2010-04-30, 16:14
|
رقم المشاركة : 1 |
إحصائية
العضو | | | كلمات/أشياء | المعلم عثمان يشعرني عثمان العساس كلما رأيته يحمل قلبه فوق كفه، يوسع رئتيه لتصبحا بمساحة البحور، يتجلد بكل الصبر ليحمل على الكتفين أعباء تكتيكية كثبرة ويقبل بلا تأفف أو ضجر أو سأم أن يكون سقاءا كاريزماتيا يشرب من معينه كل العطشى.. يشعرني عثمان أنه رجل من العالم الآخر، رجل من الزمن الذى كان وما أصبح فينا ومعنا سوى رجع صدى.. وأحتار مثل كثير ممن يرونه اليوم فى ملاعب قطر أسطورة كروية تفرض نفسها على واقع لا يتحرر فيه الخيال إلا قليلا، أحتار بما أسميه، بما أصفه، وبما ألقبه.. أسعفتني الظروف لأشاهد عثمان العساس مع ناديه الغرافة فى نهائي كأس الشيخ تميم ولي عهد قطر الذي خاضه أمام نادي العربي، وأعجزني الأداء الهلامي والبطولي للغرافة الذى بات يملك القدرة على تطويع وترويض المنافسين، إلى الحد الذى بالغ معه فى عرض سوبرماسيته فقتل كل إثارة منتظرة وهو يجهز على العربي، ووافقت المحللين والنقاد سواء الذين حضروا المنتديات الحوارية أو الذين صاغوا للصحف قراءات نقدية وفنية، على أن الغرافة كسب لقب كأس ولي العهد بعد أن حاز لقب دوري نجوم قطر بمطلق الأحقية، وقد تفنن فى تمثل تفوقه خبرة وأداء جماعيا أمام العربي، وكنت على إستعداد لأن أقبل بكل المفاتيح السحرية التى قيل أن الغرافة يملكها فى وجود مايسترو بقيمة البرازيلي جونينيو الذى أنجز مواسم أنطولوجية مع نادي ليون الفرنسي، وفى وجود هداف مرعب مثل يونس محمود العراقي وأيضا فى وجود مهاجم أنطولوجي هو البرازيلي كليمرسون، لولا أنني توصلت ويا للغرابة إلى أن القليل القليل من التحاليل هي التى إعترفت لعثمان العساس بالدور الريادي والإستراتيجي الذى يلعبه فى كتابة الملاحم الكروية التى تجعل من الغرافة السيد الكبير للكرة القطرية.. فى ذاك النهائي الذى تسيده الغرافة شكلا ومضمونا كان العساس مثل جدول ينساب بكل روعة، كان جسرا تعبر منه المؤن، كان مغناطيسا بجاذبية غريبة لامتصاص الضغط ولتركيب الخطوط وكان أيضا سقاء فى الصحاري من يديه يرتوي زملاؤه. كان العساس فى جملة واحدة الرقم السري فى معادلة الإكتساح، وكان أيضا القطعة الأروع فى عقد الألماس، لذلك ما كنت أرى غير العساس نجما للمباراة، نجما لكل المباريات، بل وعنوانا كبيرا لهذه الإليادة الجميلة التي يكتبها الغرافة بإسمه في العقد الأخير، وأتفهم أن يكون كل المدربين الذين تعاقبوا فى السنوات الأخيرة على تدريب الغرافة متحسرين على أي غياب إضطراري للعساس بفعل التوقيف أو بفعل الغياب، فهو لاعب لا يعوض وكيف يعوض وهو عملة نادرة فى السوق الكروية.. صدقا أتمنى أن يجعل اللاعبون الشباب الذين إختاروا كرة القدم مهنة وعالما من عثمان العساس نموذجا وقدوة ، فهو بتربته وبهويته أقرب كثيرا لأحلامهم.. ثم إن قصة الكفاح الطويلة التى عاشها عاشقا، واثقا وحالما منذ أن كان مشروع نجم داخل أولمبيك خريبكة تستطيع أن تكون لهؤلاء مصدر إلهام، فليس صعبا أن يعيش أي لاعب ما عاشه «المعلم « العساس إذا ما إجتمع الطموح بالصبر ، بالإدارة وأيضا بالقدرة على العيش فى ظل الآخرين ممن يجعل منهم الإعلام نجوم الصحف والقنوات الإذاعية والتلفزية لمجرد أنهم زبناء أوفياء للشباك. --------------- يغبطنا أشقاؤنا العرب على سعة الصبر الذى نملكه فى تدبر الإنتظار المفروض علينا من الجامعة التى ما تزعزعت لحظة واحدة عن قرارها بشأن تسمية الناخب الوطني الجديد، برغم الشغب الذي مارسناه بين الحين والحين فى نسج أخبار في صورة حدوس وإحتمالات وإشاعات أيضا. وقد وجدتني أسأل من زملاء كثيرين بخاصة من المملكة العربية السعودية عن المعيار الذي تأسس عليه القول بأن البلجيكي إريك غيريتس هو الأقرب إلى تدريب الفريق الوطني، وكان وجه الغرابة فى الأمر أن الهلال السعودي المرتبط بغيريتس إلى غاية سنة 2011 لا يبدي إزاء النجاحات التي تحققت له منذ مجيئ المدرب البلجيكي أي إستعداد للإنفصال عنه تحت أي ضغط، كما أنه لا يفتأ يحرض مدربه على إشهار النفي لكل الذي بجرى الترويج له، وكان آخر ما أطلعت عليه حوار للأمير عبد الرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال السعودي نشرته صحيفة الشرق الوسط يدعو فيه بالنص الصريح الجماهير الهلالية إلى عدم الإلتفات للمهاترات الإعلامية، ويقول ردا على الأخبار التى يجري إستهلاكها بخصوص غيريتس «تناقشت مع غيريتس حول الفرق التى سنواجهها تجريبيا فى المعسكر التحضيري للموسم المقبل، وهذا يرد على تلك الأخبار التي تشير إلى رحيله وما أعنيه أنه باق مع الهلال». قد يكون مع هذا الذي نسمعه قادما إلينا من السعودية بصيغة الجزم من أن الهلال لا يبدي أي إستعداد للتنازل عن غيريتس، وما تنبأنا به وتنبئ به غيرنا المعطيات وهي بصيغة اليقين، من أن غيريتس هو المقصود بالإرتباط المبدإي ، قد يكون ضروريا أن نسأل هل الهلاليون مطمإنين للعقد الذي يربطهم بغيريتس برغم أنه مثل كل العقود يتضمن شروطا جزائية؟ أم أن كل الذى عمدنا إلى ترويجه لا يعدو أن يكون إجتهادات تحتمل الصواب كما تحتمل الخطأ ؟ وبين كل السئلة التى نحاصر بها أنفسنا، سنظل ملزمين بالإنتظار قليلا، فإن غدا لناظره قريب. | : منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=122608 التوقيع | | |
| |