الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات الأخبار والمستجدات التربوية > منتدى أخبار التربية والتعليم


منتدى أخبار التربية والتعليم خاص بالأخبار والمستجدات التربوية الوطنية والدولية،مذكرات و مراسيم الوزارة ،المقالات التربوية الصحفية ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-04-25, 17:25 رقم المشاركة : 1
ابن خلدون
بروفســــــــور
إحصائية العضو







ابن خلدون غير متواجد حالياً


الوسام الذهبي

وسام المراقب المتميز

b3 مشاهير يتحدثون عن معلميهم (4 ـ 5 )مزايا وعيوب



العدد 120 / مشاهير يتحدثون عن معلميهم (4 ـ 5 )مزايا وعيوب

إبراهيم مضواح الألمعي – عسير :



يحدثنا الكاتب الكبير عباس محمود العقاد(1) في كتابه(أنا) عن أحد معلميه فيقول: «كان الأستاذ الفاضل مدرس اللغة العربية والتاريخ الشيخ محمد فخر الدين، وكان «الإنشاء» صيغًا محفوظة في ذلك الحين كخطب المنابر وكتب الدواوين، ولكنه كان يبغض الصيغ المحفوظة وينحي بالسخرية والتقريع على التلميذ الذي يعتمد عليها، ويمنح أحسن الدرجات لصاحب الموضوع المبتكر وأقل الدرجات لصاحب الموضوع المقتبس من نماذج الكتب، وإن كان هذا أبلغ من ذاك وأفضل منه في لفظه ومعناه.وكان درسه في التاريخ درسًا في الوطنية.. فعرفنا تاريخ مصر، ونحن أحوج ما نكون إلى شعور الغيرة على الوطن والاعتزاز بتاريخه، لأن سلطان الاحتلال الأجنبي كان قد بلغ يومئذ غاية مداه..»(2).



الشعراوي في المعهد الأزهريويروي لنا الشيخ الشعراوي هذه الحكاية مع مدير المعهد الأزهري فيقول: «ذات مرة تأخر القطار بعض الوقت.. ووصلت إلى المعهد بالزقازيق متأخرًا.. فرأيت شيخ المعهد جالسًا كعادته على بابه.. وحاولت الإفلات منه، لكنه كان قد لمحني فقال لأحد السعاة: هات الواد ده هنا. وسألني: لماذا تأخرت؟ فقلت له إن القطار تأخر نصف ساعة، وليس أنا. فسألني: ولماذا لا تحتاط، وتأتي مساء الجمعة، بدلاً من فجر السبت؟فقلت له: أنا متزوج يا سيدي..فسألني: والجواز كويس واللا وحش؟ فخشيت أن أقول كويس، فيعتبرني قليل الأدب.. فقلت له: والله قلة قيمة. فقال لي: ادخل، وإياك تتأخر تاني. وانتهى الموقف عند هذا الحد.. ولكن عندما رآني صباح اليوم التالي ولم أكن متأخرًا، وجدته يناديني: يا ولد.. قلة قيمة، قلة قيمة. وكررها أكثر من ثلاث مرات.. وكان ينتهي في كل مرة بعبارة بس خلاص اسكت.. وسأله المشايخ الذين يدرّسون لي: إيه حكاية قلة القيمة دي؟ فقال: أنا سألت الشعراوي عن الزواج امبارح، فقال دا قلة قيمة.. وبعد أن عدت لبيتي وجدته قلة قيمة بصحيح. وهذه المسألة جعلت المشايخ يعتقدون أني قريب شيخ المعهد، ويتبادل حديثًا شخصيًا معي. وكان يسأل الشيخ محمد سرور والشيخ مرسي سليم وغيرهما عني، فكانوا يؤكدون أنني طالب مجتهد.. وهذا الوضع جعلني أكتسب مكانة خاصة عندهم، وأصبحوا يطلبون مني الخطابة في كل مناسبة. فاعتدت عليها، وشجعني هذا على تشكيل لجنة أدبية كانت تضم الدكتور عبدالمنعم خفاجي(3)، والشيخ حسن جاد، والأستاذ طاهر أبو فاشا(4).. وأصبحت لي مكانة متميزة في مدينة الزقازيق»(5).من طرائف المعلمينوفي بعض الأحيان يرفع المعلم التكليف بينه وبين تلاميذه بعض الشيء، ليتحبب إليهم، ويروي لهم بعض النوادر، وكثيرًا ما يكون هو بطلها، ومما يحكيه المعلمون لتلاميذهم من طرائف، ينقل لنا الشيخ القرضاوي الحكاية التالية: «حكى لنا الشيخ أبو الروس: أنه تزوج مبكرًا، وكان له أبناء يدْرسون، وهو يدرس أيضًا، فكلهم طلبة، يقول الشيخ: فقد تكون النتيجة في بعض الأحيان أن أرسب أنا وينجح الأولاد، وأحيانًا يعرف زملاؤهم ذلك، فيقولون معيّرين لهم: يا أولاد الساقط!»(6). سوء فهم بين القرضاوي والشعراويسقنا حديثًا عن الشعراوي التلميذ في الكُتَّاب والطالب في معهد الزقازيق، فلنقرأ خبر الشعراوي الأستاذ بقلم أحد أبرز تلاميذه وهو الشيخ القرضاوي إذ يقول: «وأهم من درسني في المرحلة الثانوية، هو: الشيخ محمد متولي الشعراوي. وقد كان في تلك الفترة من حياته معروفًا بالشعر والأدب، ولم يكن معروفًا بالدعوة الدينية. وكان للشعراء مجال يبرزون فيه ويتنافسون، ويظهر كل منهم أنفس ما عنده من جواهر، وذلك في مناسبة الاحتفال بالهجرة النبوية أول محرم من كل عام. ويتبارى فيه الخطباء والشعراء من الأساتذة ومن الطلاب.جاء الشيخ الشعراوي على معهد طنطا الثانوي، وأنا في القسم الابتدائي، واستمر يدرّس فيه (علم البلاغة) لطلاب الثانوي، إلى أن وصلت إلى السنة الرابعة الثانوية، التي يدرّس فيها الشيخ البلاغة من كتاب (تهذيب السعد) قسم (علم المعاني). وكان الشيخ الشعراوي مدرسًا ناجحًا تمامًا، متمكنًا من مادته، حسن التعبير عن مراده، محترمًا من الطلاب، قادرًا على ضبط الفصل، يتحرك يمنة ويسرة في أثناء شرحه، أشبه ما يكون بطريقته في دروس التفسير التي شهدها الناس منه بعد ذلك في حلقات (التلفزة). وكان الشيخ الشعراوي من الناحية السياسية محسوبًا على حزب الوفد، ومعدودًا من رجاله، ولكنه ـ والحق يقال ـ لم يكن من الحزبيين المتفلتين، فقد كان رجلاً ملتزمًا بشعائر الدين، محافظًا على الصلوات في أوقاتها، هو وزميله وصديقه الذي كان يدرسنا (تاريخ الأدب العربي) بقدرة وجدارة، الشيخ المنوفي. وكان حزب الوفد في هذه المرحلة في تنافس شديد، وصراع حار، مع جماعة الإخوان، فكلاهما يريد أن يكسب الشارع المصري إلى صفه. وبعد أن كان الوفد هو المسيطر على الشارع، وهو الذي يحرك الرأي العام إذا أراد، أصبح له في الميدان منافس قوي شديد البأس، يقود الجماهير باسم الإسلام، ويكسب كل يوم منه أرضًا جديدة، ويخسر الوفد جزءًا من جمهوره التقليدي. وهذا الصراع انعكس على طلاب الوفد وطلاب الإخوان في المعاهد والمدارس والجامعات. وكان الإخوان أقوى صوتًا، وأشد تأثيرًا، بمن لهم من ممثلين أقوياء، مثل مصطفى مؤمن زعيم طلاب جامعة القاهرة، أو قل: زعيم طلبة مصر كلها، والخطيب السياسي الجماهيري الذي يسحر الألباب. ويبدو من سياق الأحداث أن الشيخ الشعراوي قد شُحن من قبل بعض المشايخ والطلبة الوفديين في المعهد، ضد طلاب الإخوان، وأنهم حذروه منهم، وأنهم قد يشغبون عليه في درسه أو نحو ذلك. ومن دلائل ذلك: أني سألت الشيخ في أثناء درسه في البلاغة سؤالاً علميًا بريئًا، كما أفعل مع كل أساتذتي، فأنا بطبيعتي أحب أن أفهم، وأحب أن أناقش، ولا آخذ كل شيء قضية مسلّمة، ولكن الشيخ الشعراوي رأى السؤال تحديًا له، واستشاط غضبًا، ظهر على صفحات وجهه، وقال لي يرد على التحدي ـ في نظره ـ بتحد مثله أو أقوى منه: اسمع يا يوسف، إن كنت ريحًا فقد لاقيت إعصارًا!! فقلت له: والله ما قصدت غير السؤال العلمي البحت، ولم يتجه تفكيري إلى ما فهمته قط. وكان هو السؤال الأول والأخير، فلم أحاول أن أسأله بعد ذلك، حتى لا يسيء فهمي. ومضت السنة الدراسية، وجاء الامتحان، وكان من نزاهة الشعراوي أن منحني أعلى درجة في الفصل»(6). الغزالي يعترض على أستاذهويتحدث الشيخ محمد الغزالي عن موقف له في أول عهده بالجامعة فيقول: «وجمعنا عميد الكلية في مسجد (الخازندارة) في حفل عام للتعارف واستقبال العام الجديد، وتوثيق العرى بين الطلاب وهيئة التدريس، وحدث في هذا الحفل أمر ذو بال، فقد كان بين من تحدثوا الأستاذ الدكتور محمد يوسف موسى أستاذ الفلسفة والأخلاق بالكلية، وجرى على لسانه ثناء حار على المجتمع الفرنسي، وتنويه بما يسوده من أمانة ونظام، وأهاب بنا أن نتمسك بهذه الخلال..!!وغاظني ما سمعت، فانتفضت قائمًا أصيح: أي خلال يا أستاذ؟ هؤلاء تقدموا في اللصوصية، اللص عندنا يسرق آنية من بيت، أو حافظة من جيب، أو ثمرة من حقل، وهؤلاء يسرقون الشعوب تحت الشمس، ويختلسون العقائد من القلوب!! أيّ خلال تعني يا أستاذ نلتمسها من هؤلاء المعتدين على إخواننا في أقطار المغرب ـ وكانت كلها محتلة ـ؟ ولماذا لم تذكرنا بسلفنا العظيم؟ وانطلقت وقادوني إلى عميد الكلية الشيخ عبدالمجيد اللبان فرأى شابًا في العشرين أفقده الحماس وعيه، فقال لي بصوت وديع: اقعد يا ولد!! فجلست أمامه، وكلف شيخًا آخر بالتحدث إلى الطلاب الذين بدا أنهم متعاطفون معي، بل بدا أن أكثر المدرسين لم يستريحوا إلى توجيه الدكتور محمد يوسف، وأنهم يؤيدون موقفي..!! لم يعاقبني عميد الكلية مكتفيًا بإسداء بعض النصائح، وصرفني بعد انتهاء الحفل.. والغريب أن علاقتي بالأستاذ الدكتور محمد يوسف موسى توطدت، وكنت فيما بعد أثيرًا عنده، وطوال مدة الدراسة بالكلية لم أستغن عن توجيهه وإرشاده، وبعد التخرج نَمَتْ بيننا صداقة عميقة وتعاون في خدمة الدعوة الإسلامية»(7).القرضاوي يخالف أستاذهويشبه هذا ما وقع للشيخ القرضاوي مع أستاذ التفسير من اختلاف إذ يقول: «ومما وقع في السنة الأولى: أني اصطدمتُ بأستاذي في التفسير، وهو الشيخ محمد مختار بدير. وكان الشيخ بدير رجلاً قارئًا مطلعًا أديبًا شاعرًا، ولكنه ضاق صدره بنقاشي، في قضية علمية عرض لها، خالفته فيها وهي: هل كانت دعوة نوح عليه السلام عالمية أو لا؟ وقد رجح الشيخ أنها عالمية، بدليل أن الطوفان عمَّ العالم، فلو لم تكن عالمية ما عوقب العالم كله بالطوفان.. وكنت في مناقشتي معتمدًا على النصوص المسلَّمة، فالقرآن يقول: {إنا أرسلنا نوحًا إلى قومه} «نوح1»، والحديث المتفق عليه عن جابر في الخصائص المحمدية: «وكان النبي يُبعث إلى قومه خاصة، وبعثتُ إلى الناس كافة».ولكن في اليوم التالي لقيني الشيخ هاشًا باشًا، وقال: لقد ظلمتك يا قرضاوي، وراجعتُ المسألة فوجدت الحقَّ معك وقد سألت عنك فعرفت أنك من أهل العلم، كما علمت أنك شاعرٌ مثلي.وانعقدت بيني وبين الشيخ بدير مودة عميقة، وكان كثيرًا ما يشيد بي ويثني عليَّ عند زملائه من علماء الكلية»(8).العقاد يحل ما عجز عنه الأستاذويتحدث العقاد عن موقف معلم الحساب والهندسة وتجاهله جهد تلميذه في حل مسألة استعصت على الحل فيقول: «كان أستاذ الحساب والهندسة والرياضة. ولا داعي لذكر اسمه في هذا المقام.كان يؤمن بالخرافات وشفاعات الأولياء، وكان محدود الفهم في دروسه ولا سيما المسائل العقلية في دروس الحساب .ولكن الدرس الأكبر ـ الدرس الذي أحسبه أكبر ما استفدته من جميع الدروس في صباي ـ كان بصدد مسألة حسابية من تلك المسائل العقلية.. كنت شديد الولع بهذه المسائل لا أدع مسألة منها بغير حل مهما بلغ إعضالها.وكان الأستاذ يحفظ منها عددًا كبيرًا محلولاً في دفتره يعيده على التلاميذ كل سنة، وقلما يزيد عليه شيئًا من عنده..وعرضت في بعض الحصص مسألة ليست في الدفتر، فعالجنا حلها في الحصة على غير جدوى، ووجب في هذه الحالة أن يحلها الأستاذ لتلاميذه فلم يفعل، وقال على سبيل التخلص: «إنما عرضتها عليكم امتحانًا لكم، لتعرفوا الفرق بين مسائل الحساب ومسائل الجبر، وهذه من مسائل الجبر لأنها تشتمل على مجهولين».لم أصدّق صاحبنا ولم أكف عن المحاولة في بيتي، وقضيت ليلة ليلاء حتى الفجر وأنا أقوم وأقعد عند اللوحة السوداء حتى امتلأت من الجانبين بالأرقام.. وجاء الفرج قبل مطلع النهار، فإذا بالمسألة محلولة وإذا بالمراجعة تثبت لي صحة الحل، فأحفظ سلسلة النتائج وأعيدها لأستطيع بيانها في المدرسة دون ارتباك أو نسيان.قلت: لقد حللت المسألة.قال الأستاذ: أية مسألة؟ قلت: المسألة التي عجزنا عن حلها في الحصة الماضية.قال: أو صحيح؟.. تفضل أرنا همتك يا«شاطر».وحاول أن يقاطعني مرة بعد مرة، ولكن سلسلة النتائج كانت قد انطبعت في ذهني لشدة ما شغلتني وطول ما راجعتها وكررت مراجعتها.وانتظرت ما يقال..فإذا الأستاذ ينظر إليَّ شزرًا وهو يقول: لقد أضعت وقتك على غير طائل، لأنها مسألة لن تعرض لكم في الامتحان.كانت هذه صدمة خليقة أن تكسرني كسرًا، لو أن اجتهادي كان محل شك عندي أو عند الأستاذ أو عند الزملاء، أما وهو حقيقة لا شك فيها، فإن الصدمة لم تكسرني بل نفعتني أكبر نفع حمدته في حياتي، وصح فيها قول نيتشة: «إن الفضل قيمته فيه لا فيما يقال عنه، أيًا كان القائلون» ولم أحفل بعدها بإنكار زميل أو رئيس»(9).سبب اشتغال العقاد بالأدبويتحدّث العقاد عن أستاذه أحمد الجداوي فيقول: «كان أساتذتي جميعًا ممن اخترتهم بنفسي..نعم!.. ولكنني أحب أن أستثني أستاذًا واحدًا كان حضوري عليه من اختيار أبي لا من اختياري، وذاك هو الشيخ أحمد الجداوي رحمه الله.. كان الشيخ أحمد من أبناء أسوان، وحضر العلم في الأزهر وزامل الأستاذ الإمام «محمد عبده» على أيام السيد جمال الدين..كان هذا النابغة الألمعي أوسع من لقيت محفوظًا في الشعر والنثر، كان يطارح وحده خمسة أو ستة من القضاة والمدرسين والأدباء... لاحظت عليه أنه لا يرى أمامه بابًا إلا تطرق إليه، ومن ذلك أنه تعلَّم اللغة الإنجليزية لأن مجلسه كان يجمع بعض الأدباء المحيطين بها...وقد حبَّبتْ مجالس الجداوي الأدب إلى نفسي لأول مرة ورغبت أن أتخذه فنًا أضرب فيه بسهم، كما ضرب فيه الأستاذ، وصرت من ذلك الحين مهتمًا بحفظ الشعر، ومطالعة كتب الأدب»(10).نبوءة الإمام محمد عبدهويتحدَّث العقاد عن تشجيع أساتذته له ونبوءة الشيخ محمد عبده فيقول: «كان أستاذنا في اللغة العربية والتاريخ الشيخ فخر الدين محمد الدشناوي يعرض كراساتي التي أكتب فيها موضوعات الإنشاء على كبار الزوار لمدرسة أسوان، وكان كبار الزوار لهذه المدارس أكثر عددًا وأعظم شأنًا من كبار الزوار لمدارس القطر كله، لأن أسوان كانت قبلة العظماء والكبراء من جميع الأرجاء في موسم الشتاء. واطلع الأستاذ الإمام الشيخ (محمد عبده) على إحدى هذه الكراسات فقال: «ما أجدر هذا أن يكون كاتبًا بعد!..» فكانت هذه الكلمة أقوى ما سمعت من كلمات التشجيع»(11).وتشبه هذه النبوءة نبوءة أحد شيوخ الدكتور يوسف القرضاوي في صباه وهو الشيخ بيومي العزوزي، إذ يروي القرضاوي قصته تلك فيقول: «وكان الشيخ بيومي يعمل كاتبًا في إحدى الدوائر الزراعية في القرية، وكان رجلاً ذكيًا له قراءة في فقه الشافعية، واطلاع على (الإحياء)، وكان يحبني ويعتز بي ويناديني دائمًا بكنية التزمها، كلما جاء إلى دارنا ونادى من بعيد : يا أبا يوسف. قلت له: أنا يوسف ولست أبا يوسف! قال: ولكني أناديك بهذا وأقول لك ما قاله أبو حنيفة لصاحبه أبي يوسف: لتأكلن الفالوذج على مائدة الملوك!»(12).سذاجة معلمويبقى المعلم محط أنظار طلابه، ولذلك نجد صور معلمين فقدوا اتزانهم ما تزال عالقة في أذهان التلاميذ بعد مضي عقود طويلة، فانظر إلى صورة ذلك المعلم الذي حدثنا عنه الكاتب أحمد السباعي فقال: «انتدبوا لنا الشيخ (إسماعيل) ليكون أستاذنا في تحفيظ القرآن ودراسة بعض مبادئ العلوم التي قرروا أن ندرسها إلى جانب حفظ القرآن.وعز على الشيخ إسماعيل أن يعترف بمبادئ العلوم التي قررها لنا المنهج وكلّفه بها.. فقد كنا لا نزاول في فصله غير حفظ القرآن إن كان ما زاولناه عنده يُسمى حفظًا.!!... يصيح بنا (مين حافظ يا ولد؟)فيدعي أكثرنا وليس فينا صادق. ثم ينتقل أولنا ليجلس قبالته كما يجلس المصلي على ركبتيه، ولا يشرع في قراءة ما استظهر حتى يكون زميله قد زحف في هدوء حتى يستوي خلف الشيخ، ثم يفتح المصحف على مصراعيه ليتابعه الحافظ عن بعد ويقرأ ما فيه موهمًا شيخنا أنه يقرؤه غيبًا. وتتكرر العملية بتكرار التلاميذ الذين ينتقلون لتسميع الشيخ ما حفظوا، ويزحف زملاؤهم إلى ما يلي ظهر الشيخ ليقابلوهم بالمصحف مفتوحًا تطالعهم فيه الآيات التي يقرؤونها.ويبدو أن مصلحة التلاميذ المشتركة في الغش كانت تجمعهم على هذا التآلف والتساند، إلا أن الشذوذ الذي لا يخلو منه زمان كان يدفع بعضهم إلى مسارة الشيخ بحقيقة الواقع تولفًا أو نصحًا، إلا أن سيدي الشيخ كانت أخلاقه أكبر من أن تقبل الغيبة في الفصل، فكان يعلن هذه الأسرار كما يعلن أسماء أصحابها»(13).ضعف المعلم في مادتهوضعف المعلم في مادته مكشوف لدى التلاميذ مهما حاول التمويه، إذ تَمَكّنُ المعلم من مادة تخصصه تعدُّ من أهم مقوماته، وهذه نماذج لضعف المعلمين في موادهم وتلك آثار ذلك الضعف على التلاميذ هذا ما يؤكده الدكتور إحسان عباس في حديثه عن بعض معلميه: «كان التاريخ المقرر علينا هو تاريخ الدولة الأموية، ولكن معلم التاريخ أمضى ثلثي السنة وهو يتحدث لنا عن البدوي وكيف أنه هو والنخلة والجمل ثلاثة ممثلين على مسرح الصحراء، ثم بدأ في الثلث الثالث يرسّخ في أفهامنا أن التاريخ رياضيات ويقول مثلاً: سعد بن أبي وقاص * رستم -_ معركة القادسية.وكان أستاذ الفيزياء لا يحسن الجانب الرياضي من هذا العلم، ولهذا فوجئنا بأن امتحان الفيزياء كان في معظمه قائمًا على مسائل رياضية، وهذا شيء لم نكن نملك تداركه، ولكن الله لطف بنا، حين اجتزنا هذا الامتحان العسير.وكنت قد تلقيت صدمة من معلم الجغرافيا حين سألته عن قضية فلكية فأجابني: «هي مشروحة في الكتاب، واللي يفهم يفهم ولا ما يفهم لا عمره فهم» وجعلت هذه المادة مع محبتي لها ثانوية المقام بين سائر المواد، ولهذا لم أنل علامة النجاح فيها»(14).المعلم الطائشوإذا كنا نأبى النـزق والطيش في التلاميذ، فيا للمصيبة عندما يكون سمة للمعلم، هكذا يصف الدكتور عبدالرحمن بدوي أحد معلميه فيقول: «كان الشيخ عبدالرحيم محمود؛ ولم أتتلمذ عليه، ولكنه كان هدف السخرية والتشغيب من الطلاب بحيث كان معروفًا لكل الطلبة. وكان حين يمشي في الطرقات بين الفصول يُنبذ بأحط العبارات، وكان هو يرد عليها بأقبح منها دون أدنى تحرّج. كان يرى في نفسه أنه من أعلم ـ إن لم يكن هو أعلم ـ الناس باللغة العربية. ولهذا كان حريصًا على تصيد الأخطاء اللغوية والنحوية الشائعة بين الشعراء والكتاب، ويزعم أنه وجَّه النقد لأصحابها مباشرة، فكان يقول مثلاً: «بائس تجمع على بائسين، ومن الخطأ جمعها على (بؤساء) وقد نبهت حافظ إبراهيم(15): (الشاعر) على هذا الخطأ وطالبته بضرورة تصحيحه في الطبعة القادمة»(16). وثمَّ شيخ ثالث اسمه منصور بشر. وكان يجمع بين الطيش والنزق وبين الفتوَّة والجهل. كان ضخم الصوت والبدن، يشرح الدرس وكأنه ينادي على بضاعة في السوق»(17).غلظة المعلموغلظة المعلم صفة مرادفة للنـزق، في نظر تلاميذه، فهذا طه حسين يتحدَّث عن أحد معلميه فيقول: «وكان الشيخ.. غليظ الطبع، يقرأ في عنف، ويسأل الطلاب ويرد عليهم في عنف، وكان سريع الغضب، لا يكاد يُسأل حتى يشتم، فإن ألح عليه السائل لم يُعفْه من لكمة إن كان قريبًا منه، ومن رمية بحذائه إن كان مجلسه منه بعيدًا. وكان حذاء الشيخ غليظًا كصوته جافيًا كثيابه. كان حذاء الشيخ غليظًا جافيًا، وكانت نعله قد مُلئت بالمسامير، وكان ذلك أمتن للحذاء وأمنع له من البلى، ففكّر في الطالب الذي كانت تصيبه مسامير هذا الحذاء في وجهه أو فيما يبدو من جسمه. ومن أجل هذا أشفق الطلاب من سؤال الشيخ وخلُّوا بينه وبين القراءة والتفسير والتقرير والغناء»(18).مجلة الرسالة وكتابها أكبر المعلمينوتوجيه الطلاب والأخذ بأيديهم إلى قراءة النافع من مهام الأستاذ الناجح، ولننظر إلى أثر ذلك على الدكتور إحسان عباس، الذي يقول: «كنا من حيث المستوى المدرسي في الصف الثانوي الأول، وكان أستاذ اللغة العربية قد نصحنا أن نشترك في مجلة الرسالة المصرية، وكان الاشتراك السنوي يكلّف جنيهًا واحدًا، فاشترك كل واحد من طلاب الصف في هذه المجلة، وكانت تصلنا بالبريد، وعليها اسم كل مشترك وعنوانه، والحق أن مجلة الرسالة أصبحت هي «المعلم الأكبر» لنا، فيها نقرأ ما يكتبه طه حسين وعلي الطنطاوي ومصطفى صادق الرافعي(19)، وزكي مبارك(20) وأحمد حسن الزيات(21)، وغيرهم من كبار الكتاب ذوي الأساليب المتميزة»(22).التدريس فنويتحدَّث الدكتور إحسان عباس عن أستاذ التربية وعلم النفس في الكلية العربية بالقدس فيقول: «كان أحمد سامح(23) أستاذنا في التربية وعلم النفس التربوي قد تخرج في كلية الصيدلة في الجامعة الأمريكية ببيروت، ولكنه استطاع بجهده الخاص أن يترجم كتبًا في التربية وعلم النفس، وأن يؤلف في أصول التدريس، وكانت هذه الكتب هي الموضوعة بين أيدينا غير أن شخصية الأستاذ في تأثيرها كانت أقوى من الكتب، وكان أستاذًا مرنًا لا يتجمد عند حرفية التعليمات التربوية. ذكر أنه طلب مني تدريس «تاريخ الفينيقيين» للصف الثالث الابتدائي وحضّرت ورقة المنهاج للقيام بهذا الدرس، وعندما واجهت الطلبة لم يستطع مستوى الطلاب أن ينسجم كثيرًا مع المنهاج، فوضعت المنهاج جانبًا وكان يقوم على إلقاء السؤال والتدرج بالدرس بناء على الأجوبة، وحولت الدرس إلى حكاية مشوقة تتخللها حقائق تاريخية. وكان يحضر الدرس جميع زملائي والأستاذ أحمد سامح، وعند انتهاء الدرس أذن الأستاذ لزملائي بالتعليق والنقد، فأجمع أولئك الزملاء على أنه درس «فاشل» لأني تجاوزت فيه تعاليم الأسلوب التربوي الصحيح، فما كان من الأستاذ إلا أن قال: أنا أخالفكم الرأي وأعتقد أنه درسٌ ناجح. إن هذا المدرس موهوب في تحويل الدرس للصغار إلى قصة، ولعلكم لو دققتم النظر لوجدتم أن الطلاب كانوا مشدودين إلى الدرس؛ أفادني هذا الدفاع عن درسي لا لأنه منحني ثقة وحسب، بل لأنه علمني ألا أقف جامدًا عند القواعد التي ينص عليها أهل التربية، بل أن أُعمل فكري في الموقف وأختار ما يناسبه»(24).التشجيع للكبار أيضًا ويشبه هذا الموقف موقف الدكتور: محمد قدري لطفي، من درس الشيخ القرضاوي في التربية العملية فيقول: «وأذكر ممن درسونا التربية العملية: الأستاذ الدكتور محمد قدري لطفي، وكان من أعلام التربية العملية في تدريس اللغة العربية، وله مؤلفات في ذلك، وفي أواخر الفصل الدراسي يأخذ طلبته إلى المدارس الحكومية، ليلقي كل منهم درسًا نموذجيًا، يختاره ويحضره، ثم يلقيه أمام الأستاذ وأمام زملائه، وفي اليوم الواحد نحضر عدة دروس، ثم نجتمع مع الأستاذ في جلسة خاصة للنقد والتقويم، وتُعطى الفرصة أولاً للطلاب ليقوّموا عمل زميلهم ويبدوا ملاحظاتهم عليه، ثم يبدأ الأستاذ.وأذكر ذلك اليوم الذي كان فيه درسي، وكان في إحدى مدارس العباسية بالقاهرة، وكنا أربعة من طلاب التخصص، وبعد أن ألقينا دروسنا اجتمعنا كالعادة، ونقد بعضنا بعضًا، ثم استمعنا إلى نقد الأستاذ الدكتور قدري، وكان نقده في الصميم: هذا كان عابس الوجه، وهذا كان قلق الشخصية، وهذا كان درسه تلقينيًا لم يُشرك الطلبة معه، ولم يستثرهم بالأسئلة المناسبة، إلى أن جاء عندي فقال: أما القرضاوي فكان درسه مثالاً يُحتذى: في شخصيته، وفي وقفته، وفي ابتسامة وجهه، وفي إقباله على التلاميذ، وفي إشراكهم معه في كل الخطوات، وفي تلخيص درسه في النهاية، ولا يسعني إلا أن أشكر له، وأن أتمنى له دوام التوفيق في مستقبل حياته، وقد أعطاني الدرجة خمسين من خمسين»(25). التشجيعويذكر الأستاذ عبدالفتاح أبو مدين(26) في كتابه «سيرة الفتى مفتاح» تشجيع معلميه عندما تحدَّث عن مدرسته ومدرسيه في المرحلة الابتدائية فقال: «ولقيت فيها، أي المدرسة، التشجيع من أساتذتي وخاصة شيخي محمد الحافظ وكان وثيق الصلة بإدارة المدرسة، وكانت تعتمد عليه كثيرًا، لعلمه ولحيويته وعمله المتواصل فيها وإخلاصه، الذي لا حدود له»(27).تأثر التلميذ بأستاذهوكم يبالغ التلميذ في التأثر والإعجاب بأستاذه، ولنقرأ ذلك بقلم الأستاذ أحمد أمين(28) عندما تحدث عن الأستاذ (عبدالحكيم محمد) الذي تعلم منه الكثير فيقول: «أعظم ما كسبته في الإسكندرية، تعرفي بشخصية قوية، كان لها أثر كبير في نفسي.. كان أستاذًا للغة العربية في مدرسة رأس التين الثانوية، تخرج في دار العلوم، وكنت في الثامنة وكان في نحو الثانية والأربعين، وكان طويل القامة، معتدل الجسم جميل الوجه، ذا لحية سوداء، نظيفًا في ملبسه، أنيقًا في شكله من غير تكلف، اتصلت به فأعجبني من أول نظرة، واتخذني أخًا صغيرًا واتخذته أخًا كبيرًا... وكان في مدرسته محبوبًا محترمًا، يجله زملاؤه ورؤساؤه وتلاميذه، أبيّ النفس عزوفًا عن الصغائر، يعتمد في دروسه مع تلاميذه على الحب لا على الإرهاب، ويترك لهم الحرية في الحديث والنقد إلى درجة تشبه الفوضى، ولم يكن في درسه مدرس لغة عربية فحسب، بل مدرس تفكير ونقد للمجتمع، وما شئت من شؤون الحياة»(29).شيوخ تمنى القرضاوي أن يعلموهيقول القرضاوي عن معلمين فضلاء تمنى أن يفيد منهم، ولكن الأمر لم يكن بيده، فيذكر بعض فضائلهم وحسبهم أن يتمنى نجباء الطلاب الإفادة من عطائهم، وعن أولئك يقول الشيخ القرضاوي: «وقد كان في معهد طنطا شيوخ مبرزون في علمهم وطريقة تدريسهم، كانت لهم شهرة واسعة، وسمعة حسنة بين طلابهم، تمنيت أن أكون تلميذًا لهم ولو في سنة واحدة من سنوات الدراسة الخمس. ولكني لم أحظ بذلك. من هؤلاء : الشيخ عبدالباسط سليم، الذي كان يدرس الفقه الحنفي، بطريقة حية يجذب الطلاب إليه، وتحبب إليهم الفقه على جفافه. وكان يحدثني عنه زميلي في السكن وبلديي كمال عبدالمجيد المصري، الذي كان يسبقني بثلاث سنوات. ولكن القدر لم يتح لي هذه الفرصة. ومن الشيوخ الأقوياء في المعهد: الشيخ عبدالكريم جاويش، الذي كان مراقبًا للمعهد، وكان يدرس أحيانًا فيبدع ويجيد، ويتعلق به الطلاب»(30).


تم إضافته يوم الأربعاء 27/05/2009 م - الموافق 3-6-1430 هـ

http://www.almarefh.org/news.php?action=show&id=2195






: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=119148
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
(4 , )مزايا , مشاهير , معلميهم , يتحدثون , عن , وعيوب


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 08:40 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd