاطروحة رائعة هل هناك طريقة للحصول عليها رجاءا؟؟






    رد مع اقتباس
قديم 2013-09-26, 17:33 رقم المشاركة : 3
نزيه لحسن
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية نزيه لحسن

 

إحصائية العضو







نزيه لحسن غير متواجد حالياً


مسابقة السيرة 2

وسام المرتبة الأولى من مسابقة السيرة النبوية العطر

الوسام الذهبي للمنتديات الأدبية

وسام المشارك مسابقة الأستاذ الرمضانية

وسام لجنة التحكيم

و وسام المشاركة المميزة في مسابقات رمضان 1433

وسام المشاركة

وسام المركز الثاني في المسابقة الأدبية

افتراضي رد: أطروحة دكتوراه في ......


نافذة قيمة جدا للإطلاع من خلالها على الشأن السياسي داخل المجتمعات الإسلامية إبان العصر الوسيط .. والدولة الصفوية طابق يدعو للتناول و الإبحار .

شكرا جزيلا السي محمد يوب .






التوقيع



    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
...... , أطروحة , دكتوراه , فى


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 19:37 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd