"ملامح خطة العلمانيين لإفساد المرأة" :
بعد فشل ملك فرنسا لويس التاسع في الحملة الصليبية الثانية فكر بطريقة لحرب المسلمين من غير مواجهة و جاءت خطته الجديدة كالتالي :
أولا:تحويل الحملات الصليبية العسكرية إلى حملات صليبية سلمية.
ثانياً:تجنيد المبشرين الغربيين في معركة سليمة لمحاربة تعاليم الإسلام ووقف انتشاره ثم القضاء عليه معنوياً
ثالثاً:العمل على استخدام مسيحيي الشرق في تنفيذ سياسة الغرب
رابعاً:العمل على إنشاء قاعدة للغرب في قلب الشرق العربي يتخذها الغرب نقطة ارتكاز له،ومركزاً لقواته الحربية
ومن هنا بدأ الغزو الفكري و احتلال العقول ثم جاء حفيد لويس التاسع وهو نابليون بونابرت و أدخل العلمانية في العالم الإسلامي و هنا يمكن استجلاء أمور منها :
*أطروحات العلمانيين التحريرية التي جلبوها من الغرب هي أطروحات لم تتغير منذ ذلك الوقت.
* التاريخ يعيد نفسه،وزيادة على التقليد الأعمى لديهم وتكرارهم للأفكار العلمانية القديمة،فإنهم مجرد أبواق ينفخ فيها اليهود بروتوكولاتهم لتخرج لنا أفكاراً يهودية بلهجة محلية عربية.
*العلمانيون يمارسون في العصر الحالي(دور المنافقين)قي المدينة وقت النبي صلى الله عليه وسلم،واتفاقهم الحميم مع إخوانهم اليهود من أهل المدينة ضد الإسلام.
أولاً-أهداف الخطة العلمانية لإفساد الأمة :
ان العلمانين (منافقي العصر الحديث) يسعون لإفساد الأمة بكل ما أتوا عن طريق تحقيق مجموعة من الأهداف منها :
1-إقصاء الدين عن الحياة.
2-إسقاط العلماء والدعاة.
3-إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا باسم(حرية التفكير)،ابتداء بالعبث بملابس النساء في كشف الوجه باسم الخلاف الفقهي مروراً بقتل الغيرة في نفوس الناس.
4-الوصول إلى مراكز النفوذ:ويدخل في ذلك السيطرة على جميع وسائل الإعلام،لنشر أفكارهم.
5-تغييب عقيدة الولاء والبراء،وطرح فكرة(التسامح الديني)،والتقارب وعدم النفور،ورفض وصف الكافر بوصفه الحقيقي الذي وصفه الله بها فكلمة(كافر)بشعة مرفوضة لديهم،فيستعملون بدلاً عنها(الآخر)أو(غير المسلم).
6-إشغال المسلمين عن هموم الأمة
7-تشويه صورة الدولة العثمانية،وتسمية حكمها ظلماًبالاستعمار العثماني)
8-إفقار العالم الإسلامي.
9-تجهيل الشعوب المسلمة بكل أنواع الجهل،وإضعاف النهضة الأدبية والعلمية.
10-مهاجمة اللغة العربية الفصحى.
11-إفساد منهج الخطة العلمانية لإفساد المرأة. ثانياً : الخطة العلمانية لافساد المرأة :
1- التطبيع :
أي جعل الفساد عند الناس امرا طبيعياً فيتم طرح مجموعة من الأفكار و المقالات الصحفية و التي تتحدث عن موضوعات لها ارتباط بالمرأة و إفسادها حتى يعتادها الناس و من خلال هذه القضايا :
أ-الاختلاط:
مثل الدعوة للتعليم المختلط من الصغر بحجة التعرف على نفسية الجنس الآخر،ولتجميل وجه الاختلاط القبيح تحت أسماء زئبقية،إطلاق اسم (الملاك الطائر)على المرأة عندما تكون(خادمة)في الطائرة ، أو (ملاك الرحمة) للمرأة حينما تكون(خادمة)في المستشفى.
-إظهار الألبسة العارية على أنها رقي.
-إبراز أهل الفن مابين(ممثلين،مغنين،راقصين)على أنهم قدوات.
-تعظيم الغرب وأهله،وتقديمهم بصفتهم القدوات والمثل الأعلى.
-استمراء التفحش بتعويد الناس على إظهار صور من الانحلال الجنسي في وسائل الإعلام بصورة تبدو كأنها عفوية،بحجة الرشاقة وتمارين تخفيف الوزن.
ب- استغلال الدين :
لعلم المفسدين أن للدين أثراً على الناس، حرصوا أن يركبوا موجته، ويقولوا (قولاً حقاً)، ليصلوا به إلى (الباطل)، ومن أمثلة ذلك :
أ- الإستدلال بالأقوال الشاذة : فهم يستدلون (بمعركة الجمل)، وأن أمنا عائشة - رضي الله عنها- كانت تقود المعركة، ويفترون كذباً أنها كانت بلا حجاب، أو أنها تختلط بالرجال، وأهملوا عشرات الألوف من الصفحات التي ألفها المؤلفون عن هذه الأم -رضي الله عنها-، والتي تعارض منهج العلمانيين .
ب- ادعاؤهم فهم الدين: يزعم العلمانيون أنهم (الوحيدون) الذين يفهمون عمق الإسلام لأن علماء الشريعة - كما يزعم العلمانيون – يفهمون الإسلام فهماً رجعياً .
ج- التمسح بالدين: لا يفوتهم أن يختموا أطروحاتهم حول تحرير المرأة؛ بالتأكيد على أن دعواتهم هذه أن دعواتهم هذه يتم طرحها وفق الثوابت الدينية .
د- التأكيد على الخلاف الفقهي: القضايا التي يعبرون إلى الإفساد من خلالها فقد هي القضايا التي يفقهون خلافها الفقهي، وهي الوحيدة التي تجترُّها ألسنتهم؛ كالحجاب، الاختلاط .
ج- احتواء الأقلام والمواهب النسائية :
وذلك عن طريق استدراجهن بألوان الإغراء التي كالمال والشهرة ثم يجعلونهن ينقلن الأفكار العلمانية إما (بالإيحاء)، أو بالأسلوب المباشر .
د- ادعاء نصرة المرأة:
استغلال المشاكل الاجتماعية للمرأة، وجعلها شماعة لمشاريعهم التخريبية ومهاجمة(تعدد الزوجات) مستغلين سوء تعامل بعض الأزواج المعددين مع زوجاتهم .وأيضا عن طريق ذلك (السياق الملول) وهو القياس على الأم والأخت.
هـ- التشكيك في الحجاب:
من المؤكد أن الحجاب عند العلمانيين هو المفصل الأهم في قضية المرأة، لذلك اعتمدوا على منهج التشكيك في شرعيته وأوهموا المسلمين بأمور :
أن الحجاب ليس من الدين أصلاً،وإنما هو لباس اجتماعي وموروث من الأجداد،ولا يوجد في الأدلة الشرعية دليل يوجب الحجاب على المرأة،والعفاف عفاف القلب وليس بالحجاب ويرددون(كم من متحجبة وهي سيئة؛وكم من متكشفة وهي بطهر التابعيات)وهي دعوى لتنفير المتحجبات من الحجاب.
ثالثاً:مثال تطبيقي:
برنامج ستار أكاديمي التلفزيوني:
من قاموس التحرير خرج هذا البرنامج الإعلامي الذي عبارة نموذج صغير للأفكار العلمانية الكبيرة المنثورة في إنتاجهم. . حتى إن رئيس الوزراء اليهودي أريل شارون قد أثنى على هذا البرنامج،وقالهذا هو الإسلام الذي نريده)ورغم المكاسب المادية الكبيرة التي حققها البرنامج لملاك القناة التي تعرضه، إلا أن هذا لا ينفي أن للبرنامج أهداف أخرى ومنها : 1-استمراء التفحش وتطبيعه في النفوس، وترويض الناس على تقبله.
2-انتفاء الحجاب بأبسط أشكاله.
3-إشغال شباب الأمة بالتوافه عن القضايا المهمة فهم في عزلة تامة واستغراق حتى الثمالة في مستنقع الطرب والغناء.
4- إزالة الفوارق الدينية وقتل الولاء والبراء.
5-على الرغم من وجود مسلمين داخل البرنامج،إلا أنه لا يوجد ذكر للدين فهو مغيب تماما فلم يقيموا الصلاة مطلقا.
6-الاختلاط هو الأصل وليست هناك أي مخاوف كما يتوهم الناس.
7-تلميع نجوم البرنامج ليكونوا قدوات مستقبلاً.
8-ترويج الفن والغناء والتمثيل.
9-تعظيم شأن الغرب بأمور:
أ-فكرة البرنامج منقولة من الغرب.
ب-نمط الألبسة من إنتاج الغرب.
ج-نمط المعيشة غربي بحت.
د-نمط الديانة غربي فالقناة التي تبثه مسيحية نصرانية.
المناقشة الثالثة:
قضايا يجدد العلمانيون إثارتها حول المرأة
وفيه.. تمهيد:
القضية الأولى: الحجاب.
القضية الثانية: المساواة.
القضية الثالثة: الاختلاط.
القضية الرابعة: عمل المرأة.
القضية الخامسة: قيادة المرأة للسيارة.
قضايا يجدد العلمانيون إثارتها حول المرأة
تمهيد:
أثاروا هذه القضايا تحت غطاء من الدين،ثم خلعوا عنهم هذا الغطاء،وصاروا يتناقشون باسم التمدن والحضارة،فعلوا ذلك كله بتحريض من أيد يهودية. والذي يلفت الإنتباه حول طريقة الطرح لتلك القضايا،أنه طرح مكرور، من أسلافهم كقاسم أمين.وفي هذه المناقشة سنذكر جملة من أبرز تلك القضايا وهي:
القضية الأولى:الحجاب
الحجاب عبادة من رب الأرباب.متى ما بقى الحجاب مرفوعاً على رؤوس المسلمات في بلد ما، فهو دلالة على انتصار الإسلام على العلمانية في ذلك البلد،ومتى ما أسقطوه،فهو علامة انتصار الباطل،ومؤشر على تراجع الإسلام في نفوس أهله في الغالب،ولهذا راحوا يعيدون خططهم المكررة التي بدأها أسلافهم في طرح مواضيع الحجاب والتشكيك في هيئته ومشروعيته. ويجعلون تغطية الوجه محل خلاف، وأن الذين يرون وجوب تغطية الوجه هم من المتشددين.ونراهم حين يحاربون الحجاب و الستر، يتسترون بشعارات براقة،(كالحرية الشخصية)و(التعددية)و (الديمقراطية). ولو حاولنا تصديق مزاعم العلمانيين في أنهم يبحثون عن الحق في مسألة الحجاب الشرعي كما يزعمون،فإن هنالك ما يدعو إلى اتهامهم بالكذب،وهو إنتاجهم الإعلامي،حيث أنهم يمنعون أي محجبة من الظهور ويحاربون خروجها على الشاشة.ومما يزيد المعضلة اشتداداً أن يقف في صفهم مفكرون وكتاب محسوبين على الفكر الإسلامي، و أن ينخدع بهذه الدعوة بعض العلماء المسلمين، وطلبة العلم اندفاعاً عجيباً.
إن الاحتشام فطرة بشرية وسمة عالمية،وإن التحول الذي حصل نحو السفور والانحدار يتم بإدارة سياسية ويد خفية.
ارتباط الاحتلال بقضية خلع الحجاب:
في جميع البلدان الإسلامية دون استثناء،تزامنت الدعوة لخلع الحجاب ، مع وجود المحتل الأجنبي أو مندوبيه، وحاولوا تصوير الحجاب بتشبيهات توحي بالتقبيح. ومن الأمثلة على ذلك:
- فعن أثر الاستعمار في العراق على قضية خلع الحجاب،حيث قال خيري العمري (......إلى أن قال :الذي أريد أن أذكره: هو وجود قوتين كانتا تلعبان في تلك الأيام دوراً مهما في توجيه الأمور وهما: (البلاط) و (دار الاعتماد البريطاني) .
2 -أما ما يخص مصر،فبعد سنوات قليلة من الاحتلال البريطاني عام1882 م، صدر كتاب (المرأة في الشرق) وكان مؤلفه مسيحياً مصرياً،وكان صديقاً للورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر،وقد دعا هذا الكتاب للقضاء على الحجاب باعتباره حجاباً للعقل.وفي عام 1899م صدر كتاب (تحرير المرأة) لقاسم أمين الذي دعا إلى سفور وجه المرأة ورفع النقاب عنه.
3-أما ما يخص تركيا فحينما ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة عام 1924م وأصدر في أول قراراته(إلغاء الحجاب) .
4-أما يخص الجزائر،فالاحتلال الفرنسي تعامل مع الحجاب بطريقة الإقصاء، والضرب بعنف وشراسة مستميتة ،وخلعه بقوة في الشوارع من فوق رؤوس المسلمات.
5-أما تونس ففي عام 1929م حينما كانت البلاد تحت الاحتلال الفرنسي، دخلت معركة الحجاب في طور جديد اصطبغ في السياسة: ذلك أن امرأة تونسية مثقفة تدعى حبيب المنشاري،اعتلت سافرة منبر جمعية الترقي بالعاصمة،فألقت مسامرة في جمع غفير من الرجال ومن الأوانس والعقائل التونسيات،وقد بسطت فيهاحالة المرأة التونسية ونددت بالحجاب مما أحدث رجة في القاعة،فصفق لها المعجبون،وعبس المستنكرون.
وفي الحقيقة فإنه أينما سرت وفتشت تجد هذه العلاقة بين العلمانية والإنجليز ،أو الفرنسيين او الأمريكان أو دوائر التبشير والاستشراق.
المظاهرات النسائية وخلع الحجاب:
المظاهرات النسائية وسيلة امتطاها المحتل الغربي منذ مائة عام في عدة دول إسلامية،دون أن يكون من الناس أي اعتراض، أو احتساب لإنكار ذلك المنكر! وهذه نماذج تاريخية لبعض البلدان العربية:
-في مصر:انطلقت أول مظاهرة نسائية في العالم الإسلامي في زمن الاحتلال الإنجليزي1919م تحت إشراف سعد زغلول وبقيادة زوجته صفية مع رفيقتها رائدة التغريب هدى شعرواي،إضافة إلى مجموعة من النساء القبطيات،وذلك للتعبير عن رفضهن للاحتلال الإنجليزي إلا أن المظاهرة تحولت مسارها إلى (الهتاف بالحرية ونزع الحجاب)
-في الجزائر:يقول محمد سليم قلالة: ( حدث هذا في مثل يوم هذا الشهر من سنة1958م يوم الاثنين 27 ماي، بعد ما ألقى إمام مسجد سيدي الكتاني آنذاك في مدينة الشيخ ابن باديس بالجزائر ، صعدت فتاة جزائرية مسلمة إلى الميكرفون لتقول: لا ندع هذه الفرصة تضيع، إنها الفرصة الوحيدة التي تمنح لنا للسير في طريق التحرير الكامل والمطلق ، وقالت: أطلب منكم أن تفعلن مثلي، وفي حركة رائعة" يقول المعلق" نزعت الآنسة بنت الآشا حائكها الأبيض ثم حجابها، ورمت الكل من الشرفة وسط دوي من التصفيق والصياح: برافو! برافو ! وتتبعها فتيات أخريات تنزعن أحجبتهن وتطلقن الصيحات المدويات وسط دوي أخر من الصياح:برافو! براوفو! )
وروجت الصحافة الجزائرية الخبر،ونشرت صور النساء وهن يحرقن جلابيبهن.
-في سوريا قامت مظاهرة نسائية عام1926م احتجاجاً على سياسة الانتداب الفرنسي ، وبعد المظاهرة الفاشلة بسنتين قامت مظاهرة نسائية بقيادة ثريا الحافظ التي كما قالت الدكتورة بثينة الشعبان رفعت الغطاء عن وجهها كما فعلت مائة امرأة ونيف،كن يساهمن معها في المظاهرة نفسها ). القضية الثانية: المساواة:
المطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل،هي من المطالب البارزة لدى العلمانيين.ويطالبون بالمساواة التامة سياسياً، واجتماعياً، واقتصادياً، وثقافياً وعسكرياً، وإعلامياً وتربوياً فهما حسب زعمهم متساويان في جميع الخصائص البشرية، إلا الولادة والإنجاب.
وتناول الكاتب الرد على تلك القضية بردود عقلية (ذكر اثنين وعشرين ردا سأذكر ستة منها فقط)ثم بالقرآن الكريم(ذكر أربعة وعشرين دليلا سأذكر بعضاً منهم.
الردود العقلية:
وليس يصح في الأذهان شئُ إذا احتاج النهار إلى دليل
*التاريخ القديم:ينفي المساواة،ويخبرنا عن قيام وحضارات وأمم وممالك بادت،كانت متنوعة الديانات،متعدد اللغات،مختلفة المفاهيم والأفكار،لكنها اتفقت جميعها أن الرجل ليس مساوياً للمرأة
*الأنبياء جميعهم رجال في كل الديانات:بل جميع الآلهة في الأديان البشرية هي ذكور.
*اللغة ترفض المساواة،فتنقسم النوع إلى (ذكر)و(أنثى)
* علم الأحياء ينفي المساواة،حيث يثبت أن خلايا الرجلتختلف عن خلايا المرأة.
*نظام دورات المياه في الأماكن العامة
* البهائم تشارك في رفض المساواة بين الجنسين.
* وسائل الإعلام تنفي المساواة ،فعندما ترغب في استدرار عواطف الجماهير نراها دائما تقول في استغراب: " تم قصف المبنى وفيه نساء وأطفال " ولاتذكر الرجال.
* النسب للآباء دون الأمهات.
-الأدلة القرآنية على انتفاء المساواة:
*شهادة الرجل تساوي شهادة امرأتين ،لقوله سبحانهواستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء)
*فرق الله سبحانه وتعالى في قسمه بالميراث بين الزوج والزوجة بقولهولكم نصف ما ترك أزواجهم وإن لم يكن لهن ولد )
*قسم الله سبحانه وتعالى بمسؤولية الأسرة،فكلف الرجال بالقوامة دون النساء الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم ) ومما يجدر ذكره أن عدم التساوي الذي أكده القران الكريم لا يعني (دونية المرأة) واحتقارها بل يعني (الاختلاف) بين الرجل و المرأة, فالسماء مختلفة عن الأرض, والشمس لا تشابه القمر, ولا الليل سابق النهار, وكل في فلك يسبحون.
القضية الثالثة:الاختلاط:
غالب الدول الإسلامية تعاني من وباء اختلاط الرجال والنساء،غير أن المجتمع السعودي بصورة خاصة لازال أكثر المجتمعات الإسلامية محافظة والتزاماً في قضية فصل الرجال والنساء. لذلك بدأت الدعوات التي ينادي بها العلمانيون في المجتمع السعودي تأخذ شكلاً قوياً،ولكن عن طريق غير مباشر،كالتدرج مثل الدعوة إلى توظيف وفتح مجالات العمل لها أسوة بالرجال.ويردون على معارضيهم بجملة مبررات سنتناول اثنين منها ليس لوجاهتها ولكن لتصديق الناس لها ،هما مسألة الوقت، والثقة .
مبرر مسألة الوقت:
وهذه الحجة يرددونها أول الأمر لتبرير الاختلاط،بل ويزعمون أن الاستعفاف والستر والفصل بين الجنسين،هو سبب الفتنه لأن الممنوع مرغوب،ويزعمون بأن الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية المرأة دون حجاب وعلى مخالطتها للرجال.وهذه الحجة مردودة بأمور منها:
1-مسألة الاختلاط ليست جديدة على التاريخ وليست فريدة في الواقع المعاصر بل ثبتت أضراره وأمراضه مع مرور الوقت.ومن الأمثلة على ذلك ما طالعتنا به الصحف من فضائح يكون أبطالها رؤساء بل وقساوسة أحيانا(فضيحة كلينتون ومونيكا والقسيس جيمي سواجرت)
2-لا يرضى عاقل أن يقدم عرضه قربانا من أجل أن يتطور المجتمع ويتعود المنكر.
3-أفضل رد على مبرر الوقت (فاحشة اللواط والسحاق) فحياة المبتلي بها كلها مع رجال ، او تكون امرأة مع نساء ، و مع ذلك نجد أن مجتمعات الأرض تعاني من ازدياد هاتين الفاحشتين المشينتين.
مبرر الثقة في المرأة:
من المبررات المطروحة للاختلاط أو خلع الحجاب،قولهم إن نساءنا غنيات بإيمانهن،قويات بعفافهن،وعدم فتح المجال لاقتراب الجنسين دليل على عدم الثقة) ومبرر الثقة مبرر ساقط من عدة وجوه منها : 1-الله عز وجل خالق هذه الأنفس،وشرع لها ما يناسب طبيعتها وهو الحكيم الخبير،وقد أمر النساء بالبقاء في البيوت بقوله: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي }.
2-من القواعد الشرعية (حفظ الضروريات الخمس)الدين العرض المال العقل
3- إذا كان الخوف على أمهات المؤمنين رضي الله عنهن من ذوي القلوب الضعيفة في أطهر العصور قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } فكيف بعصرنا.
القضية الرابعة :عمل المرأة :
من حجج المنادين بإفساد المرأة ، أنها أكرم من أن نختصر وظيفتها في الحياة بين جدران البيت ، و يصفون بقاء المرأة في بيتها بأنه ( تجنّ و ظلم لها) و تنتشر مثل هذه الدعوى و يسيطر الإعلام العلماني على عقول العامة و النساء بشكل اخص فصدقوا افتراءهم .
ومن سيكون أكثر من الزوجة و الأم حرصاً و إتقاناً و أوفر عطاء؟!
فتراهم ينظرون إلى وظيفة (ربة البيت) بازدراء و مهانة و بالمقابل فإنهم لا يزدرون الخادمة المنزلية، أو المربية، أو الطباخة ....
ففي البلاد التي انخدعت بمثل هذه الدعاوى خرجت المرأة من (المطبخ المنزلي) فصارت تخدم كل الناس، فاستبدلوا المطبخ بمطبخٍ أكبر مساحةً و أسوأ حالاً و منزلةً.
و لنفترض جدلاً أن المرأة تخلصت من الخدمة في بيتها، (أو ما يقال عنه الظلم الذي هي فيه)، فإن البيت حتماً سيحتاج إلى امرأةٍ أخرى ترعى شؤونه، و هي (الخادمة)، فما ذنب هذه الخادمة حتى تعيش في ظلم (القرار في البيت) الذي هربت منه صاحبته؟!
فهل هذا هو بناء الأمم ؟!!
أن تعمل نادلةً في مطعمٍ أو مضيفة أو مرشدة سياحية أو مندوبة تسويق ؟!
القضية الخامسة : قيادة المرأة للسيارة :
قد تكون قضية المرأة للسيارة منحصراً في أخر مجتمع مسلم،وهو المجتمع السعودي لأنه الوحيد الذي تمنع أنظمته المرأة من قيادة السيارة. أثار العلمانيون قضية قيادة المرأة للسيارة،بهدف تحقيق الأهداف العلمانية كالاختلاط ونزح الحجاب وغيرها في المجتمع السعودي.
وحين واجههم المصلحون الصادقون،والآمرون بالمعروف،والناهون عن المنكر، راحوا يلبسون باطلهم ثياب الحق و يسوقون حججهم و مبرراتهم و منها :
1- الخلوة المحرمة .
أن عدم السماح للمرأة بالقيادة،يضطرها إلى الركوب مع سائق أجنبي،وهذا من الخلوة المحرمة،وذلك مبرر ساقط من مجموعة أوجه هي:
*قادت المرأة السيارة في المجتمعات التي تتشابه مع المجتمع السعودي اجتماعياً كدول الخليج،ولم تنته من ظاهرة السائقين
*في حالة عطل للسيارة سيكون هنالك خلوة محرمة،لأن المرأة ربما تحتاج لسائق أجرة
*إن حصل حادث مروري،فهل ستبقى المرأة في سيارتها حتى يأتي رجل الأمن ؟ أم أنها ستنزل من سيارتها للتفاهم وحل النزاع ؟
*لو قادت المرأة وحصل منها(قطع إشارة) مثلا،فالنظام يعاقب من قطع الإشارة بالإيقاف24 ساعة،فهل سينتظر رجل المرور أحد أقاربها ليذهب معها للسجن؟!
2-التوفير المالي:
من الحجج التي يسوقونها لدفع المرأة لقيادة السيارة حجة(التوفير المالي) فيزعمون أن السائق يستنزف أموالاً متفرقة لا تقتصر على الرواتب فقط بل نخسر عليه الطعام،والسكن،والعلاج،ومستلزمات أخرى).ولكن لنفترض أن المرأة قادت السيارة،وتخلصنا من السائق من أجل التوفير المادي،فمن الذي سيقوم بواجبات البيت وقتها؟،وحينها سنستبدل المال بالمال. والسائق بالجملة يقوم بنقل أكثر من امرأة ،وهنا تكون دعوى المحافظة على الاقتصاد دعوى عرجاء،لأن التخلص من السائق يترتب عليه خسائر مادية كثيرة ،فعدد النساء أكثر من عدد السائقين،فالسائق يخدم في العادة أكثر من امرأة.ناهيك عن تجميل النساء للسيارات وما يترتب عليها من إهدار مادي يستفيد منه الغرب. 3-الخلل الأمني:
من الحجج التي تساق لإخراج المرأة واستلامها لمقود السيارة، هو من وجود العمالة من غير البلد ربما يسبب خللاً أمنياً،وهذا الكلام يتنبأ به بعض المفكرين لقوة احتماله،والناظر في هذه المجتمعات يجد أن :
*العمالة من خارج البلد أكثر عدداً في المهن والحرف بصورة أكبر من قضية السائق.
*الخادمات في البيوت أكثر عدداً من السائقين وأشد خطورة كذلك .
وهنا أقول للعلمانيين ما هذا التناقض الذي تعيشون ؟؟؟!!!وهو أنكم تحاولون إظهار الغيرة على المحارم والاهتمام بها ، وتزعمون الخشية على المرأة من الخلوة المحرمة بالسائق،ولكنكم في الوقت نفسه،تطالبون مطالبة عنيفة متكررة بسفر المرأة بلا محرم ،وفي السفر بلا محرم خلوة أعظم وأفظع من خلوة المرأة بالسائق.
"ملامح خطة العلمانيين لإفساد المرأة" :
بعد فشل ملك فرنسا لويس التاسع في الحملة الصليبية الثانية فكر بطريقة لحرب المسلمين من غير مواجهة و جاءت خطته الجديدة كالتالي :
أولا:تحويل الحملات الصليبية العسكرية إلى حملات صليبية سلمية.
ثانياً:تجنيد المبشرين الغربيين في معركة سليمة لمحاربة تعاليم الإسلام ووقف انتشاره ثم القضاء عليه معنوياً
ثالثاً:العمل على استخدام مسيحيي الشرق في تنفيذ سياسة الغرب
رابعاً:العمل على إنشاء قاعدة للغرب في قلب الشرق العربي يتخذها الغرب نقطة ارتكاز له،ومركزاً لقواته الحربية
ومن هنا بدأ الغزو الفكري و احتلال العقول ثم جاء حفيد لويس التاسع وهو نابليون بونابرت و أدخل العلمانية في العالم الإسلامي و هنا يمكن استجلاء أمور منها :
*أطروحات العلمانيين التحريرية التي جلبوها من الغرب هي أطروحات لم تتغير منذ ذلك الوقت.
* التاريخ يعيد نفسه،وزيادة على التقليد الأعمى لديهم وتكرارهم للأفكار العلمانية القديمة،فإنهم مجرد أبواق ينفخ فيها اليهود بروتوكولاتهم لتخرج لنا أفكاراً يهودية بلهجة محلية عربية.
*العلمانيون يمارسون في العصر الحالي(دور المنافقين)قي المدينة وقت النبي صلى الله عليه وسلم،واتفاقهم الحميم مع إخوانهم اليهود من أهل المدينة ضد الإسلام.
أولاً-أهداف الخطة العلمانية لإفساد الأمة :
ان العلمانين (منافقي العصر الحديث) يسعون لإفساد الأمة بكل ما أتوا عن طريق تحقيق مجموعة من الأهداف منها :
1-إقصاء الدين عن الحياة.
2-إسقاط العلماء والدعاة.
3-إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا باسم(حرية التفكير)،ابتداء بالعبث بملابس النساء في كشف الوجه باسم الخلاف الفقهي مروراً بقتل الغيرة في نفوس الناس.
4-الوصول إلى مراكز النفوذ:ويدخل في ذلك السيطرة على جميع وسائل الإعلام،لنشر أفكارهم.
5-تغييب عقيدة الولاء والبراء،وطرح فكرة(التسامح الديني)،والتقارب وعدم النفور،ورفض وصف الكافر بوصفه الحقيقي الذي وصفه الله بها فكلمة(كافر)بشعة مرفوضة لديهم،فيستعملون بدلاً عنها(الآخر)أو(غير المسلم).
6-إشغال المسلمين عن هموم الأمة
7-تشويه صورة الدولة العثمانية،وتسمية حكمها ظلماًبالاستعمار العثماني)
8-إفقار العالم الإسلامي.
9-تجهيل الشعوب المسلمة بكل أنواع الجهل،وإضعاف النهضة الأدبية والعلمية.
10-مهاجمة اللغة العربية الفصحى.
11-إفساد منهج الخطة العلمانية لإفساد المرأة. ثانياً : الخطة العلمانية لافساد المرأة :
1- التطبيع :
أي جعل الفساد عند الناس امرا طبيعياً فيتم طرح مجموعة من الأفكار و المقالات الصحفية و التي تتحدث عن موضوعات لها ارتباط بالمرأة و إفسادها حتى يعتادها الناس و من خلال هذه القضايا :
أ-الاختلاط:
مثل الدعوة للتعليم المختلط من الصغر بحجة التعرف على نفسية الجنس الآخر،ولتجميل وجه الاختلاط القبيح تحت أسماء زئبقية،إطلاق اسم (الملاك الطائر)على المرأة عندما تكون(خادمة)في الطائرة ، أو (ملاك الرحمة) للمرأة حينما تكون(خادمة)في المستشفى.
-إظهار الألبسة العارية على أنها رقي.
-إبراز أهل الفن مابين(ممثلين،مغنين،راقصين)على أنهم قدوات.
-تعظيم الغرب وأهله،وتقديمهم بصفتهم القدوات والمثل الأعلى.
-استمراء التفحش بتعويد الناس على إظهار صور من الانحلال الجنسي في وسائل الإعلام بصورة تبدو كأنها عفوية،بحجة الرشاقة وتمارين تخفيف الوزن.
ب- استغلال الدين :
لعلم المفسدين أن للدين أثراً على الناس، حرصوا أن يركبوا موجته، ويقولوا (قولاً حقاً)، ليصلوا به إلى (الباطل)، ومن أمثلة ذلك :
أ- الإستدلال بالأقوال الشاذة : فهم يستدلون (بمعركة الجمل)، وأن أمنا عائشة - رضي الله عنها- كانت تقود المعركة، ويفترون كذباً أنها كانت بلا حجاب، أو أنها تختلط بالرجال، وأهملوا عشرات الألوف من الصفحات التي ألفها المؤلفون عن هذه الأم -رضي الله عنها-، والتي تعارض منهج العلمانيين .
ب- ادعاؤهم فهم الدين: يزعم العلمانيون أنهم (الوحيدون) الذين يفهمون عمق الإسلام لأن علماء الشريعة - كما يزعم العلمانيون – يفهمون الإسلام فهماً رجعياً .
ج- التمسح بالدين: لا يفوتهم أن يختموا أطروحاتهم حول تحرير المرأة؛ بالتأكيد على أن دعواتهم هذه أن دعواتهم هذه يتم طرحها وفق الثوابت الدينية .
د- التأكيد على الخلاف الفقهي: القضايا التي يعبرون إلى الإفساد من خلالها فقد هي القضايا التي يفقهون خلافها الفقهي، وهي الوحيدة التي تجترُّها ألسنتهم؛ كالحجاب، الاختلاط .
ج- احتواء الأقلام والمواهب النسائية :
وذلك عن طريق استدراجهن بألوان الإغراء التي كالمال والشهرة ثم يجعلونهن ينقلن الأفكار العلمانية إما (بالإيحاء)، أو بالأسلوب المباشر .
د- ادعاء نصرة المرأة:
استغلال المشاكل الاجتماعية للمرأة، وجعلها شماعة لمشاريعهم التخريبية ومهاجمة(تعدد الزوجات) مستغلين سوء تعامل بعض الأزواج المعددين مع زوجاتهم .وأيضا عن طريق ذلك (السياق الملول) وهو القياس على الأم والأخت.
هـ- التشكيك في الحجاب:
من المؤكد أن الحجاب عند العلمانيين هو المفصل الأهم في قضية المرأة، لذلك اعتمدوا على منهج التشكيك في شرعيته وأوهموا المسلمين بأمور :
أن الحجاب ليس من الدين أصلاً،وإنما هو لباس اجتماعي وموروث من الأجداد،ولا يوجد في الأدلة الشرعية دليل يوجب الحجاب على المرأة،والعفاف عفاف القلب وليس بالحجاب ويرددون(كم من متحجبة وهي سيئة؛وكم من متكشفة وهي بطهر التابعيات)وهي دعوى لتنفير المتحجبات من الحجاب.
ثالثاً:مثال تطبيقي:
برنامج ستار أكاديمي التلفزيوني:
من قاموس التحرير خرج هذا البرنامج الإعلامي الذي عبارة نموذج صغير للأفكار العلمانية الكبيرة المنثورة في إنتاجهم. . حتى إن رئيس الوزراء اليهودي أريل شارون قد أثنى على هذا البرنامج،وقالهذا هو الإسلام الذي نريده)ورغم المكاسب المادية الكبيرة التي حققها البرنامج لملاك القناة التي تعرضه، إلا أن هذا لا ينفي أن للبرنامج أهداف أخرى ومنها : 1-استمراء التفحش وتطبيعه في النفوس، وترويض الناس على تقبله.
2-انتفاء الحجاب بأبسط أشكاله.
3-إشغال شباب الأمة بالتوافه عن القضايا المهمة فهم في عزلة تامة واستغراق حتى الثمالة في مستنقع الطرب والغناء.
4- إزالة الفوارق الدينية وقتل الولاء والبراء.
5-على الرغم من وجود مسلمين داخل البرنامج،إلا أنه لا يوجد ذكر للدين فهو مغيب تماما فلم يقيموا الصلاة مطلقا.
6-الاختلاط هو الأصل وليست هناك أي مخاوف كما يتوهم الناس.
7-تلميع نجوم البرنامج ليكونوا قدوات مستقبلاً.
8-ترويج الفن والغناء والتمثيل.
9-تعظيم شأن الغرب بأمور:
أ-فكرة البرنامج منقولة من الغرب.
ب-نمط الألبسة من إنتاج الغرب.
ج-نمط المعيشة غربي بحت.
د-نمط الديانة غربي فالقناة التي تبثه مسيحية نصرانية.
المناقشة الثالثة:
قضايا يجدد العلمانيون إثارتها حول المرأة
وفيه.. تمهيد:
القضية الأولى: الحجاب.
القضية الثانية: المساواة.
القضية الثالثة: الاختلاط.
القضية الرابعة: عمل المرأة.
القضية الخامسة: قيادة المرأة للسيارة.
قضايا يجدد العلمانيون إثارتها حول المرأة
تمهيد:
أثاروا هذه القضايا تحت غطاء من الدين،ثم خلعوا عنهم هذا الغطاء،وصاروا يتناقشون باسم التمدن والحضارة،فعلوا ذلك كله بتحريض من أيد يهودية. والذي يلفت الإنتباه حول طريقة الطرح لتلك القضايا،أنه طرح مكرور، من أسلافهم كقاسم أمين.وفي هذه المناقشة سنذكر جملة من أبرز تلك القضايا وهي:
القضية الأولى:الحجاب
الحجاب عبادة من رب الأرباب.متى ما بقى الحجاب مرفوعاً على رؤوس المسلمات في بلد ما، فهو دلالة على انتصار الإسلام على العلمانية في ذلك البلد،ومتى ما أسقطوه،فهو علامة انتصار الباطل،ومؤشر على تراجع الإسلام في نفوس أهله في الغالب،ولهذا راحوا يعيدون خططهم المكررة التي بدأها أسلافهم في طرح مواضيع الحجاب والتشكيك في هيئته ومشروعيته. ويجعلون تغطية الوجه محل خلاف، وأن الذين يرون وجوب تغطية الوجه هم من المتشددين.ونراهم حين يحاربون الحجاب و الستر، يتسترون بشعارات براقة،(كالحرية الشخصية)و(التعددية)و (الديمقراطية). ولو حاولنا تصديق مزاعم العلمانيين في أنهم يبحثون عن الحق في مسألة الحجاب الشرعي كما يزعمون،فإن هنالك ما يدعو إلى اتهامهم بالكذب،وهو إنتاجهم الإعلامي،حيث أنهم يمنعون أي محجبة من الظهور ويحاربون خروجها على الشاشة.ومما يزيد المعضلة اشتداداً أن يقف في صفهم مفكرون وكتاب محسوبين على الفكر الإسلامي، و أن ينخدع بهذه الدعوة بعض العلماء المسلمين، وطلبة العلم اندفاعاً عجيباً.
إن الاحتشام فطرة بشرية وسمة عالمية،وإن التحول الذي حصل نحو السفور والانحدار يتم بإدارة سياسية ويد خفية.
ارتباط الاحتلال بقضية خلع الحجاب:
في جميع البلدان الإسلامية دون استثناء،تزامنت الدعوة لخلع الحجاب ، مع وجود المحتل الأجنبي أو مندوبيه، وحاولوا تصوير الحجاب بتشبيهات توحي بالتقبيح. ومن الأمثلة على ذلك:
- فعن أثر الاستعمار في العراق على قضية خلع الحجاب،حيث قال خيري العمري (......إلى أن قال :الذي أريد أن أذكره: هو وجود قوتين كانتا تلعبان في تلك الأيام دوراً مهما في توجيه الأمور وهما: (البلاط) و (دار الاعتماد البريطاني) .
2 -أما ما يخص مصر،فبعد سنوات قليلة من الاحتلال البريطاني عام1882 م، صدر كتاب (المرأة في الشرق) وكان مؤلفه مسيحياً مصرياً،وكان صديقاً للورد كرومر المعتمد البريطاني في مصر،وقد دعا هذا الكتاب للقضاء على الحجاب باعتباره حجاباً للعقل.وفي عام 1899م صدر كتاب (تحرير المرأة) لقاسم أمين الذي دعا إلى سفور وجه المرأة ورفع النقاب عنه.
3-أما ما يخص تركيا فحينما ألغى مصطفى كمال أتاتورك الخلافة عام 1924م وأصدر في أول قراراته(إلغاء الحجاب) .
4-أما يخص الجزائر،فالاحتلال الفرنسي تعامل مع الحجاب بطريقة الإقصاء، والضرب بعنف وشراسة مستميتة ،وخلعه بقوة في الشوارع من فوق رؤوس المسلمات.
5-أما تونس ففي عام 1929م حينما كانت البلاد تحت الاحتلال الفرنسي، دخلت معركة الحجاب في طور جديد اصطبغ في السياسة: ذلك أن امرأة تونسية مثقفة تدعى حبيب المنشاري،اعتلت سافرة منبر جمعية الترقي بالعاصمة،فألقت مسامرة في جمع غفير من الرجال ومن الأوانس والعقائل التونسيات،وقد بسطت فيهاحالة المرأة التونسية ونددت بالحجاب مما أحدث رجة في القاعة،فصفق لها المعجبون،وعبس المستنكرون.
وفي الحقيقة فإنه أينما سرت وفتشت تجد هذه العلاقة بين العلمانية والإنجليز ،أو الفرنسيين او الأمريكان أو دوائر التبشير والاستشراق.
المظاهرات النسائية وخلع الحجاب:
المظاهرات النسائية وسيلة امتطاها المحتل الغربي منذ مائة عام في عدة دول إسلامية،دون أن يكون من الناس أي اعتراض، أو احتساب لإنكار ذلك المنكر! وهذه نماذج تاريخية لبعض البلدان العربية:
-في مصر:انطلقت أول مظاهرة نسائية في العالم الإسلامي في زمن الاحتلال الإنجليزي1919م تحت إشراف سعد زغلول وبقيادة زوجته صفية مع رفيقتها رائدة التغريب هدى شعرواي،إضافة إلى مجموعة من النساء القبطيات،وذلك للتعبير عن رفضهن للاحتلال الإنجليزي إلا أن المظاهرة تحولت مسارها إلى (الهتاف بالحرية ونزع الحجاب)
-في الجزائر:يقول محمد سليم قلالة: ( حدث هذا في مثل يوم هذا الشهر من سنة1958م يوم الاثنين 27 ماي، بعد ما ألقى إمام مسجد سيدي الكتاني آنذاك في مدينة الشيخ ابن باديس بالجزائر ، صعدت فتاة جزائرية مسلمة إلى الميكرفون لتقول: لا ندع هذه الفرصة تضيع، إنها الفرصة الوحيدة التي تمنح لنا للسير في طريق التحرير الكامل والمطلق ، وقالت: أطلب منكم أن تفعلن مثلي، وفي حركة رائعة" يقول المعلق" نزعت الآنسة بنت الآشا حائكها الأبيض ثم حجابها، ورمت الكل من الشرفة وسط دوي من التصفيق والصياح: برافو! برافو ! وتتبعها فتيات أخريات تنزعن أحجبتهن وتطلقن الصيحات المدويات وسط دوي أخر من الصياح:برافو! براوفو! )
وروجت الصحافة الجزائرية الخبر،ونشرت صور النساء وهن يحرقن جلابيبهن.
-في سوريا قامت مظاهرة نسائية عام1926م احتجاجاً على سياسة الانتداب الفرنسي ، وبعد المظاهرة الفاشلة بسنتين قامت مظاهرة نسائية بقيادة ثريا الحافظ التي كما قالت الدكتورة بثينة الشعبان رفعت الغطاء عن وجهها كما فعلت مائة امرأة ونيف،كن يساهمن معها في المظاهرة نفسها ). القضية الثانية: المساواة:
المطالبة بالمساواة بين المرأة والرجل،هي من المطالب البارزة لدى العلمانيين.ويطالبون بالمساواة التامة سياسياً، واجتماعياً، واقتصادياً، وثقافياً وعسكرياً، وإعلامياً وتربوياً فهما حسب زعمهم متساويان في جميع الخصائص البشرية، إلا الولادة والإنجاب.
وتناول الكاتب الرد على تلك القضية بردود عقلية (ذكر اثنين وعشرين ردا سأذكر ستة منها فقط)ثم بالقرآن الكريم(ذكر أربعة وعشرين دليلا سأذكر بعضاً منهم.
الردود العقلية:
وليس يصح في الأذهان شئُ إذا احتاج النهار إلى دليل
*التاريخ القديم:ينفي المساواة،ويخبرنا عن قيام وحضارات وأمم وممالك بادت،كانت متنوعة الديانات،متعدد اللغات،مختلفة المفاهيم والأفكار،لكنها اتفقت جميعها أن الرجل ليس مساوياً للمرأة
*الأنبياء جميعهم رجال في كل الديانات:بل جميع الآلهة في الأديان البشرية هي ذكور.
*اللغة ترفض المساواة،فتنقسم النوع إلى (ذكر)و(أنثى)
* علم الأحياء ينفي المساواة،حيث يثبت أن خلايا الرجلتختلف عن خلايا المرأة.
*نظام دورات المياه في الأماكن العامة
* البهائم تشارك في رفض المساواة بين الجنسين.
* وسائل الإعلام تنفي المساواة ،فعندما ترغب في استدرار عواطف الجماهير نراها دائما تقول في استغراب: " تم قصف المبنى وفيه نساء وأطفال " ولاتذكر الرجال.
* النسب للآباء دون الأمهات.
-الأدلة القرآنية على انتفاء المساواة:
*شهادة الرجل تساوي شهادة امرأتين ،لقوله سبحانهواستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداء)
*فرق الله سبحانه وتعالى في قسمه بالميراث بين الزوج والزوجة بقولهولكم نصف ما ترك أزواجهم وإن لم يكن لهن ولد )
*قسم الله سبحانه وتعالى بمسؤولية الأسرة،فكلف الرجال بالقوامة دون النساء الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما انفقوا من أموالهم ) ومما يجدر ذكره أن عدم التساوي الذي أكده القران الكريم لا يعني (دونية المرأة) واحتقارها بل يعني (الاختلاف) بين الرجل و المرأة, فالسماء مختلفة عن الأرض, والشمس لا تشابه القمر, ولا الليل سابق النهار, وكل في فلك يسبحون.
القضية الثالثة:الاختلاط:
غالب الدول الإسلامية تعاني من وباء اختلاط الرجال والنساء،غير أن المجتمع السعودي بصورة خاصة لازال أكثر المجتمعات الإسلامية محافظة والتزاماً في قضية فصل الرجال والنساء. لذلك بدأت الدعوات التي ينادي بها العلمانيون في المجتمع السعودي تأخذ شكلاً قوياً،ولكن عن طريق غير مباشر،كالتدرج مثل الدعوة إلى توظيف وفتح مجالات العمل لها أسوة بالرجال.ويردون على معارضيهم بجملة مبررات سنتناول اثنين منها ليس لوجاهتها ولكن لتصديق الناس لها ،هما مسألة الوقت، والثقة .
مبرر مسألة الوقت:
وهذه الحجة يرددونها أول الأمر لتبرير الاختلاط،بل ويزعمون أن الاستعفاف والستر والفصل بين الجنسين،هو سبب الفتنه لأن الممنوع مرغوب،ويزعمون بأن الوقت كفيل باعتياد الناس على رؤية المرأة دون حجاب وعلى مخالطتها للرجال.وهذه الحجة مردودة بأمور منها:
1-مسألة الاختلاط ليست جديدة على التاريخ وليست فريدة في الواقع المعاصر بل ثبتت أضراره وأمراضه مع مرور الوقت.ومن الأمثلة على ذلك ما طالعتنا به الصحف من فضائح يكون أبطالها رؤساء بل وقساوسة أحيانا(فضيحة كلينتون ومونيكا والقسيس جيمي سواجرت)
2-لا يرضى عاقل أن يقدم عرضه قربانا من أجل أن يتطور المجتمع ويتعود المنكر.
3-أفضل رد على مبرر الوقت (فاحشة اللواط والسحاق) فحياة المبتلي بها كلها مع رجال ، او تكون امرأة مع نساء ، و مع ذلك نجد أن مجتمعات الأرض تعاني من ازدياد هاتين الفاحشتين المشينتين.
مبرر الثقة في المرأة:
من المبررات المطروحة للاختلاط أو خلع الحجاب،قولهم إن نساءنا غنيات بإيمانهن،قويات بعفافهن،وعدم فتح المجال لاقتراب الجنسين دليل على عدم الثقة) ومبرر الثقة مبرر ساقط من عدة وجوه منها : 1-الله عز وجل خالق هذه الأنفس،وشرع لها ما يناسب طبيعتها وهو الحكيم الخبير،وقد أمر النساء بالبقاء في البيوت بقوله: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي }.
2-من القواعد الشرعية (حفظ الضروريات الخمس)الدين العرض المال العقل
3- إذا كان الخوف على أمهات المؤمنين رضي الله عنهن من ذوي القلوب الضعيفة في أطهر العصور قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً } فكيف بعصرنا.
القضية الرابعة :عمل المرأة :
من حجج المنادين بإفساد المرأة ، أنها أكرم من أن نختصر وظيفتها في الحياة بين جدران البيت ، و يصفون بقاء المرأة في بيتها بأنه ( تجنّ و ظلم لها) و تنتشر مثل هذه الدعوى و يسيطر الإعلام العلماني على عقول العامة و النساء بشكل اخص فصدقوا افتراءهم .
ومن سيكون أكثر من الزوجة و الأم حرصاً و إتقاناً و أوفر عطاء؟!
فتراهم ينظرون إلى وظيفة (ربة البيت) بازدراء و مهانة و بالمقابل فإنهم لا يزدرون الخادمة المنزلية، أو المربية، أو الطباخة ....
ففي البلاد التي انخدعت بمثل هذه الدعاوى خرجت المرأة من (المطبخ المنزلي) فصارت تخدم كل الناس، فاستبدلوا المطبخ بمطبخٍ أكبر مساحةً و أسوأ حالاً و منزلةً.
و لنفترض جدلاً أن المرأة تخلصت من الخدمة في بيتها، (أو ما يقال عنه الظلم الذي هي فيه)، فإن البيت حتماً سيحتاج إلى امرأةٍ أخرى ترعى شؤونه، و هي (الخادمة)، فما ذنب هذه الخادمة حتى تعيش في ظلم (القرار في البيت) الذي هربت منه صاحبته؟!
فهل هذا هو بناء الأمم ؟!!
أن تعمل نادلةً في مطعمٍ أو مضيفة أو مرشدة سياحية أو مندوبة تسويق ؟!
القضية الخامسة : قيادة المرأة للسيارة :
قد تكون قضية المرأة للسيارة منحصراً في أخر مجتمع مسلم،وهو المجتمع السعودي لأنه الوحيد الذي تمنع أنظمته المرأة من قيادة السيارة. أثار العلمانيون قضية قيادة المرأة للسيارة،بهدف تحقيق الأهداف العلمانية كالاختلاط ونزح الحجاب وغيرها في المجتمع السعودي.
وحين واجههم المصلحون الصادقون،والآمرون بالمعروف،والناهون عن المنكر، راحوا يلبسون باطلهم ثياب الحق و يسوقون حججهم و مبرراتهم و منها :
1- الخلوة المحرمة .
أن عدم السماح للمرأة بالقيادة،يضطرها إلى الركوب مع سائق أجنبي،وهذا من الخلوة المحرمة،وذلك مبرر ساقط من مجموعة أوجه هي:
*قادت المرأة السيارة في المجتمعات التي تتشابه مع المجتمع السعودي اجتماعياً كدول الخليج،ولم تنته من ظاهرة السائقين
*في حالة عطل للسيارة سيكون هنالك خلوة محرمة،لأن المرأة ربما تحتاج لسائق أجرة
*إن حصل حادث مروري،فهل ستبقى المرأة في سيارتها حتى يأتي رجل الأمن ؟ أم أنها ستنزل من سيارتها للتفاهم وحل النزاع ؟
*لو قادت المرأة وحصل منها(قطع إشارة) مثلا،فالنظام يعاقب من قطع الإشارة بالإيقاف24 ساعة،فهل سينتظر رجل المرور أحد أقاربها ليذهب معها للسجن؟!
2-التوفير المالي:
من الحجج التي يسوقونها لدفع المرأة لقيادة السيارة حجة(التوفير المالي) فيزعمون أن السائق يستنزف أموالاً متفرقة لا تقتصر على الرواتب فقط بل نخسر عليه الطعام،والسكن،والعلاج،ومستلزمات أخرى).ولكن لنفترض أن المرأة قادت السيارة،وتخلصنا من السائق من أجل التوفير المادي،فمن الذي سيقوم بواجبات البيت وقتها؟،وحينها سنستبدل المال بالمال. والسائق بالجملة يقوم بنقل أكثر من امرأة ،وهنا تكون دعوى المحافظة على الاقتصاد دعوى عرجاء،لأن التخلص من السائق يترتب عليه خسائر مادية كثيرة ،فعدد النساء أكثر من عدد السائقين،فالسائق يخدم في العادة أكثر من امرأة.ناهيك عن تجميل النساء للسيارات وما يترتب عليها من إهدار مادي يستفيد منه الغرب. 3-الخلل الأمني:
من الحجج التي تساق لإخراج المرأة واستلامها لمقود السيارة، هو من وجود العمالة من غير البلد ربما يسبب خللاً أمنياً،وهذا الكلام يتنبأ به بعض المفكرين لقوة احتماله،والناظر في هذه المجتمعات يجد أن :
*العمالة من خارج البلد أكثر عدداً في المهن والحرف بصورة أكبر من قضية السائق.
*الخادمات في البيوت أكثر عدداً من السائقين وأشد خطورة كذلك .
وهنا أقول للعلمانيين ما هذا التناقض الذي تعيشون ؟؟؟!!!وهو أنكم تحاولون إظهار الغيرة على المحارم والاهتمام بها ، وتزعمون الخشية على المرأة من الخلوة المحرمة بالسائق،ولكنكم في الوقت نفسه،تطالبون مطالبة عنيفة متكررة بسفر المرأة بلا محرم ،وفي السفر بلا محرم خلوة أعظم وأفظع من خلوة المرأة بالسائق.
ر