يوم دراسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-04-07, 20:29

رقم المشاركة : 1

ابن خلدون

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابن خلدون غير متواجد حالياً

يوم دراسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة

يوم دراسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بوجدة

احتضنت قاعة نداء السلام بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، يوم الخميس 25 مارس 2010، لقاءا دارسا يهم مقاربة الشأن الثقافي بين المعيقات واستشراف آفاق أرحب لثقافة جهوية متماسكة..
وسعيا منهما إلى تعميق البحث العلمي في القضايا ذات الصلة بمختلف المجالات التنموية بالجهة الشرقية، توافقت رؤى كل من جامعة محمد الأول بوجدة، والمديرية الجهوية لوزارة الثقافة بالجهة الشرقية للعمل سويا على جعل موضوع الشأن الثقافي بالجهة محورا عاما لأشغال يوم دراسي، شارك فيه العديد من الباحثين والمتخصصين؛ لبسط القضايا المرتبطة بالشأن الثقافي بالجهة الشرقية، وهو حدث يتوخى الطرفان من وراء تنظيمه، وضع اليد على المكونات الأساسية للعمل الثقافي، وكذا تمكين المتتبع من الاطلاع على طبيعة النسيج البنيوي، وأصناف الأنشطة التي من المعتاد بلورتها بالعديد من محطات الجهة. إلى جانب التعرف على الجهات المتدخلة على مستوى البلورة، من جمعيات ومبدعين وداعمين وشركاء، وغيرهم من المتدخلين، مع تحديد الخصاص المسجل في كل هذه المجلات.. والهدف أيضا، استشراف الآفاق المستقبلية لما ينتظر بلوغه على هدي التنفيذ العملي للجهوية واللامركزية، والرفع من مستوى تدخل كل الأطراف الفاعلة في الحقل الثقافي؛ انطلاقا من متطلبات التصور الممتد في الزمان، كما في المكان، للعمل جهويا ومحليا. هذا التصور الذي يأخذ بعين الاعتبار مرتكزات العمل الثقافي، من رعاية وترميم، إعادة تأهيل للتراث، ودعم للإبداع بكل تمظهراته؛ وتوسيعا لدائرة القراءة العمومية، وذلك على مستوى البنيات التحتية، والعمل الإشعاعي للوصول في الأخير إلى تسطير توصيات عامة، من المرتقب تعميمها في أفق الارتقاء بالعمل الثقافي، وتمكينه من لعب الأدوار التنموية المنوطة به..
وكان من المفروض أن تبدأ أشغال هذا اليوم الدراسي على الساعة التاسعة صباحا، فقد كانت متوفرة كل الظر وف اللوجستكية لإنجاح هذا العرس الثقافي، لكن تأخر والي الجهة الشرقية رفقة رئيس جامعة محمد الأول، جعل أشغال هذا اليوم الدراسي تبدأ مع الساعة 11 صباحا، وافتتحت بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم تلته كلمة رئيس جامعة محمد الأول الذي رحب بالحاضرين، وركز في كلمة وجيزة على أهمية الشراكة بين الجامعة وبين المديرية الجهوية للثقافة وجميع المتدخلين للرقي بالورش الثقافي الجهوي؛ لينخرط في مسلسل الإصلاحات التي تشهدها بلادنا على مختلف المستويات.. أما التدخل المتميز، فقد كان للمدير الجهوي للثقافة الذي كان فصيحا كعادته، وشدد على أهمية الثقافة في بناء مجتمع حداثي متطور، مادّاً يرى لكل من يريد خيرا بالثقافة والمثقفين، واعتبر حضور واليالجهة، ليس حضورا بروتوكوليا فحسب، بل هو دليل على الإرادة السياسية للدولة في النهوض بالقطاع الفني، واستشراف آفاق التدبير؛ ليترك المجال بعد ذلك للمداخلة الهامة للأستاذ مصطفى المرابط، أستاذ بكلية العلوم، تحت عنوان/ سؤال الثقافة في زمن العولمة/ ،إذ كان العرض متميزا من حيث غزارة معلوماته، وكذا من حيث مقاربته العلمية الغير شعبوية، حيث طرح أسئلة من قبيل أين تبدأ الثقافة، وأين تنتهي الحضارة، واعتبر أنه أول مرة ستكون الثقافة تابعة للحضارة، لكن في زمن العولمة.. واعتبر أيضا أن الثقافة هي الجانب الرمزي لمجموعة من المهارات التي تأتي جوابا على أسئلة متراكمة في المجتمع، وتطرح سؤال: كيف أعقل؟ وكيف أحيا؟ كما لم يغفل التذكير بوجود أوجه متعددة للثقافة، واعتبر أن الحضارة هي التجلي المادي للثقافة، بينما هاته الأخيرة هي الجانب الرمزي والمعنوي لها.. فالمحلية، من منطوق فرنسي، والتي تعني/ لوكال/حيث يتم إد ماجها مع العالمية/ كَلوبال/ تعطينا مفهوما مركبا، هو/ كلوكال/ فالثقافة ـ إذاً ـ هي حيز الزمن والدائرة الخاصة، أما الحضارة فتروم الانفلات من الدائرة العامة، لكن أمام مقصلة العولمة، لا مكان لانفجار الهويات، وانغلاق المجتمعات، لكن ما ميز هذا العرض هو عندما تنبأ الدكتور لمرابط أنه في صيرورة العولمة، سيأتي يوم نعود فيه لتدريس الأمية التي عرفها بالبحث في جغرافية الحرف، وطمس جغرافية الواقع، وكأنه يريد أن يقول، إنه ليس كافيا أن تكون قارئا لكي تجمع ما بين كيف أحيا، وكيف أعقل.. ولعل الأميين يجيدون القراءة الأولى؛ ليخلص المحاضر إلى كون الثقافة هي بمثابة الانتريولوجي الذي يواجه العولمة، حيث لم تعد قارة منعزلة في زمن العولمة لأنه حصل أخيرا التماهي بين الثقافة والحضارة.. واختتم الدكتور المرابط مداخلته بقولة لشاعر روسي، جعلت هذا التدخل ينتهي بانفجار القاعة ضحكا وتصفيقا، إذ قال إن الكمبيوتر أصبح يفعل كل ما يفعله الإنسان، لكن بدون شيئين فقط، حيث إن الكمبيوتر لن يستطيع أن يكون متدينا أو شاعرا...
وبعد ذلك، دعا المندوب الجهوى للثقافة الحضور لحفل شاي، انسحب بعده والي الجهة الشرقية ليتبعه جل الحاضرين تحث استغراب المتتبعين... ثم بعد استؤنفت أشغال اليوم الدراسي بجلسة ترأسها الأستاذ مصطفى الرمضاني؛ ليعطي الكلمة للأستاذ يحي عمارة الكاتب العام لاتحاد كتاب المغرب فرع وجدة، فطرح الانشغالات والأسئلة الثقافية مع ورش الجهوية، ثم جاءت المداخلة الثانية للأستاذ جميل الحمداوي أستاذ باحث الذي لامس حيثيات الشأن الثقافي في منطقة الريف عبر تحقيب للأحداث الثقافية، وإبراز الخصوصية الثقافية لمنطقة الريف من مختلف الجوانب؛ لتختتم هاته الجلسة بمداخلة للأستاذ صديق زريوحي المفتش والمنسق الجهوي بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بإبرازه معالم الحضور الثقافي في منظومة التربية والتكوين بالجهة الشرقية؛ الذي رأى أنه لا يرقى للمستوى المطلوب.. لينتقل الحضور بعد الك للجلسة الأخيرة التي ترأسها المندوب الجهوي للثقافة، فجاءت المداخلة المدوية للأستاذ مصطفى الرمضاني الذي بدأ غاضبا من خلو القاعة، وانسحاب جل الحاضرين بعد خروج والي الجهة الشرقية؛ ليطلق النار من كل صوب، حيث وصف مادته بالمغضوب عليها، وهي. مادة الأدب الشفوي، فتألق الأستاذ في إبراز راهن الإبداع الشعبي بالجهة الشرقية، وبدا ملما بتوابل المنظومة التراثية لجهتنا الشرقية، ولو أنه ذكر بأنه البعض هاجمه لإدخاله هاته المادة لردهات الجامعة، لكن مالا يختلف فيه اثنان، أن الرجل معروف بغيرته على المنطقة، وعلى تراثها.. واختتم مداخلته باستغرابه من إقصاء فن الرأي من مهرجان يقام له؛ وهي مفارقة غاية في الغرابة، تحمل تعتيما، تتكفل الأيام المقبلة وتنبري لفك طلاسمه... وانتهت الجلسة بمداخلة الأستاذ يحي قاسمي كلية الآداب والعلوم الإنسانية وجدة، فتبدّى في مداخلته كمن يرثي حالة الثقافة المثقفين بالجهة الشرقية، إذ رسم صورة قاتمة عن واقع وآفاق الإبداع بالمنطقة الشرقية؛ بحكم أن العراقيل حاضرة من كل صوب؛ ليخلص إلى أن وضعية المثقف وضعية كارثية بالجهة الشرقية رغم توفر المواهب...

كلمة حق لابد منها
فصيح، حصيف، دبلوماسي، لا يترك عدوا وراءه، ولا طلبا موءودا، ولا جهدا مجحودا، ولا شكرا لكل من يستحق الثناء؛ رغم تقدم السن، والصعوبة المهمة، ونقص التواصل.. فالرجل يبدو بعزيمة فولاذية، وروح شبابية وثقافية.. إنصات لا مثيل له.. إنه الأستاذ والفيلسوف المناضل، المندوب الجهوي، محمد القندوسي الذي لا يناقش في مجهوداته المرهقة لكي يضع للثقافة موضعا في الاوراش التي تفتح بالمنطقة الشرقية؛ لكن أين هي اليد الأخرى التي تصفق معه.. فوحده لا يصفق أيها المثقفون...

نجم اليوم الدراسي بدون منازع
لعل كل من تتبع اليوم الدراسي، انتبه للحضور اللافت للسيد علي بلحاج، رئيس الجهة الشرقية، إذ حضر متأخرا عن الوفد، وقد أوقفت الجلسة ليأخذ مكانه إلى جنب والي الجهة.ز وكان حضور علي بلحاج بمثابة المنقذ لهذا اليوم الدراسي.. ذلك أنه فضلا عن قوة شخصيته التي كانت بادية وهو يتجاذب أطراف الحديث مع الوالي، فالشخص يبدو ذا كاريزما طاغية، ووسامة، وكذا ابتسامته المعهودة التي لا تفارقه.. كان الرجل أيضا غاية غي التواضع مع كل الحاضرين، ولم ينسحب إلا بعد مباركته لهذا اليوم الدراسي، وحرص على التواصل مع الكل الذين وعدهم بالوقوف إلى جانبه
بواسطة: وجدة نيوز
بتاريخ : الأربعاء 07-04-2010 06:22 مساء

وجدة نيوز -> تحت شعار:

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=106140


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :