المدرسة العمومية..تتحرك ! - منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد

2010-04-03, 16:46

رقم المشاركة : 1

ابن خلدون

بروفســــــــور

إحصائية العضو

ابن خلدون غير متواجد حالياً

المدرسة العمومية..تتحرك !

المدرسة العمومية..تتحرك !المدرسة العمومية ..تتحرك !

على غرار الشعار المرفوع في الثمانينيات ، لإعادة النظر في المشهد السمعي/البصري، ومواكبة مستجدات التحديث، في عالم الصورة، وبالأخص في التلفزيون. والقطع مع الطرق التقليدية في معالجة الأخبار وتقديم البرامج.. حيث كان يطلع من شاشة التلفاز رسم الفنان محمد حسن الجندي، مخاطبا المشاهدين بصوته الجهوري صائحا: " التلفزة تتحرك" وعبر أمواج الإذاعة الوطنية ينتشر صدى هذا الشعار عبر التراب الوطني، لخلق الحدث آنذاك وإبلاغ الناس برسالة مفادها أن " التغيير قادم" انطلاقا من تحرك التلفزة. فلا التلفزة تحركت ولا طواقمها أبدعت.
العجيب والغريب هو أن نفس الشعار يرفع الآن ، ولكن ليس من قبل وزارة الإعلام سابقا، بل من وزارة التربية الوطنية..التي انتحلت مضمونه على أساس القول " المدرسة العمومية تتحرك".
فهل ستتحرك المدرسة العمومية فعلا، أم سيكون مسار تحركها كمسار التلفزة السابق ؟
كل المعطيات تنبي بأن وزارة التربية الوطنية..تعمل جاهدة انطلاقا من برنامجها الاستعجالي، الذي يعتبر " نفسا جديدا" لأجرأة ما اعتمده الميثاق الوطني للتربية و التكوين. وسعيا وراء تحقيق فعالية قصوى، تم تبني منهجية جديدة تشكل قطيعة مع الممارسات السائدة إلى حد الآن والتي تعتمد على خمسة مكونات هي :
- تحديد برنامج طموح و مضبوط في أدق تفاصيله : مجالات التدخل، المشاريع، مخططات العمل، الجدولة الزمنية، الموارد التي يتم تعبئتها.
- اعتماد رؤية تشاركية ترتكز على إشراك مجموع الفاعلين الأساسيين داخل منظومة التربية والتكوين في تطبيق البرنامج الاستعجالي.
- الانخراط القوي للفاعلين في الميدان لضمان تطبيق الإجراءات المحددة بصورة تعتمد مبدأ القرب، بغاية إعطائها بعدا عمليا ملموسا.
- وضع عدة للتتبع عن قرب تسمح بالتحكم الكامل في عملية تطبيق البرنامج الاستعجالي.
- وضع أرضية لتدبير التغيير والتواصل من شأنها ضمان انخراط الجميع ،وكذا بث روح التغيير في كل مستويات المنظومة.
هذه المكونات الخمس إن نظرنا إلى حمولتها المفاهيمية / المعرفية/ العملية، نجد أنها تتضمن مشروعا مندمجا، يتوخى من أهدافه الوصول بالجيل القادم إلى المراتب المتقدمة سواء على مستوى الترتيب في سلم التنمية أو سلم المعرفة ..والقطع نهائيا مع بوادر التخلف و الأمية. والنهوض بالمجتمع المغربي نهضة نوعية انطلاقا من المدرسة العمومية باعتبارها مجتمعا مصغرا، وورشا مفتوحا للقيام بالعديد من التجارب، التي تسعى الوزارة من خلالها، إلى إعادة الثقة للمواطنين في المدرسة، وذلك باعتماد ما يسمى في التربية بالديداكتيك " العصف الذهني"، أي بتأهيل الفضاءات المدرسية حتى يرجع لها ذلك الإشعاع على مستوى النظرة الخارجية، وكذلك تأهيل الحجرات الدراسية ، وفضاء الفسحة، والاهتمام بالمتعلم باعتباره اللبنة الأساسية كمشروع يتم الاشتغال عليه، لتأهيله لمستقبل السنوات ليحمل مشعل التنوير والمسؤولية، وذلك بإطعامه، وكسوته ، ومده بالكتب و الأدوات ، وتوفير النقل له..و بمعنى آخر توفير كل الظروف المناسبة له لكي يتعلم ، ويتكون، ويربى ،وينشأ، ويتريض، وينشط.. لتبنى شخصيته بطريقة متكاملة، لا يهزها لا ريح ولا زمهرير..
وبالمقابل نجد أن من يسهرون على أجرأة ما فكرت فيه الوزارة - العديد منهم - ما زالوا يعانون من وضعية إدارية لا تشجعهم على الانخراط بروح متفائلة فيما تطمح إليه الوزارة، دون تحفيز يذكر.
فبالرغم من برامج التكوين التي أعلنت عنها الوزارة من خلال مجموعة من المذكرات التنظيمية ، سواء المتعلقة منها بالمقاربة بالكفايات ( بيداغوجيا الإدماج) ، أو التربية البدنية، أو التكوين على الحكامة الجيدة بالنسبة للإدارة المدرسية بالرغم من إمداد العديد من المديرين بعدة معلوماتية تتعلق بالهاتف النقال والحاسوب وتوابعه.. فلا زال الأمر مرتبكا نظرا للهرولة التكوينية التى أقرتها الوزارة عبر أجهزتها الخارجية من أكاديميات ونيابات.. والتي تخص من ناحية رؤساء و أمناء جمعيات دعم مدرسة النجاح، ومن ناحية أخرى مديرات ومديري المؤسسات التربوية، ومن جهة أستاذات وأساتذة منظومة التربية والتكوين ، ومن جهة أخرى المؤطرين والمفتشين الذين يواكبون هذه العمليات على أساس إفادة العاملين من نجاعة التشبع بها، وترجمتها على أرض الفصول الدراسية..
فكم هائل من المديريات وجمعيات من المجتمع المدني، التي تشتغل على الطفولة تأهبت لخلق الحدث ، وذلك بإصدار مجموعة من الكتيبات والدفاتر التي تحدد من خلالها كيفية مواكبة الفعل التعلمي/ التعليمي، للمتعلم انطلاقا من مجموعة من المؤشرات حددتها عبر دراسات سوسيو- تربوية، تتوخى من نتائجها القطيعة مع الماضي، والرفع من مستوى المتعلم العقلي /المعرفي / الاجتماعي / الاقتصادي / النفسي/ الجسدي..
كل هذا الصبيب المتدفق من المشاريع ، والمرتبط بمحاربة الهشاشة بمنظومة التربية والتكوين، والتفكير في العنصر البشري باعتباره آلية من آليات تفعيل البرنامج ككل بتكوينه وإعادة تكوينه ، ليعتبر من الأهمية بمكان، ولكن يجب على الوزارة أن تهرول بتصفية ملف الترقية الاستثنائية كما تهرول بالتكوينات الماروطنية، لإعادة الاعتبار لمن هضم حقه ، للمشاركة في عملية البناء التي تسعى الوزارة انخراط الجميع فيها ، حتى لا تتكرر مأساة الشعار المرفوع آنفا " التلفزة تتحرك " فلا التلفزة تحركت ، ولا طواقمها أبدعت.

· عبدالكريم القيشوري في Apr:55 Saturday - 03 April 2010

عن مجلة المدرس الالكترونية

: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=103707


	للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :