2010-05-02, 20:00
|
رقم المشاركة : 4 |
إحصائية
العضو | | | رد: غنيمــــة الأكتئـــــــــــــاب |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزيه لحسن
ومن أفضل الغنائم ، اختيارك لأبي الطيب المتنبي ..شاعرا للفت انتباه العاشق الولهان ، مخاطبك و محاورك المُحتج . فلنعم الشاعر الراصد والمنصف لِلُغة الشعر..وهو واحد من العقول العربية االتي أنتجت فلسفة شعرية ساحرة للعرب و العجم .. والصديق اللجوج اختار توصيف البيت الشعري الرائع بحكم فاصل ، مانع جامع ، بقوله : "" إذن فالشاعر و الناقد كئيبان ! "" وبهذا الحكم القطعي ، نلاحظ أن أمر الكآبة و الحيرة و القلق شأن لا يخص الكاتب المبدع فقط ، وإنما يتجاوزه إلى فضاء القراءة و التلقي ، فالقارئ أشد قلقا وتوترا و هو يحاول " إبداع " قراءة تناسب " واقع " المكتوب . وبالقول المختصر نقول : ان التوليد الذاتي للعبارات - بتعبير سقراط - و صور الأفكار الذهنية المتجددة ، أمر لا يقتصر على المبدعين كما اشتُهر عند البعض ، و إنما هو قلق تنخرط في مضماره الملكات و القدرات الفردية لل " المفعول به " المتلقي. صدر البيت ، كما جاء في الحوار الممتع ، يحتفي بهذه المقاربة الرائعة ، رغم محاولة الكاتب/ السارد التخفي وراء سياق مفاضلة العجز و إقحامه في لغز الكآبة ! في آخر النص ، تم الانتصار لسؤال جمالية الإبداع ، شعرا و نقدا ، و تم التحليق في فضاء ليس بفارغ ، و إنما هو متشابك بحركة الواقع و جدليته و متغيراته ..فبفضل القراءات الوازنة و الملحة و المطالبة برؤى مغامرة ، تزخر الساحة بروح البقاء للأجمل و الأصلح. مخاض أفكاري أبدع هذا النزر من القراءة ..أرجو قبول كآبتي. ******************* " ومن أفضل الغنائم ، اختيارك لأبي الطيب المتنبي ..شاعرا للفت انتباه العاشق الولهان ، مخاطبك و محاورك المُحتج . فلنعم الشاعر الراصد والمنصف لِلُغة الشعر..وهو واحد من العقول العربية االتي أنتجت فلسفة شعرية ساحرة للعرب و العجم .." لشعر أبي الطيب المتنبي عشق خاص .. أنا الآن بصدد قراءة ديوانه الشعري ، بشرح عبد الرحمن البرقوقي والعكبري للمرة الثالثة على التوالي .. وكلما أعدت القراءة كلما كانت المتعة أكبر .. والفائدة بحجم الديوان بمجلداته الأربعة .. ولا غرو فلشعر الرجل مرجعية إنسانية قومية فلسفية ذاتية سياسية اجتماعية ثقافية فكرية .. هي التي ضمنت له حضورا خاصا ومتميزا لمدة عشر سنوات إلى جانب فارس الشعر سيف الدولة الحمداني ، رغم كيد الكائدين ومماحكات الحساد ومناوشات اللُّحاة ومناكفات المتملقين من الأعداء ومن ذوي القربى ... كما فرض ديوانه قيمته الجمالية يشهد على ذلك عدد الرسائل والأطروحات الجامعية التي قاربت الديوان ... أما العاشق فيبدو أن له استراتيجية للعشق واقتناص المكاسب والمغانم .. فجعل من عشق أبي الطيب جسرا لتحقيق صدارة ما للحصول على مغنم يدرك جيدا مصدره .. فهو لم يترك للصدفة موطئا لقدم .. " نلاحظ أن أمر الكآبة و الحيرة و القلق شأن لا يخص الكاتب المبدع فقط ، وإنما يتجاوزه إلى فضاء القراءة و التلقي ، فالقارئ أشد قلقا وتوترا و هو يحاول " إبداع " قراءة تناسب " واقع " المكتوب ." الكآبة إحساس نسبي لدى المبدع والقارئ على السواء .. وقد تكون إيجابية ، حين تحفز على الإبداع الغريب واللذيذ والرسالي ، وعلى القراءة العالمة الواعية المستندة إلى مرجعيات فكرية ثقافية ومنهجية واضحة ،كالقراءات التي يمتعنا بها السي لحسن بشهادة كل من عايشوه في صولاته وجولاته النقدية العميقة .. وهذه إحداها بامتياز .. أما الكآبة السلبية فتلك التي تتخذ ذريعة .. أو تلك التي تقتل المبدع أوالناقد أو هما معا .. ولواقع المكتوب الأثر الحاسم في كلتا الحالتين كما أشرتم إلى ذلك . لن أضيف إلى ما تفضلت به ، أخي العزيز ، سي لحسن ، غير تأكيد مقالتك : البقاء للأجمل . شكرا لك على هذه المقاربة المتميزة .. تحياتي ومودتي . | التوقيع | ما الخِلُّ إلا من أوَدُّ بقلبـــه *** وأرى بطرْفٍ لا يَرى بسوائه ( أبو الطيب المتنبي ) *********** | |
| |