2010-03-26, 09:45
|
رقم المشاركة : 7 |
إحصائية
العضو | | | رد: تــــــأبـِـيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــن .. |
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نزيه
هل نحن بالفعل أمة لا تقرأ ؟؟؟ حسب إحصاءاتهم ، الأرقام تدعو للإستغراب والحيرة .. فنحن لا نستهلك من الورق حتى عشرأعشارهم!! لأن المسألة جدلية ، فمادمنا لا نقرأ ، هذا يعني أننا لا نكتب ، وبالتالي لا ننتج شيئا .. فالتخلف يرافقنا ضمن جميع مسارات حياتنا .. أين مكمن العيب ياترى ؟؟ في المبدعين الأدباء ؟ في المُبتكرين العلماء ؟ أم في القارئ الذي أصبح يكره الكتاب جملة و تفصيلا ؟ من قام بقتل حب القراءة في الإنسان العربي ؟ من جعل الفقر يدب في صفوف المبدعين حتى تحولوا بقصد أو عن غير قصد إلى شعراء بلاط ، وتجار يبحثون عن الذي يدفع أكثر ؟ حسب اعتقادي البسيط ، الخُطة محبوكة بإتقان ، و تبدأ من سياساتهم التربوية / التعليمية وتنتهي بإهاناتهم لكل من سولت له نفسه التشدق بشاهاداته ! فهم يشغلون أكبر المناصب دون الحاجة للشواهد .. ويكفي أن يحصل عليها أبناءهم ليرثوا كراسيهم ....... ويظل هناك أمل. مودتي. الأستاذ المحترم نزيه ، لقد شخصت وأحسنت التشخيص .. لا فض فوك علما وحكمة ودررا . وأكتفي بإثارة تبدو لي أساسية ، تحدثتَ عنها ارتباطا بالمبدعين حين تساءلتَ : " من جعل الفقر يدب في صفوف المبدعين حتى تحولوا بقصد أو عن غير قصد إلى شعراء بلاط ، وتجار يبحثون عن الذي يدفع أكثر ؟ " وتهمني الجزئية الأولى من تساؤلك ، لكنني أربطها بالمتعلمين الذين أعتبرهم مشاريع مبدعين ( قراء وكتابا ) ، وبدونهم لا يمكن أن نؤسس لأي مشروع نهضوي جديد : من جعل الفقر يستشري في صفوف المتعلمين حتى تحولوا إلى مشاريع أميين ، وفي أحسن الأحوال إلى ظواهر كلامية بلا فكر ولا موقف ؟ لدي قناعة خلاصتها أن إبعاد التلميذ / المتعلم عن الكتاب / القراءة هو سبب الانحدار والتردي الذي وصل إليه التعليم في المدرسة المغربية .. وحين أقول الإبعاد ، فإنني أشير إلى البديل ألا وهو النِّتْ الذي اختُزِل لدى الأغلبية الساحقة من متعلمينا في " الشات" السلبي ، وفي قتل الوقت والوجدان والضمير ... في المواقع الإباحية ... نعم ، كان من المفروض أن يكون النِّتْ بديلا تِقانيا بانيا متقدما في غاية الأهمية ، تكوينا وتثقيفا وتمهيرا ... لكن ذلك لم يتحقق للأسف ؛ ويبدو أن الصورة المثيرة هيمنت على الفكرة ، والهوى أفحم العقل وأوقعه في سديم الفراغ والارتخاء بل الترهل ... فكيف لمن يعيش هذه الحالة أن يقرأ أو أن يكتب؟ أتماهى في قولك الفصل : " فمادمنا لا نقرأ ، هذا يعني أننا لا نكتب ، وبالتالي لا ننتج شيئا .. فالتخلف يرافقنا ضمن جميع مسارات حياتنا .. " إن المثقف العضوي الذي يستشعر هذا الوضع ، بحكم موقعه بداخله ، ليحس بأنه مهدد في كينونته الفكرية والوجدانية ، مما يجعل أجواء التأبين والجنائزية تكثم أنفاسه ولسان حاله يردد بمرارة وأسى لا يخلوان من أمل : إلى أين نسير وما المصير ؟ المرجو من باقي الأساتذة الكرام أن ينضموا إلى هذا النقاش المثمر الذي تم تدشينه بنـــــص " تأبين" وأساسا بالتساؤلات العميقة والمستفزة التي طرحها الأستاذ المتألق نزيه كمساهمة منه في مناقشته ، والتي اعتبرتُ - شخصيا - أنها تتغيى التأسيس لنقاش حضاري عميق وجاد حول إشكال : انحسار القراءة / الكتابة ودوره في إنتاج التخلف ... وأرجو المعذرة من أخي نزيه ، إن تجرأتُ على موقفه أكثر من اللازم . مودتي وتقديري . | |
| |