2010-04-27, 21:39
|
رقم المشاركة : 10 |
إحصائية
العضو | | | رد: بْـروميـثْـيـوسْ كـل العصــــــــــور |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد محضار
نص متميز في صوره الشعرية المكثفة وانزياحاته القوية...توظيف جميل لأسماء من الأسطورة والثرات ..خلقت الحدث وصنعت التاريخ..بجدليته العميقة..كم هو مضن ذلك الحرف الذي يخرج من رحم المعاناة..بوركت صديقي العزيز من المفاتيح الأساسية التي تساعد القارئ على التواصل الإيجابي مع الشعر الذي يتناص مع الأساطير ، الإمساك بأصل الأسطورة ، ومحاولة تحيينها ، وفي هذا الإطار أورد خلاصة لأسطورة بروميثيوس في السطور التالية : هذه التراجيدية (الأسطورية) جزء من ثلاثية يحتمل أنها تتضمن أيضا بروميثيوس الطليق الحر وكذلك بروميثيوس حامل النار،إشارة إلى سرقته النارمن الشمس لسعادة البشرية وهنائها وبروميثيوس ( المتنبئ بالأحداث قبل وقوعها ) كان أحد التيتان الشبان ، وهم أبناء السماء والأرض ( أورانوس وجي ) ، وهؤلاء الأبناء هم الذين قاموا بمساعدة (الإله زيوس) ، النهار، في استيلائه على عرش (كرونوس) إله الزمن، وبذلك أمكنه فرض سيادته على القوى والظواهر الطبيعية المتعددة . وقد أثار بروميثيوس ، حامل النار ، غضب الإله الكبير، بمساندته وزعامته للبشر بإعطائهم النار، مصدر كل الحضارات وأساس كل الفنون. لذلك قُيد ونال قدرا كبيرا من العذاب على مرأى من (الإله زيوس) ، الذي كان يمرح غلا بحضور بنات أخ بروميثيوس ( التيتان أوكيانوس ) مواساة وتعزية عمهن ، وشاركنه آلامه وأحزانه . كما حضر أخوه (التيتان أوكيانوس) الذي حاول إقناعه بالخضوع والامتثال لِ (لإله زيوس ) ، ورغم كل هذه المحاولات والعذاب فإن بروميثيوس ازداد عنادا ولم يلن ولم يخضع ، فإنه ، بعزيمته القوية وشدة احتماله ، لا يمكن قهره خاصة وأنه يعرف سرا ،على درجة قصوى من الأهمية والخطورة بالنسبة لحياة (الإله زيوس) ، فهو، كما تروي الأساطير، كان على علم بِمَنْ مِن أبناء (الآلهة سيقضي على أبيه ( زيوس ). وكانت آخر المحاولات ، لإقناع بروميثيوس بالخضوع وكشف السر، مصدر قوته ، حضور رسول الإلهة ( هيرميس Hermes ) الذي أرسله (الإله زيوس) لمحاولة التعرف على السر الذي يحتفظ به بروميثيوس ، لكن الأخير رفض بعظمة وإباء وشَمَم . ويُجهل كيف توصل ( إيسخيليوس) إلى التوفيق وعقد الصلح بين بروميثيوس حامي البشر والإله زيوس ... وللإشارة فإن الشاعر الإنجليزي شيلي Shelley في قصيدته "بروميثيوس غير المقيد" لا يعترف بهزيمة بروميثيوس واستسلامه . وقد حذا حذوه الشاعرالتونسي العربي الكبير"أبو القاسم الشابي" في قصيدته الشهيرة " نشيد الجبار أو هكذا غنى بروميثيوس" التي أقتطف منها هذا المقطع : سأعيش رغم الداء والأعداء كالنسر فوق القمة الشمــــاء أرنو إلى السماء المضيئة،هازئا بالسُّحْب والأمطار والأنواء لا أرمق الظل الكئيب ولا أرى ما في قرار الهوة السوداء وأسير في دنيا المشاعر حالما غردا وتلك سعاة الشعراء .... مودتي واحترامي لك أخي محمد محضار ، ولكل القراء الكرام تقديري الصادق . محمد الورزازي المحمدي كركاس | آخر تعديل محمد الورزازي المحمدي يوم 2010-04-27 في 21:50. |
| |