2011-10-01, 22:47
|
رقم المشاركة : 620 |
إحصائية
العضو | | | رد: الأستاذ : صباح مساء | رسالة الخليفة الفاروق عمر الخطاب في القضاء إلى أبي موسى الأشعري
من أروع الدرر التي أتحفتنا بها كتب التراث رسالة الخليفة الفاروق عمر الخطاب في القضاء إلى أبي موسى الأشعري , وقد اختصر فيها الخليفة الفاروق عشرات المبادئ القانونية و أسس أصول المحاكمات و آداب مجالس القضاء , هذه القواعد التي تصلح لليوم كما صلحت للأمس , و هذا علاوة على قيمتها الأدبية
بسم الله الرحمن الرحيم
من عبد الله عمر بن الخطاب أمير المؤمنين إلى عبد الله بن قيس
سلام عليك ، أما بعد فإن القضاء فريضةٌ محكمة , وسنةٌ متبعةْ , فافهم إذا أدلي إليك ، وأنفذ إذا تبين لك ؛ فإنه لا ينفعُ تكلمٌ بحق لا نفاذَ له . آس بين الناس في وجهك و عدلك ومجلسك ، حتى لا يطمع شريفٌ في حيفك , و لا ييئسَ ضعيفٌ من عدلكْ . البينةٌ على من ادعى , واليمين على من أنكر . و الصلح جائر بين المسلمين إلا صلحاً أحل حراماً أو حرم حلالاً . لا يمنعنّك قضاءٌ قضيته اليوم ، فراجعت فيه عقلك ، وهديت فيه لرشدك أن ترجع إلى الحق ؛ فإن الحق قديمٌ ، ومراجعةُ الحقّ خيرٌ من التمادي في الباطل . الفهمَ الفهمَ فيما تلجلج في صدرك مما ليس في كتابٍ ولا سنة . ثم اِعرف الأشباهَ والأمثال ؛ فقس الأمور عند ذلك بنظائرها ؛ واعمد إلى أقربها إلى الله ، وأشبهها بالحق .واجعل لمن أدعى حقاً غائباً أو بينة أمدا ينتهي إليه ، فإذا أحضر بينة أخذت له بحقه ، و إلا استحللت عليه القضية ؛ فإنه أنفى للشك وأجلى للعمى . المسلمون عدول بعضهم على بعض إلا مجلوداً في حد أو مجرباً عليه شهادة زور أو ظنيناً في ولاءٍ أو نسب ؛ فإن الله تولى منكم السرائر ودرأ بالبينات والأيمان . وإياك و القلق و الضجر والتأذي بالخصوم و التنكر عند الخصومات ؛ فإن الحق في موطن الحق يُعظم الله به الأجر و يحسنُ به الذخرْ ؛ فمن صحّتْ نيتُهُ وأقبلَ على نفسه كفاهُ الله ما بينه وبين الناس . ومن تخلق للناس بما يعلم الله أنه ليس من نفسه شانَهُ الله ، فما ظنك بثوابٍ عند الله عز وجل في عاجل رزقه و خزائن رحمته ، والسلام | التوقيع | الوفاء أن تراعي وداد لحظة ولا تنس جميل من أفادك لفظة" | |
| |