الرئيسية | الصحيفة | خدمات الإستضافة | مركز الملفات | الحركة الانتقالية | قوانين المنتدى | أعلن لدينا | اتصل بنا |

أفراح بن جدي - 0528861033 voiture d'occasion au Maroc
educpress
للتوصل بجديد الموقع أدخل بريدك الإلكتروني ثم فعل اشتراكك من علبة رسائلك :

فعاليات صيف 2011 على منتديات الأستاذ : مسابقة استوقفتني آية | ورشة : نحو مفهوم أمثل للزواج

العودة   منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد > المنتديات الــــتــــربـــــويــــة الــــعــــــامــــة > منتدى أصناف وقواعد وأصول التربية > التربية الإسلامية


التربية الإسلامية كل ما يتعلق بالتربية الإسلامية التي رسمها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
قديم 2010-03-27, 12:05 رقم المشاركة : 1
abou afafe
أستـــــاذ(ة) جديد
إحصائية العضو







abou afafe غير متواجد حالياً


important سلامة القلب طريق المسلم إلى الجنة



سلامة القلب طريق المسلم إلى الجنة ذ . السعيد الصادق
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى .وبعد:
*1- فضل سلامة القلب وكونها طريقا إلى الجنة:
أمة الإسلام أمة صفاء ونقاء في العقيدة والعبادات والمعاملات. وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عما يوغر الصدور ويبعث على الفرقة والشحناء، فقال صلى الله عليه وسلم: « لا تباغضوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا ولا تقاطعوا وكونوا عباد الله إخوانًا، ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال يلتقيان يصد هذا ويصد هذا؛و خيرهما الذي يبدأ بالسلام»[الشيخان]. وقال صلى الله عليه وسلم: حاثًا على المحبة والألفة: «والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا...» [مسلم].فصاحب القلب السليم من صفوة الله المختارة؛وهذه العملة صارت نادرة في هذاا الزمان. وعندما سئل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل؟ قال: «كل مخموم القلب صدوق اللسان» قالوا: صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب؟ قال: «هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد» [ابن ماجه].
إن القلب ملك الجوارح وقائدها ، فإذا استقام القلب استقامت الجوارح ، وإذا اعوج القلب تابعته الجوارح على الاعوجاج , كما قال صلى الله عليه وسلم:
((. ألا وإن في الجسد مضغة ، إذا صلحت صلح سائر الجسد ، وإذا فسدت فسد سائر الجسد ، ألا وهي القلب ))
ولما كان القلب بهذه الخطورة كان معرفة مرضه وفساده أو موته ضرورياً في تحديد العلاج المناسب لهذه الآفات التي تهاجم القلب فتؤثر في سيره ، فيضعف بها أو يموت.
وسلامة الصدر نعمة من النعم التي توهب لأهل الجنة حينما يدخلونها؛كما قال تعالى: (وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ) [الحجر 47] وقال سبحانهونزعناما في صدورهم من غل تجري من تحتهم الأنهار )الاعراف43.
وسلامة الصدر راحة في الدنيا وغنيمة في الآخرة ؛ وهي من أسباب قبول الأعمال الصالحة و دخول الجنة؛ ففي صحيح مسلمتعرض الأعمال كل يوم اثنين وخميس؛فيغفر الله عز وجل في ذلك اليوم لكل امرىء لا يشرك بالله شيئا إلا امرءا كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول أنظروا هذين حتى يصطلحا).فانظر كم يفوت مريض القلب على نفسه من الخير؟
إن من سلمت قلوبهم هم أول زمرة تدخل الجنة وصحيح البخاري(لااختلاف بينهم ولاتباغض؛قلوبهم على قلب رجل واحد).
وكثير من الناس اليوم يتورع عن أكل الحرام أو النظر الحرام ويترك قلبه يرتع في مهاوي الحقد والحسد والغل والضغينة ولا يدرك وجوب تزكية نفسه وتطهير قلبه.
قال عبد الله الأنطاكي: «... إنما هي أربع لا غير: عينك ولسانك وقلبك وهواك،فانظر عينك لا تنظر بها إلى ما لا يحل،وانظر لسانك لاتقل به إلا خيرا؛ وانظر قلبك لا يكون منه غل ولا حقد على أحد من المسلمين، وانظر هواك لا يهوى شيئًا من الشر. فإذا لم يكن فيك هذه الخصال الأربع فاجعل الرماد على رأسك فقد شقيت».
وبعض الناس يظن أن سلامة القلب تكمن في سهولة غشه وخداعه، والضحك عليه وهذا خلاف المقصود.
قال ابن القيم -رحمه الله- : الفرق بين سلامة الصدر والبله والتغفل: أن سلامة القلب تكون من عدم إرادة الشر بعد معرفته، فيسلم قلبه من إرادته وقصده لا من معرفته والعمل به،وهذا بخلاف البله والغفلة فإنها جهل وقلة معرفة، وهذا لا يحمد إذ هو نقص، وإنما يحمد الناس من هو كذلك لسلامتهم منه، والكمال أن يكون عارفًا بتفاصيل الشر سليمًا من إرادته. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: «لست بخب ولا يخدعني الخب». وكان عمر أعقل من أن يخدع وأورع من أن يخدع.
و يدل على أن سلامة الصدر من أسباب دخول الجنة ؛حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: كنا جلوسًا مع الرسول صلى الله عليه وسلم فقال: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة» فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته من وضوئه قد علق نعليه في يده الشمال ؛فلما كان الغد قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك فطلع ذلك الرجل مثل المرة الأولى، فلما كان اليوم الثالث قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضًا فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأولى، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه عبد الله بن عمرو بن العاص فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثًا، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تمضي؛ فعلت. قال: نعم .قال أنس: وكان عبد الله يحدث أنه بات معه تلك الليالي الثلاث فلم يره يقوم من الليل شيئًا غير أنه إذا تعار وتقلب على فراشه ذكر الله -عز وجل- وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر، قال عبد الله: غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرًا فلما مضت الثلاث ليال وكدت أن أحتقر عمله قلت: يا عبد الله إني لم يكن بيني وبين أبي غضب ولا هجر، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات :يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة فطلعت أنت الثلاث مرار فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك فأقتدي به فلم أراك تعمل كثير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: ما هو إلا ما رأيت، قال: فلما وليت دعاني فقال: ما هو إلا رأيت غير أني لا أجد في نفسي لأحد من المسلمين غشًا ولا أحسد أحدًا على خير أعطاه الله إياه. فقال عبد الله: هذه التي بلغت بك وهي التي لا نطيق»[رواه أحمد].
*2- من أسباب التشاحن والتباغض:
1- طاعة الشيطان: قال تعالى وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا) [الإسراء: 53].
وقال صلى الله عليه وسلم: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب ولكن في التحريش بينهم»[رواه مسلم].
2- الغضب: فالغضب مفتاح كل شر وقد أوصى صلى الله عليه وسلم رجلاً بالبعد عن الغضب فقال: «لا تغضب » فرددها مرارًا [رواه البخاري] .فإن الغضب طريق إلى التهكم بالناس والسخرية منهم وبخس حقوقهم وإيذائهم وغير ذلك مما يولد البغضاء والفرقة.
3- النميمة: وهي من أسباب الشحناء وطريق إلى القطيعة والتنافر ووسيلة إلى الوشاية بين الناس وإفساد قلوبهم قال -تعالى- ذامًا أهل هذه الخصلة الذميمة: (ولاتطع كل حلاف مهين هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ)[القلم: 11] .وقال صلى الله عليه وسلم: «لا يدخل الجنة فتان» وهو النمام.
4- الحسد: وهو تمني زوال النعمة عن صاحبها وفيه تعد وأذى للمسلمين. نهى الله عنه ورسوله قال صلى الله عليه وسلم: «إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب»[رواه أبو داود] والحسد يولد الغيبة والنميمة والبهتان على المسلمين والظلم والكبر.
5- التنافس على الدنيا: خاصة في هذا الزمن حيث كثر هذا الأمر واسودت القلوب، فهذا يحقد على زميله؛ لأنه نال راتبا أعلى، وتلك تغار من أختها لأنها حصلت على ترقية وظيفية، والأمر دون ذلك فكل ذلك إلى زوال...
6- حب الشهرة والرياسة: وهي داء عضال ومرض خطير، قال الفضيل بن عياض -رحمه الله-: «ما من أحد أحب الرياسة إلا حسد وبغي وتتبع عيوب الناس،وكره أن يذكر أحد بخير». وهذا مشاهد في أوساط الموظفين والعاملين.
7- كثرة المزاح: فإن كثيره يورث الضغينة ويجر إلى القبيح، والمزاح كالملح قليله يكفي وإن كثر أفسد وأهلك، وهناك أسباب أخرى غير هذه.
*2- وسائل معينةعلى سلامة الصدر:
أولاً: الإخلاص وصدق اللجوء الى الله والاستعانة به في جميع الاحوال على طرد الخواطر والهواجس الخبيثة والتضرع الى الله بالدعاء بطلب سلامة الصدر من كل آفة والاشتغال بالذكر الذي يطرد الشيطان ويزيل الغم:
عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثلات لا يغل عليهن قلب مؤمن: إخلاص العمل ومناصحة ولاة الأمر، ولزوم جماعة المسلمين فإن دعوتهم تحيط من ورائهم» [رواه أحمد وابن ماجه].
ومن المعلوم أن من أخلص دينه لله -عز وجل- فلن يحمل في نفسه تجاه إخوانه المسلمين إلا المحبة الصادقة، وعندها سيفرح إذا أصابتهم حسنة، وسيحزن إذا أصابتهم مصيبة، سواء كان ذلك في أمور الدنيا أو الآخرة.
ثانيًا: رضا العبد عن ربه وامتلاء قلبه به:
قال ابن القيم -رحمه الله- في الرضا: إنه يفتح للعبد باب السلامة فيجعل قلبه نقيًّا من الغش والدغل والغل، ولا ينجو من عذاب الله إلا من أتى الله بقلب سليم، كذلك وتستحيل سلامة القلب مع السخط وعدم الرضا، وكلما كان العبد أشد رضا كان قلبه أسلم، فالخبث والدغل والغش: قرين السخط، وسلامة القلب وبره ونصحه: قرين الرضا ؛وكذلك الحسد هو من ثمرات السخط، وسلامة القلب منه من ثمرات الرضا.
ثالثًا: قراءة القرآن وتدبره وعدم هجره:
فهو دواء لكل داء، والمحروم من لم يتداو بكتاب الله، قال تعالى: (قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آَمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ) [فصلت: 44] وقال: (وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا) [الإسراء: 82].
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ)[يونس: 57] ، فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواء القلبية والبدنية وأدواء الدنيا والآخرة.ولهذا وجبت قراءته وتدبره وعدم هجره؛قال تعالىوقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا)الفرقان30.
رابعًا: تذكر الحساب والعقاب: الذي يناله كل من يؤذي المسلمين من جراء خبث نفسه وسوء طويته من الحقد والحسد والغيبة والنميمة والاستهزاء وغيرها. ومعرفة خطورة هذا الامر وأنه سبب لتفويت كثير من الخير والاجر ...
خامسًا: الدعاء:
فيدعو العبد ربه دائمًا أن يجعل قلبه سليمًا على إخوانه، وأن يدعو لهم أيضًا؛ وهذا دأب الصالحين .قال تعالى: (وَالَّذِينَ جَاءُوا مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ)[الحشر: 10].
سادسًا: الصدقة:
فهي تطهر القلب، وتزكي النفس، ولذلك قال الله -تعالى- لنبيه صلى الله عليه وسلم (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا)[التوبة: 103].
وقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام-: «داووا مرضاكم بالصدقة» [صحيح الجامع] وأن أحق المرضى بالمداوة مرضى القلوب، وأحق القلوب بذلك قلبك الذي بين جنبيك.
سابعًا: تذكر أن من تنفث عليه سمومك وتناله بسهامك هو أخ مسلم ليس يهوديًا ولا نصرانيًاولامجوسيا، بل يجمعك به رابطة الإسلام، فلم توجه الأذى نحوه.
ثامنًا: إفشاء السلام:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أو لا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم» [رواه مسلم].
قال ابن عبد البر -رحمه الله-: «في هذا دليل على فضل السلام لما فيه من رفع التباغض وتوريث الود».
تاسعًا: ترك كثرة السؤال وتتبع أحوال الناس، امتثالاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه» [رواه الترمذي].
عاشرًا: محبة الخير للمسلمين لقوله صلى الله عليه وسلم: «والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه» [رواه البخاري ومسلم].
الحادي عشر: عدم الاستماع للغيبة والنميمة حتى يبقى قلب الإنسان سليمًا: قال صلى الله عليه وسلم: «لا يبلغني أحد عن أحد من أصحابي شيئًا؛ فإني أحب أن أخرج إليكم وأنا سليم الصدر» [رواه أحمد].
الثاني عشر: إصلاح القلب ومداومة علاجه قال صلى الله عليه وسلم: «ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب» [رواه البخاري ومسلم].
الثالث عشر: السعي في إصلاح ذات البين قال تعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ) [الأنفال: 8] .قال ابن عباس رضي الله عنه : «هذا تحريم من الله ورسوله أن يتقوا ويصلحوا ذات بينهم».
وقال صلى الله عليه وسلم: «ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا: بلى، قال: «إصلاح ذات البين» [رواه أبو داود].
وعموما لاينبغي أن نهمل أسباب التآلف كالهديةوفي الحديث " تهادوا فإن الهدية تذهب وحر الصدور " وأيضا افشاء السلام والزيارة والسؤال عن الاحوال وقضاء الحاجات والنداء بأحب الاسماء والتهنئه في المناسبات والمواساة في المواقف الصعبة وطلاقة الوجه وحفظ السر.. والاكثار من الصدقة فإنها سبب لتطهير النفس والقلب.
الرابع عشر: ضبط النفس خاصة في مجال النقاش والحوار الذي يسبب ايغار الصدور ويذهب سلامتها.
الخامس عشر:اختيار البيئة الطيبة والجليس الصالح الذي يدل على الخير ويصرف عن السوء والاخلاق الرديئة .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "المرء على د ين خليله فلينظر أحدكم من يخالل".
السادس عشر:اللجوء الى مناصحة المخطئ قبل لومه والعتب عليه والتنقيص منه لانه قد يكون معذورا او مجتهدا او في الامر لبس...
السابع عشر:الإعذار وحسن الظن؛ يقول الامام الشافعي:'من أراد أن يقضي له الله بخير فليحسن ظنه بالناس'....ولما دخل عليه رجل يعوده في مرضه قال:قوى الله ضعفك.فقال:لو قوىالله ضعفي لقتلني.فقال الزائر:والله ما أردت إلا خيرا.فقال الشافعي:اعلم لو أنك لو سببتني ما أردت إلاخيرا.
والله تعالى يأمرنا بالابتعاد عن سوء الظن بأهل الخيروالصلاح وينهانا عن التهمة والتخون فيقولياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم)الحجرات:12 .وقال عمر رضي الله عنه:لاتظنن بكلمةخرجت من أخيك إلا خيرا؛وأنت تجد لها في الخيرمحملا).فوجب إذن احسان الظن بالآخرين وحمل كلماتهم ومواقفهم على أحسن المحامل؛بل والتماس الأعذار لهم والتغاضي عن زلاتهم واقالة عثراتهم؛ و في الأثر: (التمس لأخيك من عذر الى سبعين عذرا).والمؤمن يلتمس للآخرين الاعذار؛بينما المنافق يلتمس لهم العثراث.قال ابن سيرين: (إذا بلغك عن أخيك شيء فالتمس له عذرا .فإن لم تجد؛فقل:لعل له عذرا لاأعرفه.)
الثامن عشر:الدفع بالتي هي أحسن؛وهذا ليس عجزا بل هو قوة وكياسة.قال تعالىومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ؛ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم وما يلقاها إلا الذين صبروا ؛وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم؛وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فا ستعذ بالله إنه هو السميع العليم.) فصلت:33- 36 .قال ابن عباس رضي الله عنهما:ادفع بحلمك جهل من يجهل عليك (فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم...).
*4- أ ثر سلامة القلب على الفرد والمجتمع:
صاحب القلب السليم يفوز بكل الفضائل السابقة ويتمتع كفرد بالطمأنينة والسكينة وراحة البال ولا يصاب بهم ولا غم ؛ويتقي العداوات والأحقاد وشرورها.
أما المجتمع فإنه بسلامة قلوب أفراده يصير مجتمعا متماسكا متراصا متكاثفا تسود بين أفراده وأسره المودة والمحبة والألفة والمواساة والتعاون ؛فيصدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلممثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).رواه مسلم.
*5- نماذج من تجارب الأنبياء والصالحين:
أ- الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:
- لما خرج عليه السلام إلى الطائف يدعو أهلها فلم يجبه منهم أحد بل آذوه؛ وانطلق مهموما وإذا هو بسحابة قد أظلته فيها جبريل ومعه ملك الجبال فناداه ملك الجبالإن الله قد سمع قول قومك لك و أنا ملك الجبال ؛وقد بعثني ربك إليك لتأمرني بأمرك؛فما شئت؟إن شئت أن أطبق عليهم "الأخشبين" ؟- يعني جبلي مكة- فقال صاحب القلب السليم عليه السلامبل أرجو أن يخرج الله من أصلابهم من يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا.)رواه مسلم.
فأي سلامة صدر هذه؟وأي صبر؟وأي تحمل ورفق وعفو عند المقدرة ؟
وتأمل أيضا حاله صلى الله عليه و سلم حين ضربه قومه فأدموه (أسالوا دمه) فمسح الدم عن وجهه و هو يقول عليه السلام (اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون>>كما في صحيح البخاري.
وتأمل معي إيذاء المشركين له في مكة قبل الهجرة بكل أنواع الأذى له ولأصحابه, بل سعوا في قتله’ولكنه خرج بإذن الله من بين أظهرهم.قال تعالى(وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك او يخرجوك و يمكرون و يمكر الله والله خير الماكرين).الأنفال: 30.فلما مكن الله له ودخل مكة فاتحا ما انتقم من احد ولا أذى واحدا منهم؛ بل قال لقومه(( لا تثريب عليكم اليوم)).
ب- نبي الله يوسف عليه السلام:
قصة يوسف مع إخوته نموذج رائع لسلامة الصدر’فعبد أن ألقوه في الجب وفرقوا بينه و بين أبيه,ودخوله السجن إلى غير ما فعلوا به ...
مكن الله له و جعله على خزائن مصر, فلما ترددوا عليه و عرفوه قالوا : (( تالله لقد آثر الله علينا وإن كنا لخاطئين))يوسف 91.
فما كان منه إلا أن قال: (لا تتريب عليكم اليوم يغفر الله لكم و هو أ رحم الراحمين)).يوسف 92.
فما حمل غلا و ما انتقم وكان بمقدوره.ثم جاء أبوه مع إخوته (ورفع أبويه على العرش و خروا له سجدا و قال يا أبت هذا تاويل رؤياي من قبل قد جعلها ربي حقا,وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن و جاء بكم من البدو ؛و من بعد أن نزغ الشيطان بيني و بين إخوتي إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم)).يوسف100. فلم يقل أخرجني من الجب كي لا يخجلهم.(وجاء بكم من البدو) ولم يقل رفع عنكم الجوع والحاجة حفظا للأدب معهم.
((من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي)) فأضاف كل ما جرى إلى السبب الرئيسي, ولم يضفه الى السبب المباشر و هو إخوته.
ج-أبو بكر الصديق رضي الله عنه:
كان رضي الله عنه ينفق على مسطح بن أثاثة- وهو ممن خاضوا في الافك ضد ابنته عائشة أم المؤمنين- فأقسم الصديق ألا ينفق عليه بسبب ذلك.ولماأنزل الله تعالى: (ولاياتل أولو الفضل منكم والسعة أن يوتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم) النور:22. فما كان منأبي بكر رضي الله عنه إلا أن أعاد النفقة على مسطح بالرغم من كل ما فعل.
د – أبو دجانة رضي الله عنه:
دخل عليه قوم وهو مريض فرأوا وجهه يتهلهل (منور ) فكلموه في ذلك فقال: (ما من عمل شيء أوثق عندي من اثنتين كنت لا أتكلم فيما لايعنيني؛والأخرى كان قلبي سليما للمسلمين.)
ه - علبة بن زيد رضي الله عنه:
لما دعا النبي صلى الله عليه وسلم يوما إلى الانفاق لم يجد علبة ما ينفقه بكى وقال:اللهم إنه ليس عندي ما أتصدق به؛اللهم إني أتصدق على كل مسلم بكل مظلمةأصابني فيها من مال أو جسد أو عرض.ثم أصبح مع الناس. فقال النبي صلى الله عليه وسلم:أين المتصدق بعرضه البارحة؟فقام علبة رضي الله عنه أبشر فوالذي نفس محمد بيده لقد كتبت في الزكاة المتقبلة.
و –الامام أحمد بن حنبل رحمه الله:
ضرب وعذب على يد المعتصم؛وحين أخذوه للعلاج بعد وفاة المعتصم أحس بألم في جسده وقال: ( اللهم اغفر للمعتصم).استغفر لمن كان سببا في ألمه.وهذا منطق عظيم لا تعرفه إلا الصدور التي حملت قلوبا كبيرة سليمة.
**خاتمة:
وهكذا فإن سلامة القلب من الأمراض المختلفة طريق المسلم إلى الجنة.ففي القرآن الكريم يقول الله عز وجل على لسان خليله إبراهيم صلى الله عليه وسلم:{وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ * يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ * إِلا مَنْ أَتَى اللهَ بِقَلْبٍ سَلِيم} [سورة الشعراء: 87 ـ 89].
قلبٌ سليمٌ من الشك والشرك والشقاق والنفاق، سليم من الغل للذين آمنوا... سليم من الرياء، سليم من الأحقاد...سليم لم يُصب بالقسوة ولم يختم عليه بالأختام . سليم لم يتلوث بآثار الجرائم والذنوب والمعاصي .. ولم يتد نس بالبدع والخرافات والأوهام وظن السوء. سليم يحمل كل هذه المعاني.
هذا هو القلب الذي ينفع صاحبه يوم القيامة، كما انتفع الخليل إبراهيم عليه السلام:{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى} [النجم: 37].إبراهيم الذي ابتلاه الله بكلمات فأتمهن فجعله الله للناس إمامًا:{إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الصافات: 84].
و بصلاح هذا القلب يصلح سائر الجسد، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلَا وَهِيَ القلب)) رواه البخاري ومسلم.
هذا القلب المنيب الذي يورث صاحبه الجنان وتقرَّب له وتُدنى، قال الله تبارك وتعالى: {وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ * هَذَا مَا تُوعَدُون لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ * مَّنْ خَشِي َالرَّحْمَن َبِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُّنِيب *ٍ ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ * لَهُم مَّا يَشَاءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ} [سورة ق: 31- 35].
إن ثمرة وجزاء سلامة الصدر دفعت الصحابي الجليل أبا ضمضم ليس فقط إلى أن يصفي قلبه عند الإساءة إليه، بل يبادر هو رضي الله عنه بالعفو والصفح عمن قد يسيء إليه، فكان إذا أصبح قال: " اللهم إنه لا مال لي أتصدق به على الناس؛ وقد تصدقت عليهم بعرضي فمن شتمني أو قذفني فهو في حل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من منكم يستطيع أن يكون كأبي ضمضم". قال ابن القيم في مدارج السالكين بعد هذا الموقف "وفي هذا الجود من سلامة الصدر وراحة القلب والتخلص من معاداة الخلق ما فيه".
كما كان أحد الصالحين إذا بلغه أن أحدا اغتابه أو وقع في عرضه أرسل إليه بهدية ثم قال : بلغني أنك أهديت لي حسنات فأردت أن أكافئك بهذه الهدية.
إن سلامة الصدر عبادة ثمينة وسلوك قلبي عميق ومشاعر إنسانية رقيقة، صفاء ونقاء، رحمة وحب، راحة وطمأنينة، خير في الدنيا وربح في الآخرة، عمل يسير وأجر عظيم، قال سفيان بن دينار لأبي بشر أحد السلف الصالحين: أخبرني عن أعمال من كان قبلنا؟ قال: كانوا يعملون يسيراً ويؤجرون كثيراً. قال سفيان: ولم ذاك؟ قال أبو بشر: لسلامة صدورهم.أسأل الله أن يوفقنا للعناية بسلامة قلوبنا وطهارتها كما نعتني - وبتوفيق منه سبحانه-بعلاج أبداننا. آمين.
والحمد لله رب العالمين.
ذ.السعيد الصادق/ ورززات في: 12/07/2009







: منتديات الأستاذ التعليمية التربوية المغربية : فريق واحد لتعليم رائد https://www.profvb.com/vb/showthread.php?p=98464
    رد مع اقتباس
قديم 2010-04-10, 02:27 رقم المشاركة : 2
abouilyas111
بروفســــــــور
 
الصورة الرمزية abouilyas111

 

إحصائية العضو







abouilyas111 غير متواجد حالياً


افتراضي رد: سلامة القلب طريق المسلم إلى الجنة


بارك الله فيك






التوقيع


    رد مع اقتباس
قديم 2010-04-18, 23:13 رقم المشاركة : 3
ابن العريف
أستـــــاذ(ة) مشارك
 
الصورة الرمزية ابن العريف

 

إحصائية العضو







ابن العريف غير متواجد حالياً


افتراضي رد: سلامة القلب طريق المسلم إلى الجنة


بارك الله فيك






    رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المسلم , الجنة , القلب , سلامة , إلى , طريق


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are معطلة


مــــواقـــع صـــديــقــة مــــواقـــع مـــهــــمــــة خـــدمـــــات مـــهـــمـــة
إديــكـبـريــس تربويات
منتديات نوادي صحيفة الشرق التربوي
منتديات ملتقى الأجيال منتديات كاري كوم
مجلة المدرس شبكة مدارس المغرب
كراسات تربوية منتديات دفاتر حرة
وزارة التربية الوطنية مصلحة الموارد البشرية
المجلس الأعلى للتعليم الأقسام التحضيرية للمدارس العليا
مؤسسة محمد السادس لأسرة التعليم التضامن الجامعي المغربي
الصندوق الوطني لمنظمات الاحتياط الاجتماعي التعاضدية العامة للتربية الوطنية
اطلع على وضعيتك الإدارية
احسب راتبك الشهري
احسب راتبك التقاعدي
وضعية ملفاتك لدى CNOPS
اطلع على نتائج الحركة الإنتقالية

منتديات الأستاذ

الساعة الآن 04:01 لوحة المفاتيح العربية Profvb en Alexa Profvb en Twitter Profvb en FaceBook xhtml validator css validator

RSS RSS 2.0 XML MAP HTML
جميع المواد المنشورة بالموقع تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن رأي الموقع ولا يتحمل أي مسؤولية عنها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd