الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > منتديات التواصل العام > منتدى النقاش والحوار الهادف > أرشيف مواضيع النقاش


إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-04-16, 18:19 رقم المشاركة : 1
نورالدين شكردة
أستـــــاذ(ة) متميز
 
الصورة الرمزية نورالدين شكردة

 

إحصائية العضو







نورالدين شكردة غير متواجد حالياً


b7 هل هناك علاقة بين الإبداع والمخطط الإستعجالي؟



هل هناك علاقة بين الإبداع والمخطط الإستعجالي؟
نورالدين شكردة

تــقــديــم:

سؤال قد يبدو مستفزا للعقول المستكينة المسالمة،غير أنه لن يخلف نفس الآثر لدى العقول المبدعة المجددة،أما مشرعي الأمة ومسيريها وصانعي قراراتها ومثقفيها الفاعلين فلايخفى عليهم ما للفن والأدب والإبداع الحروالمستقل من أدوار حاسمة وفاعلة في حفظ التوازن النفسي والروحي العام، وتأثيت المشهد البانورامي للبلاد برمزيته وثقافته ومؤسساته ومكوناته الحضارية، وتشكيل وتفعيل وجدان المجتمع، والارتقاء بأذواق المواطنين واختياراتهم وقيمهم وكفاياتهم.. مثله ـ أي الإبداع الأدبي ـمثل كل العلوم التقنية الأخرى والتي تراهن فقط على نتاجات التجديد الصناعي والبحث العلمي والتكنولوجي....
غير أنهم ـ أقصد نخبة أهل الحل والعقد والقرارـ وللأسف لايزالون يراهنون على إرساء دعائم ثقافة الولاء والخنوع ،ويخضعون لإملاءات وسياسات غربية تكرس النمطية وتسمو بالقبح وتمجد الرداءة وتعطل الفكر والوعي والطاقات وتخطط لتشكيل جيل مستلب وسلبي وغير مكثرت،ولازالوا يعتقدون أن الشاعر والأديب موظفان وأن الفنان مجرد أداة ويفسحون واجهاتهم الإعلامية ويعبدون طريق الرقي لمن ينظم قصائد عن بطولاتهم ومسارهم السياسي الناجح ويرسم لوحات زيتية لغرف نومهم ويتفنن في إبداع بورتريهات لأبنائهم ويكتب القوانين الأساسية لجمعياتهم وأحزابهم ويسخر موهبته لمداهنتهم ونفاقهم ومدحهم والتزلف إليهم.
ولا ننكرهنا حقيقة التهم الموجهة لنظامنا التعليمي والتي تصفه بنظام فاشل يعيد إنتاج النخب لا غير، وتثوارت عائلات محدودة تسلم المناصب والمسؤوليات السامية بين أفراد أجيالها،غير أنه ولحسن الحظ استطاعت فئة من المبدعين الأحرار تكسير هذه القاعدة وحرمت تلك العائلات من احتكار حقل الأدب والثقافة والفن وجعلت مشعله مشعلا حرا يمكن أن تحمله حتى أفقر العائلات وأبشعها ألقابا.
وقبل كل هذا وذاك فإن المبدعين والمجددين يشكلون قوة ورأس مال إنساني ثمين يساهم في إغناء الحضارة البشرية وتأريخ محطاتها وكشف أشكال تميزها وقصورها، وتقدم ثقافتها وعمرانها وكل ألوان تعبيرها وتواصلها.طالما أنهم يبتكرون إنتاجات تتّصف بالجدّة والأصالة والقيمة والفائدة بالنسبة لمجتمعاتهم .)ونستثني هنا بعض أشباه المثقفين والفنانين والمبدعين الموالين المدجنين والذين يمكن تشبيههم بأبواق ومكبرات صدئة صنعت وفرضت قسرا على الساعة الفنية والإبداعية.
أسئلة عديدة تطرح يوميا ولا تجد من يعارض مشروعيتها،من قبيل هل هناك علاقة بين التربية والديمقراطية؟وبين المدرسة وحقوق الإنسان؟وبين النظام التعليمي والسياسة؟وبين المنظومة التربوية والدين الإسلامي ودين الكرة الأرضية الجديد/العولمة؟
غير أننا لو طرحنا السؤال بالصيغة التالية:هل هناك علاقة بين الأدب والمنظومة التعليمية؟فسيبدو الجواب بديهيا ولا جدال فيه...وما كانت الغرابة لتنتصر علينا مثلما حصل ونحن نطرح تساؤلنا حول علاقة الملتقى الإبداعي بالمخطط الاستعجالي.

ما الإبداع؟وهل له علاقة بالكفايات التعليمية؟

لقد صار للإبداع وظيفة ثابتة ودور حساس في الرقي بمخيال الفرد/المواطن،ولا يمكننا بأي حال من الأحوال تجاهل دوره المحوري في تسويق صورة البلاد والعباد والأهم من ذلك في تحصيل واستثمار عائداته المعنوية والرمزية وحتى المادية العديدة.
ولا يعتقد من مداخلتنا المتواضعة هذه في موضوع علاقة الأدب والإبداع بمداخل المنظومة التربوية ومواثيقها ومخططاتها الإصلاحية أننا سنستميت وسنجهد أنفسنا في محاولة إرجاع فضل تكوين المبدعين والأدباء والفنانين إلى المؤسسة التعليمية وحدها فقط،أبدا،لكن في نفس الوقت فإن واقع الحال يفرض علينا ألا نتغافل ونصرف النظرعن دور المدرسة الرائد في صقل مواهب وملكات المبدعين والشعراء والقصاصين والمصممين ...واحتضان تجاربهم وفضولهم ومحاولاتهم...فالمدرسة بيئة مواتية لتفجير الطاقات وإبراز المواهب ،ومشتل ملائم لتنمية العوامل الإبداعية الوراثية ورافعة لأخذ بيد من تتوفر فيه مجموعة من الإمكانات والدوافع الشخصية.
جاء في لسان العرب 1بدع الشيء :أنشأه وبدأه، والبديع:هو المبدع المحدث العجيب الجديد،وهو من أسماء الله تعالى لإبداعه الأشياء وإحداثه إياها،ومعناها خالقها ومبدعها ومخترعها. وأبدعت الشيء اخترعته لا على مثال.
وعرّف جلفوردGuilford الإبداع بأنه "تفكير في نسق محدود يتميز الإنتاج فيه بخاصية فريدة هي تنوع الإجابات المنتجة والتي لا تحددها المعلومات المعطاة".
واعتبره روجرز بأنه "عملية انبثاق أو توليد علاقة جديدة بين الفرد من ناحية والظروف أو المواقف ومافيها من أشياء وأحداث وأشخاص من ناحية أخرى".
أما المنظر التربوي الأمريكي الشهير تور انس Torrance الذي يسمى ( أب الإبداع ) فقد رأى أن الإبداع "عملية يصبح فيها الفرد حساسا للمشكلات وأوجه النقص وفجوات المعرفة والمبادئ الناقصة وعدم الانسجام وغير ذلك ، فيحدد فيها الصعوبة ويبحث عن الحلول ويقوم بتخمينات ويصوغ فروضا عن النقائص ويختبر هذه الفروض ويعيد اختبارها ويعدلها ثم يقوّم نتائجه في آخر الأمر". أما شتاين Stein فيعتقد بأن الإبداع "عملية ينتج عنها عمل جديد يرضي جماعة ما أو تقبله على أنه مفيد".في حين يعرفه المنظر التربوي المصري السيد عبد الحليم محمود بأنه "التفكير المرن الذي ينطلق في اتجاهات متعددة خصبة ، وهو الذي ينحو بالفرد نحو تغيير طريقته كلما تطلبت المشكلة هذا التغيير إلى معالجة جميع الاحتمالات الممكنة للمشكلة القائمة ، وخاصة إذا كان للمشكلة أكثر من حل صحيح".
ورأى المنظر التربوي العراقي د نوري جعفر الإبداع بأنه "صفة مكتسبة تنشأ بالتدريب والممارسة نتيجة تفاعل إمكانيات الشخص المخية مع العوامل البيئية المحيطة ولاسيما الثقافية منها في موضوع تخصصه".
وعرّف عالم النفس السوري د فاخر عاقل في معجم علم النفس الفكر المبدع ، بأنه "تفكير ذو نتائج خلاقة جديدة وليست روتينية".
وأخيرا فلقد فنّد الأكاديمي العراقي الدكتور قاسم حسين صالح المنحى المرضى Tendency في تفسير الإبداع والذي يربط بين الإبداع والمرض النفسي والذي مازال يتردد في كثير من الكتابات بقوله :" لو أن الإبداع حالة من حالات المرض النفسي أو العقلي ، فهل يكون هذا مسوّغا" إنسانيا" لكي نخلق أو نديم ظروف المرض النفسي أو العقلي لنحصل على مبدعين ؟ أم يكون العكس هو الصحيح ؟"2
ويتضح لنا من خلال التعاريف السابقة أن الإبداع إذن هو عملية تفكير خصبة ومرنة وخلاقة،وسلوك تجديدي غير مسبوق يتصف بالتوليد والحساسية والإنتاجية،يرضي الفرد والجماعة ويلاقي إقبالهم وإعجابهم ويدفعهم لتغيير واقعهم.وهو أيضا صفة مكتسبة تنشأ نتيجة تفاعل عوامل بيئية وأخرى وراثية بفعل التدريب والممارسة تفرز نشاطاتها نتائج جديدة وغير روتينية...
هذا وقد نصت الدعامة التاسعة من المجال الثالث للميثاق" الرفع من جودة التربية والتكوين " على:
ـتحسين تدريس اللغة العربية واستعمالها وإتقان اللغات الأجنبية والتفتح على الامازيغية./طالما أن اللغة هي الوعاء الرمزي للتفكير الإبداعي، والوسيلة التي يتجسّد بها هذا التفكير في شكل أدبي محسوس، أو تصميم ابتكاري مرسوم/
وحثت الدعامة الحادية عشر على:
ـتشجيع التفوق والتجديد والبحث العلمي.
وحمل الهدف الثاني للمخطط الاستعجالي ما يلي:
ـ حفز روح المبادرة والتفوق والتميز على صعيد المدرسة والجامعة)...(عبر تطوير حوافز النجاح والتألق وتشجيع البحث العلمي.
ـوورد في ديباجات الكتب المدرسية المقررة في مختلف الأسلاك التعليمية مجموعة من الكفايات التي تراهن الوزارة على إكسابها وتحقيقها ننتقي هنا بعضا منها للتأمل والمقارنة والقياس:
ـ تنمية قيم الوعي بالذات والاستقلالية في التفكير وإعمال العقل واعتماد التفكير النقدي وتثمين العمل والإبداع وحب العلم والمعرفة.
ـ تبني قيم الإنتاجية والمردودية والتنافسية الإيجابية والمبادرة والابتكار والإبداع.
ـ تنمية الرصيد الثقافي للمتعلم وتوسيع دائرة إحساسه وتصوراته ورؤيته للعالم وللحضارة البشرية في تناغم مع تفتح شخصيته.
ـ تنمية الذوق الجمالي وتثمين الإبداع التفاعلي)...(والتفتح على العالم التكنولوجي من أجل تنمية القدرة على الملاحظة والمقارنة والإبداع والإنتاج.
ـ القدرة على التعبير السليم باللغة العربية والتواصل الوظيفي تعبيرا وقراءة وكتابة والتواصل مع الآخر والتفاعل الإيجابي مع المحيط والقدرة على التموقع في الزمان والمكان وتنظيم الذات)...(وربط كل ما سلف بقيم معينة وكفايات محددة.
ـ الرفع من أداء المؤسسات التعليمية وقدرتها التنافسية وتطوير منتوجها التربوي من أجل تحقيق الجودة إن إنتاجا وإن مردودية.
ـ إرساء آليات متينة للنهوض بالحياة المدرسية بالمؤسسة التعليمية ماديا ومعنويا...
وهي من دون شك كفاءات/كفايات ودعامات تتقاطع بشكل كبير مع الخطابة وبلاغة القول وجميل السرد والنثر وحسن اللغة والتعبير وجديد الإبداع وسمو الثقافة والفنون)...(خاصة وأن الإبداع الأدبي صار منهجا معرفيا وتخصصا دراسيا مستقلا أو مكملا لتخصصات علمية أخرى)...(وبناء على ما سلف يظهر أن تأثير المدرسة في ملكات الإبداع تأثير ثابت وأن رهانها عليه رهان واضح،غير أن هذا لا يعني أن المدرسة المغربية ستتخصص في تخريج أفواج من المبدعين والأدباء والخطباء لكنها بالمقابل تساهم في تكوينهم للاستفادة لاحقا من نتاجاتهم,فهم مهما أبدعوا ومهما طالوا ومهما ابتكروا فسيظلون دوما خريجي المدرسة كذا والتخصص كذا...
وحقيقة القول انه يستحيل وجود إبداع دون وجود كفايات تنشط وتحفز وتستفز خيالات وذكاءات الناشئة المتعددة. وفي العادة تنمو المواهب الإبداعية لدى المتعلم وتتطورإذا ما سنحت لها الفرص لكي تعمل بنفسها، وتقيس،وتقارن وتصنف،وترتب وتلاحظ وتستنتج، وتتنبأ، وتضع الفرضيات، وتصمم التجارب، وتنفذها.وتحدد المتغيرات ..وتجسد النصوص وتؤلف المشاهد وترتجل الشعر...وتجمع المعلومات وتدونها وتعالجتها، وتتواصل ، وتستخدم العلاقات الزمانية والمكانية،والرياضية.
يتحدث الدكتور فاخر عاقل في الموسوعة العربية عن الإبداع ويفصل الحديث عن نوعين من التفكير: التفكير المجانف والتفكير المطابق. والتفكير المجانف حسبه هو لب الإبداع وجوهره. ولذلك يضيف الدكتور فإن تشجيع التفكير المجانف وتعهده بالرعاية والتوجيه هو الطريق إلى تفتيح العملية الإبداعية وازدهارها. ويرى أن المدارس والبيوت تشجع التفكير المطابق وتكاد تقتل التفكير المجانفـ ويعلي من شأن المدرسة فيقول لقد دلت الدراسات الإبداعية الجادة على أن القدرات الإبداعية لدى تلامذة رياض الأطفال أكثر بكثير مما كان يعتقد، وأن هذه القدرات متوافرة عند تلامذة المدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية، ولذلك فإن تعهد هذه القدرات في جميع مستويات التعليم واجب مقدس من واجبات السلطات التربوية ...والقدرات الإبداعية - كما دلت على ذلك الدراسات العلمية - تنمو بسرعة منذ الدخول إلى رياض الأطفال حتى الصف الثالث الابتدائي. وفي الصف الرابع يحصل هبوط ملحوظ ثم يحدث كسب في الصفين الخامس والسادس وهبوط جديد في الصف السابع، ثم يحدث كسب في الصفوف الثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر)...(ـانتهى كلام الدكتور فاخر.
لكن حتى وإن كان تاريخ العلماء يحاول أن يعكس صورة غير طيبة عن المدرسة وينفي دورها وفضلها في بزوغ مواهبهم أمثال إنشتاين وطوماس أديسون فإنها شكلت الفضاء الوحيد للاعتراف بوجودهم، وهي حالات شاذة من الإبداع تختلط فيها العبقرية بالعصاب بالجنون ولعل ميدان العزف وبعض أصحاب الذاكرات القوية أكدا هذا الشذوذ ..لكن خلاصة القول هي .أن الإبداع السوي ظاهرة يمكن تعليمها وتعلمها.

وهل للإبداع علاقة بالمخطط الاستعجالي؟


يعرف الدكتور جميل حمداوي المخطط الاستعجالي بأنه عبارة عن خطة إنقاذ للنسق التعليمي المغربي من الأزمات العديدة التي يتخبط فيها ويستند في جوهره على مبدأين أساسين.المبدأ الأول يكمن في التخطيط المبرمج الذي يتسم بالتدقيق والتركيز والفاعلية والاجرائية والبراجماتية وقابلية التنفيذ)...(والمبدأ الثاني يتجلى في التنفيذ الفوري للبرنامج والتسريع في تطبيقه وترجمته ميدانيا وواقعيا)...(ويضيف:المخطط الاستعجالي بمثابة خارطة طريق تحدد الخطوات العملية التي يجب الالتزام بها من أجل إصلاح المنظومة التعليمية المغربية وإعادة الثقة إلى المدرسة العمومية لكي تكون فعلا مدرسة النجاح ومدرسة الحداثة ومدرسة المستقبل التنموي.3
ويعرفه وزير التربية الوطنية بأنه عبارة عن رؤية إصلاحية متكاملة قابلة للإنجاز في ظرف وجيز.ويرى الدكتور لحسن مادي أن المخطط الاستعجالي ليس إصلاحا جديدا ولا إعلانا مبطنا بموت الميثاق الوطني للتربية والتكوين ولكنه مقاربة جديدة من أجل تحقيق مضامين الميثاق وما يميزه هو التحديد الدقيق لمكوناته:تحديد دقيق للأهداف وللعمليات الضرورية..وللفترة الزمنية التي ستنفذ فيها كل عملية وللجهات المسؤولة عن تتبع تنفيذها وللغلاف المالي المطلوب وكذا للنتائج المنتظرة من كل عملية...4
وجاء في لسان العرب خطط:الخط الطريقة المستطيلة في الشيء أو الطريق والجمع خطوط.والتخطيط التسطير والتهذيب.
فلان يخط في الأرض إذا كان يفكر في أمره ويدبره
وكساء أو ثوب أو تمر أو وحش مخطط فيه خطوط
والخطة كالخط اسم للطريقة وهي الأمر الواضح في الهدى والاستقامة.
وفي رأسه خطة إذا جاء وفي نفسه حاجة وقد عزم عليها.
وعليه فما دام المخطط الاستعجالي يراهن على تحديث المناهج وتحرير الكتاب المدرسي والرفع من أداء المؤسسات التعليمية وقدرتها التنافسية وتطوير منتوجها التربوي و تنمية الذوق الجمالي وتثمين الإبداع التفاعلي والتفتح على العالم التكنولوجي فإن الوضع يقتضي ضرورة ثلة مجددة ومبدعة من الرسامين والخطاطين والكتبة والمصممين وآهل الحنكة والدراية في شتى المشارب والتخصصات.ونذهب بعيدا لنجزم أن أجرأة المشاريع الإصلاحية وتحقيق شعارات مدرسة النجاح والمستقبل...يستدعي تضافر جهود كل مدارس الأدب والإبداع من مخرجين سينمائيين وممثلين وكتاب كلمة وملحنين ومصممين ورسامين..والالتفاف حول هذه المؤسسة/المدرسة التي أفرزت أغلبهم واحتضنت بدايات شغبهم وشغفهم وخطواتهم الإبداعية الأولى وصقلتها ووجهتها وشذبتها وطعمتها إن خلال الحصص الدراسية أو إبان أنشطة النوادي المدرسية من مسرح وغناء وتنشيط وترفيه. وذلك عبر الاعتراف لها بالجميل وتقدير دورها في أعمالهم واستحضارمكانتها والرهان على السمو بمكانتها في كل أصناف إبداعاتهم ولم لا إنتاج مواد تخدم غاياتها المجددة ومشاريعها الإصلاحية المبدعة والمثمتلة في تكريس قيم الجمال والتناسق في إنتاجات الناشئة وإرساء قواعد مدرسة مبدعة مجددة مفعمة بالحياة وبالأمل والعدل والمساواة والإمتاع .
نصت الفقرة الثانية عشر من الميثاق الوطني للتربية والتكوين5 على ضرورة انكباب النظام التربوي على تحقيق المساواة بين المواطنين وتكافؤ الفرص أمامهم وحق الجميع في التعليم إناثا وذكورا سواء في البوادي أو الحواضر..وذلك عبر مجموعة من الالتزامات من بينها:
ـ العمل على تشجيع العلم والثقافة والإبداع خصوصا في المجالات ذات البعد الاستراتيجي...
وورد في الفقرة السابعة من الميثاق ما يلي:
ينبغي لنظام التربية والتكوين أن ينهض بوظائفه كاملة تجاه الأفراد والمجتمع
أـ بمنح الأفراد فرصة اكتساب القيم والمعارف والمهارات التي تؤهلهم للاندماج في الحياة العملية،وفرصة مواصلة التعلم كلما استوفوا الشروط والكفايات المطلوبة،وفرصة إظهار النبوغ كلما أهلتهم قدرتهم واجتهاداتهم.
ب ـ بتزويد المجتمع بالكفاءات من المؤهلين والعاملين الصالحين للإسهام في البناء المتواصل لوطنهم على جميع المستويات.كما ينتظر من النظام التربوي أن يزوده بصفوة من العلماء واطر التدبير ذات المقدرة على ريادة نهضة البلاد عبر مدارج التقدم العلمي والتقني والاقتصادي والثقافي.
ولا يفهم مجددا من ورقتنا هذه أن المدرسة مطالبة بتخريج الأدباء والمبدعين،لكن هذا لا ينفي عنها البتة دورها في إلقاء بذرات الإبداع ونفحات الشعر وكل الأصناف السردية والنثرية والشعرية الأخرى ضمن مضامين وحداتها وبرامجها.فمن يزرع الريح يجني العاصفة ومن يبذر الورود والزهور يحصد البساتين والحدائق.
أليست فنون التشكيل والرسم والزخرفة والنحت والنقش والموسيقى والشعر والمسرح والهندسة المعمارية...أشكالا فنية إبداعية راقية رأت النور داخل فصول وأقسام دراسية؟
تفيد المدونة آمال مشرقي أن سدني بارنس Sydney Parnes كان قد انشأ ورشة للعمل الإبداعي ألح فيها على الصفات التي يجب تشجيعها عند الطفل في لعبه وأعماله ومحادثاته مع الأهل والرفاق.للتأكد من امتلاكه للملكات الإبداعية من عدمها وهذه الصفات هي الطلاقة (قابلية إنتاج أفكار متعددة) والمرونة (قابلية إنتاج أفكار متعددة تظهر التنقل في التفكير) والأصالة (القدرة على إنتاج أفكار غير عادية ولا مبتذلة) والتوسيع أو التفصيل (القدرة على إضافة تفاصيل جديدة إلى الفكرة الأساسية) والحساسية (القدرة على الوعي الشديد للمضاعفات الممكنة).
وتجدر الإشارة أخيرا إلى ضرورة الفصل بين الإبداع من جهة والذكاء والموهبة من جهة أخرى، فليس كل موهوب ذكي بمبدع غير أن العكس يصح غالبا، وذلك حتى لا نضيق الخناق على ناشئتنا ونجهد قدراتهم النفسية والعقلية من أجل الاتصاف بصفتين غير مترابطتين لزوما .

ما الأدب؟وهل لأشكاله علاقة بالمنظومة التربوية؟

إن الأدب علم/علوم إنساني نبيل يهتم بالنفس البشرية ويسبر أغوار الذات والوجدان ويسمو بأذواق الناشئة ويغوص ويحلق برؤاها في سماءات وبحار ماتعة...
أدب:الأدب الذي يتأدب به الأديب،سمي أدبا لأنه يؤدب الناس إلى المحامد وينهاها عن المقابح.وأصل الأدب الدعاء،والأدب أدب النفس والدرس والظرف وحسن التناول.وأدبه فتأدب علمه.
وفي الحديث عن ابن مسعود"إن هذا القرآن مأدبة الله في الأرض فتعلموا من مأدبته" والمأدبة من الأدب.لسان العرب.
وحري بنا أن نقف وقفة مطولة أمام علاقة الأدب بالمحامد ودور كتاب الله في تأديب الناشئة أدب الأخلاق وأدب الإبداع.غير أن سياق الموضوع يقتضي منا ألا نحيد على متن عنوانه.
وتبقى علاقة الأدب بالمنظومة التربوية علاقة جدلية وتكاملية إذ لا يعقل الحديث عن مدرسة مغربية مجددة مفعمة بالحياة دونما الحديث عن التجديد في المناهج وأشكال التلقي والإلقاء ونماذج النصوص المقترحة لفتح شهية الناشئة وتجديد نفس تحصيلها وتجاوبها...
هذا وقد اختلف العلماء في تحديد السن الأمثل لبروز موهبة الإبداع الأدبي فذهب فريق إلى أنه سن المراهقة،من 13 إلى 17 سنة وبالضبط ابتداء من السن التي بدأ فيه المتنبي والمعري وكعب بن زهير والجواهري وجبران والمهدي المنجرة ومحمد برادة في نظم الشعرواقتحام لجج الإبداع،.في حين أكد باحثون آخرون أن الإبداع الأدبي ينمو بين الثلاثين والأربعين. وشخصيا أعتقد أن النظريتين معا قاصرتين إذا ما تأملنا حجم الإبداع الذي لا يفتر أطفالنا وهم في عمر الزهور عن مفاجأتنا به ونحن نلقنهم الدروس أو نسمعهم النصوص أو نصحح محاولاتهم التعبيرية الإنشائية الأولى.يرى الأستاذ ابراهيم اسيكار في موضوعه "الطفل وإبداع المعرفة الاستعارية"بمجلة علوم التربية العدد 42 أن الاشتغال الذهني عند الطفل ليس اشتغالا نمطيا يتبع مسارا واحدا...إنه على العكس من ذلك اشتغال ذهني إبداعي يتوق إلى الجديد ويرغب في الابتكار.ويضيف الأستاذ أسيكار أن الخصوصية الاستعارية التي تعكسها لغة الطفل منذ سنته الثانية تقريبا ما هي إلا جزء من القدرة الفطرية على الإبداع والتي تلبي لكل طفل الحاجة إلى تحقيق الذات وإثباتها...ونستسمح الأستاذ أسيكار في الانقضاض على مقولة مهمة أوردها للمفكر نورالدين زاهي مفاهدا:"الطفل المبدع هو ذاك الجريء الذي لا ينقطع عن طرح الأسئلة غير المنتظرة والمفاجئة،والذي يضع كل ما يتعلمه موضع تساؤل.فالإبداع إذن بحث عن اللايقين..."
والحقيقة هي أننا مطالبون قبل هذه النظرية أو تلك بتلقينهم وإعدادهم لإنتاج نصوص أدبية خاصة بهم.وتهييء مخيلاتهم وتخصيبها للتعاطي مع كل الأشكال الأدبية الكائنة.وحري بنا أن نعلم الطفل كيف يبدع ويبرزمواهبه ونشجعه على كتابة الحكايات والقصص والنصوص الشعرية وذلك بتعويده سلفا على المطالعة والقراءة من أجل تنمية خبراته اللغوية والفنية والخيالية وبتهييء البيئة الاجتماعية وتوفير الظروف التربوية المساعدتين على تفجير طاقاته وإمكاناته المستثرة العديدة.

وما موقع الفن من تساؤلاتنا ؟


ورد في مراجع الأستاذ لكتب التربية الفنية والتفتح التكنولوجي6 أنه من بين غايات نظام التربية والتكوين:
ـ تنمية الذوق الجمالي والإنتاج الفني والتكوين الحرفي في مجالات الفنون والتقنيات.
ـ إعمال العقل واعتماد التفكير النقدي.
ـ المبادرة والابتكار والإبداع.
وجاء في لسان العرب مادة فنن،فنن:الفن:واحد الفنون وهي الأنواع،والفن الحال والضرب من الشيء والجمع أفنان وفنون.ورجل مفن:يأتي بالعجائب وذي فنون من الكلام.وافتن الرجل في حديثه وفي خطبته إذا جاء بالأفانين.وقال الجوهري:فنا أي أمرا عجبا وامرأة فنواء أو فينانةأو فينى كثيرة الشعر الطويل الحسن.وشعر فينان أي له فنونا كأفنان الشجر.والأفانين الأساليب وهي أجناس الكلام وطرقه.وتفنن اضطرب كالفنن/الغصن.
ولا يخفى على أهل الاختصاص أن التربية الفنية صارت مكونا ووحدة مستقلة وبحصيص زمني معقول في مختلف المستويات والأسلاك الدراسية بل وخصصت لها شعبا مستقلة ومعاهد تكوين رائدة في الرسم والمسرح والتمثيل والموسيقى..ويشير الدليل البيداغوجي أن هذه الحركية الفنية تأتي في إطار انفتاح المدرسة المغربية على الفنون والإبداع واعترافا بقدرتهما على نقل الخبرة والتجربة الإنسانية ...وما يمكن للوجدان أن يستمد منهما من قيم إنسانية رفيعة...ويضيف الدليل:إن درس التربية الفنية في مكوناته ليس درسا لمعرفة التقنيات وتعلمها وإعادة إنتاجها فقط،بل هو درس لممارسة الاعتراف وتقدير الآخر والاحتفاء به بشكل يوازي منتجه الرمزي في اللوحة والمقطوعة الموسيقية والأهزوجة والنشيد وفي العرض المسرحي...ذلك أن التشكيل الفني هو تشكيل لتداخل الفنون والعلوم والمعارف والحضارات...
إن الفن والإبداع تربية وتدريب واكتساب ونشاط عقلي قبل أن يكون وراثة وإلهاما وقدرة فردية وعليه يلزم النظام التربوي توفير الاجواء الصحية المدرسية المناسبة للخلق والتجديد والابتكار.وبالتالي تنمية ملكات الفن والإبداع. الأصيلين،وذلك بتدريب الناشئة على
حب الاستطلاع والاستفساروالاستقصاء والمثابرة في حل المشكلات.وتحفيز رغباتهم في التقصي والاكتشاف،والرهان على تنمية ـ سرعة بديهتهم واستقلاليتهم وجراتهم وعرض أفكارهم بصور مبدعة، والتمتع بخيال رحب وقدرة عالية على التصور الذهني، والتمتع بمستويات عقلية عليا في تحليل وتركيب الأفكار والأشياء...

خاتمة:


إن الإبداع الحرحالة إنسانية والأدب المستقل ظاهرة أعمق إنسانية والمخطط الاستعجالي برنامج إصلاحي تربوي نظامي إنساني هو الآخر يهدف إلى تجديد نفس قطاع بأكملة وترميم إخفاقاته البشرية والمادية مادته الخام براعم وأطفال وناشئة وشباب يتوقون جميعهم لاقتحام عوالم التميز والرقي والإبداع.وإحداث التغيير المنشود في محيطهم ومجتمعاتهم لا مجرد التعايش مع الواقع القائم.
وإن الفن والأدب نشاطان تربويان قائمان بذاتهما يتوجب على المناهج والبرامج التربوية أن توليهما العناية اللازمة لتجني في المستقبل القريب ثمار تشكيل جيل واع مجدد متفتح محب للنظام والجمال متشبت بالخلق والإبداع ...وذلك عبر نبذ التفكير الخرافي والتسلُّطي واللفظّي لدى الأطفال والمربين، وطبعهم على سمات التفكير العلمي... وقيادتهم إلى التفكير السليم في الواقع المحيط بهم...والعناية بالتفكير وربط تفكير الموهوب بالثقافة، تبعاً لكون الثقافة تُحدِّد التفكير وتبسط ظلّها عليه.8
وكما أن بناء الوطن يتطلب بناءا إسمنتيا ودستوريا وقانونيا وحقوقيا وسياسيا وعلميا وتقنيا وصناعيا فإنه يقتضي أيضا بناءا إبداعيا وفنيا وأدبيا وفكريا وثقافيا وأخلاقيا من أجل تقدم مندمج ومنسجم وشمولي.
أليس من حقنا إذن أن نسائل الأدب والإبداع عن دورهما الحقيقي في تفعيل دعامات ورافعات ومشاريع الميثاق الوطني للتربية والتكوين والمخطط الاستعجالي؟
وأليس من واجبنا أن نحتفي بالأدباء والفنانين والمبدعين ونسائلهم عن إمكانية تسخير نتاجاتهم لتحريك عجلة المدرسة المغربية والمساهمة في هذا الورش الإصلاحي الكبير؟

بقلم:نورالدين شكردة

المراجع:
1ـ لسان العرب ـ ابن منظورـ دار صادرـ بيروت ـ الطبعة الثانية
2ـ الحوار المتمدن - العدد: 2880 - 2010 / 1 / 6 ـ عصام عبد العزيز المعموري ـ تنمية الإبداع والنشء الجديد.
3ـالمخطط الاستعجالي المغربي في مجال التربية والتعليم ـ د جميل حمداوي ـ مجلة علوم التربيةـالعدد 42 ـيناير 2010ـص:12
4ـالمخطط الاستعجالي دعامة لتحقيق مدرسة النجاح ـ د لحسن مادي ـالمرجع السابق-ص:6
5ـ الدليل البيداغوجي للتعليم الابتدائي ـ2009ـوزارة التربية الوطنية...
6ـمراجع الأستاذ لمختلف المكونات المدرسة ـ وزارة التربية الوطنيةـ المملكة المغربية
7ـ نادية آمال مشرقي- منتدى المدربون المحترفون ـ تربية الإبداع في البيت .
8ـ تربية الإبداع الأدبي لدى الطلاب ـ عطية العمري ـ محرك البحث كوكل ـ
9ـالأدب والتعليم ـمحمد مشبال ـمجلة روافد ـ العدد 14 ـينايرـفبراير 2009ـ ص:14
10ـالميثاق الوطني للتربية والتكوين ـاللجنة الخاصة بالتربية والتكوين ـيناير 2000
11ـالبرنامج الاستعجالي ـمن أجل نفس جديد لإصلاح منظومة التربية والتكوين ـ2009/2012







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=112424
آخر تعديل نورالدين شكردة يوم 2010-04-16 في 18:31.
    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الإبداع , الإستعجالي؟ , بين , علاقة , هل , هناك , والمخطط


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 18:49 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd